إثيوبيا تعتقل أكثر من 70 سائقاً تابعين للأمم المتحدة

العاصمة الإثيوبية أديس أبابا (رويترز)
العاصمة الإثيوبية أديس أبابا (رويترز)
TT

إثيوبيا تعتقل أكثر من 70 سائقاً تابعين للأمم المتحدة

العاصمة الإثيوبية أديس أبابا (رويترز)
العاصمة الإثيوبية أديس أبابا (رويترز)

قال متحدث باسم الأمم المتحدة إن السلطات الإثيوبية اعتقلت أكثر من 70 سائقاً يعملون لدى المنظمة، وسط قلق دولي من تواتر أنباء عن اعتقالات واسعة النطاق لأبناء إقليم تيغراي مع تصاعد الحرب في شمال البلاد.
ولم تتضح على الفور عرقية 72 سائقاً اعتقلوا. وقال المتحدث إن السائقين متعاقدون مع «برنامج الأغذية العالمي» التابع للأمم المتحدة، وإنهم اعتقلوا في سيميرا عاصمة إقليم عفر.
ولم يصدر بعد تعليق من الحكومة الإثيوبية على اعتقال السائقين.
ويقع إقليم عفر على الحدود مع إقليم تيغراي حيث اندلع صراع قبل عام بين القوات الاتحادية وقوات موالية لـ«الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي» وهي الحزب الحاكم السابق في الإقليم.
وأودت الحرب بحياة الآلاف وأجبرت أكثر من مليونين من السكان على الفرار من ديارهم، وامتدت إلى إقليمي عفر وأمهرة؛ مما يهدد استقرار إثيوبيا.
وتضرر الاقتصاد؛ الذي كان على مدى أكثر من 10 سنوات من الاقتصادات الأسرع نمواً في أفريقيا، فارتفع معدل التضخم الرسمي إلى 35 في المائة في سبتمبر (أيلول) الماضي، وارتفعت بشدة أسعار المواد الغذائية والوقود.
وأدانت الأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، اعتقال 16 من العاملين الإثيوبيين لديها في العاصمة. ولم توضح الأمم المتحدة انتماءاتهم العرقية.
وفي 2 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي أعلنت إثيوبيا حالة طوارئ تسمح للحكومة باعتقال أي شخص تشتبه في تعاونه مع جماعة إرهابية وتفرض على المواطنين حمل بطاقات هوية وتسمح بتفتيش المنازل الخاصة. وصنف البرلمان «الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي» منظمة إرهابية في مايو (أيار).
وقال رئيس «لجنة حقوق الإنسان» الإثيوبية المعينة من الدولة، أمس الثلاثاء، إن اللجنة تلقت تقارير عن اعتقال المئات من التيغراي في العاصمة. وأضافت اللجنة أن من بين المعتقلين بعض كبار السن وأمهات مع أطفالهن.
وقال المتحدث باسم شرطة أديس أبابا، أمس الثلاثاء، إن الاعتقالات لا تجري على أساس عرقي، وإن الشرطة لا تعتقل إلا من يخالف القانون.
وقال جيتاشو ريدا، المتحدث باسم «الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي»، اليوم الأربعاء، إن حالة الطوارئ تمثل تفويضاً مطلقاً لتنفيذ اعتقالات جماعية للتيغراي. وقال لـ«رويترز» إن اعتقال سائقي الأمم المتحدة والمتعاقدين مع المنظمة لفت انتباه العالم للمشكلة الكبرى. وأضاف: «آلاف يعتقلون بسبب انتمائهم العرقي».
وقال المتحدث إن الأمم المتحدة تتواصل مع الحكومة الإثيوبية لمعرفة سبب اعتقال السائقين.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.