«بين سينمائيات»... مهرجان افتراضي يدعم المرأة في صناعة الأفلام

دورته الـ14 تعرض 15 عملاً روائياً طويلاً

«بين سينمائيات»... مهرجان افتراضي يدعم المرأة في صناعة الأفلام
TT

«بين سينمائيات»... مهرجان افتراضي يدعم المرأة في صناعة الأفلام

«بين سينمائيات»... مهرجان افتراضي يدعم المرأة في صناعة الأفلام

تتواصل عروض قافلة «بين سينمائيات» في دورتها الرابعة عشرة في مصر بهدف تعزيز دور المرأة صانعة أفلام في كافة المجتمعات، بشكل خاص عربياً. كما تتيح عروضاً باختيارات متأنية لأفلام تحمل تطوراً في لغتها السينمائية، وفيما تطرحه من قضايا مجتمعية.
وتعرض الدورة الحالية التي انطلقت افتراضياً يوم الخميس الماضي، وتستمر حتى السبت المقبل، أفلاماً شاركت في مهرجانات عالمية وحازت جوائز مهمة، ويضم البرنامج 15 فيلماً طويلاً لمخرجات يمثلن 11 دولة من مصر، ولبنان، والأردن، والجزائر، وفرنسا، وإيران، وإسبانيا، وسويسرا، وألمانيا، وكوبا، والبرازيل، وتُرجمت جميع الأفلام إلى العربية ليتمكن الجمهور العربي من متابعتها.
القائمون على القافلة بدوا حريصين على عقد لقاءات للجمهور مع مخرجات الأفلام، ونُظمت بشكل افتراضي أيضاً، ويتاح كل فيلم للجمهور العربي على الإنترنت لمدة 48 ساعة، كما نُظمت حوارات مع مخرجات الأفلام افتراضياً يشارك فيها النقاد والجمهور. وتواصل القافلة التي أسستها وترأسها المخرجة المصرية أمل رمسيس، دورها بعد توقف مهرجان القاهرة الدولي لأفلام المرأة، الذي انبثق عنها وقدم خمس دورات ناجحة.
وشهد حفل الافتتاح عرض ثلاثة أفلام تضمنت الفيلم الروائي الطويل «قطة مختلة» للمخرجة الألمانية من أصل إيراني سوزان جوردانشيكان، الذي يتعرض لقصة شابة إيرانية فاتها قطار الزواج، وتضطر للزواج بطريقة تقليدية من طبيب إيراني يقيم في ألمانيا، لكن علاقتهما سرعان ما تفشل، وفاز الفيلم بجائزة «متروبوليس» للمخرجين الألمان، كما عُرض فيلم «كما في السماء كذلك على الأرض»، الروائي الطويل الثاني للمخرجة اللبنانية سارة فرنسيس، وعرض للمرة الأولى بمهرجان برلين، ويتتبع الفيلم في أجواء شاعرية رحلة مجموعة من البشر يتجولون في فضاء غير محدود حول أرجوحة تشكل مستوطنهم، يحوم ضوء يشبه القمر ويلاحقهم، بينما يتحول القمر إلى أرض قابلة للاستعمار.
أما فيلم الافتتاح الثالث فكان وثائقياً قصيراً بعنوان «مصرية» للمخرجة أسماء جلال، وهو من إنتاج ورشة الفيلم التسجيلي الإبداعي لقافلة «بين سينمائيات»، ويتناول قصة أم تدعى مصرية تعيش مع عائلتها في منزلها الصغير، فيما يراودها الحنين لبيت أسرتها البعيد في صعيد مصر.
واختير15 فيلماً لهذه الدورة من بين 350 فيلماً ترشحت للعرض هذا العام، ومن أبرز الأفلام المشاركة «جزائرهم» للمخرجة دينا سويلم، الذي عرض بالعديد من المهرجانات الدولية وحاز جوائز مختلفة، وفيلم «بيت، اتنين، تلاتة» للمخرجة ربى عطية، والفيلم الكوبي «همسة» للمخرجتين هايدي حسن وباتريثيا بيريث الذي حصل على جائزة أفضل فيلم في مهرجان إيدفا الدولي، والفيلم البرازيلي «ببينكو، أخبرني عندما أموت» للمخرجة باربرا باث، الذي حصل على جائزة أفضل فيلم وثائقي بمهرجان البندقية.

أمهات عن قرب
ويضم برنامج العروض خمسة أفلام قصيرة تجمعها تيمة واحدة هي «أمهات عن قرب»، وتعد نتاج الدورة الأولى لورشة الفيلم التسجيلي الإبداعي التي تنظمها القافلة سنوياً، وهي أفلام «ماما بقولك إيه» من إخراج إيمان مجدي، و«رفقاء سكن» لرانيا زهرة، و«كف مريم» لهديل عادل، و«تطلع البنت لأمها» لندى حجازي، و«مصرية» لأسماء جلال.
وتقول مؤسسة قافلة «بين سينمائيات» المخرجة أمل رمسيس لـ«الشرق الأوسط»، إن «نشاط القافلة بدأ عام 2008، ولعبت دوراً رائداً فيما يتعلق بالمرأة والسينما في مصر والعالم العربي»، مضيفة: «كان هدفنا منذ البداية عرض الأفلام في بلاد مختلفة، من أميركا اللاتينية للعالم العربي. وفي 2013 قررنا إقامة مهرجان القاهرة الدولي لسينما المرأة، واستمرت القافلة في جولات بالأفلام بين عدة دول».
واعتبرت رمسيس أن قرارات حكومية مصرية صدرت بشأن تنظيم عمل المهرجانات، وضرورة حصولها على موافقات من جهات عدة، وضمان وجود مبلغ مالي لاستمراره «مثلت قيوداً» على عملهم، وفق تقديرها. لكنها عادت وأوضحت أن «نجاح الدورة الماضية التي عقدت افتراضياً بسبب جائحة (كورونا)، وإقبال الجمهور عليها، كان مؤشراً لنا بمواصلة عقدها افتراضياً، رغم أن هذا لا يُغني عن أهمية العرض في صالات السينما».
وتضمن برنامج عمل قافلة «بين سينمائيات» لهذا العام تنظيم ورش فنية في مختلف مجالات الفن السابع، منها ورشة للمونتاج موجهة لصناع وصانعات الأفلام العرب، وتجري عبر الإنترنت يومي 12 و13 نوفمبر (تشرين الثاني)، وهي ورشة استشارية للأفلام القصيرة التي صُورت ولا تزال في مرحلة المونتاج، إذ تُعرض النسخة الأولية للفيلم على لجنة تحكيم متخصصة من السينمائيين لمناقشة المحتوى والجوانب البصرية للفيلم بهدف تطويره في مرحلة المونتاج، ويتم اختيار ثمانية مشاريع لتناقش مع لجنة التحكيم، ويمنح الفيلم الفائز بالمركز الأول 1500 يورو كدعم في مرحلة المونتاج، بينما يحصل الفيلم الثاني على 500 يورو.


مقالات ذات صلة

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

سينما «من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

تُحرّك جوائز «الأوسكار» آمال العاملين في جوانب العمل السينمائي المختلفة، وتجذبهم إلى أمنية واحدة هي، صعود منصّة حفل «الأوسكار» وتسلُّم الجائزة

محمد رُضا‬ (سانتا باربرا - كاليفورنيا)
سينما «موعد مع بُل بوت» (سي د.ب)

شاشة الناقد: تضحيات صحافيين وانتهاكات انظمة

يأتي فيلم «موعد مع بُل بوت» في وقت تكشف فيه الأرقام سقوط أعداد كبيرة من الصحافيين والإعلاميين قتلى خلال تغطياتهم مناطق التوتر والقتال حول العالم.

محمد رُضا‬ (لندن)
يوميات الشرق فيلم «الحريفة 2» اعتمد على البطولة الشبابية (الشركة المنتجة)

«الحريفة 2» ينعش إيرادات السينما المصرية في موسم «رأس السنة»

شهدت دور العرض السينمائي في مصر انتعاشة ملحوظة عبر إيرادات فيلم «الحريفة 2... الريمونتادا»، الذي يعرض بالتزامن مع قرب موسم «رأس السنة».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق «صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

تعود أحداث فيلم «صيفي» الذي عُرض ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الرابعة، إلى فترة أواخر التسعينات.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق المخرج محمد سامي في جلسة حوارية خلال خامس أيام «البحر الأحمر» (غيتي)

محمد سامي: السينما تحتاج إلى إبهار بصري يُنافس التلفزيون

تعلَّم محمد سامي من الأخطاء وعمل بوعي على تطوير جميع عناصر الإنتاج، من الصورة إلى الكتابة، ما أسهم في تقديم تجربة درامية تلفزيونية قريبة من الشكل السينمائي.

أسماء الغابري (جدة)

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».