نائب رئيسة المفوضية الأوروبية يطلب تعاون لبنان للحد من تسلل المهاجرين

الرئيس ميشال عون مستقبلاً أمس نائب رئيسة المفوضية الأوروبية (أ.ف.ب)
الرئيس ميشال عون مستقبلاً أمس نائب رئيسة المفوضية الأوروبية (أ.ف.ب)
TT

نائب رئيسة المفوضية الأوروبية يطلب تعاون لبنان للحد من تسلل المهاجرين

الرئيس ميشال عون مستقبلاً أمس نائب رئيسة المفوضية الأوروبية (أ.ف.ب)
الرئيس ميشال عون مستقبلاً أمس نائب رئيسة المفوضية الأوروبية (أ.ف.ب)

زار نائب رئيسة المفوضية الأوروبية مارغريتيس شيناس لبنان، أمس، في إطار جولة يقوم بها في المنطقة لمعالجة الوضع على الحدود بين بولندا وبيلاروسيا والهجرة غير الشرعية إلى أوروبا. وأعلن أنه طلب مساعدة لبنان على الحد من تسلل المهاجرين، وكان تأكيداً للتعاون، بحسب ما أعلن في بيان له بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي.
في المقابل، ومع تأكيد عون أن لبنان الذي يتخذ التدابير الآيلة لمنع الهجرة غير الشرعية من أراضيه عبّر عن أمله في أن يلقى معاملة بالمثل من دول العالم لا سيما من الدول الأوروبية، مشيراً إلى أن «تجاهل المجتمع الدولي الدعوات اللبنانية لتسهيل عودة النازحين إلى وطنهم بدأت تحدث شكوكاً بأن ثمة من يعمل لإبقائهم في لبنان، وهذا ما لا يمكن القبول به».
وفي بيان له، قال شيناس: «بيروت هي المحطة الثانية في سلسلة من الزيارات التي أقوم بها للعمل مع الدول الشريكة التي تضطلع بدور أساسي في مساعدة الاتحاد الأوروبي على وضع حد للاستغلال المجرد من المبادئ والتسليح الذي يتعرض له الأشخاص على يد نظام الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو»، مضيفاً: «التغيير يحصل. كنت في دبي أمس، بحيث أعجبت بالتزام السلطات الإماراتية بالعمل معنا لوقف هذه الممارسات».
وأعلن أنه حصل «على تأكيدات ممن التقيتهم في لبنان على استعدادهم للعمل معنا في هذا الشأن»، مشدداً على ضرورة العمل على بناء تحالف عالمي ضد استخدام البشر بيادق سياسية.
وتحدث عما يحصل، قائلاً: «يباع الأشخاص كذبة يسوقها مهربون ينقلونهم إلى مينسك ويوحون إليهم بأنهم سينتقلون بأمان إلى أوروبا. وهذا يتم عبر بلدان شريكة ومطارات إقليمية. ولن نسمح باستمرار هذا الأمر. لقد نفذنا بالفعل سلسلة من العقوبات ضد النظام البيلاروسي. وستدخل حزمة خامسة حيز التنفيذ الأسبوع المقبل. نعمل جنباً إلى جنب مع الولايات المتحدة وغيرها من الدول لإدخال هذه العقوبات حيز التنفيذ في شهر ديسمبر (كانون الأول)».
وأضاف: «عندما يتعلق الأمر بالاتحاد الأوروبي، نحن نعمل مع الشركاء في المنطقة للحرص على أن يفهموا جهودنا ويسهموا فيها»، مشيراً إلى أنه يتم إجراء محادثات مع شركات طيران من البلدان خارج الاتحاد الأوروبي معنية بهذه العمليات. «وأعتقد أن جهودنا تثمر»، وشكر لبنان «على الجهود الكبيرة التي بذلت لخفض عدد الرحلات الجوية إلى مينسك والالتزام الشامل بالإدارة المشتركة لتحديات اللاجئين في المنطقة».



انقلابيو اليمن يبطشون بصغار الباعة في ذمار

اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
TT

انقلابيو اليمن يبطشون بصغار الباعة في ذمار

اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)

تواصلاً لمسلسل انتهاكات الجماعة الحوثية الذي كانت بدأته قبل أسابيع في صنعاء وإب، وسّعت الجماعة من حجم بطشها بصغار التجار وبائعي الأرصفة في أسواق محافظة ذمار وشوارعها، وفرضت عليهم دفع إتاوات تحت مسميات غير قانونية. وفق ما ذكرته مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط».

وأكدت المصادر أن الحملات التي شارك فيها مسلحون حوثيون مدعومون بعربات عسكرية وجرافات وشاحنات، جرفت المتاجر الصغيرة وصادرت 40 عربة لبائعين متجولين بما فيها من بضائع في مدينة ذمار وعلى طول الشارع العام الرابط بين صنعاء ومحافظتي إب وتعز.

جانب من حملة حوثية استهدفت السكان وممتلكاتهم في ذمار (فيسبوك)

وجاءت الحملة التعسفية بناءً على مخرجات اجتماع ضم قيادات حوثية تُدير شؤون محافظة ذمار، (100 كيلومتر جنوب صنعاء) نصت على قيام ما تسمى مكاتب الأشغال العامة والمرور وصندوق النظافة والتحسين وإدارة أمن ذمار باستهداف صغار الباعة في المدينة وضواحيها قبيل انتهاء العام الحالي.

وبرّرت الجماعة الانقلابية حملتها بأنها للحفاظ على ما تسميه المنظر العام للشوارع، وإزالة العشوائيات والاختناقات مع زعمها بوجود مخالفات.

واشتكى مُلاك متاجر صغيرة، طالهم التعسف الحوثي لـ«الشرق الأوسط»، من ابتزاز غير مسبوق على أيدي مشرفين ومسلحين يجمعون إتاوات بالقوة تحت مسميات عدة.

وذكروا أن مسلحي الجماعة دهموا شوارع وأسواق شعبية في مناطق عدة بذمار، وباشروا بجرف المتاجر ومصادرة عربات البائعين واعتقلوا العشرات منهم عقب رفضهم دفع مبالغ مالية «تأديبية».

وأجبر الوضع المتردي كثيراً من السكان في ذمار ومدن أخرى تحت سيطرة الجماعة على العمل بمختلف المهن، حيث يعجّ الشارع الرئيسي للمدينة وشوارع فرعية أخرى منذ سنوات عدة بآلاف العاملين بمختلف الحِرف جُلهم من الشباب والأطفال والنساء؛ أملاً في توفير لقمة العيش.

انتهاكات ممنهجة

ويصف عبد الله (30 عاماً) وهو مالك متجر صغير، ما يتعرض له صغار الباعة من حرب شعواء من قِبل الجماعة الحوثية بأنه «انتهاكات ممنهجة» بقصد التضييق عليهم ودفعهم إلى الالتحاق ببرامج التعبئة العسكرية.

ويشير مراد، وهو مالك عربة متجولة إلى أنه تمكن من استعادة عربته من بين أيدي عناصر حوثيين بعد مصادرتها مع عربات بائعين آخرين في سوق شعبية وسط المدينة، وأكد أن ذلك جاء بعد استجابته بدفع مبلغ مالي لمسلح يُشرف على تنفيذ الحملة الاستهدافية.

الحوثيون صادروا عربات باعة بزعم التهرب من دفع إتاوات (فيسبوك)

وليست هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها الجماعة صغار الباعة بذمار، فقد سبق لها أن نفذت منذ مطلع العام الحالي ما يزيد على 6 حملات للبطش والتنكيل بالمئات منهم؛ بغية إرغامهم على دفع إتاوات.

وكان الانقلابيون الحوثيون أطلقوا قبل نحو شهر حملة استهدفت بالتعسف والابتزاز تجاراً وبائعين في سوق «المثلث» بمدينة ذمار، أسفر عنها جرف متاجر صغيرة ومصادرة عربات وإتلاف بضائع.

وسبق للباعة الجائلين أن طالبوا مرات عدة سلطات الانقلاب في ذمار بتوفير أسواق بديلة لهم، بدلاً من الحملات التي تُشنّ عند كل مناسبة طائفية بهدف جمع أكبر قدر من المال.