«عاصفة الحزم» واتفاقية «نووي إيران» في قائمة الاهتمامات للصحافة الغربية

الانتخابات البريطانية تتصدر عناوين الصحف البريطانية مع بدء العد العكسي

«عاصفة الحزم» واتفاقية «نووي إيران» في قائمة الاهتمامات للصحافة الغربية
TT

«عاصفة الحزم» واتفاقية «نووي إيران» في قائمة الاهتمامات للصحافة الغربية

«عاصفة الحزم» واتفاقية «نووي إيران» في قائمة الاهتمامات للصحافة الغربية

في الأسبوع الماضي، واصل الإعلام الأميركي متابعة «عاصفة الحزم»، وغطى، في اهتمام كبير مفاوضات سويسرا حول أسلحة إيران النووية.
في بداية الأسبوع، نقل تلفزيون «سي إن إن» مناظر لطائرات «عاصفة الحزم»، ومقتطفات من المؤتمر الصحافي اليومي للمتحدث باسم العاصفة، العقيد أحمد العسيري. وأيضا، مناظر من داخل مدينة عدن عن الاشتباكات هناك.
وفي بداية الأسبوع، أيضا، فزع الإعلام الأميركي بخبر هجوم على رئاسة وكالة الأمن الوطني (إن إس إيه) في قاعدة فورت ميد (ولاية ماريلاند). لكن، في وقت لاحق تأكد أن شخصين مخمورين ومبتذلين هاجما القاعدة دون قصد (قتلت شرطة المدخل واحدا وجرحت الثاني).
وفي مجال الإرهاب، نقتل صحيفة «نيويورك تايمز» خبر أن مسلحين صوماليين هاجموا، في غاريسا، في كينيا، كلية غاريسيا الجامعية. وأسفر الهجوم عن قتل 140 شخصا على الأقل وإصابة 65 آخرين.
وأيضا، في مجال الإرهاب، نشرت نفس الصحيفة خبر أن مقاتلي منظمة القاعدة هاجموا سجن المكلا، في اليمن، وحرروا 270 سجينا، منهم بعض قادة المنظمة هناك.
في منتصف الأسبوع، تناقلت كل وسائل الإعلام، واهتم الإعلام الاجتماعي، بتوصل إيران والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وروسيا وجمهورية الصين الشعبية وألمانيا والاتحاد الأوروبي إلى اتفاق على الإطار العام لاتفاقية مستقبلية مفصلة عن برنامج إيران النووي. لكن، دون أي توقيع مكتوب، أو وثيقة رسمية، في انتظار الموعد النهائي لصفقة كاملة مع يوم 30 يونيو (حزيران) القادم.
وفي منتصف الأسبوع، اهتم الإعلام الأميركي بمواضيع محلية:
نشرت صحيفة «نيويورك بوست»، التي تهتم بالأخبار المثيرة، في صدر صفحتها الأولى خبر العثور على أميركي قضى 66 يوما في المحيط الأطلسي. وكان يعتمد على نظام غذائي من السمك غير المطبوخ ومياه الأمطار.
ونقل تلفيون «فوكس» مناظر حية لمظاهرات تعارض قانونا عن حرية الأديان أصدره كونغرس ولاية أنديانا، وقال ناقدوه إنه يميز ضد المثليين جنسيا. وقال صاحب مطعم البيتزا (الذي كان بدأ المشكلة عندما رفض تقديم خدمات لاثنين من المثليين جنسيا بحجة معارضة المسيحية التي يؤمن بها) إنه يتعرض لتهديدات بالقتل. واضطر لإغلاق المطعم. وربما سيغادر المدينة نهائيا.
ونقلت قناة «إي بي سي» خبر أن حاكم ولاية كاليفورنيا، جيري براون، أعلن قيودا إلزامية على صرف الماء، على ضوء أسوأ موجة جفاف في تاريخ كاليفورنيا.
ونشرت صحيفة «واشنطن بوست»، في صدر صفحتها الأولى، خبر أن هيئة محلفين اتحادية وجهت اتهامات بالفساد إلى عضو مجلس الشيوخ من ولاية نيو جيرسي، بوب مينينديز، من قادة الحزب الديمقراطي.
مع نهاية الأسبوع، نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» خبر عمليات إرهابية في مكان آخر: في مصر، حيث أعلنت الحكومة قتل أكثر من 100 إرهابي في منطقة الشيخ زويد في سيناء، بعد قتل 15 جنديا مصريا على أيدي الإرهابيين. وكان «داعش» أعلن مسؤوليته.
وعن الطائرة الألمانية، قال تلفزيون «سي إن إن» أن شركة «لوفتهانزا» التي تملك شركة «جيرمان وينغ»، صاحبة الطائرة، إن «بيانات في مسجل رحلة الطائرة أوضحت تسارعا متعمدا في سرعة الطائرة قبل تحطمها في جبال الألب الفرنسية، مما يدل على أن مساعد الطيار تعمد فعلا انتحارا يقتل أكبر عدد ممكن من المسافرين معه».
وعن «عاصفة الصحراء»، قالت تلفزيون «سي إن إن»، أيضا، إن القوات السعودية صارت تسقط كميات كبيرة من الأسلحة والإمدادات الطبية لقوات المقاومة الشعبية في اليمن.
وعن الاتفاقية بين إيران والدول الكبرى، نشرت صحيفة «واشنطن بوست» أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شن هجوما عنيفا على اتفاق البرنامج النووي، وقال إنه يهدد إسرائيل. واشترط اعتراف إيران بإسرائيل.
وفي بداية الأسبوع الماضي، وبعد أن التقى رئيس الوزراء الحالي ديفيد كاميرون مع الملكة إليزابيث الثانية ليعلمها بحل البرلمان، معلنا بذلك عن إطلاقه رسميا حملة الانتخابات التشريعية البريطانية العامة، كشفت الصف البريطانية من خلال تغطيتها الإخبارية عن مواقفها واصطفافها السياسي والآيديولوجي المنحاز في العملية الديمقراطية المقرر تنظيمها يوم السابع من مايو (أيار) المقبل. وتناولت الصحف الانتخابات بإسهاب طيلة أيام الأسبوع، مع استطلاعات الرأي والنسب التي قد يحصل عليها كل من الأحزاب المتصارعة وفرص كل منهم في تشكيل الحكومة المقبلة وما يعني ذلك بالنسبة لاقتصاد بريطانيا.
وكانت صحيفة «الديلي تلغراف»، القريبة من حزب المحافظين الحاكم، أول من يكشف عن هذا الانحياز السياسي. وجاءت عناوينها على الصفحة الأولى طيلة أيام الأسبوع لتعكس ذلك. في أول أيام الأسبوع كتبت تحت عنوان «واحد من أكبر الداعمين لحزب العمال ينحاز إلى المحافظين»، تقول إن بعض الداعمين الماليين التقليدين لحزب العمال بدأ يفكر بأن سياسات الحزب في حالة فوزه لن تكون لصالح الاقتصاد البريطاني، وأن على الزعيم العمالي إد ميليباند أن يعيد النظر بسياساته. وفي اليوم الثاني كتبت الصحيفة تحت عنوان «عالم الأعمال غير راض عن تحذيرات ميليباند»، مبينة أن رجال العمال غير راضين على استخدام بعض الاقتباسات منهم في حملة حزب العمال الانتخابية.
وفي اليوم الثالث وتحت عنوان «100 من كبار رجال الأعمال: حزب العمال يهدد التعافي الاقتصادي البريطاني»، كتبت الصحيفة محذرة جمهور الناخبين من إمكانية وصول حزب العمال إلى السلطة. ونشرت على صفحتها الأولى رسالة موقعة من كبار رؤساء الشركات البريطانية يعربون فيها عن قلقهم من إمكانية وصول أحزاب بأجندات سياسية معادية لسياسة السوق التي ينتهجها حزب المحافظين ووزير الخزانة جورج أوزبورن.
وبشكل عام تناولت الصحف اجتماع رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، الذي ترأس ائتلافا حاكما تقدمه حزب المحافظين وضم أيضا الحزب الديمقراطي الليبرالي منذ عام 2010، مع الملكة إليزابيث الثانية وطلبه أن تدعو البرلمان الجديد للانعقاد في 27 مايو المقبل عقب الانتخابات. كما تناول أحدث استطلاعات الرأي، ولكنها أشارت إلى أن أيا من الأحزاب الرئيسية لن يفوز بأغلبية مطلقة في الانتخابات. وفي أحد استطلاعات الرأي، حصل حزب العمال المعارض على 36 في المائة من الأصوات، فيما قال 32 في المائة من المستطلعة آراؤهم، إنهم يعتزمون التصويت لحزب المحافظين الذي يتزعمه كاميرون. ولكن استطلاع رأي آخر نشرت نتائجه يوم الاثنين قلب هذه النتائج، حيث حصل حزب المحافظين على 36 في المائة وحزب العمال على 32 في المائة من أصوات المشاركين في الاستطلاع.
وحاولت صحيفة «الغارديان» ذات الميول اليسارية والقريبة من حزب العمال إعطاء تغطية دولية بعيدا عن القضايا البريطانية والانتخابات. وفي يوم الأربعاء الماضي أظهرت على صفحتها الأولى فوز المعارض محمد بخاري رئيسا لنيجيريا في ختام انتخابات «تاريخية» شكلت اقتراعا نموذجيا في أول تناوب ديمقراطي وسلمي على السلطة في هذا البلد المضطرب، الذي يعتبر من أكبر اقتصادات أفريقيا وتنشط فيه قوى سياسية متطرفة مثل «بوكو حرام». وأظهرت الصحيفة الانتقال السلمي لسلطة الرئيس النيجيري وإشادة الرئيس الجديد بالرئيس المنتهية ولايته غودلاك جوناثان «وميزاته كرجل دولة». وقال بخاري في أول كلمة منذ انتخابه، إن «بلادنا انضمت إلى مجموعة الأمم التي تبدل رئيسها عبر صناديق الاقتراع في انتخابات حرة ونزيهة». وقد فاز بخاري الذي كان مرشح حزب المؤتمر التقدمي المعارض بالانتخابات الرئاسية بحصوله على 53.95 في المائة من الأصوات، في مقابل 44.96 في المائة لجوناثان من الحزب الديمقراطي الشعبي. وبينت الصحيفة كيف أن الحزب الديمقراطي الشعبي حكم البلاد منذ 1999 سنة منذ عودة الديمقراطية إلى نيجيريا بعد سنوات الحكم العسكري. وكتبت الصحيفة عما شهدته نيجيريا منذ استقلالها في 1960 من انقلابات عسكرية بلغ عددها ستة.
وكانت هذه الانتخابات المحاولة الرابعة في الانتخابات لبخاري الشمالي المسلم. وقد هزم ثلاث مرات متتالية منذ 2003، كان آخرها أمام جوناثان الجنوبي المسيحي في 2011.
وقال الرئيس المنتهية ولايته في بيان ليل الثلاثاء/ الأربعاء: «وعدت هذا البلد بإجراء انتخابات حرة وعادلة وأوفيت بوعدي». وأضاف أن «أي طموح شخصي لا يوازي دم أي نيجيري»، في محاولة لمنع وقوع أعمال عنف. وكان الانتخابات السابقة التي جرت في 2011 انتهت بسقوط نحو ألف قتيل. وبينت الصحيفة ردة الفعل السياسية الإيجابية على هذه النتيجة مثل موقف الاتحاد الأوروبي وفرنسا وبريطانيا من بخاري وفوزه في الاقتراع وشددوا على أهمية «الانتقال السلمي». كما أشادت الأمم المتحدة «بنضج الديمقراطية» في نيجيريا. وقال الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون في بيان، إن «نجاح هذه الانتخابات دليل على نضج الديمقراطية في نيجيريا».



«حرب الإعلام» التضليلية... الهاجس الجديد للاتحاد الأوروبي

مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)
مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)
TT

«حرب الإعلام» التضليلية... الهاجس الجديد للاتحاد الأوروبي

مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)
مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)

«المعارضة الحقيقية هي وسائل الإعلام، ومواجهتها تقتضي إغراقها بالمعلومات المفبركة والمضللة».

هذا ما قاله ستيف بانون، كبير منظّري اليمين المتطرف في الولايات المتحدة عندما كان مشرفاً على استراتيجية البيت الأبيض في بداية ولاية دونالد ترمب الأولى عام 2018.

يومذاك حدّد بانون المسار الذي سلكه ترمب للعودة إلى الرئاسة بعد حملة قادها المشرف الجديد على استراتيجيته، الملياردير إيلون ماسك، صاحب أكبر ثروة في العالم، الذي يقول لأتباعه على منصة «إكس» «X» (تويتر سابقاً): «أنتم اليوم الصحافة».

رصد نشاط بانون

في أوروبا ترصد مؤسسات الاتحاد وأجهزته منذ سنوات نشاط بانون ومراكز «البحوث» التي أنشأها في إيطاليا وبلجيكا والمجر، ودورها في صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة في غالبية الدول الأعضاء، والذي بلغ ذروته في انتخابات البرلمان الأوروبي مطلع الصيف الماضي.

وتفيد تقارير متداولة بين المسؤولين الأوروبيين بأن هذه المراكز تنشط بشكل خاص على منصات التواصل الاجتماعي، وأن إيلون ماسك دخل أخيراً على خط تمويلها وتوجيه أنشطتها، وأن ثمة مخاوف من وجود صلات لهذه المراكز مع السلطات الروسية.

درع ضد التضليل

أمام هذه المخاوف تنشط المفوضية الأوروبية منذ أسابيع لوضع اللمسات الأخيرة على ما أسمته «الدرع ضد التضليل الإعلامي» الذي يضمّ حزمة من الأدوات، أبرزها شبكة من أجهزة التدقيق والتحقق الإلكترونية التي تعمل بجميع لغات الدول الأعضاء في الاتحاد، إلى جانب وحدات الإعلام والأجهزة الرقمية الاستراتيجية الموجودة، ومنها منصة «إي يو فس ديسانفو» EUvsDisinfo المتخصّصة التي انطلقت في أعقاب الغزو الروسي لشبه جزيرة القرم وضمّها عام 2014. و«هي باتت عاجزة عن مواجهة الطوفان التضليلي» في أوروبا... على حد قول مسؤول رفيع في المفوضية.

الخبراء، في بروكسل، يقولون إن الاتحاد الأوروبي يواجه اليوم «موجة غير مسبوقة من التضليل الإعلامي» بلغت ذروتها إبان جائحة «كوفيد 19» عام 2020، ثم مع نشوب الحرب الروسية الواسعة النطاق ضد أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

وإلى جانب الحملات الإعلامية المُضلِّلة، التي تشّنها منذ سنوات بعض الأحزاب والقوى السياسية داخلياً، تعرّضت الساحة الأوروبية لحملة شرسة ومتطورة جداً من أطراف خارجية، في طليعتها روسيا.

ومع أن استخدام التضليل الإعلامي سلاحاً في الحرب الهجينة ليس مُستجدّاً، فإن التطوّر المذهل الذي شهدته المنصّات الرقمية خلال السنوات الأخيرة وسّع دائرة نشاطه، وضاعف تداعياته على الصعيدين: الاجتماعي والسياسي.

الهدف تعميق الاستقطاب

وراهناً، تحذّر تقارير عدة وضعتها مؤسسات أوروبية من ازدياد الأنشطة التضليلية بهدف تعميق الاستقطاب وزعزعة الاستقرار في مجتمعات البلدان الأعضاء. وتركّز هذه الأنشطة، بشكل خاص، على إنكار وجود أزمة مناخية، والتحريض ضد المهاجرين والأقليات العرقية أو الدينية، وتحميلها زوراً العديد من المشاكل الأمنية.

وتلاحظ هذه التقارير أيضاً ارتفاعاً في كمية المعلومات المُضخَّمة بشأن أوكرانيا وعضويتها في حلف شمال الأطلسي «ناتو» أو انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، فضلاً عن معلومات مضخمة حول مولدافيا والاستفتاء الذي أجري فيها حول الانضمام إلى الاتحاد، وشهد تدخلاً واسعاً من جانب روسيا والقوى الموالية لها.

ستيف بانون (آ ب)

التوسّع عالمياً

كذلك، تفيد مصادر الخبراء الأوروبيين بأن المعلومات المُضلِّلة لا تنتشر فحسب عبر وسائط التواصل الاجتماعي داخل الدول الأعضاء، بل باتت تصل إلى دائرة أوسع بكثير، وتشمل أميركا اللاتينية وأفريقيا، حيث تنفق الصين وروسيا موارد ضخمة خدمة لمصالحها وترسيخ نفوذها.

كلام فون دير لاين

وفي الكلمة التي ألقتها أخيراً أورسولا فون در لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، بمناسبة الإعلان عن مشروع «الدرع» الذي ينتظر أن يستلهم نموذج وكالة «فيجينوم» الفرنسية ورديفتها السويدية «وكالة الدفاع النفسي»، قالت فون دير لاين: «إن النظام الديمقراطي الأوروبي ومؤسساته يتعرّضون لهجوم غير مسبوق يقتضي منّا حشد الموارد اللازمة لتحصينه ودرء المخاطر التي تهدّده».

وكانت الوكالتان الفرنسية والسويدية قد رصدتا، في العام الماضي، حملات تضليلية شنتها روسيا بهدف تضخيم ظهور علامات مناهضة للسامية أو حرق نسخ من القرآن الكريم. ويقول مسؤول أوروبي يشرف على قسم مكافحة التضليل الإعلامي إن ثمة وعياً متزايداً حول خطورة هذا التضليل على الاستقرار الاجتماعي والسياسي، «لكنه ليس كافياً توفير أدوات الدفاع السيبراني لمواجهته، بل يجب أن تضمن الأجهزة والمؤسسات وجود إطار موثوق ودقيق لنشر المعلومات والتحقق من صحتها».

إيلون ماسك (رويترز)

حصيلة استطلاعات مقلقة

في هذه الأثناء، تفيد الاستطلاعات بأن ثلث السكان الأوروبيين «غالباً» ما يتعرضون لحملات تضليلية، خاصة في بلدان مثل اليونان والمجر وبلغاريا وإسبانيا وبولندا ورومانيا، عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتلفزيون. لكن المفوضية تركّز نشاطها حالياً على الحملات والتهديدات الخارجية، على اعتبار أن أجهزة الدول الأعضاء هي المعنية بمكافحة الأخطار الداخلية والسهر على ضمان استقلالية وسائل الإعلام، والكشف عن الجهات المالكة لها، منعاً لاستخدامها من أجل تحقيق أغراض سياسية.

وللعلم، كانت المفوضية الأوروبية قد نجحت، العام الماضي، في إقرار قانون يلزم المنصات الرقمية بسحب المضامين التي تشكّل تهديداً للأمن الوطني، مثل الإرهاب أو الابتزاز عن طريق نشر معلومات مضلِّلة. لكن المسؤولين في المفوضية الأوروبية يعترفون بأنهم يواجهون صعوبات في هذا المضمار؛ إذ يصعب وضع حدودٍ واضحة بين الرأي والمعلومات وحرية التعبير، وبالتالي، يضطرون للاتجاه نحو تشكيل لجان من الخبراء أو وضع برامج تتيح للجمهور والمستخدمين تبيان المعلومات المزوَّرة أو المضلِّلة.