السعودية تمنح جنسيتها لعدد من الكفاءات المتميزة

بعد موافقة خادم الحرمين... وتضم خطاط كسوة الكعبة ومؤرخين ورائداً في الحركة المسرحية

سمعان العاني
سمعان العاني
TT

السعودية تمنح جنسيتها لعدد من الكفاءات المتميزة

سمعان العاني
سمعان العاني

أعلنت السعودية الخميس، منحها جنسية البلاد لعدد من أصحاب الخبرات المميزة، كأول دفعة منذ فتحها الباب لتجنيس الكفاءات، بغرض تعزيز عجلة التنمية ودعم مشروعات التحول الاقتصادي والتنموي الذي تشهده السعودية.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن الموافقة الملكية صدرت على منح الجنسية السعودية لعدد من المميزين، من أصحاب الكفاءات والخبرات والتخصصات النادرة.
وقالت إن ذلك يأتي على ضوء الأمر الملكي السابق بفتح باب تجنيس الكفاءات الشرعية والطبية والعلمية والثقافية والرياضية والتقنية، بما يسهم في تعزيز عجلة التنمية، ويعود بالنفع على المملكة في المجالات المختلفة، تماشياً مع رؤية 2030 الهادفة إلى تعزيز البيئة الجاذبة التي يمكن من خلالها استثمار الكفاءات البشرية واستقطاب المميزين والمبدعين.
ومن المقدّر أن يصب ذلك في خطط السعودية للإصلاح الاقتصادي واستثمار المواهب الوافدة إليها، وهو جزء من مجموعة إصلاحات وأنظمة صدرت السنوات القليلة الماضية، لتوطين الاستثمارات الأجنبية وتشجيع هجرة الكفاءات إليها وخلق بيئة اجتماعية واستثمارية مناسبة، ومناخ فعال يدعم خطط التحول في البلاد.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن قائمة الأسماء التي مُنحت الجنسية السعودية إثر صدور الموافقة الملكية اليوم الخميس، ضمت عدداً من الأسماء البارزة في المجالين الثقافي والفكري، ممن كانت لهم إسهامات مُهمة في دعم الحراك الثقافي المحلي بالإنتاجات والجهود والإصدارات النوعية، ومن بينهم: مختار عالم، خطاط كسوة الكعبة المشرفة وشيخ خطاطي مكة، والمؤرخ الدكتور أمين سيدو، والباحث الدكتور محمد البقاعي، والمؤرخ الدكتور عبد الكريم السمك، وسمعان العاني أحد أبرز رواد الإخراج المسرحي.
كما ضمت قائمة الأسماء التي مُنحت الجنسية السعودية، عددًا من الكفاءات في المجالات الدينية والتاريخية والطبية والتعليمية، فضلا عن الكفاءات الاستثمارية والتقنية الرقمية، والرياضية.
وتستعرض «الشرق الأوسط» سيرة عدد من الأسماء البارزة التي صدرت الموافقة الملكية على منحها الجنسية السعودية:
- الدكتور أمين سيدو
رفد سيدو الحراك الثقافي المحلي بمجموعة من الإنتاجات والأعمال التي تجاوزت الثلاثين إصداراً، ووثقت لسير أعلام الثقافة والفكر والأدب في السعودية. وبرع في الدراسات الببلوغرافية، وقدم أعمالاً في هذا المجال، كما عمل في مكتبة الملك فهد الوطنية، وكان مديراً لتحرير مجلتها، وقدم دراسة ببليومترية وحصرا ببليوغرافيا عن «السعوديين وعلم المكتبات والمعلومات».
- الدكتور محمد البقاعي
الباحث والمحقق والمترجم محمد البقاعي، صاحب حوالي 40 مؤلفاً في فنون متعددة، أبرزها الدراسات التاريخية والنقدية والترجمة، وعمل أستاذاً للدراسات اللغوية والأدب النقدي في عدد من المؤسسات الأكاديمية، منها جامعة الملك سعود بالرياض.
يعمل حالياً في مركز الملك سلمان لدراسات تاريخ الجزيرة العربية، متكئاً على إرث عريق من التحقيق في إصدارات متعلقة بتاريخ الجزيرة العربية والدولة السعودية، كما حصل في 2018 على جائزة الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة في دورتها التاسعة عن مجال «جهود الأفراد».
- الدكتور عبد الكريم السمك
الدكتور عبد الكريم إبراهيم السمك، مؤرخ حاصل على الدكتوراه في التاريخ الحديث والمعاصر، عاش قرابة نصف قرن من حياته في السعودية، وعلى ترابها عكف على نشر تراجم لعدد من رجالات الدولة في فترة التأسيس، خاصة من العرب الذين عملوا مع الملك عبد العزيز.
واهتم بإنتاج الصحافي والمؤرخ أمين سعيد، ونشر العديد من كتبه التي ركز فيها على الدولة السعودية، وبأرشيف مجلته (الشرق الأدنى) التي تعتبر مادة مصدرية في تاريخ مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها، وذلك بسبب كونها معاصرة لفترة توحيد المملكة. وجمع السمك تلك الحصيلة في كتاب من جزأين، مضيفاً بذلك إلى مكتبة التاريخ السعودي عملاً نفيساً ونادراً في الدولة الحديثة.
- سمعان العاني
سمعان العاني أحد رواد الإخراج المسرحي، ومن أوائل من التحق بالمسرح السعودي مخرجاً منذ السبعينات، بعد تخرجه من قسم المسرح في بغداد وقدومه إلى السعودية. ومن مسرحية «قطار الحظ» التي أخرجها، بوصفها أول عمل مسرحي سعودي تقريباً، انطلقت مسيرة عطائه وانتمائه للفضاء الفني والثقافي السعودي، وقدم العديد من الأعمال المسرحية، وشارك في العديد من المهرجانات المسرحية الدولية، وتخرج على يديه العديد من الممثلين السعوديين.
- مختار عالم
مختار عالم خطاط كسوة الكعبة المشرفة وشيخ خطاطي مكة، يعمل الآن خطاطاً بمصنع كسوة الكعبة المشرفة، شارك بأعماله في المعارض الدولية والملتقيات العالمية، وقدم دروساً ودورات في التدريب على مهارات الخط، وتُدرّس مذكرة له عن خط الرقعة في معهد الحرم المكي الشريف، كما عمل خطاطا لشهادات الدبلوم والماجستير والدكتوراه بجامعة أم القرى لمدة سنتين منتصف التسعينات الميلادية.
اقتُنيت أعماله، من قبل عدد من القيادات السياسية، وعرضت في أروقة مجموعة من المؤسسات العامة، ونال جوائز وشهادات تقديرية من جهات مختلفة.


مقالات ذات صلة

السعودية: أمر ملكي بتحويل مستشفى «التخصصي للعيون» إلى مؤسسة مستقلة

الخليج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (الشرق الأوسط)

السعودية: أمر ملكي بتحويل مستشفى «التخصصي للعيون» إلى مؤسسة مستقلة

صدر في السعودية أمر ملكي يقضي بالموافقة على النظام الأساس لمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون ومركز الأبحاث، وتحويله إلى مؤسسة مستقلة ذات طبيعة خاصة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج خادم الحرمين الشريفين لدى افتتاح مشروع «قطار الرياض» ومشاهدة فيلم تعريفي عن المشروع (واس)

الملك سلمان... رؤية ممتدة لـ16 عاماً تتحقق مع افتتاح قطار الرياض

في وثيقة تاريخية يعود عمرها إلى عام 2009، قدم الملك سلمان بن عبد العزيز، عندما كان رئيساً للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، رؤية شاملة لتطوير نظام النقل العام.

غازي الحارثي (الرياض)
الخليج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (الشرق الأوسط)

خادم الحرمين يدعو لإقامة صلاة الاستسقاء في جميع أنحاء السعودية

دعا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، إلى إقامة صلاة الاستسقاء في جميع أنحاء السعودية يوم الخميس المقبل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج الملك سلمان بن عبد العزيز

خادم الحرمين يتلقى دعوة أمير الكويت لحضور القمة الخليجية

تلقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز رسالةً خطية من الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت تتضمن الدعوة لحضور القمة الخليجية الـ45.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (الشرق الأوسط)

السعودية: أمر ملكي بتعيين 125 عضواً في النيابة العامة

أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أمراً ملكياً بتعيين 125 عضواً بمرتبة ملازم تحقيق، على سلك أعضاء النيابة العامة القضائي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

السلطان هيثم وإردوغان يبحثان العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية

الرئيس التركي مستقبلاً سلطان عُمان بالقصر الرئاسي في أنقرة (الرئاسة التركية)
الرئيس التركي مستقبلاً سلطان عُمان بالقصر الرئاسي في أنقرة (الرئاسة التركية)
TT

السلطان هيثم وإردوغان يبحثان العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية

الرئيس التركي مستقبلاً سلطان عُمان بالقصر الرئاسي في أنقرة (الرئاسة التركية)
الرئيس التركي مستقبلاً سلطان عُمان بالقصر الرئاسي في أنقرة (الرئاسة التركية)

اتفقت تركيا وسلطنة عُمان على الاستمرار في تعزيز علاقات الصداقة والتعاون فيما بينهما، وصولاً إلى رفع حجم التبادل التجاري إلى 5 مليارات دولار، وأكدتا دعمهما لأي مبادرات للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، على غرار الاتفاق الذي تم التوصل إليه في لبنان.

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إننا «نهدف لرفع حجم تجارتنا مع سلطنة عُمان إلى 5 مليارات دولار بما يتماشى وإمكاناتنا المتوفرة، وسندخل حقبة جديدة في تعاوننا بمجال الطاقة مع بدء إمدادات الغاز المسال من سلطنة عمان إلى تركيا اعتباراً من يوليو (تموز) 2025».

وعبر إردوغان، في مؤتمر صحافي مشترك مع سلطان عُمان هيثم بن طارق عقب مباحثاتهما بالقصر الرئاسي في أنقرة، الخميس، عن سعادته باستضافته في تركيا في أول زيارة رسمية على مستوى سلطان عمان إلى تركيا، مشيراً إلى أنه يعتزم زيارة السلطنة في المستقبل.

وأعرب عن رغبته في الاستمرار في تطوير العلاقات التاريخية بين البلدين في جميع المجالات، وتقدم بشكره إلى سلطان عمان على تضامن بلاده مع تركيا في مواجهة كارثة الزلزال العام الماضي، وكذلك على جهوده لإحلال السلام من خلال تحمل المسؤولية في العديد من القضايا التي تهم منطقتنا، وخاصة الصراع في اليمن، وهي جهود تستحق الإعجاب.

إردوغان والسلطان هيثم بن طارق خلال المؤتمر الصحافي (الرئاسة التركية)

إطار مؤسسي

وقال إردوغان: «نريد توفير إطار مؤسسي لعلاقاتنا، ولهذا الغرض، ناقشنا الخيارات التي يمكننا الاستفادة منها، بما في ذلك آلية التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى، وتم التوقيع على 10 وثائق لتعزيز تعاوننا في مجالات مثل العلاقات الخارجية والاقتصاد والصناعة والاستثمار والصحة والثقافة والزراعة والثروة الحيوانية».

وذكر أن التعاون في مجال الصناعة الدفاعية كان أيضاً على جدول الأعمال خلال الاجتماع، وقال إنهم فخورون بتفضيل سلطنة عمان للمنتجات الدفاعية التركية. وأشار إلى أن شركات المقاولات التركية لديها مشاريع بقيمة 7 مليارات دولار في سلطنة عمان حتى الآن، ويمكنها أن تقدم مساهمات ملموسة في إطار «رؤية عمان 2040».

وقال إردوغان إنه ناقش مع سلطان عمان القضايا والتطورات الإقليمية، لافتاً إلى أن إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن مبادرة جديدة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة يعد «خطوة متأخرة للغاية ولكنها مهمة».

وأكد أنه لا يمكن الوصول إلى السلام الإقليمي والعالمي ما لم يتحقق وقف فوري وعادل ودائم لإطلاق النار في غزة، وأن تركيا لن تتردد في بذل كل ما في وسعها لتحقيق الهدوء والسلام في غزة، وتعرب عن ترحيبها بوقف إطلاق النار في لبنان.

بدوره، أكد سلطان عمان هيثم بن طارق أن بلاده ستواصل عملها على تعزيز علاقتها مع تركيا في مختلف المجالات وزيادة حجم التبادل التجاري بينهما إلى 5 مليارات دولار.

إرساء الأمن في المنطقة

وقال إنه ناقش مع الرئيس التركي العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية، وأكد أن الرغبة المشتركة للجميع هي إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة. وأضاف: «علينا أن نعمل معاً لتعزيز التعاون الإقليمي، وفي هذا السياق، نود، كسلطنة عمان، أن نعرب عن دعمنا موقف تركيا من القضايا الدولية التي تهم منطقتنا». وأكد أن التعاون «يجب أن يستمر من أجل تحقيق حل الدولتين لفلسطين، ويجب تحقيق هذا الهدف من أجل إقامة العدل والسلام للجميع».

وكان إردوغان قد استقبل سلطان عمان، هيثم بن طارق، في مطار أسنبوغا في أنقرة يوم الخميس، وأقام مراسم رسمية لاستقباله بالقصر الرئاسي، وعقدا جلسة مباحثات ثنائية أعقبتها جلسة موسعة لوفدي البلدين جرى خلالها توقيع 10 اتفاقيات ومذكرات تفاهم.

جانب من مراسم الاستقبال الرسمي لسلطان عُمان (الرئاسة التركية)

وتبادل إردوغان وسلطان عمان أوسمة رفيعة المستوى، خلال مراسم أقيمت مساء الخميس في بالقصر الرئاسي، حيث قلّد إردوغان السلطان هيثم «وسام الدولة للجمهورية التركية»، وهو أرفع وسام في البلاد، وقلده سلطان عمان «وسام آل سعيد»، أرفع أوسمة السلطنة. وأقام إردوغان مأدبة عشاء على شرف سلطان عمان.