الحكومة المصرية تنتقل إلى العاصمة الجديدة الشهر المقبل

لفترة تجريبية مدتها 6 أشهر

السيسي خلال اجتماع مع مدبولي لاستعراض موقف مشروعات العاصمة الإدارية الجديدة (الرئاسة المصرية)
السيسي خلال اجتماع مع مدبولي لاستعراض موقف مشروعات العاصمة الإدارية الجديدة (الرئاسة المصرية)
TT

الحكومة المصرية تنتقل إلى العاصمة الجديدة الشهر المقبل

السيسي خلال اجتماع مع مدبولي لاستعراض موقف مشروعات العاصمة الإدارية الجديدة (الرئاسة المصرية)
السيسي خلال اجتماع مع مدبولي لاستعراض موقف مشروعات العاصمة الإدارية الجديدة (الرئاسة المصرية)

وجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الحكومة المصرية أمس بـ«البدء في الانتقال الفعلي للحي الحكومي بالعاصمة الإدارية الجديدة في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، لبداية العمل لفترة انتقالية تجريبية لمدة 6 شهور، وذلك عقب انتهاء المرحلة التجهيزية الحالية لمقار ومنشآت الحي الحكومي». ووفق «الرئاسة المصرية»، فإن «توجيهات الرئيس جاءت خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزير الإسكان عاصم الجزار». ويعتبر السيسي الافتتاح المرتقب للعاصمة الإدارية الجديدة، بمثابة «ميلاد دولة وجمهورية جديدة» في مصر. ويشدد على أنه يسعى لـ«تغيير واقع المصريين للأفضل».
وتقع العاصمة الجديدة على بعد 75 كيلومتراً تقريباً، شرق القاهرة. ويضم الحي الحكومي 10 مجمعات وزارية، بإجمالي 34 مبنى وزارياً، لاستيعاب نحو 51.5 ألف موظف.
وبحسب بيان للمتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي أمس، فقد «شهد الاجتماع استعراض المشروعات داخل العاصمة الإدارية الجديدة، خاصة موقف أعمال المرافق بالحي الحكومي، وكذلك الأحياء السكنية المختلفة، ومنطقة حي المال والأعمال، فضلاً عن أعمال تنسيق الميادين والمحاور، والعمل في منطقة النهر الأخضر».
وتسعى القاهرة لتعزيز مكانة العاصمة الإدارية الجديدة، وتعلن بين الحين والآخر عن فعاليات تكرس الاهتمام بها، وكان أحدثها بناء أعلى سارية علم بارتفاع 191 متراً، كما تضم العاصمة أطول برج في أفريقيا وهو البرج الأيقوني الذي يقع في منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة بارتفاع يقدر بنحو 400 متر.
من جهته، ذكر متحدث الرئاسة المصرية أن «الرئيس السيسي اطلع على مستجدات العمل في مشروع (التجلي الأعظم فوق أرض السلام) بسيناء في محيط جبلي موسى وسانت كاترين، حيث وجه الرئيس بالاهتمام بكافة التفاصيل التنفيذية للمشروع، اتساقاً مع مكانة تلك البقعة المقدسة من أرض مصر، ولتقديمها للإنسانية والشعوب في أنحاء العالم على النحو الأمثل، تقديراً لقيمتها الروحية الفريدة التي تنبع من كونها حاضنة للأديان السماوية الثلاثة».
في غضون ذلك، عقد مدبولي أمس اجتماعاً آخر مع عدد من المسؤولين لمتابعة الموقف التنفيذي لمشروعات العاصمة الإدارية الجديدة. وأكد مدبولي أن «الوزارات تبدأ في الانتقال التدريجي للحي الحكومي بالعاصمة الإدارية الجديدة، نهاية ديسمبر المقبل، بحيث يتم التشغيل التجريبي للمباني».
ووفق بيان لـ«مجلس الوزراء المصري» أمس، فقد تم «استعراض الموقف التنفيذي لمشروعات الأحياء السكنية، ومنشآت الوزارات بالحي الحكومي، ومبنى مديرية أمن العاصمة، ومبنى الإدارة والتشغيل، ومباني السنترال، فضلاً عن حي المال والأعمال، ومدينة المعرفة، والمحطة المركزية للحافلات، ومركز مصر الثقافي الإسلامي، بالإضافة إلى منشآت الحي الدبلوماسي، وبوابات العاصمة، ومساجد الشهداء، وكذلك النصب التذكاري، وساحة الشعب، وصاري العلم، وحديقة الشعب، ومستشفى العاصمة الإدارية الجديدة، والمدينة الرياضية». وأضاف بيان «مجلس الوزراء» أنه «تم التوافق على نظام تشغيل البوابات الرئيسية للعاصمة الإدارية، وكذلك تمت متابعة الموقف التنفيذي لمشروعات المحاور والطرق، وأعمال تنسيق الموقع».
إلى ذلك، تتعاون مصر وكوريا الجنوبية لرفع كفاءة القيادات الحكومية. جاء ذلك خلال لقاء وزير التنمية المحلية المصري محمود شعراوي، أمس مع وفد وزارة الداخلية والسلامة بكوريا الجنوبية (المعنية بملف التنمية المحلية) برئاسة كيم سونجسو المسؤول المعنى بشؤون التعاون الإداري والمحلي. وبحسب بيان لـ«مجلس الوزراء المصري»، فقد «أشار الوزير شعراوي إلى الاهتمام الذي توليه الوزارة لملف التدريب وبناء قدرات العاملين بالإدارة المحلية بمختلف مستوياتهم الإدارية وإعداد صف ثانٍ في المحليات، بما يسهم في تحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين»، فيما أعرب كيم سونجسو عن «استعداد بلاده لتقديم كل الدعم لمصر خلال الفترة المقبلة، خاصة في مجالات التدريب وتحسين مستوى تقديم الخدمات للمواطن بطريقة سريعة وإلكترونية وتبادل الخبرات».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.