السلطة الفلسطينية تتهم إسرائيل بالسعي لقتل أسير مضرب

TT

السلطة الفلسطينية تتهم إسرائيل بالسعي لقتل أسير مضرب

اتهمت هيئة شؤون الأسرى (هيئة رسمية فلسطينية) إسرائيل بالسعي لقتل الأسير كايد الفسفوس، المضرب عن الطعام منذ أكثر من 100 يوم. وقالت الهئية في بيان رسمي، إن تفعيل أمر الاعتقال الإداري للأسير الفسفوس هو بمثابة إعدام بطيء، ويشكل خطورة على حياته.
ودخل الفسفوس أمس يومه الثامن بعد المائة من الإضراب عن الطعام، احتجاجاً على اعتقاله الإداري. وإلى جانب الفسفوس، هناك 6 أسرى مضربين عن الطعام للسبب نفسه، وهم مقداد القواسمة (منذ 101 يوم)، وعلاء الأعرج (منذ 83 يوماً)، وهشام أبو هواش (منذ 74 يوماً)، وشادي أبو عكر (منذ 67 يوماً)، وعياد الهريمي (منذ 38 يوماً)، ولؤي الأشقر (منذ 20 يوماً). ويخوض الأسير راتب حريبات إضراباً عن الطعام منذ 22 يوماً، تضامناً مع الأسرى السبعة.
وحذرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين من خطورة الوضع الصحي للأسير الفسفوس، الذي يقبع في مستشفى «برزلاي»، منوهة بأنه من الممكن أن يتم نقله إلى عيادة سجن الرملة في أي لحظة، رغم تدهور وضعه الصحي. كما حذرت من الخطر على حياة الأسير القواسمة، قائلة إن وضعه مقلق جداً، حيث يعاني من تسمم في الدم ومشاكل في القلب والرئتين والكلى والكبد، الأمر الذي يؤثر في قدرته على الحركة والكلام والرؤية، فيما يقبع بقية الأسرى في عيادة سجن الرملة.
وجاء في البيان: «إن احتمالية استشهاد أحد الأسرى المضربين تزداد كل لحظة مع إجراءات الاحتلال التعسفية بحقهم»، بسبب «سياسة الاحتلال مع الطواقم الطبية في عملية إحكام الحصار، ومفاقمة معاناة الأسرى المضربين». ويريد الأسرى المضربون إلغاء الاعتقال الإداري الصادر بحقهم، وهو طلب ترفضه إسرائيل.
والاعتقال الإداري هو إجراء بموجب قانون الطوارئ البريطاني لعام 1945، وتستخدمه إسرائيل لاعتقال فلسطينيين وزجهم في السجن من دون محاكمات أو إبداء الأسباب، لفترات مختلفة قابلة للتجديد تلقائياً. ويعتمد السجن الإداري على ملف تتذرع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بأنه سري ولا يجوز الاطلاع عليه.
ويوجد في السجون الإسرائيلية نحو 540 معتقلاً محكومين بالسجن الإداري، من بين نحو 4700 أسير، فيما يقدر عدد قرارات الاعتقال الإداري منذ عام 1967 بأكثر من 54 ألف قرار، ما بين قرار جديد وتجديد للاعتقال الإداري.
وبسبب التعنت الإسرائيلي، بدأ رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر جولة خارجية تستمر أسبوعين، يجري خلالها لقاءات دولية عدة تشمل مصر وفرنسا وبلجيكا، لتدويل قضية الأسرى والتصدي لسياسة الاعتقال الإداري وإنهاء معاناة السجناء، خصوصاً المرضى منهم. وأكد المتحدث باسم الهيئة حسن عبد ربه، أن أبو بكر توجه إلى العاصمة المصرية للقاء أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وشخصيات برلمانية ومنظمات حقوقية ونقابيين ومحامين وصحافيين، لمناصرة قضية الأسرى.
واعتبر في حديث لإذاعة «صوت فلسطين»، السبت، أن قرار إعادة تفعيل سلطات الاحتلال الإسرائيلي أمر الاعتقال الإداري بحق الأسير المضرب عن الطعام كايد الفسفوس، يؤكد أنها تمعن في ارتكاب جريمة محاولة قتل الأسرى المضربين عن الطعام، ورسالة لكسر إرادة غيرهم من الأسرى الذين ينوون خوض إضراب ضد الاعتقال الإداري. وتحدث عبد ربه عن خطورة الوضع الصحي للأسرى السبعة المضربين عن الطعام، خصوصاً الأسيرين كايد الفسفوس ومقداد القواسمة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.