تيريك ميتشل: طريقي لم يكن سهلاً وكل شيء حققته كان بعيد المنال

مدافع كريستال بالاس يتحدث عن طفولته وتأثير وجود والده بالسجن وإغلاق أكاديمية برينتفورد للناشئين

تيريك ميتشل في صراع على الكرة مع محمد صلاح (إ.ب.أ)
تيريك ميتشل في صراع على الكرة مع محمد صلاح (إ.ب.أ)
TT

تيريك ميتشل: طريقي لم يكن سهلاً وكل شيء حققته كان بعيد المنال

تيريك ميتشل في صراع على الكرة مع محمد صلاح (إ.ب.أ)
تيريك ميتشل في صراع على الكرة مع محمد صلاح (إ.ب.أ)

كان الظهير الأيسر الشاب تيريك ميتشل ضمن العناصر الأساسية لفريق كريستال بالاس، بقيادة المدير الفني باتريك فييرا، في المباراة التي حقق فيها الفريق الفوز على حامل اللقب، مانشستر سيتي، على ملعبه بهدفين دون رد في المرحلة العاشرة من الدوري الإنجليزي. وخلال هذا الحوار، تحدث ميتشل عن مسيرة الفريق ككل تحت قيادة فييرا، ولم يركز كثيرا على الحديث عن نفسه، وهو الأمر الذي يعكس تحليه بالتواضع الشديد.
وعندما كان ميتشل صغيرًا، خضع لعدة اختبارات مع نادي واتفورد، لكنه كان يواجه مشكلة في الحضور للنادي بشكل منتظم لأن والده كان مسجونا، تاركًا والدته للعيش على الإعانات.
وبدا الأمر وكأن حلمه في أن يصبح لاعب كرة قدم على المستوى الاحترافي قد بات محكوم عليه بالفشل عندما أغلق نادي برينتفورد أكاديميته للناشئين في مايو (آيار) 2016 - بعد شهرين فقط من توقيعه عقده الأول مع النادي - والآن، أصبح ميتشل، البالغ من العمر 22 عاما، الظهير الأيسر الأساسي لكريستال بالاس، وشارك في التشكيلة الأساسية للفريق في جميع مبارياته بالدوري الإنجليزي الممتاز منذ مجيء باتريك فييرا خلفا لروي هودجسون الصيف الماضي، ويؤكد على أنه لم يفقد الثقة قط في قدراته وإمكانياته.
يقول ميتشل: «كان لدي دائمًا خطة يجب أن أفعلها بطريقة ما. ولم يكن هناك شيء يمكنه إيقافي عن تحقيق أهدافي. في بعض الأحيان تنحرف عن المسار الصحيح ولا تركز بالشكل الكافي، لكنني متأكد دائمًا من أنه لا يمكن لأحد أن يؤثر علي أو أن يضعني على المسار الخطأ لعدم النجاح. لم يكن الطريق الذي سرت فيه سهلا، لذلك فإن كل شيء قمت به كان استثنائيا. لقد حققت كل هذا من لا شيء، ولم يكن الأمر سهلا على الإطلاق، وأعتقد أن هذا جزء كبير من شخصيتي اليوم. أحاول أن أبقى متواضعا وأعتز بكل لحظة».
نشأ ميتشل مع والدته وشقيقته في بلدة هارو، شمال غربي لندن، ولم يكن يتصل بوالده إلا بشكل متقطع. يقول اللاعب الإنجليزي الشاب: «كان الأمر صعبًا، ليس بالنسبة لي فقط ولكن بالنسبة لكثير من الأشخاص من حولي في المنطقة. كان غياب والدي وتحمل والدتي مسؤولية الأسرة بمفردها أمرا هائلا بالنسبة لي. أشعر أن هذا الأمر جعلني شخصًا أفضل، فلم يجعلني هذا أتعامل مع أي شيء على أنه أمر مسلم به. إنني أشعر بالفخر لأنني أصبحت الآن في وضع يمكنني من مساعدة الناس من حولي، ولا ينبغي أن يشعر أي شخص بالقلق من أي شيء».
ويضيف: «هذا السيناريو برمته جعلني رجلاً أقوى في وقت أسرع بكثير. في بعض الأحيان، عندما تعيش مع والديك وتحصل على كل ما تريد فإن هذا يجعلك محميا من العالم الحقيقي نوعًا ما.
لكن عندما تدخل العالم الحقيقي ولا تحصل على كل ما تريده أو تضطر إلى العمل بجدية أكبر، فإنك تكون قادرا على القيام بذلك بسهولة». شوهد ميتشل لأول مرة وهو يلعب لنادي بينر ألبيون المحلي، وكان واتفورد حريصًا على ضمه إلى أكاديمية الناشئين بالنادي، لكن كان لديه مخاوف بشأن التزامه بعدما تغيب عن عدد من الحصص التدريبية. ويشيد ميتشل بمعلمه عبدي فرح، الذي أخذ المدافع الشاب تحت جناحه عندما انضم إلى نادي «إيه إف سي ويمبلي»، والمدربين في أكاديمية برينتفورد للناشئين، ويعزي إليهم الفضل في مساعدته على إدراك أن التفاني والالتزام والعمل الجاد شروط مهمة للغاية لتحقيق النجاح.
يقول ميتشل: «لقد ساعدوني على الانضمام إلى التدريبات والتركيز على حلمي، ولعبوا دورًا كبيرًا في وصولي إلى ما أنا عليه اليوم. لقد كنت أحب كرة القدم منذ نعومة أظافري، لكن عندما تكون أصغر سنًا يكون من الصعب عليك استيعاب وفهم الجانب الاحترافي للعبة بالكامل، مثل الالتزام بالمواعيد وأشياء أخرى من هذا القبيل. الأمر يختلف تماما عن مجرد الخروج وركل الكرة مع أصدقائك».
ومع ذلك، فإن قرار برينتفورد المثير للجدل بإغلاق أكاديميته للناشئين من أجل التركيز على الفريق الرديف الذي يلعب مباريات ودية ضد أندية قوية كان يعني بكل سهولة نهاية مسيرة ميتشل والعديد من اللاعبين الشباب مع الفريق.
يقول نجم كريستال بالاس: «شعرت أن هذا هو كل ما أعرفه أثناء نشأتي. لقد كنا مثل الأسرة، لذلك عندما أُغلقت أكاديمية الناشئين، تحولت فجأة إلى مجرد تلميذ في المدرسة ولست شخصًا في إحدى أكاديميات الناشئين. لقد كانت هذه واحدة من أصعب اللحظات، لكني لم أحاول قط من تلقائي نفس التقدم إلى الأمام. لقد ساعدني كثير من الأشخاص مثل أصدقائي على المضي قدمًا وإدراك أنه ستكون هناك فرصة أخرى وضرورة العمل للتأكد من أنني سأكون جاهزا لها عندما تأتي».
وعندما جاءت هذه الفرصة في شكل عرض من نادي كريستال بالاس، لم يتردد ميتشل رغم اهتمام أندية أخرى بالحصول على خدماته. بعد يومين من خسارة كريستال بالاس، بقيادة آلان بارديو، المباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي عام 2016 أمام مانشستر يونايتد، قابل ميتشل مدير أكاديمية كريستال بالاس للناشئين، غاري إيسوت، في الفندق الذي أقام فيه الفريق حفله بعد المباراة.
يقول ميتشل: «منذ الاجتماع الأول مع غاري، كانت هناك خطة واضحة. أشعر أنني قادر على الحكم على الناس بشكل جيد، وفي بعض الأحيان عندما يتحدث الناس فإنك تشعر بصدقهم وحماسهم، وهذا هو ما حدث مع غاري».
وبعد رحيل الظهير الأيسر المخضرم باتريك فان أنهولت صاحب الخبرات الكبيرة في الصيف الماضي، لم يتعاقد فييرا مع ظهير أيسر جديد، لأنه يعرف ميتشل قادرا على تقديم مستويات جيدة للغاية في هذا المركز. وبعد أن أصبح ميتشل أصغر لاعب يسجل هدفا لكريستال بالاس في الدوري الإنجليزي الممتاز في نهاية الموسم الماضي ضد أستون فيلا، واصل اللاعب تقديم المستويات القوية نفسها وصنع هدفا في المباراة التي انتهت بالتعادل أمام نيوكاسل، ويتصدر قائمة اللاعبين الأكثر استخلاصا للكرات في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم. يقول ميتشل: «كان باتريك ظهيرا أيسر رائعا، وقد تعلمت منه كثيرا عندما كان هنا. لكن الثقة التي منحني إياها النادي والمدير الفني جعلتني أرغب في رد الدين لهما وإثبات أنهما كانا على حق».
وقد وُضعت صورة ميتشل بفخر إلى جانب صور العديد من النجوم اللامعة التي تخرجت في أكاديمية كريستال بالاس، مثل غاريث ساوثغيت، وويلفريد زاها، وآرون وان بيساكا، كجزء من لوحة جدارية خارج أكاديمية الناشئين الجديدة التي افتتحها المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، غاريث ساوثغيت، رسميًا الأسبوع الماضي. أما المرحلة التالية من التطوير في هذه المنشأة الحديثة بقيمة 20 مليون جنيه إسترليني في أحد أهم مراكز ظهور المواهب الشابة في البلاد فعلى وشك البدء، ويتوقع ميتشل أن يؤدي ذلك إلى ظهور العديد من اللاعبين الشباب الذي سيسيرون على خطاه نفسها.
يقول ميتشل: «أعتقد أنه سيكون هناك إنتاج ضخم من اللاعبين القادمين. لا يوجد شيء يمكنك أن تحصل عليه في أي ناد آخر ولا تجده في كريستال بالاس. وبالتالي، لن أتفاجأ إذا وجدت لاعبي المنطقة الجنوبية كلهم يلعبون في كريستال بالاس».


مقالات ذات صلة


ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)
إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)
TT

ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)
إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)

سلّم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو، للرئيس الأميركي دونالد ترمب، «جائزة فيفا للسلام» قبل إجراء قرعة كأس العالم، اليوم (الجمعة).

ومنح ترمب أول جائزة سلام يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم خلال حفل القرعة.

وقال إنفانتينو: «في عالم منقسم بشكل متزايد، يتعين علينا أن نعترف بأولئك الذين يعملون على توحيده».

وحصل ترمب على الجائزة اعترافاً بمجهوداته للسلام في مختلف أرجاء المعمورة.

من جهته، قال ترمب بعد حصوله على الجائزة: «إنه حقاً واحد من أعظم الشرف في حياتي. وبعيداً عن الجوائز، كنت أنا وجون نتحدث عن هذا. لقد أنقذنا ملايين وملايين الأرواح. الكونغو مثال على ذلك، حيث قُتل أكثر من 10 ملايين شخص، وكانت الأمور تتجه نحو 10 ملايين آخرين بسرعة كبيرة. وحقيقة استطعنا منع ذلك... والهند وباكستان، وكثير من الحروب المختلفة التي تمكّنا من إنهائها، وفي بعض الحالات قبل أن تبدأ بقليل، مباشرة قبل أن تبدأ. كان الأمر على وشك أن يفوت الأوان، لكننا تمكّنا من إنجازها، وهذا شرف كبير لي أن أكون مع جون».

وواصل ترمب قائلاً: «عرفت إنفانتينو منذ وقت طويل. لقد قام بعمل مذهل، ويجب أن أقول إنه حقق أرقاماً جديدة... أرقاماً قياسية في مبيعات التذاكر، ولست أثير هذا الموضوع الآن لأننا لا نريد التركيز على هذه الأمور في هذه اللحظة. لكنها لفتة جميلة لك وللعبة كرة القدم... أو كما نسميها نحن (سوكر). كرة القدم هي شيء مدهش. الأرقام تتجاوز أي شيء توقعه أي شخص، بل أكثر مما كان جون يعتقد أنه ممكن».

وشكر ترمب عائلته، وقال: «السيدة الأولى العظيمة ميلانيا، فأنتِ هنا، وشكراً لكِ جزيلاً».

وأضاف: «ستشهدون حدثاً ربما لم يرَ العالم مثله من قبل، استناداً إلى الحماس الذي رأيته. لم أرَ شيئاً كهذا من قبل. لدينا علاقة رائعة وعلاقة عمل قوية مع كندا. رئيس وزراء كندا هنا، ولدينا رئيسة المكسيك، وقد عملنا عن قرب مع البلدين. لقد كان التنسيق والصداقة والعلاقة بيننا ممتازة، وأودّ أن أشكركم أنتم وبلدانكم جداً. ولكن الأهم من ذلك، أريد أن أشكر الجميع. العالم أصبح مكاناً أكثر أماناً الآن. الولايات المتحدة قبل عام لم تكن في حال جيدة، والآن، يجب أن أقول، نحن الدولة الأكثر ازدهاراً في العالم، وسنحافظ على ذلك».


قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 (تغطية حية)

قادة أميركا والمكسيك وكندا يشاركون في سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 (رويترز)
قادة أميركا والمكسيك وكندا يشاركون في سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 (رويترز)
TT

قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 (تغطية حية)

قادة أميركا والمكسيك وكندا يشاركون في سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 (رويترز)
قادة أميركا والمكسيك وكندا يشاركون في سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 (رويترز)
  • يشهد حفل سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم، الجمعة، رقماً قياسياً بحضور 64 دولة، أي أكثر من 30 في المائة من أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
  • قام «فيفا» بزيادة عدد المنتخبات المشارِكة في البطولة من 32 إلى 48 منتخباً، وحَجَزَ 42 منتخباً مقاعدهم قبل مراسم القرعة.
  • المنتخبات الـ22 الأخرى التي سوف توجد في حفل سحب القرعة سوف تخوض مباريات الملحقَين الأوروبي والعالمي، في مارس (آذار) المقبل، لتحديد المنتخبات الـ6 التي ستتأهل للمونديال.
  • تُقام 104 مباريات بدلاً من 64 في بطولة كأس العالم التي ستقام بين يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) المقبلين، في 16 ملعباً بأميركا الشمالية (في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا).
  • يحضر الرئيس الأميركي دونالد ترمب القرعة التي سيحتضنها «مركز كيندي» في العاصمة الأميركية واشنطن.

من بيكفورد إلى تروسارد... متميزون يستحقون التقدير بالدوري الإنجليزي

بيكفورد ما زال يؤكد أنه الحارس الأفضل مع إيفرتون ومنتخب إنجلترا (أ.ف.ب)
بيكفورد ما زال يؤكد أنه الحارس الأفضل مع إيفرتون ومنتخب إنجلترا (أ.ف.ب)
TT

من بيكفورد إلى تروسارد... متميزون يستحقون التقدير بالدوري الإنجليزي

بيكفورد ما زال يؤكد أنه الحارس الأفضل مع إيفرتون ومنتخب إنجلترا (أ.ف.ب)
بيكفورد ما زال يؤكد أنه الحارس الأفضل مع إيفرتون ومنتخب إنجلترا (أ.ف.ب)

بعد مرور 11 جولة من الدوري الإنجليزي الممتاز الذي يتصدره آرسنال بفارق 4 نقاط عن مانشستر سيتي و6 عن تشيلسي، يبدو أن السباق على لقب هذا الموسم سيكون أكثر شراسةً، علماً بأن الفارق بين الثالث والتاسع لا يتعدى نقطتين فقط.

ومع أن الموسم لم يصل إلى منتصفه بعد، فإن هناك لاعبين باتوا يشكلون ركيزة كبيرة مع فرقهم لدرجة تصويرهم بأن وجودهم لعب دوراً حاسماً في النتائج التي تحققت حتى الآن. وهنا نلقي نظرة على اللاعبين الأكثر تأثيراً مع فرقهم منذ بداية الموسم، الذين يستحقون الوجود ضمن التشكيلة الأبرز للدوري حتى الآن.

جوردان بيكفورد (إيفرتون)

يُعد جوردان بيكفورد واحداً من أفضل حراس المرمى في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ فترة طويلة. يتميز بالقدرة على إرسال التمريرات الطويلة المتقنة والتصدي للتسديدات القوية، كما نجح بمرور الوقت في تطوير أدائه فيما يتعلق باللعب بالقدمين، وأصبح قادراً على التمرير لزملائه في المساحات الضيقة وبدء الهجمات من الخلف. وعلاوة على ذلك، أصبح تعامله مع الكرة أكثر تنظيماً، وهو ما يعني أن أخطاءه أصبحت أقل، ولم يعد يتأثر بانفعالاته، على عكس ما كانت عليه الحال في بداية مسيرته الكروية.

رييس جيمس مدافع تشيلسي ومنتخب إنجلترا الأفضل بين أقرانه بالجانب الأيمن (أ.ف.ب)

ريس جيمس (تشيلسي)

ربما يكون انضمامه إلى هذه القائمة مفاجئاً، لكن قائد تشيلسي يستحق كل التقدير والإشادة. على مدار سنوات، كان الناس يتساءلون عما إذا كان كايل ووكر أو ترينت ألكسندر أرنولد يستحقان اللعب في التشكيلة الأساسية لمنتخب إنجلترا في مركز الظهير الأيمن، لكن الإجابة الصحيحة كانت تتمثل في أن هناك لاعباً آخر يستحق المشاركة على حساب كل منهما، وهو ريس جيمس لأنه يجمع بين نقاط قوة كليهما، ولا يملك أياً من نقاط ضعفهما. يتميز جيمس بالقوة والمثابرة، والقدرة على الإبداع، فضلاً عن قدراته الهجومية المذهلة. إنه لاعب متكامل، فهو ليس فقط أحد أفضل اللاعبين في مركزه في الدوري الإنجليزي الممتاز، بل أحد أفضل اللاعبين في العالم.

دي ليخت أعاد الصلابة لدفاع مانشستر يونايتد (رويترز)

ماتياس دي ليخت (مانشستر يونايتد)

يجني دي ليخت ثمار المشاركة في فترة الاستعداد للموسم الجديد بالكامل، وهو اللاعب الوحيد في تشكيلة مانشستر يونايتد الذي لعب كل دقيقة من دقائق المباريات التي لعبها فريقه في الدوري الإنجليزي الممتاز. إنه رائع في الدفاع عن منطقة جزاء فريقه، ويجيد ألعاب الهواء - في الناحيتين الدفاعية والهجومية - وقد تكيف المدافع الدولي الهولندي بشكل جيد مع متطلبات دوره الجديد الذي يفرض عليه التقدم إلى قلب خط الوسط، والفوز بالمواجهات الثنائية. مع تنامي ثقته بنفسه، تولى دور تنظيم خط الدفاع، مُظهراً مرة أخرى مهاراته القيادية التي أهلته لأن يحمل شارة القيادة في أياكس أمستردام وهو في سن الثامنة عشرة.

ماكسنس لاكروا (كريستال بالاس)

يُعدّ ماكسنس، قلب دفاع كريستال بالاس، لاعباً مُثيراً للتحدي لمجرد اسمه اللاتيني الذي يعني «الأعظم»، فهو لاعب سريع وقوي ويجيد التعامل مع الكرة، وبارع في ألعاب الهواء. وهو اللاعب الوحيد الذي لعب كل دقيقة من دقائق المباريات الـ19 التي لعبها كريستال بالاس هذا الموسم، وهو ما يعكس إمكانياته الهائلة وتأثيره الكبير على أداء فريقه. لقد شكّلت تصريحاته قبل نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي الموسم الماضي، التي قال فيها إن «ملعب ويمبلي سيهتز وسيكون رائعاً»، جزءاً أساسياً من اللافتة (التيفو) التي عرضها مشجعو كريستال بالاس قبل المباراة النهائية التي فاز فيها الفريق على مانشستر سيتي، وقد خلد اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ النادي بعدما قاده للحصول على هذه البطولة المهمة.

مايكل كايود (برنتفورد)

يلعب كايود عادة في مركز الظهير الأيمن، ويمكنه أيضاً اللعب على اليسار. وعلى الرغم من شهرته في تنفيذ رميات التماس الطويلة، فإن قدراته تتجاوز ذلك بكثير. يمتلك كايود مهارة كبيرة في التعامل مع الكرة، ويتميز بدقة التمرير، والقدرة على استخلاص الكرة بقدميه، فضلاً عن قدراته الهجومية الكبيرة عندما يتقدم للأمام. وفي الناحية الدفاعية، يتميز كايود بالقوة البدنية الهائلة والقدرة على قراءة اللعب، فضلاً عن سرعته الفائقة التي تساعده على استعادة الكرة وإنقاذ فريقه في المواقف الصعبة.

ياسين عياري يقدم مستويات رائعة مع برايتون (أ.ف.ب)

ياسين عياري (برايتون)

يُعد كارلوس باليبا هو الأبرز في خط وسط برايتون، لكن ياسين عياري هو من يمنح اللاعب الكاميروني الحرية اللازمة لخوض مغامرات جديدة داخل الملعب. يتميز عياري، السويدي الدولي ذو الأصول التونسية، بمهارة عالية في الاستحواذ على الكرة، حتى عند تسلمها تحت الضغط، ويتحكم في رتم ووتيرة اللعب، كما يتمتع بالسرعة الفائقة والانضباط الخططي والتكتيكي والذكاء اللازم لتغطية المساحات ومراقبة المنافسين. بالإضافة إلى ذلك، يتميز عياري بالقدرة على التسديد الدقيق والتمرير المتقن، وهو ما يجعل تسجيل وصناعة الأهداف مجرد مسألة وقت.

نوح صادقي (سندرلاند)

انضم لاعب خط الوسط البالغ من العمر 20 عاماً، الذي يجيد اللعب في مركزي الظهير وقلب الدفاع، إلى سندرلاند في فترة الانتقالات الصيفية الماضية مقابل 15 مليون جنيه إسترليني، وسرعان ما أصبح أحد أهم عناصر الفريق في مسيرته الرائعة في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم. يمتلك صادقي طاقة هائلة تجعله لا يتوقف عن الحركة من منطقة جزاء فريقه وحتى منطقة جزاء الفريق المنافس على مدار التسعين دقيقة، كما يمنح قائد الوسط غرانيت تشاكا الحرية للتقدم للأمام للقيام بواجباته الهجومية. يجيد صادقي أيضاً المراوغة والتمرير وقطع الكرات، فضلاً عن سلوكه المثالي داخل الملعب وخارجه.

أليكس إيوبي (فولهام)

لا يوجد كثير من اللاعبين الذين يمكنهم مضاهاة إيوبي فيما يتعلق بقدرته على اللعب في أكثر من مركز بخط الوسط ببراعة. يمكنه اللعب محور ارتكاز ولاعب خط وسط مهاجم وفي مركز الجناح. يتمتع إيوبي بالقدرة على الاستحواذ على الكرة تحت الضغط، والتقدم بها للأمام ببراعة وذكاء، كما أن تحركاته من دون كرة ممتازة، وهو الأمر الذي تظهره الأرقام والإحصاءات، التي تشير إلى أن ستة لاعبين فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز صنعوا فرصاً أكثر من اللاعب النيجيري البالغ من العمر 29 عاماً هذا الموسم، بينما يتصدر قائمة لاعبي فريقه فيما يتعلق بالتمريرات الحاسمة، والتمريرات الحاسمة المتوقعة، والتمريرات المفتاحية، والتمريرات الأمامية، والتسديد على المرمى. في الواقع، أصبح إيوبي أحد أكثر اللاعبين فاعلية في الدوري الإنجليزي الممتاز.

جاكوب ميرفي (نيوكاسل)

استغرق الأمر بعض الوقت لكي يتمكن ميرفي من إثبات نفسه والوصول إلى أفضل مستوياته. بدأ ميرفي مسيرته الكروية مع نوريتش سيتي، ثم أُعير إلى سويندون وساوثيند وبلاكبول وسكونثورب وكولشيستر وكوفنتري سيتي، قبل أن ينتقل إلى نيوكاسل. وبعد ذلك أمضى بعض الوقت في وست بروميتش ألبيون وشيفيلد وينزداي. وعند عودته إلى نيوكاسل، دفع به المدير الفني ستيف بروس في مركز الظهير المتقدم. والآن، أصبح اللاعب البالغ من العمر 30 عاماً عنصراً أساسياً في صفوف الفريق، حيث بدأ معظم المباريات وشارك بديلاً في بعض المباريات الأخرى، لكنه وُجد في كل اللقاءات تقريباً، وقد تحسن أداؤه بشكل لافت للأنظار. خلال الموسم الماضي، أحرز ميرفي تسعة أهداف وقدم 14 تمريرة حاسمة، ثم سجل هدفين وصنع ثلاثة أهداف أخرى هذا الموسم، وتطور ليصبح لاعباً أفضل بكثير مما توقعه معظم الناس.

الفرنسي الواعد كروبي أثبت براعته مع بورنموث (إ.ب.أ)

إيلي جونيور كروبي (بورنموث)

الوصول إلى الدوري الإنجليزي الممتاز من الخارج وتسجيل أربعة أهداف في ثماني مباريات يُعد أمراً مثيراً للإعجاب في أي سياق، لكن عندما يفعل ذلك لاعب يبلغ من العمر 19 عاماً ويأتي من لوريان الفرنسي قبل شهور قليلة، فهذا أمر استثنائي حقاً. كانت أهداف كروبي الثلاثة الأولى مع بورنموث تعكس قدراته الفائقة بصفته مهاجماً محترفاً قادراً على توقع مكان سقوط الكرة بفضل ذكائه الكبير وقدته في اللمسة الأخيرة أمام المرمى. وفي مباراة فريقه أمام نوتنغهام فورست الشهر الماضي، أظهر كروبي قدرات أكبر من ذلك، حيث كان يستحوذ على الكرة ببراعة في وسط الملعب، وينطلق بالكرة للأمام بكل رشاقة، ويتحرك بسرعة لخلق حالة من عدم التوازن في دفاعات المنافس، قبل أن يحرز هدفاً رائعاً من تسديدة قوية من مسافة 25 ياردة.

تروسارد يواصل تألقه مع آرسنال (رويترز)

لياندرو تروسارد (آرسنال)

يُعد لياندرو تروسارد اللاعب المثالي تقريباً لأي فريق يسعى إلى الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز. فعلى الرغم من أنه ليس من مستوى النخبة، فإنه لا يزال لاعباً جيداً للغاية، ويجيد تماماً دوره داخل الملعب فيما يتعلق بالتغطية والمساهمة الهجومية، فضلاً عن قدرته على اللعب في أكثر من مركز والقيام بأكثر من مهمة داخل المستطيل الأخضر. وعلى الرغم من أن اللاعب البلجيكي لم يضمن أبداً مكانه في التشكيلة الأساسية، فإنه يلعب كثيراً من المباريات، سواء بشكل أساسي أو من على مقاعد البدلاء. وتتمثل مهمته في أن يكون جاهزاً دائماً عند الحاجة إليه، وأن يكون قادراً على التأثير في نتائج وشكل المباريات، وهي المهمة التي لا تقل أهمية عن مهمة اللاعبين الأساسيين. يُقاس التأثير بالنتائج، وليس بدقائق اللعب، وقد أثبت تروسارد مراراً وتكراراً قدرته على ترك بصمة مميزة مع آرسنال في كل مرة يلعب فيها.

*خدمة «الغارديان»