قالت مسربة وثائق «فيسبوك» فرنسيس هوغن إنها تخشى تأثير عالم الواقع الافتراضي المستقبلي «ميتافيرس»، الذي يطوره مارك زوكربيرغ، قائلة إنه سيجبر الناس على الكشف عن مزيد من معلوماتهم الشخصية في العلن، وسيزيد من إدمانهم الإنترنت، ويتيح لشركة «فيسبوك» مزيداً من الاحتكار في عالم الإنترنت.
وسبق أن تحدث زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لـ«فيسبوك»، عن رؤيته للعالم الافتراضي المقبل المسمى «ميتافيرس»، قائلاً إنه سيكون مساحة افتراضية ثلاثية الأبعاد، يمكن من خلاله مشاركة تجارب فريدة مع الآخرين حتى عند عدم الوجود مع الآخرين في الواقع، والقيام معهم بأشياء لا يمكن القيام بها في العالم الحقيقي. ويمكن، مثلاً، بناء مسكن رقمي للمستخدم وفقاً لرغبته، والدردشة مع الآخرين ومشاركة الصور وعروض الفيديو والملفات المختلفة عبر هذا العالم الذي يصنع فيه المستخدم شخصيته الرقمية ويتفاعل بها مع الآخرين، وصولاً إلى حضور الحفلات الموسيقية للفرق التي يحبها المستخدم، والعمل، والتعليم.
ويمكن كذلك إجراء التمارين الرياضية مع المدربين والأصدقاء عبر هذا العالم، وذلك بارتداء نظارات الواقع الافتراضي Virtual Reality، واللعب بالألعاب الإلكترونية المتقدمة مع الآخرين، واستخدام التطبيقات المختلفة التي ستدعم تقنيات هذا العالم.
وفي تصريح لوكالة أنباء «أسوشييتد برس»، أعربت هوغن عن قلقها من تأثير «ميتافيرس» على الأشخاص، قائلة إنه قد يزيد من إدمان استخدام الإنترنت ويعرض بيانات المستخدمين الشخصية لمزيد من الخطر.
وأضافت: «يجب أن يكشف مسؤولو (فيسبوك) عن خطتهم الخاصة بـ(ميتافيرس) بكل شفافية أمام الجميع؛ لأنهم قد يختبئون خلف الحائط، ويستمرون في ارتكاب الأخطاء السابقة، ويستمرون في صنع الأشياء التي تعطي الأولوية لأرباحهم على حساب سلامة المستخدمين».
وأشارت هوغن إلى أن أنظمة «فيسبوك» تضخم الكراهية والتطرف عبر الإنترنت، وتفشل في حماية الشباب من المحتوى الضار، متهمة الشركة بأنها تفتقر إلى أي حافز لإصلاح مشكلاتها.
وبعد أن غيرت «فيسبوك»؛ التي لديها 3 مليارات مستخدم في تطبيقاتها للتواصل الاجتماعي على الإنترنت، اسمها إلى «ميتا» قبل نحو أسبوعين، عملت الأسبوع الماضي للتركيز على بناء «ميتافيرس»؛ وهي بيئة للواقع الافتراضي المشترك.
وقبل أسبوع وصفت هوغن قرار «فيسبوك» تغيير اسمها إلى «ميتا» في إشارة إلى «ميتافيرس»، بأنه «قرار لا معنى له في ظل استمرار تجاهل المشكلات الأمنية». وأضافت: «دائماً ما تختار (فيسبوك) التوسع بدلاً إتقان العمل».
وكانت هوغن، مديرة المنتجات السابقة في «فيسبوك»، والتي غادرت الشركة في مايو (أيار) الماضي، قد كشفت عن بعض المخالفات التي ارتكبتها الشركة، قائلة إنها تعطي الأولوية للربح على حساب سلامة المستخدمين.
كما أشارت هوغن إلى أن الشركة أوقفت قبل الأوان الإجراءات الوقائية المصممة لإحباط المعلومات المضللة بعد أن هزم الرئيس الأميركي جو بايدن سلفه دونالد ترمب العام الماضي، زاعمة أن ذلك ساهم في الغزو الفوضوي لمبنى «الكابيتول» في 6 يناير (كانون الثاني) الماضي.
وبعد الانتخابات، قامت الشركة بحل وحدة «النزاهة المدنية»، حيث كانت تعمل، وهو الأمر الذي قالت هوغن إنه جعلها تدرك أنها يجب ألا تثق بأن الشركة على استعداد لاستثمار ما يجب استثماره بالفعل لمنع المخاطر المتعلقة باستخدام موقعها.
وكشفت هوغن أيضاً عن أن «فيسبوك» ساهمت في مشكلات الصحة العقلية والعاطفية بين المراهقين، خصوصاً الفتيات، مؤكدة أن الشركة كانت تعرف جيداً أن تطبيق «إنستغرام» كان يفاقم من مشكلات صورة الجسد بين المراهقين، ولم تفعل شيئاً حيال ذلك.
كما أشارت هوغن إلى أن الشركة «قامت بتضليل المستثمرين ببيانات عامة لا تتطابق مع إجراءاتها الداخلية»، مؤكدة أنها تقدمت بشكوى إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية بخصوص هذا الأمر.
مسربة وثائق «فيسبوك» تخشى تأثير «ميتافيرس»
مسربة وثائق «فيسبوك» تخشى تأثير «ميتافيرس»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة