مسربة وثائق «فيسبوك» تخشى تأثير «ميتافيرس»

مسربة وثائق «فيسبوك» فرنسيس هوغن (رويترز)
مسربة وثائق «فيسبوك» فرنسيس هوغن (رويترز)
TT

مسربة وثائق «فيسبوك» تخشى تأثير «ميتافيرس»

مسربة وثائق «فيسبوك» فرنسيس هوغن (رويترز)
مسربة وثائق «فيسبوك» فرنسيس هوغن (رويترز)

قالت مسربة وثائق «فيسبوك» فرنسيس هوغن إنها تخشى تأثير عالم الواقع الافتراضي المستقبلي «ميتافيرس»، الذي يطوره مارك زوكربيرغ، قائلة إنه سيجبر الناس على الكشف عن مزيد من معلوماتهم الشخصية في العلن، وسيزيد من إدمانهم الإنترنت، ويتيح لشركة «فيسبوك» مزيداً من الاحتكار في عالم الإنترنت.
وسبق أن تحدث زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لـ«فيسبوك»، عن رؤيته للعالم الافتراضي المقبل المسمى «ميتافيرس»، قائلاً إنه سيكون مساحة افتراضية ثلاثية الأبعاد، يمكن من خلاله مشاركة تجارب فريدة مع الآخرين حتى عند عدم الوجود مع الآخرين في الواقع، والقيام معهم بأشياء لا يمكن القيام بها في العالم الحقيقي. ويمكن، مثلاً، بناء مسكن رقمي للمستخدم وفقاً لرغبته، والدردشة مع الآخرين ومشاركة الصور وعروض الفيديو والملفات المختلفة عبر هذا العالم الذي يصنع فيه المستخدم شخصيته الرقمية ويتفاعل بها مع الآخرين، وصولاً إلى حضور الحفلات الموسيقية للفرق التي يحبها المستخدم، والعمل، والتعليم.
ويمكن كذلك إجراء التمارين الرياضية مع المدربين والأصدقاء عبر هذا العالم، وذلك بارتداء نظارات الواقع الافتراضي Virtual Reality، واللعب بالألعاب الإلكترونية المتقدمة مع الآخرين، واستخدام التطبيقات المختلفة التي ستدعم تقنيات هذا العالم.
وفي تصريح لوكالة أنباء «أسوشييتد برس»، أعربت هوغن عن قلقها من تأثير «ميتافيرس» على الأشخاص، قائلة إنه قد يزيد من إدمان استخدام الإنترنت ويعرض بيانات المستخدمين الشخصية لمزيد من الخطر.
وأضافت: «يجب أن يكشف مسؤولو (فيسبوك) عن خطتهم الخاصة بـ(ميتافيرس) بكل شفافية أمام الجميع؛ لأنهم قد يختبئون خلف الحائط، ويستمرون في ارتكاب الأخطاء السابقة، ويستمرون في صنع الأشياء التي تعطي الأولوية لأرباحهم على حساب سلامة المستخدمين».
وأشارت هوغن إلى أن أنظمة «فيسبوك» تضخم الكراهية والتطرف عبر الإنترنت، وتفشل في حماية الشباب من المحتوى الضار، متهمة الشركة بأنها تفتقر إلى أي حافز لإصلاح مشكلاتها.
وبعد أن غيرت «فيسبوك»؛ التي لديها 3 مليارات مستخدم في تطبيقاتها للتواصل الاجتماعي على الإنترنت، اسمها إلى «ميتا» قبل نحو أسبوعين، عملت الأسبوع الماضي للتركيز على بناء «ميتافيرس»؛ وهي بيئة للواقع الافتراضي المشترك.
وقبل أسبوع وصفت هوغن قرار «فيسبوك» تغيير اسمها إلى «ميتا» في إشارة إلى «ميتافيرس»، بأنه «قرار لا معنى له في ظل استمرار تجاهل المشكلات الأمنية». وأضافت: «دائماً ما تختار (فيسبوك) التوسع بدلاً إتقان العمل».
وكانت هوغن، مديرة المنتجات السابقة في «فيسبوك»، والتي غادرت الشركة في مايو (أيار) الماضي، قد كشفت عن بعض المخالفات التي ارتكبتها الشركة، قائلة إنها تعطي الأولوية للربح على حساب سلامة المستخدمين.
كما أشارت هوغن إلى أن الشركة أوقفت قبل الأوان الإجراءات الوقائية المصممة لإحباط المعلومات المضللة بعد أن هزم الرئيس الأميركي جو بايدن سلفه دونالد ترمب العام الماضي، زاعمة أن ذلك ساهم في الغزو الفوضوي لمبنى «الكابيتول» في 6 يناير (كانون الثاني) الماضي.
وبعد الانتخابات، قامت الشركة بحل وحدة «النزاهة المدنية»، حيث كانت تعمل، وهو الأمر الذي قالت هوغن إنه جعلها تدرك أنها يجب ألا تثق بأن الشركة على استعداد لاستثمار ما يجب استثماره بالفعل لمنع المخاطر المتعلقة باستخدام موقعها.
وكشفت هوغن أيضاً عن أن «فيسبوك» ساهمت في مشكلات الصحة العقلية والعاطفية بين المراهقين، خصوصاً الفتيات، مؤكدة أن الشركة كانت تعرف جيداً أن تطبيق «إنستغرام» كان يفاقم من مشكلات صورة الجسد بين المراهقين، ولم تفعل شيئاً حيال ذلك.
كما أشارت هوغن إلى أن الشركة «قامت بتضليل المستثمرين ببيانات عامة لا تتطابق مع إجراءاتها الداخلية»، مؤكدة أنها تقدمت بشكوى إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية بخصوص هذا الأمر.


مقالات ذات صلة

المفوضية الأوروبية تغرّم «ميتا» نحو 800 مليون يورو بتهمة تقويض المنافسة

تكنولوجيا شعار شركة «ميتا» يظهر على شاشة جوّال (أ.ف.ب)

المفوضية الأوروبية تغرّم «ميتا» نحو 800 مليون يورو بتهمة تقويض المنافسة

أعلنت المفوضية الأوروبية، الخميس، أنها فرضت غرامة قدرها 798 مليون يورو على شركة «ميتا» لانتهاكها قواعد المنافسة.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
العالم الانشغال الزائد بالتكنولوجيا يُبعد الأطفال عن بناء صداقات حقيقية (جامعة كوينزلاند) play-circle 00:32

أستراليا تتجه لحظر «السوشيال ميديا» لمن دون 16 عاماً

تعتزم الحكومة الأسترالية اتخاذ خطوات نحو تقييد وصول الأطفال والمراهقين إلى وسائل التواصل الاجتماعي.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
الولايات المتحدة​ تحظر «ميتا» و«تيك توك» و«يوتيوب» و«إكس» المنشورات التي تسعى إلى ترهيب الناخبين (رويترز)

كيف تعمل «ميتا» و«تيك توك» و«يوتيوب» و«إكس» على إدارة التهديدات الانتخابية؟

أكثر شبكات التواصل الاجتماعي نفوذاً -بما في ذلك «ميتا» و«تيك توك» و«يوتيوب» و«إكس»- لديها سياسات وخطط جاهزة لإدارة التهديدات الانتخابية والمعلومات المضللة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد شعار العلامة التجارية «ميتا» مطبوع بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد على لوحة مفاتيح كومبيوتر محمول (رويترز)

كوريا الجنوبية تغرم «ميتا» 15 مليون دولار لانتهاك خصوصية المستخدمين

فرضت كوريا الجنوبية غرامة قدرها 21.62 مليار وون (ما يعادل 15.67 مليون دولار) على شركة «ميتا»، المالكة لـ«فيسبوك»، بعدما تبين أنها جمعت بيانات حساسة للمستخدمين.

«الشرق الأوسط» (سيول )
العالم «قانون السلامة عبر الإنترنت» من شأنه أن ينهي عصر التنظيم الذاتي لوسائل التواصل الاجتماعي (أ.ف.ب)

قوانين أوروبية جديدة لمواجهة المحتوى الضار عبر الشبكات الاجتماعية

نشرت آيرلندا، الاثنين، قواعد ملزمة تهدف لحماية مستخدمي منصات مشاركة الفيديو بالاتحاد الأوروبي؛ بما فيها «إكس» و«فيسبوك» و«إنستغرام» و«تيك توك» من المحتوى الضار.


تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».