بوريطة: قضية الصحراء نابعة من معارضة بلد جار لاستكمال وحدة المغرب

ناصر بوريطة وزير خارجية المغرب (ماب)
ناصر بوريطة وزير خارجية المغرب (ماب)
TT

بوريطة: قضية الصحراء نابعة من معارضة بلد جار لاستكمال وحدة المغرب

ناصر بوريطة وزير خارجية المغرب (ماب)
ناصر بوريطة وزير خارجية المغرب (ماب)

قال ناصر بوريطة، وزير الخارجية المغربي، أمس خلال جلسة للأسئلة الشفهية بمجلس المستشارين (الغرفة الثانية بالبرلمان)، إن قضية الصحراء المغربية «نابعة من معارضة بلد جار لاستكمال الوحدة الترابية للمغرب»، في إشارة إلى الجزائر.
وأوضح بوريطة أن المغرب يتمسك بالمسار الأممي لإيجاد حل للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، لكن على أساس أن «مغربية الصحراء لم تكن أبداً ولن تكون مطروحة فوق طاولة المفاوضات»، مشيراً إلى خطاب العاهل المغربي الملك محمد السادس في خطاب المسيرة الخضراء، الذي شدد على أن المغرب لا يتفاوض على صحرائه، بل «يتفاوض لإيجاد حل سياسي لهذا النزاع المفتعل».
في هذا السياق، أكد بوريطة أن بلاده تلتزم بدعم الأمين العام أنطونيو غوتيريش، ومبعوثه الشخصي الجديد ستيفان ديميستورا من أجل إيجاد حل نهائي لهذا النزاع المفتعل، مشيداً بقرار مجلس الأمن بشأن الصحراء، الذي دعم موقف المغرب من خلال تأكيده أولوية مبادرة الحكم الذاتي، و«إقبار جميع الأطروحات المتجاوزة، التي تحاول بعض الأطراف إحياءها»، في إشارة إلى الاستفتاء.
كما أشاد بوريطة بزخم مائدتي الحوار في جنيف، وصيغة الموائد المستديرة «بمشاركة الأطراف الحقيقية في النزاع». ورغم أن هذه الصيغة «تمت محاربتها خلال مناقشات مجلس الأمن من قبل أطراف حقيقية»، فإن المجلس أكد على أن الموائد المستديرة تعتبر أساسية للتوصل لحل سياسي.
كما أشار بوريطة إلى تشديد مجلس الأمن على مشاركة الأطراف الحقيقية في النزاع على الصحراء المغربية، بالإشارة إليها بالاسم أكثر من ست مرات رغم مناوراتها، وضغوطاتها على مجلس الأمن، في إشارة إلى الجزائر، معتبراً أن الحل الأممي لقضية الصحراء «له مرجعية التي تتمثل في أن يكون واقعياً وقابلاً للتطبيق، ومتوافقاً عليه، ما يعني رفض كل حل غير واقعي وغير قابل للتطبيق».
وأوضح بوريطة أن مجلس الأمن أشار إلى انتهاك ميليشيات جبهة البوليساريو لاتفاق وقف إطلاق النار، وطلب منها الكف عن المس باستقرار المنطقة، وأن المجلس شدد على ضرورة إحصاء سكان مخيمات تندوف، في إشارة إلى مسؤولية البلد المضيف الجزائر.
على صعيد آخر، أجرى بوريطة أمس اتصالاً هاتفياً مع وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، أشادا فيه بالعلاقات المتميزة بين المغرب وإيطاليا، واتفقا على الإسراع في تنفيذ الشراكة الاستراتيجية، متعددة الأبعاد بين البلدين.
كما جدد الوزيران التأكيد على اهتمامهما الكبير بالحفاظ على الإطار القانوني، الذي يربط المغرب بالاتحاد الأوروبي وتعزيزه، مؤكداً على أهمية مبادرات مجلس الاتحاد الأوروبي، المتعلقة باتفاقيات الزراعة والصيد البحري بين المغرب والاتحاد الأوروبي.
من جانبه، أشار دي مايو إلى موقف إيطاليا من قضية الصحراء، المعبر عنه في إعلان الشراكة الاستراتيجية متعددة الأبعاد، والموقع عام 2019 بالرباط، مؤكداً على دعم إيطاليا الكامل لجهود الأمين العام للأمم المتحدة من أجل مواصلة العملية السياسية، تبعاً لقرارات مجلس الأمن، ولا سيما القرار 2602 الصادر في 29 أكتوبر (تشرين الأول) 2021. كما رحبت إيطاليا بالجهود الجادة والموثوقة، التي يبذلها المغرب في إطار الأمم المتحدة، وقالت إنها تشجع جميع الأطراف على مواصلة انخراطها بروح من الواقعية والتوافق.
كما ناقش الوزيران القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك التطورات الأخيرة في ليبيا.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.