القضاء الفرنسي يأمر بالاستماع لقائد معسكر غوانتانامو

تلبية لطلب تقدم به معتقلان سابقان يقولان إنهما تعرضا للتعذيب

القضاء الفرنسي يأمر بالاستماع لقائد معسكر غوانتانامو
TT

القضاء الفرنسي يأمر بالاستماع لقائد معسكر غوانتانامو

القضاء الفرنسي يأمر بالاستماع لقائد معسكر غوانتانامو

أمرت محكمة الاستئناف في باريس بالاستماع لإفادة قائد معسكر غوانتانامو السابق الجنرال جيفري ميلر تلبية لطلب تقدم به معتقلان سابقان في هذا المعتقل يقولان إنهما تعرضا للتعذيب، كما ذكرت مصادر متطابقة.
وأكد مصدر قضائي هذه المعلومات التي نقلها لوكالة الصحافة الفرنسية محامي الفرنسيين ويليام بوردون.
وفي واشنطن رفضت وزارة الدفاع التعليق على هذه المعلومات. وقال المتحدث باسمها الليفتنانت كولونيل مايلز كاغينس إن البنتاغون «لا يعلق على إجراءات دولية جارية». وأضاف أن «الاتهامات بشأن سوء معاملة السجناء وتحديدا تقنيات الاستجواب كانت موضع تحقيق حكومي نشرت أبرز خلاصاته في عام 2005». وكان قضاة فرنسيون رفضوا في 2014 الطلب نفسه الذي تقدم به المعتقلان الفرنسيان السابقان نزار ساسي ومراد بنشلالي اللذان كانا أوقفا من قبل القوات الأميركية في أفغانستان وأرسلا إلى القاعدة الأميركية في كوبا حيث بقيا من 2001 إلى 2004 و2005 على التوالي قبل إرسالهما إلى فرنسا.
واحتج المدعيان على الرفض واستأنفا القرار أمام محكمة الاستئناف في باريس التي أيدت طلبهما. وقال المحامي بوردون إن «الباب فتح مجددا لملاحقة المسؤولين المدنيين والعسكريين عن جرائم دولية ارتكبت في غوانتانامو. وهذا القرار من شأنه تلقائيا إتاحة تقديم طلبات لمثول مسؤولين آخرين».
وتقع قاعدة غوانتانامو في كوبا وبدأت استقبال مشتبه بهم في قضايا إرهاب بعد 4 أشهر من اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) 2001. ورغم وعد الرئيس باراك أوباما بغلق المعتقل فإنه لا يزال قائما وفيه حاليا 122 معتقلا. ويعارض الكونغرس الذي تسيطر عليه المعارضة الجمهورية غلق معتقل غوانتانامو رغم انتقادات بشأن تجاوزات ارتكبت فيه. وخلال 13 عاما سجن في هذا المعتقل نحو 800 رجل من دون توجيه اتهام أو محاكمة. وقدم نزار ساسي ومراد بنشلالي شكواهما في فرنسا قبل عدة سنوات بتهمة الاعتقال التعسفي والتعذيب، والتحقيق لا يزال جاريا. وكان المحامي بوردون قال قبل أسابيع: «إن الجنرال جيفري ميلر أشير إليه في كل التحقيقات الدولية والأميركية باعتباره أساس سياسة التعذيب التي كانت تمارس»، مضيفا: «ليس من المعقول أن لا تكون قد تمت مساءلته. وإذا رفض القدوم يتعين استخلاص نتائج ذلك».
ويستند المدعيان في طلبهما إلى تقرير مركز الحقوق الدستورية ومقره نيويورك والمركز الأوروبي لحقوق الإنسان والحقوق الدستورية اللذين فصلا سوء المعاملة في غوانتانامو ومسؤولية الجنرال ميلر قائد المعتقل بين 2002 و2004 وهو الآن متقاعد من الجيش. كما بدأ ساسي وبنشيلالي إجراءات أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
وبعد جولات قضائية عدة رفضت محكمة النقض في سبتمبر طلبهما جاعلة الحكم بإدانتهما نهائيا لكونهما ذهبا بين 2000 و2001 إلى أفغانستان بنية القتال مع متطرفين.



فرنسا تؤكد ضرورة ألا تقوم أي «قوة أجنبية» بإضعاف سوريا

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (د.ب.أ)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (د.ب.أ)
TT

فرنسا تؤكد ضرورة ألا تقوم أي «قوة أجنبية» بإضعاف سوريا

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (د.ب.أ)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (د.ب.أ)

أكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، الأحد، ضرورة ألا تستغل أي «قوة أجنبية» سقوط حكم الرئيس بشار الأسد لإضعاف سوريا، وذلك بعد يومين من زيارته دمشق ولقائه السلطات الجديدة، وفق ما أوردته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال بارو في تصريحات لإذاعة «آر تي إل» الخاصة إن «سوريا تحتاج بطبيعة الحال إلى مساعدة، لكن من الضروري ألا تأتي قوة أجنبية، كما فعلت لفترة طويلة روسيا وإيران، تحت ذريعة دعم السلطات أو دعم سوريا... وتُضعفها بشكل إضافي».

وأضاف أن «مستقبل سوريا يعود إلى السوريين. وانطلاقاً من وجهة النظر هذه، فإن هدف السيادة الذي أظهرته السلطة الانتقالية وممثلو المجتمع المدني والمجتمعات الذين التقيناها كذلك هو أمر سليم». وزار بارو بصحبة نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك دمشق، الجمعة، حيث التقيا قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع. يأتي ذلك فيما يقوم وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني بزيارة رسمية لقطر، بحسب وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، هي الأولى له لهذه الدولة الخليجية منذ سقوط الرئيس بشار الأسد قبل نحو شهر. وقطر هي ثاني دولة، بعد تركيا، تعلن رسمياً إعادة فتح سفارتها في العاصمة السورية منذ وصول تحالف فصائل المعارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» إلى السلطة في 8 ديسمبر (كانون الأول). وأعلن الشيباني، أول من أمس، أنّه سيزور، هذا الأسبوع، قطر والإمارات والأردن، بعد أول زيارة رسمية له إلى السعودية. وأشار وزير الخارجية الفرنسي إلى أن سوريا «تحتاج إلى إصلاح اقتصادي. يجب أن ندرك أن إجمالي الناتج المحلي، أي الثروة التي تنتجها سوريا، تراجع إلى الخُمس خلال 10 سنوات، ويتعين التذكير بأن 50 في المائة من البنية التحتية قد دمرت في ظل عهد بشار الأسد». وحول العقوبات الدولية المفروضة على سوريا، أكد أن بعضها «من غير المقرر رفعها، وخصوصاً تلك المتعلقة بنظام بشار الأسد ومسؤوليه»، لكنه أوضح أن «ثمة عقوبات أخرى من المحتمل رفعها بسرعة إلى حد ما، خصوصاً تلك التي تعوق وصول المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري». وأضاف: «بالنسبة إلى ما تبقى، فالأمر يتعلق بنقاش بدأناه مع شركائنا الأوروبيين، وسيعتمد على وتيرة السلطات الانتقالية السورية ومراعاة مصالحنا خصوصاً مصالحنا الأمنية».