الوسمي: لا تنازل عن الرقابة... وقضايا الفساد على رأس أولويات المرحلة المقبلة

قال في كلمة بثها التلفزيون الكويتي إن الأمير دشن أولى خطوات المصالحة الشاملة

الوسمي: لا تنازل عن الرقابة... وقضايا الفساد على رأس أولويات المرحلة المقبلة
TT

الوسمي: لا تنازل عن الرقابة... وقضايا الفساد على رأس أولويات المرحلة المقبلة

الوسمي: لا تنازل عن الرقابة... وقضايا الفساد على رأس أولويات المرحلة المقبلة

في كلمة، بثها التلفزيون الرسمي في الكويت، أكد النائب عبيد الوسمي، أن أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الصباح دشّن أولى خطوات المصالحة الوطنية الشاملة باستعمال صلاحياته المقررة في المادة 75 من الدستور والخاصة بتقرير العفو الخاص، وافتتح عهداً جديداً من الحوار بين الجميع شعاره التسامح والتعاون والبناء.
وقال الوسمي، إن لجنة الحوار الوطني وضعت خارطة طريق لا يوجد فيها أي تنازل عن ممارسة الحق في الرقابة والتشريع، مشيراً إلى أن قضايا الفساد واستعادة أموال الدولة تأتي على رأس أولويات المرحلة المقبلة.
وكان أمير الكويت أطلق حواراً وطنياً، في سبتمبر (أيلول) الماضي، لحلحلة الخلافات المتزايدة بين الحكومة ومجلس الأمة التي أدخلت البلاد في حالة جمود سياسي. وجاء الإعلان الأميري بالتزامن مع الذكرى الأولى لتوليه مقاليد الحكم.
كما كلّف لجنة من رؤساء السلطات الثلاث لاقتراح الضوابط والشروط للعفو عن بعض أبناء الكويت المحكومين بقضايا خلال فترات ماضية تمهيداً لاستصدار مرسوم العفو. وجاء العفو نزولاً لرغبة ما يقارب 40 نائباً من خلال مناشدتهم لأمير البلاد بالعفو عن المدانين في قضايا مختلفة، وقالت الحكومة إن العفو يأتي استجابة لرغبة أمير البلاد في حل جميع المشاكل العالقة وتحقيق الاستقرار السياسي والتعاون بين كل الأطراف لفتح صفحة جديدة.
واستخدم الأمير حقه الدستوري بالعفو عن بعض أبناء الكويت ممن صدرت عليهم أحكام... استناداً إلى المادة (75) من الدستور، حيث صدرت مراسيم العفو أول من أمس الاثنين بعد اعتمادها من مجلس الوزراء في جلسة استثنائية.
واستفاد من العفو خصوصاً أعضاء في المعارضة البرلمانية المتهمين باقتحام مجلس الأمة «البرلمان» في نوفمبر (تشرين الثاني) 2011، ومؤيدين لهم يزيد عددهم على 67 شخصاً، كما استفاد منه متهمون مرتبطون بخلية العبدلي التي تم القبض على أفرادها في أغسطس (آب) 2015.
وقال الوسمي في كلمته: «تم تكليفنا بمهمة من أكثر مسائل السياسة دقة وتعقيداً خصوصاً في مرحلة من أكثر المراحل في العالم تغيراً وخطورة».
وأضاف: «إن ما يشهده العالم من متغيرات على جميع المستويات والأصعدة يتطلب منا جميعاً أن نضع مصلحة الكويت فوق كل اعتبار».
وزاد الوسمي: «إن ما يعيشه الإقليم من تحديات أمنية ومتغيرات اقتصادية وما يشهده العالم من تحولات سياسية وما يصاحبها من انعكاسات وآثار اقتصادية، يوجب علينا جميعاً أن نوجه الطاقات والجهود إلى ما يحقق مصالح الدولة وقوة بنائها وديمومة مواردها والمحافظة على مستوى معيشة مواطنيها ضمن حدود ما هو متاح ومقبول».
ومضى يقول: «إن مراعاة مصالح الدولة وظروفها في الموقف والرأي والسلوك هو الصورة المثالية للمشاركة الوطنية الحقيقية، كما أن وحدات الدولة ممثلة بمؤسساتها هي انعكاس لوجودها أياً كان شكل السلطة أو شخص من يمثلها». وأكد الوسمي أن «السلطات الثلاث هي جسم واحد قائم على التعاون وتوزيع المهام لا التنافس والضدية».
وقال: «لقد وضعت اللجنة خارطة طريق محددة المعالم والأهداف والمدد الزمنية، مع مراعاة ظروف الكويت وإمكانياتها وقدرتها على النهوض بتلبية الطموحات المشروعة للأمة، مؤكدين للجميع بالمحافظة على الثوابت الدستورية وعدم القبول بأي قدر من التنازل في حق الدولة في الرقابة والتشريع وأن قضايا الفساد واستعادة أموال الدولة ستكون على رأس الأولويات في المرحلة المقبلة».
وأضاف: «لقد دشن أمير البلاد أولى خطوات المصالحة الوطنية الشاملة باستعمال صلاحياته المقررة في المادة 75 من الدستور والخاصة بتقرير العفو الخاص، وافتتح عهداً جديداً من الحوار بين الجميع شعاره التسامح والتعاون والبناء».
وأكد: «إن الكويت بحاجة لجميع أبنائها لتدشين عهد يجعل مصالح الدولة محوراً لكل الأهداف».



مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
TT

مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)

أكد نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي، أن إيران والسعودية تعتزمان إرساء السلام وديمومة الهدوء في منطقة متنامية ومستقرّة، مضيفاً أن ذلك يتطلب «استمرار التعاون الثنائي والإقليمي وتعزيزه، مستهدفين تذليل التهديدات الحالية».

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش زيارته إلى السعودية التي تخلّلها بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، خلال لقاء، الاثنين، مع وليد الخريجي، نائب وزير الخارجية السعودي، قال روانجي: «الإجراءات الإيرانية - السعودية تتوّج نموذجاً ناجحاً للتعاون الثنائي ومتعدد الأطراف دوليّاً في إطار التنمية والسلام والأمن الإقليمي والدولي»، مشدّداً على استمرار البلدين في تنمية التعاون في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والقنصلية؛ بناءً على الأواصر التاريخية والثقافية ومبدأ حسن الجوار، على حد وصفه.

الجولة الثانية من المشاورات الثلاثية عُقدت في الرياض الثلاثاء (واس)

والثلاثاء، رحبت السعودية وإيران «بالدور الإيجابي المستمر لجمهورية الصين الشعبية وأهمية دعمها ومتابعتها لتنفيذ (اتفاق بكين)»، وفقاً لبيان صادر عن الخارجية السعودية، أعقب الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في العاصمة السعودية الرياض.

وأشار نائب وزير الخارجية الإيراني إلى أن الطرفين «تبادلا آراءً مختلفة لانطلاقة جادة وعملية للتعاون المشترك»، ووصف اجتماع اللجنة الثلاثية في الرياض، بأنه «وفَّر فرصة قيّمة» علاقات متواصلة وإيجابية بين إيران والسعودية والصين.

روانجي الذي شغل سابقاً منصب سفير إيران لدى الأمم المتحدة، وعضو فريق التفاوض النووي الإيراني مع مجموعة «5+1»، اعتبر أن أجواء الاجتماعات كانت «ودّية وشفافة»، وزاد أن الدول الثلاث تبادلت الآراء والموضوعات ذات الاهتمام المشترك وأكّدت على استمرار هذه المسيرة «الإيجابية والاستشرافية» وكشف عن لقاءات «بنّاءة وودية» أجراها الوفد الإيراني مع مضيفه السعودي ومع الجانب الصيني، استُعرضت خلالها مواضيع تعزيز التعاون الثنائي، والثلاثي إلى جانب النظر في العلاقات طوال العام الماضي.

الجولة الأولى من الاجتماعات التي عُقدت في بكين العام الماضي (واس)

وجدّد الجانبان، السعودي والإيراني، بُعيد انعقاد الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في الرياض، الخميس، برئاسة نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، ومشاركة الوفد الصيني برئاسة نائب وزير الخارجية الصيني دنغ لي، والوفد الإيراني برئاسة نائب وزير خارجية إيران للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي؛ التزامهما بتنفيذ «اتفاق بكين» ببنوده كافة، واستمرار سعيهما لتعزيز علاقات حسن الجوار بين بلديهما من خلال الالتزام بميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الإسلامي والقانون الدولي، بما في ذلك احترام سيادة الدول واستقلالها وأمنها.

من جانبها، أعلنت الصين استعدادها للاستمرار في دعم وتشجيع الخطوات التي اتخذتها السعودية وإيران، نحو تطوير علاقتهما في مختلف المجالات.

ولي العهد السعودي والنائب الأول للرئيس الإيراني خلال لقاء في الرياض الشهر الحالي (واس)

ورحّبت الدول الثلاث بالتقدم المستمر في العلاقات السعودية - الإيرانية وما يوفره من فرص للتواصل المباشر بين البلدين على المستويات والقطاعات كافة، مشيرةً إلى الأهمية الكبرى لهذه الاتصالات والاجتماعات والزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين، خصوصاً في ظل التوترات والتصعيد الحالي في المنطقة؛ ما يهدد أمن المنطقة والعالم.

كما رحّب المشاركون بالتقدم الذي شهدته الخدمات القنصلية بين البلدين، التي مكّنت أكثر من 87 ألف حاج إيراني من أداء فريضة الحج، وأكثر من 52 ألف إيراني من أداء مناسك العمرة بكل يسر وأمن خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي.

ورحّبت الدول الثلاث بعقد الاجتماع الأول للجنة الإعلامية السعودية - الإيرانية المشتركة، وتوقيع مذكرة تفاهم بين معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية ومعهد الدراسات السياسية والدولية، التابع لوزارة الخارجية الإيرانية.

كما أعرب البلدان عن استعدادهما لتوقيع اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي (DTAA)، وتتطلع الدول الثلاث إلى توسيع التعاون فيما بينهما في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصادية والسياسية.

ودعت الدول الثلاث إلى وقف فوري للعدوان الإسرائيلي في كلٍ من فلسطين ولبنان، وتدين الهجوم الإسرائيلي وانتهاكه سيادة الأراضي الإيرانية وسلامتها، كما دعت إلى استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى فلسطين ولبنان، محذرة من أن استمرار دائرة العنف والتصعيد يشكل تهديداً خطيراً لأمن المنطقة والعالم، بالإضافة إلى الأمن البحري.

وفي الملف اليمني، أكدت الدول الثلاث من جديد دعمها الحل السياسي الشامل في اليمن بما يتوافق مع المبادئ المعترف بها دولياً تحت رعاية الأمم المتحدة.

وكانت أعمال «الاجتماع الأول للجنة الثلاثية المشتركة السعودية - الصينية - الإيرانية»، اختتمت أعمالها في العاصمة الصينية بكّين، ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، وأكد خلاله المجتمعون على استمرار عقد اجتماعات اللجنة الثلاثية المشتركة، وعلى مدى الأشهر الماضية، خطت السعودية وإيران خطوات نحو تطوير العلاقات وتنفيذ «اتفاق بكين»، بإعادة فتح سفارتيهما في كلا البلدين، والاتفاق على تعزيز التعاون في كل المجالات، لا سيما الأمنية والاقتصادية.

وأعادت إيران في 6 يونيو (حزيران) الماضي، فتح أبواب سفارتها في الرياض بعد 7 أعوام على توقف نشاطها، وقال علي رضا بيغدلي، نائب وزير الخارجية للشؤون القنصلية (حينها): «نعدّ هذا اليوم مهماً في تاريخ العلاقات السعودية - الإيرانية، ونثق بأن التعاون سيعود إلى ذروته»، مضيفاً: «بعودة العلاقات بين إيران والسعودية، سنشهد صفحة جديدة في العلاقات الثنائية والإقليمية نحو مزيد من التعاون والتقارب من أجل الوصول إلى الاستقرار والازدهار والتنمية».