دراسة توثق خدمة علاجية يقدمها القرش للأسماك

عدد الأسماك التي تحتك بالقرش قد يصل إلى أكثر من 100 في المرة الواحدة
عدد الأسماك التي تحتك بالقرش قد يصل إلى أكثر من 100 في المرة الواحدة
TT

دراسة توثق خدمة علاجية يقدمها القرش للأسماك

عدد الأسماك التي تحتك بالقرش قد يصل إلى أكثر من 100 في المرة الواحدة
عدد الأسماك التي تحتك بالقرش قد يصل إلى أكثر من 100 في المرة الواحدة

اعتقاد سائد بأنه بمجرد رؤية سمكة قرش عملاقة، يكون دافعا للأسماك الأصغر حجما كي تتوارى خوفاً من الافتراس؛ لكن فريقا بحثيا أميركيا وثق انتشار سلوك غريب، تقدم خلاله الأسماك الصغيرة على الاحتكاك بهذا المفترس الضخم، وهي علاقة بدت غريبة وتم تفسيرها بأن هذا الاحتكاك «يعالج الأسماك الصغيرة من بعض الفطريات ومهيجات الجلد الأخرى».
وبينما يبدو هذا الاحتكاك مغامرة محفوفة بالمخاطر، وجد فريق البحث بقيادة برنامج أبحاث وحفظ أسماك القرش التابع لجامعة ميامي الأميركية، أن «هذا السلوك متكرر وواسع الانتشار ويمكن أن يلعب دوراً بيئياً مهماً لم يتم تقديره سابقاً». وتلاحظ في وقت سابق حالات احتكاك نادرة للأسماك بسمكة القرش؛ إلا أن هذه الدراسة المنشورة أول من أمس في دورية «إيكولوجي» وجدت أن «هذا السلوك أكثر انتشاراً عبر الأنواع مما كان يفهم سابقاً».
وفحص فريق البحث الصور تحت الماء، ومقاطع الفيديو، ولقطات الطائرات بدون طيار، وتقارير الشهود للعثور على 47 حالة لأسماك تحك نفسها بجلد سمكة قرش، وتباينت أحداث الاحتكاك، التي تم توثيقها في 13 موقعاً حول العالم، من ثماني ثوان إلى أكثر من خمس دقائق. وسجل الباحثون احتكاك 12 من أسماك الزعانف بثمانية أنواع مختلفة من أسماك القرش، بما في ذلك النوع الأبيض الكبير، وتم على سبيل المثال توثيق 25 حالة من حالات احتكاك سمكة «ليرفيس» بسمكة قرش بيضاء عملاقة، وتراوح عدد الأسماك التي تحتك بأسماك القرش بين سمكة واحدة وأكثر من 100 في المرة الواحدة.
وتقول لاسي ويليامز، من مدرسة روزنستيل لعلوم البحار والغلاف الجوي بجامعة ميامي، والتي شاركت في قيادة الدراسة مع زميلتها ألكسندرا أنستيت في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة، «بينما تم توثيق حالات الاحتكاك جيداً بين الأسماك والأشياء غير الحية، مثل الرمال أو الركيزة الصخرية، يبدو أن ظاهرة الاحتكاك بأسماك القرش هذه هي السيناريو الوحيد في الطبيعة الذي تسعى فيه الفريسة بنشاط إلى الاحتكاك بحيوان مفترس». ويضيف نيل هامرشلاغ زميل أبحاث في مدرسة روزنستيل، «رغم أننا لا نعرف بالضبط سبب حدوث ذلك، فلدينا بعض النظريات، منها أن جلد سمك القرش مغطى بمقاييس صغيرة تشبه الأسنان تسمى الأسنان الجلدية، والتي توفر سطحاً خشناً من ورق الصنفرة للأسماك، ونشك في أن الاحتكاك بجلد سمك القرش قد يلعب دوراً حيوياً في إزالة الطفيليات أو مهيجات الجلد الأخرى، وبالتالي تحسين صحة الأسماك ولياقتها».


مقالات ذات صلة

دراسة تربط الخيول بإمكانية ظهور وباء جديد... ما القصة؟

يوميات الشرق طفل يمتطي حصاناً في سوق الماشية بالسلفادور (رويترز)

دراسة تربط الخيول بإمكانية ظهور وباء جديد... ما القصة؟

كشف بحث جديد أنه يمكن لفيروس إنفلونزا الطيور أن يصيب الخيول دون أن يسبب أي أعراض، مما يثير المخاوف من أن الفيروس قد ينتشر دون أن يتم اكتشافه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تشعر فعلاً بالألم (غيتي)

الكركند والسرطانات «تتألم»... ودعوة إلى «طهوها إنسانياً»

دعا علماء إلى اتّباع طرق إنسانية للتعامل مع السرطانات والكركند والمحاريات الأخرى داخل المطبخ، بعدما كشفوا للمرّة الأولى عن أنّ القشريات تشعر فعلاً بالألم.

«الشرق الأوسط» (غوتنبرغ)
يوميات الشرق العلماء الدوليون ألكسندر ويرث (من اليسار) وجوي ريدنبرغ ومايكل دينك يدرسون حوتاً ذكراً ذا أسنان مجرفية قبل تشريحه في مركز إنفيرماي الزراعي «موسغيل» بالقرب من دنيدن بنيوزيلندا 2 ديسمبر 2024 (أ.ب)

علماء يحاولون كشف لغز الحوت الأندر في العالم

يجري علماء دراسة عن أندر حوت في العالم لم يتم رصد سوى سبعة من نوعه على الإطلاق، وتتمحور حول حوت مجرفي وصل نافقاً مؤخراً إلى أحد شواطئ نيوزيلندا.

«الشرق الأوسط» (ويلنغتون (نيوزيلندا))
يوميات الشرق صورة تعبيرية لديناصورين في  بداية العصر الجوراسي (أ.ب)

أمعاء الديناصورات تكشف كيفية هيمنتها على عالم الحيوانات

أظهرت دراسة حديثة أن عيَّنات من البراز والقيء وبقايا أطعمة متحجرة في أمعاء الديناصورات توفّر مؤشرات إلى كيفية هيمنة الديناصورات على عالم الحيوانات.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق يشكو وحدة الحال (أدوب ستوك)

دلفين وحيد ببحر البلطيق يتكلَّم مع نفسه!

قال العلماء إنّ الأصوات التي يصدرها الدلفين «ديل» قد تكون «إشارات عاطفية» أو أصوات تؤدّي وظائف لا علاقة لها بالتواصل.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.