المذاق المكسيكي يُشعل أجواء المطاعم في مصر

يشهد انتشاراً غير مسبوق والتركيز على «أكل الشارع»

TT

المذاق المكسيكي يُشعل أجواء المطاعم في مصر

بطعمه الحار، وتوابله الساخنة، حقق ساندوتش «التاكو» الشهير في المطاعم المكسيكية بمصر، انتشاراً واسعاً بجانب العديد من الأصناف الأخرى مثل البوريتو والناتشوز وحساء التورتيلا، والتي تعبر عن التراث المكسيكي.
ويقدم مطعم «ستريت إيت» بمدينة السادس من أكتوبر أصنافاً متنوعة من أكلات الشارع المكسيكي، أبرزها الناتشوز وستريت فريز، بجانب التاكو والبوريتو، ويقول ماكس ديزل، شيف المطعم لـ«الشرق الأوسط» إن «التاكو والبوريتو حققا شهرة واسعة في مصر، ويعدان أكثر الأصناف المكسيكية طلباً».
ويشكل خبز التورتيلا الذي يصنع من القمح والذرة المكسيكي شكل ساندويش البوريتو الخارجي «رول»، بينما تكمن التفاصيل الأكثر إبهاراً في الحشوة، حيث تتكون من شرائح اللحوم أو الدجاج مُقطعة بطريقة رقيقة جداً، ويتم تتبيلها في الفلفل الملون والبصل والثوم والفاصوليا السوداء، والفاصوليا الحمراء وحبوب الذرة المُسكرة.
وقال ديزل إنه يمكن أيضا إضافة صلصة متنوعة تعطي طعما حاراً، منها صوص «هالبينو» التي تتكون من فلفل أخضر حار جداً، منقوع في الخل والملح، وصوص «باربيكو» يتكون من توابل متنوعة، بجانب مجموعة توابل مكسيكية مختلفة، منها الكاجن، والبابريكا، ويتم تسوية الخلطة على الجريل، ثم توضع داخل «رول» التورتيلا، حيث يكون أسفلها طبقة أرز بني بالخلطة، ويوضع على سطحها طبقة من الجبن الشيدر الأحمر والأصفر المبشور.
ومن بين الأصناف الشهيرة التي يقدمها مطعم «ستريت إيت» وحظيت بشعبية كبيرة، طبق «ستريت فريز»، وهو عبارة عن بطاطس يتم تقطعيها رفيعة جداً لتشبه أعواد الكبريت، وعقب تحميرها يضاف إليها اللحم المقدد ومجموعة صلصات، وشرائح الفلفل الحار.
ويشير الشيف ديزل، إلى أن «التاكو يكون عبارة عن رول من ثلاث طبقات على شكل صدفة، وبداخله حشوة اللحم، والتي تسمى (تشيلي كون كارني) حيث تحضر باللحم البقري، ويتم خرطها بمخرطة خاصة، ويضاف إليها خلطة بها العديد من المكونات، بينها البصل والثوم، ويوضع على سطها جبنة شيدر مبشورة، وطبقة من البصل والطماطم والفلفل الحار».
ويتميز مطعم «تيهانوس مكسيكان غريل»، بمدينة الإسكندرية بتنوع قائمة الأصناف المكسيكية التي ربما لم تحظ بشهرة التاكو والبوريتو نفسها، ومن أبرز أطباقه، الناتشوز، وهو عبارة عن رقائق ذرة مقطعة مثلثات صغيرة، يوضع عليها لحمة مفرومة متبلة، ومعها طماطم وجبنة شيدر سائلة، وحساء التورتيلا الساخن الحار، أو البارد، ويتكون من طماطم وبصل وفلفل مشوي ومرق دجاج وأعشاب وبهارات، مع شرائح التورتيلا المقلية والكريمة الحامضة والكزبرة، وبرغر سان أنطونيو المدخن.
ويُعد هذا البرغر من عجينة سميكة تشبه الكعكة ولحم رومي وخس وصلصة وفلفل مشوي ومايونيز، ومن بين المشروبات المكسيكية التي يقدمها المطعم ولاقت إقبالاً واسعاً، مشروب «آيجو دو جاميكا» ويتميز بنكهته اللاذعة الخفيفة، ويشبه إلى حد كبير طعم التوت البري، ويتكون من أزهار الكركديه والقرفة، والقليل من عصير البرتقال، ويشتهر باسم «شاي الكركديه المكسيكي».
ويقول بيشوي فاخر، مدير مطعم تيهانوس بالإسكندرية لـ«الشرق الأوسط» إن «تجربة المطاعم المكسيكية رغم حداثة نشأتها، تحقق رواجاً كبيراً، وحظيت كثير من الأصناف بإقبال واسع، ونقوم باستيراد جميع المكونات من المكسيك لضمان أن تكون الأصناف مكسيكية تماماً».
وبجانب الأطباق الشهيرة، يهتم مطعم «تشيلز»، بالساحل الشمالي، بتقديم مجموعة متنوعة من أصناف الحلو المكسيكي، منها مولتن تشوكليت كيك بالآيس كريم، و«بارديس باي كاب بالشوكولاتة والآيس كريم»، وتشيز كيك، ويقدم أيضا مشروبات مكسيكية متنوعة، بينها مشروب «بلو بيكيفك» المنعش بأوراق النعناع الخضراء، والذي يقدم بنكهات مختلفة، مثل الكركديه والبرتقال والليمون والفراولة.
ومن بين الأصناف الأساسية التي تلقى رواجاً بالمطعم، ساندوتش البرغر باللحم البقري الصافي والخس وشرائح البصل بالجبنة، و«بافالو تشيكن رانش» وهو شرائح صغيرة من الدجاج المقلي المقرمش مع حلقات البصل والخس ويقدم معهما أصابع بطاطس مقرمشة، وساندويتش «باها شيرمب» وهو من الجمبري المقرمش وشرائح الخضروات وصوص مخصوص. كما يقدم العديد من الأصناف المتنوعة، منها، هيمالايا تشيكن ساندويتش، وساندويتش تكساس تشيز ستيك وهو عبارة عن قطعة ستيك مشوية أو مقلية مع الجبنة الشيدر وأوراق الخس مع توابل خاصة للنكهة المكسيكية المميزة، إضافة إلى أطباق عديدة أشهرها طبق «تريو وينجز» وهو عبارة عن أجنحة الدجاج المقرمشة المقلية في الزيت بثلاث نكهات مختلفة حسب إضافة التوابل مع إمكانية أن تكون حارة أو باردة، وطبق دجاج كاليفورنيا بخبز التورتيللا الشهير وقطع الدجاج المشوية مع قطع الفلفل الحار والجبنة المبشورة.
بجانب ذلك يقدم مطعم «تشيلز»، بالساحل الشمالي، فرايد كالماري ميكسكيانو، وهو طبق مكون من قطع الكالماري المقلية بالخلطة المكسيكية المقرمشة مع صوص أحمر حار، وطبق يطلق عليه اسم «هوت ديان ستيك» ويتكون من قطعة ستيك مضاف إليها صوص حار مع قطع المشروم والكوسة والجزر والبازلاء.


مقالات ذات صلة

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

مذاقات «عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

عندما يأتي الكلام عن تقييم مطعم لبناني بالنسبة لي يختلف الأمر بحكم نشأتي وأصولي. المطابخ الغربية مبنية على الابتكار والتحريف، وتقييمها يعتمد على ذائقة الشخص

جوسلين إيليا (لندن)
مذاقات الشيف البريطاني هيستون بلومنتال (الشرق الأوسط)

9 نصائح من الشيف هيستون بلومنتال لوجبة الكريسماس المثالية

تعد الخضراوات غير المطبوخة بشكل جيد والديك الرومي المحروق من أكثر كوارث عيد الميلاد المحتملة للطهاة في وقت يقومون فيه بتحضير الوجبة الأكثر أهمية في العام.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

لا يزال كبار الطهاة العالميين، إضافة إلى ربات البيوت الماهرات في الطهي، يستخدمون أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر Cast Iron Cookware.

د. عبير مبارك (الرياض)
مذاقات توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات إم غريل متخصص بالمشاوي (الشرق الاوسط)

دليلك إلى أفضل المطاعم الحلال في كاليفورنيا

تتمتع كاليفورنيا بمشهد ثقافي غني ومتنوع، ويتميز مطبخها بكونه خليطاً فريداً من تقاليد عالمية ومكونات محلية طازجة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن
TT

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

عندما يأتي الكلام عن تقييم مطعم لبناني بالنسبة لي يختلف الأمر بحكم نشأتي وأصولي. المطابخ الغربية مبنية على الابتكار والتحريف، وتقييمها يعتمد على ذائقة الشخص، أما أطباق بلاد الشام فلا تعتمد على الابتكار على قدر الالتزام بقواعد متَّبعة، وإنني لست ضد الابتكار من ناحية طريقة التقديم وإضافة اللمسات الخاصة تارة، وإضافة مكون مختلف تارة أخرى شرط احترام تاريخ الطبق وأصله.

التبولة على أصولها (الشرق الاوسط)

زيارتي هذه المرة كانت لمطعم لبناني جديد في لندن اسمه «عناب براسري (Annab Brasserie)» فتح أبوابه في شارع فولهام بلندن متحدياً الغلاء والظروف الاقتصادية العاصفة بالمدينة، ومعتمداً على التوفيق من الله والخبرة والطاهي الجيد والخبرة الطويلة.

استقبلنا بشير بعقليني الذي يتشارك ملكية المشروع مع جلنارة نصرالدين، وبدا متحمساً لزيارتي. ألقيت نظرة على لائحة الطعام، ولكن بشير تولى المهمة، وسهَّلها عليَّ قائلاً: «خلّي الطلبية عليّ»، وأدركت حينها أنني على موعد مع مائدة غنية لا تقتصر على طبقين أو ثلاثة فقط. كان ظني في محله، الرائحة سبقت منظر الأطباق وهي تتراص على الطاولة مكوِّنة لوحة فنية ملونة مؤلَّفة من مازة لبنانية حقيقية من حيث الألوان والرائحة.

مازة لبنانية غنية بالنكهة (الشرق الاوسط)

برأيي بوصفي لبنانية، التبولة في المطعم اللبناني تكون بين العلامات التي تساعدك على معرفة ما إذا كان المطعم جيداً وسخياً أم لا، لأن هذا الطبق على الرغم من بساطته فإنه يجب أن يعتمد على كمية غنية من الطماطم واللون المائل إلى الأحمر؛ لأن بعض المطاعم تتقشف، وتقلل من كمية الطماطم بهدف التوفير، فتكون التبولة خضراء باهتة اللون؛ لأنها فقيرة من حيث الليمون وزيت الزيتون جيد النوعية.

بقلاوة بالآيس كريم (الشرق الاوسط)

جربنا الفتوش والمقبلات الأخرى مثل الحمص والباباغنوج والباذنجان المشوي مع الطماطم ورقاقات الجبن والشنكليش والنقانق مع دبس الرمان والمحمرة وورق العنب والروبيان «الجمبري» المشوي مع الكزبرة والثوم والليمون، ويمكنني الجزم بأن النكهة تشعرك كأنك في أحد مطاعم لبنان الشهيرة، ولا ينقص أي منها أي شيء مثل الليمون أو الملح، وهذا ما يعلل النسبة الإيجابية العالية (4.9) من أصل (5) على محرك البحث غوغل بحسب الزبائن الذين زاروا المطعم.

الروبيان المشوي مع الارز (الشرق الاوسط)

الطاهي الرئيسي في «عناب براسري» هو الطاهي المعروف بديع الأسمر الذي يملك في جعبته خبرة تزيد على 40 عاماً، حيث عمل في كثير من المطاعم الشهيرة، وتولى منصب الطاهي الرئيسي في مطعم «برج الحمام» بلبنان.

يشتهر المطعم أيضاً بطبق المشاوي، وكان لا بد من تجربته. الميزة كانت في نوعية اللحم المستخدم وتتبيلة الدجاج، أما اللحم الأحمر فهو من نوع «فيليه الظهر»، وهذا ما يجعل القطع المربعة الصغيرة تذوب في الفم، وتعطيها نكهة إضافية خالية من الدهن.

المطعم مقسَّم إلى 3 أقسام؛ لأنه طولي الشكل، وجميع الأثاث تم استيراده من لبنان، فهو بسيط ومريح وأنيق في الوقت نفسه، وهو يضم كلمة «براسري»، والديكور يوحي بديكورات البراسري الفرنسية التي يغلب عليها استخدام الخشب والأرائك المريحة.

زبائن المطعم خليط من العرب والأجانب الذين يقطنون في منطقة فولهام والمناطق القريبة منها مثل شارع كينغز رود الراقي ومنطقة تشيلسي.

حمص باللحمة (الشرق الاوسط)

في نهاية العشاء كان لا بد من ترك مساحة ليكون «ختامه حلوى»، فاخترنا الكنافة على الطريقة اللبنانية، والبقلاوة المحشوة بالآيس كريم، والمهلبية بالفستق الحلبي مع كأس من النعناع الطازج.

المطاعم اللبنانية في لندن متنوعة وكثيرة، بعضها دخيل على مشهد الطعام بشكل عام، والبعض الآخر يستحق الوجود والظهور والمنافسة على ساحة الطعام، وأعتقد أن «عناب» هو واحد من الفائزين؛ لأنه بالفعل من بين النخبة التي قل نظيرها من حيث المذاق والسخاء والنكهة وروعة المكان، ويستحق الزيارة.