تحرك عربي لإدخال المساعدات الإنسانية إلى اليمن

الهلال الأحمر اليمني: الحوثيون يعرقلون قافلات الإغاثة

ممرضة هندية تلتقي والدها ووالدتها لدى وصولها إلى مدينة كوتشي الهندية بعد إجلائها من اليمن (أ.ب)
ممرضة هندية تلتقي والدها ووالدتها لدى وصولها إلى مدينة كوتشي الهندية بعد إجلائها من اليمن (أ.ب)
TT

تحرك عربي لإدخال المساعدات الإنسانية إلى اليمن

ممرضة هندية تلتقي والدها ووالدتها لدى وصولها إلى مدينة كوتشي الهندية بعد إجلائها من اليمن (أ.ب)
ممرضة هندية تلتقي والدها ووالدتها لدى وصولها إلى مدينة كوتشي الهندية بعد إجلائها من اليمن (أ.ب)

كشف مصدر في الجمعية العربية للهلال الأحمر أن العمل يجري من أجل التنسيق لعقد اجتماع عربي لإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى اليمن ضمن برامج الإغاثة التي دأبت الجمعيات الدولية على تقديمها قبل «عاصفة الحزم» في ظل ما يعانيه معظم السكان من فقر وجوع.
ولفت المصدر إلى أن الهلال الأحمر اليمني رفض إدخال المساعدات في الوقت الراهن خشية تعرض العاملين للخطر، مشددا على أن الحوثيين يعرقلون العمل الإنساني ويصعبون من تحرك القافلات هناك.
من ناحية ثانية، وفي إشارة إلى العزلة السياسية التي يعيشها المتمردون الحوثيون بعد رفض المجتمع الدولي الاعتراف بسلطتهم، قال أمير العيدروس، نائب وزير الخارجية اليمني في حكومة ما قبل الانقلاب الحوثي، إنه وأفراد وزارته يعملون من داخل العاصمة صنعاء بكل طاقاتهم من أجل الجانب الإنساني، ولا يمارسون العمل السياسي على الإطلاق. وأضاف العيدروس في حديث هاتفي لـ«الشرق الأوسط» أن الهدف هو إنقاذ اليمنيين العالقين بالآلاف على الحدود خارج البلاد، متمنيا من السعودية إدخال المواطنين اليمنيين الذين تستدعي حالتهم العلاج في مستشفيات المملكة.
وأرغم المتمردون الحوثيون العاملين في وزارة الخارجية بالعاصمة صنعاء على العمل تحت إدارتهم بعد الانقلاب على السلطة، وعزلهم حكومة رئيس الوزراء خالد بحاح، وشهدت الأيام الأولى للانقلاب إضرابا من العاملين في الوزارة بعد وضع الوزير عبد الله الصايدي قيد الإقامة الجبرية وعدم السماح له بمغادرة العاصمة، الأمر الذي حدا بجماعة «أنصار الله» لإطلاق سراحه لاحقا تزامنا مع الإفراج عن رئيس الوزراء خالد بحاح.
وفي سياق آخر، قالت مصادر يمنية إن مسلحي قبائل شبوة أوقفوا أمس شاحنة محملة بالأسلحة متجهة من أبين لدعم الخلايا النائمة في العاصمة المؤقتة عدن. وأشارت المصادر إلى أن سائق الشاحنة حاول تمرير تلك الأسلحة من خلال تغطيتها بالمواد الغذائية، مشددين على أنها ضمت صواريخ وقذائف هاون، إضافة إلى الرصاص الحي. وأضافت تلك المصادر أن 6 من مسلحي اللجان الشعبية وقعوا في أسر جماعة «أنصار الله» الحوثية بعد معارك ضارية.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.