تونس تستعد لثالث قرض داخلي في 2021

بعد أن أصبح المجال الخارجي «محفوفاً بالمصاعب»

أعلنت تونس فتح أبواب المشاركة في القسط الثالث من قرض محلي لتمويل الثغرات المتعددة في ميزانية الدولة (رويترز)
أعلنت تونس فتح أبواب المشاركة في القسط الثالث من قرض محلي لتمويل الثغرات المتعددة في ميزانية الدولة (رويترز)
TT

تونس تستعد لثالث قرض داخلي في 2021

أعلنت تونس فتح أبواب المشاركة في القسط الثالث من قرض محلي لتمويل الثغرات المتعددة في ميزانية الدولة (رويترز)
أعلنت تونس فتح أبواب المشاركة في القسط الثالث من قرض محلي لتمويل الثغرات المتعددة في ميزانية الدولة (رويترز)

في إطار تغطية جزء من حاجيات ميزانية الدولة لسنة2021 وتمويل ميزانية الدولة وتحقيق التوازنات المالية الكبرى في تونس، أعلنت سهام البوغديري نمسيّة وزيرة الماليّة التونسية، عن فتح أبواب المشاركة في القسط الثالث من القرض الرقاعي المحلي، الذي شرعت في تنفيذه أمس 3 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، على أن يتم غلقه يوم 12 من هذا الشهر. ويعدّ هذا الاكتتاب المحلي الثالث من نوعه الذي تقرره وزارة المالية التونسية لتمويل الثغرات المتعددة في ميزانية الدولة في غياب التمويلات الخارجية وصعوبة التفاوض مع مؤسسات التمويل الدولية، خصوصاً منها صندوق النقد الدولي. ويعود القسط الأول من هذا الاكتتاب إلى الفترة المتراوحة بين 21 و28 يونيو (حزيران) الماضي، وتمت برمجة القسط الثاني من الاكتتاب بين 21 و28 أغسطس (آب).
ومن خلال ما قدمته وزارة المالية التونسية من معطيات، فإن قيمة عمليات الاكتتاب بلغت نحو 1.183 مليار دينار تونسي (416 مليون دولار) مع نهاية شهر أغسطس الماضي، وكان هذا المبلغ في حدود 715 مليون دينار (252 مليون دولار) مع نهاية شهر يوليو (تموز) الماضي. مع العلم أن قانون المالية لسنة2021 لم يتضمن سوى 600 مليون دينار (212 مليون دولار) فحسب، وهو ما كشف، وفق عدد من الخبراء، عن مقدار الفجوة المالية المهمة المترتبة على تنفيذ ميزانية السنة الحالية.
وتحتاج ميزانية الدولة لسنة 2021 تعبئة موارد مالية لا تقل عن 18.5 مليار دينار (6.6 مليار دولار)، وهي تتوزع بين اقتراض داخلي في حدود 5.6 مليار دينار واقتراض خارجي بقيمة 13 مليار دينار، ويتزامن هذا الاكتتاب مع إعلان وزارة المالية التونسية عن تسجيل عجز في الميزانية في حدود 3 مليارات دينار (1.06 مليار دولار) خلال الأشهر الثمانية الماضية، مع حجم دين عمومي لا يقل عن 101.1 مليار دينار (35.8 مليار دولار)، ويمثل الدين الخارجي نحو 60 في المائة منها.
وكان الأمر الحكومي قد حدد 3 أصناف من الاكتتاب يختار المكتتب أحدها، وتتراوح مدة السداد في هذه الأصناف بين 5 و7 سنوات حسب الصنف، بينما حدّدت القيمة الاسميّة لكل سند بـ10 دينارات تونسية بالنسبة للصنف «أ»، ومائة دينار بالنسبة للصنف «ب»، وألف دينار بالنسبة للصنف «ج». وتسدد الفوائد سنوياً بحلول الأجل مع إمكانية الاكتتاب بنسب فائدة متغيّرة في كل الأصناف وذلك استجابة لطلبات المستثمرين.
من ناحيتها؛ أكدت وزيرة المالية على أهمية الانخراط في عمليّة الاكتتاب باعتبار الشروط الملائمة التي توفرها كعملية ادخار متوسّط المدى وباعتبار أهميتها في تعبئة موارد لتمويل ميزانية الدّولة، وثمّنت في السياق نفسه نجاح عمليّة الاكتتاب في القسطين الأول والثاني.
وأعرب ممثلو القطاع المالي من جهتهم عن استعدادهم لإنجاح عمليّة إصدار القسط الثالث من القرض بوصفه «واجباً وطنياً»، والتزامهم بمواصلة دعم مجهود الدّولة في تمويل الميزانيّة.



السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.