الإطار الشيعي والكاظمي... معركة «قطع الأنفاس»

TT

الإطار الشيعي والكاظمي... معركة «قطع الأنفاس»

لعبة مطاولة، ليس أكثر. الفصائل الشيعية المحاصرة بتهمة استهداف رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لا تزال تقاوم خسارتها في الانتخابات، وعزلتها السياسية. قادة هذه المجموعات لا ينوون التراجع في الصدام مع الحكومة، بل وأمام الوقائع التي فرضت نفسها خلال الأسابيع الأخيرة.
خلال الساعات الماضية، كافحت تلك الفصائل الظروف التي دفعت بها إلى العزلة. محاولة اغتيال رأس السلطة، وحملة الإدانة الدولية، حشرتاها في عزلة «المنقلب على القانون»، والمتهم بارتكاب أعمال «إرهابية». وفي اجتماعات «الحل» التي عقدت بين الفرقاء، بدا أن الفصائل تراهن على «النفس الطويل»، لإجبار خصومها على التراجع؛ أقله العودة إلى وضع ما قبل الانتخابات. أما الهجوم على رئيس الوزراء فـ«في رقبة الإسرائيليين»، أو «دعونا نحقق في الأمر»؛ سردية سياسية بنفَس طويل.
ليلة أول من أمس، عقد «الإطار التنسيقي» الشيعي اجتماعاً، حضره رؤساء الجمهورية والوزراء والقضاء، لاحتواء أزمة مجاولة اغتيال الكاظمي، من دون نتائج. لكن «الإطار» تفرد بإصدار بيان، دون بقية الأطراف، سطر فيه مخرجات الاتفاق، الذي لم يتفق عليه سواهم. اللافت في الصياغة أن خصوم الكاظمي وضعوا مطالب محاسبة المتسببين في قمع المحتجين على نتائج الانتخابات، قبل إدانة محاولة اغتياله، التي ينتظر التثبت منها وفق «تحقيق فني»، كما يصف بيان «الإطار».
«هذه معركة مطاولة... لن تنتهي إلا بطرف مقطوع الأنفاس»، يقول قيادي من «تحالف الفتح»، ويلمح إلى أن استهداف الكاظمي لن يعطل مشروع القوى الشيعية المعنية بنسف الانتخابات الأخيرة. حتى عمليات العد والفرز لأصوات الناخبين، التي يريدونها شاملة لكل الصناديق، لن تكون تحت سلطة المفوضية الحالية؛ بل مفوضية أخرى جديدة تعينها الأحزاب ذات الصلة بالصراع الدائر.
المطاولة الشيعية تضع إيران في حيرة من أمرها. الجنرال إسماعيل قاآني، الذي زار بغداد ليلاً، وبقي فيها 3 ساعات، اكتشف؛ بحسب من حضر بعض اجتماعاته، تراجع التأثير على الحلفاء في بغداد. بدا أن المجموعة السياسية المسلحة التي تعمل تحت مظلة المرشد الإيراني متأثرة أكثر بظروف داخلية غير مواتية، كنتائج الانتخابات، وتفوق زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر.
لكن إيران، التي تنقسم دوائرها السياسية والدينية بشأن الموقف من محاولة اغتيال الكاظمي، لا تزال تنتظر صبر حلفائها على تحويل الخسارة إلى مكاسب، لكنها في النهاية لن تتردد في التفاوض مع قوة جديدة على الأرض؛ سوى قلقها من حكومة جديدة يرعاها حليف سياسي مزعج ومناور، كالصدر.
والحال أن من يتسب في تفكيك معسكر خصوم الكاظمي، ليست الظروف التي خلفتها محاولة اغتياله، هكذا يعبر القيادي في «الفتح»، بل العجز والملل الذي قد ينال من بعض مكوناته. زعيم «دولة القانون»، نوري المالكي، قد يفكر في لعب دور في هذا المجال ويفلت من معسكر متهم بالفوضى، يتحرك سياسياً عبر الميدان. لكن المالكي نفسه يواجه حقائق معاكسة؛ أهمها أنه في حاجة إلى معسكر ينوع أوراق اللعب، ففي الجهة المقابلة ثمة خصم فائز من الصعب التحالف معه... هنالك الصدر الذي يحاول دفع المالكي ورفاقه إلى المعارضة، بلا حصة في الحكومة.
فرس الرهان المقابل، يبدو متاحاً للكاظمي، لكن خياراته السياسية ليست مضمونة على الإطلاق. بين يديه فرصة سانحة الآن لتحجيم دور الفصائل المسلحة عبر ملاحقة المتورطين في محاولة اغتياله، وخلق نموذج نادر في لجم السلاح المنفلت. هذه أيضاً معركة نفَس طويل، يجيدها رئيس الوزراء حتى الآن، بهدوء محسوب. وفي المعسكر ذاته، يحاول الصدر صياغة معادلة الأغلبية، بأكثرية الشيعة المناهضين للفصائل، لكن هذا الأخير يتطلب حسابات معقدة أهمها الاستعداد لسيناريو يتوقعه مقربون من الحكومة، يشبه الانقلاب الحوثي على السلطة في اليمن. هنا تحاول أطراف تقف بين المعسكرين بحرج، صياغة توافق قائم على التنازلات.



سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
TT

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)

يزيد عدد سكان العراق على 45 مليون نسمة، نحو نصفهم من النساء، وثلثهم تقل أعمارهم عن 15 عاماً، وفق ما أعلن رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، اليوم (الاثنين)، حسب الأرقام غير النهائية لتعداد شامل هو الأول منذ عقود.

وأجرى العراق الأسبوع الماضي تعداداً شاملاً للسكان والمساكن على كامل أراضيه لأول مرة منذ 1987، بعدما حالت دون ذلك حروب وخلافات سياسية شهدها البلد متعدد العرقيات والطوائف.

وقال السوداني، في مؤتمر صحافي: «بلغ عدد سكان العراق 45 مليوناً و407 آلاف و895 نسمة؛ من ضمنهم الأجانب واللاجئون».

ونوّه بأن «الأسر التي ترأسها النساء تشكّل 11.33 في المائة» بالبلد المحافظ، حيث بلغ «عدد الإناث 22 مليوناً و623 ألفاً و833 بنسبة 49.8 في المائة» وفق النتائج الأولية للتعداد.

ووفق تعداد عام 1987، كان عدد سكان العراق يناهز 18 مليون نسمة.

وشمل تعداد السنة الحالية المحافظات العراقية الـ18، بعدما استثنى تعداد أُجري في 1997، المحافظات الثلاث التي تشكل إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي منذ 1991.

وأعلن الإقليم من جهته الاثنين أن عدد سكانه تخطى 6.3 مليون نسمة؛ من بينهم الأجانب، طبقاً للنتائج الأولية، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأرجئ التعداد السكاني مرات عدة بسبب خلافات سياسية في العراق الذي شهد نزاعات وحروباً؛ بينها حرب ما بعد الغزو الأميركي في 2003، وسيطرة تنظيم «داعش» في 2014 على أجزاء واسعة منه.

ولفت السوداني إلى أن نسبة السكان «في سنّ العمل» الذين تتراوح أعمارهم بين «15 و64 سنة بلغت 60.2 في المائة»، مؤكداً «دخول العراق مرحلة الهبّة الديموغرافية».

وأشار إلى أن نسبة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً تبلغ 36.1 في المائة، فيما يبلغ «متوسط حجم الأسرة في العراق 5.3 فرد».

وأكّد السوداني أن «هذه النتائج أولية، وسوف تكون هناك نتائج نهائية بعد إكمال باقي عمليات» التعداد والإحصاء النوعي لخصائص السكان.

وأظهرت نتائج التعداد أن معدّل النمو السنوي السكاني يبلغ حالياً 2.3 في المائة؛ وذلك «نتيجة لتغيّر أنماط الخصوبة في العراق»، وفق ما قال مستشار صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق، مهدي العلاق، خلال المؤتمر الصحافي.