تقرير استخباراتي: «الحشد» قلل من هجماته على القوات الأميركية

أكد أن القوات العراقية لا تزال معتمدة على دعم واشنطن

TT

تقرير استخباراتي: «الحشد» قلل من هجماته على القوات الأميركية

عزا تقرير استخباراتي أميركي انخفاض الهجمات على القوات الأميركية وقوات التحالف في العراق، التي كانت على أيدي جماعات «الحشد الشعبي» إلى سعي تلك الجماعات لتسهيل خروج الجيش الأميركي من العراق.
وكشف التقرير الذي أصدره المفتش العام في وزارة الدفاع (البنتاغون) أخيراً لعملية «العزم الصلب»، مستنداً إلى معلومات قدمتها أيضاً وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، عن «توقف متعمد» بأمر من قيادات جماعات «الحشد الشعبي» لهجمات القوات الأميركية في العراق، وذلك تمهيداً لخروج تلك القوات من البلاد، ومحاولة لعب دور بارز في العراق خصوصاً في تلك المواقع التي تمت استعادة السيطرة عليها من تنظيم داعش الإرهابي.
ولفت التقرير الفصلي الـ27 ونشرته صحيفة «ميليتاري تايمز»، إلى وجود حالة «عدم رضا» في صفوف القيادات العراقية الحكومية، وكذلك الزعامات والقيادات الدينية أمثال آية الله علي السيستاني ومقتدى الصدر من النفوذ الإيراني بين صفوف الحشد، التي تُعتبر أيضًا جزءاً من الدولة الأمنية العراقية.
وكانت وكالة استخبارات الدفاع، أشارت إلى أن الميليشيات المدعومة من إيران كانت مسؤولة عن هجمات صاروخية وطائرات «بدون طيار»، شبه يومية خلال الأسبوع الأول من شهر يوليو (تموز) الماضي، ومع ذلك، يشير التقرير إلى أنه بعد اتفاق يوليو بين الولايات المتحدة والحكومة العراقية لإنهاء الدور القتالي للولايات المتحدة في نهاية عام 2021، انخرطت الميليشيات المدعومة من إيران في «توقف ملحوظ» في مهاجمة قوات التحالف في البلاد»، ووفقًا لوكالة الاستخبارات الأميركية، يعد هذا وقفًا متعمدًا للنشاط لتجنب تعطيل انتقال القوات الأميركية إلى دور غير قتالي.
وأكد أن القوات العراقية لا تزال غير قادرة على العمل بدون دعم أميركي، في الوقت الذي لا يزال تهديد تنظيم داعش الإرهابي «منخفض المستوى»، حيث سينهى الجيش الأميركي دوره القتالي في العراق بحلول 31 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، مشيراً إلى أنه «رغم انخفاض نشاط داعش بشكل كبير، عن نفس الفترة من العام الماضي، فإن قوات الأمن العراقية تظهر ضعفاً في الأمن التشغيلي، ونقصاً في المعلومات الموثوقة حول العمليات، والرضا عن النفس».
وأضاف «أن هذا النقص في التخطيط والتحكم التشغيلي، يؤدي إلى عمليات أمنية عراقية واسعة النطاق يتم التنبؤ بها مسبقاً، وعند إجراء العمليات، طلبت قوى الأمن الداخلي باستمرار دعم التحالف للغارات الجوية، وأن هذا الاعتماد على الولايات المتحدة والدعم الجماعي، لا يقتصر على قوى الأمن الداخلي، إذ تواصل القوات المشتركة في جميع أنحاء المنطقة الاعتماد على دعم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لجمع المعلومات الاستخباراتية، والمراقبة والاستطلاع، وتكامل المعلومات الاستخبارية، والضربات الجوية».
وفي سوريا، سلط التقرير الضوء على قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، إذ يعملون على جمع المعلومات «الاستخبارية البشرية» بشكل مستقل، مع الاعتماد على مساعدة التحالف في جميع الأنشطة الاستخباراتية الأخرى، ورغم هذه القيود، يشير التقرير إلى أن القوات الشريكة للتحالف في جميع أنحاء المنطقة تخطو خطوات واسعة في معركتها ضد داعش.
وبين انخفاض هجمات داعش في العراق بنحو 20 في المائة، أي من 230 إلى 182 هجوماً، مقارنة بالربع نفسه من عام 2020، وفي سوريا، انخفض هجوم داعش بنسبة 86 في المائة، من 132 هجمة في نفس الربع من العام الماضي إلى 19 هجمة، مشيراً إلى عدم وجود تغيير ملحوظ في تماسك داعش، أو أهدافه أو استراتيجيته للتعافي، فقد تدهورت قدرات المجموعة إلى القيام بـ«هجمات متمردة وإرهابية معزولة» ولا يمكنها الحفاظ على عمليات عسكرية متماسكة.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.