الكونغرس يصادق على توماس نايدز سفيراً لدى إسرائيل

يتولى مهامه في أجواء سياسية حساسة

توماس نايدز سفير واشنطن الجديد لدى إسرائيل
توماس نايدز سفير واشنطن الجديد لدى إسرائيل
TT

الكونغرس يصادق على توماس نايدز سفيراً لدى إسرائيل

توماس نايدز سفير واشنطن الجديد لدى إسرائيل
توماس نايدز سفير واشنطن الجديد لدى إسرائيل

صادق مجلس الشيوخ على توماس نايدز، سفيراً أميركياً لدى إسرائيل ممهداً بذلك تسلمه لمنصبه، رسمياً، خلفاً للقائم بأعمال السفارة الحالي مايكل راتني الذي يدير شؤون السفارة منذ يونيو (حزيران) الماضي.
نايدز سيستلم منصبه في وقت حساس للغاية في العلاقات الأميركية الإسرائيلية، وقد أعرب زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، عن ترحيبه بالمصادقة، مشيراً إلى أن السفير الجديد «يهتم كثيراً بتقوية العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، لذلك فإن المصادقة عليه جيدة لتعزيز هذه العلاقة». مضيفاً، إنه سعيد بموافقة الجمهوريين على نايدز الذي اعتبره «الشخص المناسب لمهمة السفير الأميركي لدى إسرائيل».
ستكون في استقبال نايدز ملفات كثيرة ومتشعبة، أبرزها ملف إيران النووي، في وقت أعلنت فيه طهران عن عودتها إلى المفاوضات في 29 من الشهر الحالي بعد انقطاع نحو 5 أشهر، وسيسعى نايدز إلى طمأنة الطرف الإسرائيلي الذي يضغط على إدارة بايدن لوضع خطة بديلة في حال فشل المفاوضات مع إيران. وقد أكد السفير الجديد أكثر من مرة أنه يدعم موقف الإدارة المؤكد على السعي لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي.
بالإضافة إلى ذلك، سيلعب نايدز دوراً بارزاً في ملف الأزمة في السودان، إذ تسعى إدارة بايدن إلى دفع إسرائيل للضغط على الجيش السوداني لإنهاء «الانقلاب»، وإعادة سلطة الحكومة الانتقالية بقيادة مدنية. وقد تعهد نايدز في جلسة الاستماع للمصادقة عليه، بالعمل على تعزيز اتفاقات التطبيع مع إسرائيل، لكن إدارة بايدن لوحت بأنها لن تواصل دعم اتفاق التطبيع بين إسرائيل والخرطوم في حال تدهور الوضع الأمني في السودان.
كما تأتي المصادقة على السفير الجديد، في وقت يواجه فيه تمويل القبة الحديدية عقبات كثيرة في الكونغرس، وهو أمر انتقدته إسرائيل بشدة، فيما أكد نايدز بأنه سيسعى لدفع الكونغرس نحو الموافقة على التمويل، مشيراً إلى أن نظام القبة الحديدية يخدم مصلحة الأمن القومي الأميركي.
ملف آخر حساس، هو الموقف الأميركي الأخير المعارض لبناء المزيد من المستوطنات، إذ اتخذت إدارة بايدن موقفاً حازماً بهذا الشأن، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس: «نعارض بشدة توسيع المستوطنات، لأنه يتعارض تماماً مع جهود تخفيف التوترات وضمان الهدوء، وهو يضر بآفاق حل الدولتين».
وأخيراً وليس آخراً، تأتي المصادقة على نايدز، مباشرة بعد إدراج الولايات المتحدة لشركتي تكنولوجيا إسرائيليتين على اللائحة الفيدرالية السوداء بتهمة التجسس.
نايدز ليس بغريب عن العمل السياسي، فقد خدم نائباً لوزير الخارجية في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، كما بقي على علاقة وطيدة بوزيرة الخارجة السابقة هيلاري كلينتون، ويعتبر من المقربين من كبير موظفي البيت الأبيض رون كلاين. وقد بدأ مسيرته المهنية في واشنطن، عام 1986. من خلال عمله في عدد من مكاتب أعضاء الكونغرس.



اعترافات تكشف عن تشكيل الحوثيين خلايا في القرن الأفريقي

الحوثيون يستغلون وضع اللاجئين الأفارقة ويسعون إلى تجنيدهم (إعلام محلي)
الحوثيون يستغلون وضع اللاجئين الأفارقة ويسعون إلى تجنيدهم (إعلام محلي)
TT

اعترافات تكشف عن تشكيل الحوثيين خلايا في القرن الأفريقي

الحوثيون يستغلون وضع اللاجئين الأفارقة ويسعون إلى تجنيدهم (إعلام محلي)
الحوثيون يستغلون وضع اللاجئين الأفارقة ويسعون إلى تجنيدهم (إعلام محلي)

كشفت اعترافات لأحد المواطنين الإريتريين المنتسبين إلى قبيلة العفر المنتشرة في القرن الأفريقي عن تمكُّن الحوثيين من إنشاء خلايا في تلك المنطقة التي تُشْرف على البحر الأحمر ووعود إيرانية بدعم مالي وعسكري لاستقلال الإقليم عن الدول الثلاث جيبوتي وإريتريا وإثيوبيا.

وتحدث الرجل الذي يُدْعى علي أحمد يعيدي، وتم اعتقاله أخيراً في الساحل الغربي لليمن، عن نشاط مكثف للحوثيين في القرن الأفريقي، وتأسيس خلايا تتولى مهمة استقطاب أفراد قبيلة «العفر» وإرسالهم إلى اليمن بهدف إحداث تغيير مذهبي هناك وتدريبهم على القتال ليكونوا نسخة من الجماعة الحوثية أو «حزب الله» اللبناني.

وفي تسجيل مصور بثته القوات الحكومية المتمركزة في الساحل الغربي لليمن والتي يقودها عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح، يورد المقبوض عليه تفاصيل عملية التجنيد والنشاط المكثف للحوثيين في القرن الأفريقي وبالذات في جيبوتي وإثيوبيا، ويقول إنه كان يعمل في جيبوتي عندما جاء إليه ممثل عن الحوثيين يدعى محمد علي موسى يتولى عملية إرسال أبناء من قبيلة «العفر» إلى مناطق سيطرة الجماعة في سواحل محافظة الحديدة على البحر الأحمر.

الحوثيون حوَّلوا القرن الأفريقي إلى مركز للتوسع وتهريب الأسلحة (تلفزيون الجمهورية)

ووفق هذه الإفادة، فإنه التقى مندوب الحوثيين في جيبوتي، وعرض عليه السفر إلى مناطق سيطرتهم ضمن 9 آخرين، وأنهم استقلوا قارباً يقوده أحد الحوثيين ويدعى أبو يحيى، وأوصلهم إلى سواحل محافظة الحديدة، وكان في استقبالهم شخص آخر من قبيلة العفر كان يعمل منسقاً للتمدد الحوثي في القرن الأفريقي ويدعى محمد علوسان ومعه مندوبان عن الجماعة الحوثية أحدهما يدعى أبو ياسين والآخر أبو الكرار.

وأضاف الرجل في اعترافاته أنهم نُقلوا إلى أحد البيوت في مدينة الحديدة لمدة أسبوع، وبعد ذلك تم نقلهم إلى منطقة في شمال مدينة الحديدة قريبة من البحر.

تعبئة طائفية

يَذْكر يعيدي في اعترافاته أنه ومَن معه استمروا في الموقع الجديد شمال الحديدة شهرين، كانوا خلالها يتلقون محاضرات طائفية على يد أحد عناصر الحوثيين، وتتركز على ما يُعْرف بملازم حسين الحوثي، وهي مجموعة من الخطب التي كان مؤسس الجماعة يلقيها على أتباعه في محافظة صعدة قبل الإعلان التمرد على السلطة المركزية في منتصف عام 2004 ومصرعه في نهاية العام.

كما عرض المدربون عليهم مقاطع للحروب التي شنوها ضد القوات الحكومية وصولاً إلى التمرد على الشرعية والحرب التي فجروها عام 2014 والتي لم تتوقف رسمياً حتى الآن.

بعد هذه الدورة المطولة، يتحدث يعيدي عن إعادتهم إلى حي الربصة في مدينة الحديدة لعدة أيام ومن ثم نقلهم إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية المغتصبة من الحوثيين، وهناك نُقلوا إلى أحد البيوت السرية، حيث كان الحوثيون يغلقون عليهم الباب من الخارج ولا يُفْتح إلا عند إحضار الطعام.

جزء من المعدات العسكرية المهربة إلى الحوثيين عبر جيبوتي (تلفزيون الجمهورية)

ويضيف أنه لم يكن يسمح لهم بالخروج إلى أي مكان أو اللقاء بأي شخص حيث كانوا ينقلون من مكان إقامتهم إلى سيارات معتمة النوافذ، وتتم إعادتهم بنفس الطريقة، طوال فترة الدورة التدريبية الجديدة التي استمرت 3 أسابيع، وكرست للترويج لمعتقدات الحوثيين وتسفيه معتقدات قبيلة العفر.

وأوضح في أقواله أنه ومن معه أكدوا صعوبة نشر هذه الأفكار المذهبية في قبيلتهم؛ لأنها ستؤدي إلى صراع في المجتمع لأن السكان يعتنقون المذهب السُّنّي ويمارسون الطقوس الصوفية، إلا أن المشرفين الحوثيين ذهبوا نحو تقديم مقاطع مصورة تقدس من يصفونهم بأنهم علماء يعتقدون نفس مذهبهم، وشرحوا أن هؤلاء على الحق بخلاف المذاهب الأخرى، وطلبوا منهم الترويج لذلك في أوساط قبيلتهم.

ووفق ما جاء في تلك الأقوال، فإن الحوثيين بعد أن تأكدت لهم صعوبة التغيير المذهبي في القرن الأفريقي، وفي مسعى لتجاوز هذه النقطة اقترحوا على المتدربين العمل على إرسال أطفال من قبيلة العفر إلى اليمن لإلحاقهم بدورات تغيير مذهبي لأنهم سيكونون أكثر تقبلاً للتغيير المذهبي والأفكار التي يطرحونها.

وعود إيرانية

وبعد انتهاء الدورة الثانية، وفق ما يقوله يعيدي، تمت إعادة المجموعة إلى مدينة الحديدة، وكان في استقبالهم محمد علوسان ومعه محمد علي موسى، حيث يقوم الأخير بالذهاب عبر البحر إلى جيبوتي ومنها إلى إثيوبيا، ويتواصل مع أفراد في قبيلة العفر، ويقوم بنقلهم إلى الحديدة، في حين يتولى الأول استقبالهم عند وصولهم اليمن وتسليمهم إلى الحوثيين، في عملية تظهر أن علوسان يتولى عملية التنسيق والتواصل مع الأشخاص مسبقاً، وقبل ذهاب القيادي الحوثي لإحضارهم.

منظومة لرصد السفن كانت ضمن المعدات المهربة للحوثيين (تلفزيون الجمهورية)

ويورد الرجل في إفادته أن علوسان أبلغهم قبل الوداع في الحديدة أنه يجب عليهم الذهاب إلى القبيلة وإرسال مجموعات أخرى للتدريب؛ لأن الفرصة مواتية لقبيلة العفر بوجود استعداد إيراني لدعمهم مالياً وعسكرياً للاستقلال عن سلطة الدول الثلاث، كما دعمت «حزب الله» اللبناني والجماعة الحوثية في اليمن. وأنهم سيكونون قوة كبيرة وفاعلة على ساحل البحر الأحمر.

وينقل عن الرجل القول إنه اتفق مع الحوثيين على إنشاء معسكرات آمنة لتدريب مقاتلي العفر وإرسال الذكور كباراً وصغاراً إلى اليمن للتدريب على القتال في البر والبحر، قبل القيام بأي عمليات، وذكر أنه ومن معه عادوا من اليمن إلى جيبوتي، وحصل على مبلغ 500 دولار عن كل شخص تم إرساله.

وكانت قوات خفر السواحل اليمنية بقطاع البحر الأحمر، بالتنسيق مع شعبة الاستخبارات في القوات التي يقودها طارق صالح، ضبطت أخيراً شحنة أسلحة نوعية قادمة من إيران إلى الحوثيين عبر ميناء جيبوتي إلى ميناء الصليف بمحافظة الحديدة، وفق ما أفاد به الإعلام العسكري لتلك القوات.