تطبيقات التلصص الهاتفية تخترق البيانات الشخصية

تقدم نفسها كأدوات مراقبة النشاطات العائلية الإلكترونيّة

تطبيقات التلصص الهاتفية تخترق البيانات الشخصية
TT

تطبيقات التلصص الهاتفية تخترق البيانات الشخصية

تطبيقات التلصص الهاتفية تخترق البيانات الشخصية

بعد تحميل تطبيق «فلاش كيلوغر» المجّاني على هاتف ذكي من أندرويد... توصلت إلى هذا الاستنتاج: يشبهُ هذا التطبيق تطبيق آلة الحساب البسيطة، ولكنّه في الحقيقة برنامج تجسّس يسجّل كلّ نقرة على الجهاز - أي نوع البيانات الذي يمنح الشخص المتلصّص فرصة الاختراق المطلق لحياتكم الخاصّة.

تطبيقات التلصص
يصف التطبيق نفسه بأنّه أداة لمراقبة النشاطات الإلكترونيّة لأفراد العائلة من خلال تتبّع عمليّة الطباعة على الأجهزة. يستطيع المستخدم تغيير رمزه الخارجي فور تحميله من متجر «غوغل» الرسمي للتطبيقات ليبدو وكأنّه تطبيق آلة حاسبة أو رزنامة. وخلال الاختبارات، وثّق التطبيق جميع طباعاتي كالأبحاث الإلكترونية عبر الشبكة والرسائل النصيّة والرسائل الإلكترونية.
يعدّ «فلاش كيلوغر» Flash Keylogger واحداً من مجموعة تزداد انتشاراً من التطبيقات التي تُعرف باسم «برامج التلصص» «stalkerware». قبل بضع سنوات، كان عدد هذه التطبيقات لا يتعدّى بضع مئات ولكنّها نمت منذ ذلك الوقت حتّى أصبحت بالآلاف. تتوفّر هذه التطبيقات بكثرة في متجر «غوغل بلاي» وبنسبة أقلّ في متجر «آبل ستور» وتحملُ غالباً أسماء عاديّة كـ«موبايل تول» و«إيجنت» و«سيربيروس». ولكنّ هذه التطبيقات، التي أقرّت «أبل» و«غوغل» في السنوات القليلة الماضية أنّها أصبحت مشكلة جديّة، تحوّلت إلى أداة رقميّة للعنف المنزلي.
وقد كشف تقريرٌ لشركة «نورتون لايف لوك» المعنية بالأمن السيبراني أنّ عدد الأجهزة المتضرّرة من برامج التلصّص ارتفع إلى 63 في المائة من سبتمبر (أيلول) 2020 وحتّى مايو (أيار) الماضي. وفي قرار حظر هو الأوّل من نوعه، منعت هيئة التجارة الفيدرالية الشهر الماضي صانع التطبيقات «سابورت كينغ» من توفير برنامج «سباي فون»، الذي تتيح للمتلصّص تحديد موقع الضحيّة والوصول إلى صوره ورسائله.
واعتبرت إيفا غالبيرين، مديرة الأمن السيبراني في منظّمة «إلكترونيك فرونتيير فاونديشن» (منظّمة الحدود الإلكترونية) غير الربحيّة أنّ هذه التطبيقات «شديدة الاختراق وأصبحت مشكلة جديّة مرتبطة بواحد من أسوأ أنواع الإساءة التي رأيناها بين الشركاء العاطفيين».
في هذا الإطار، صرّحت شركة «غوغل» أنّها حظرت تطبيقات انتهكت سياساتها وأبرزها تطبيق «فلاش كيلوغر» بعد أن تواصلنا معهم بشأنه.
أمّا «أبل»، فقد ردّت على سؤالنا حول خطر هذه التطبيقات بإحالتنا إلى دليلٍ للأمن والخصوصية نشرته العام الماضي. وأوضح متحدّثٌ باسمها أنّ برامج التلصّص الجديدة نقطة ضعفٍ لا يمكن علاجها بالتقنية إذا نجح المعتدي بالوصول إلى جهاز المستخدم ورمز مروره في جهاز «آيفون».
أنواع برامج التلصص
إنّ مكافحة تطبيقات التلصّص ليس بالأمر السهل لأنّكم حتّى ولو اشتبهتم بوجودها، فقد تواجهون صعوبة في رصدها لأنّ تصنيفها كتطبيقات خبيثة من قبل برامج محاربة الفيروسات ليس قديم العهد.
انتشرت برامج المراقبة على أجهزة الكومبيوتر لعقود ولكنّ صانعي برامج التجسّس حوّلوا تركيزهم أخيراً إلى الأجهزة المحمولة. ولأنّ هذه الأخيرة تصل إلى بيانات حميمة أكثر كالصور والموقع بالوقت الحقيقي والمحادثات والرسائل الهاتفيّة، أصبحت هذه التطبيقات تُعرف باسم «برامج التلصّص».
تتنوّع تطبيقات التلصّص وتجمع أنواعاً مختلفة من المعلومات: بعضها يسجّل الاتصالات الهاتفية، وبعضها الآخر يراقب نقرات المفاتيح على الأجهزة، بينما يتعقّب أخطرها موقع المستخدم أو يحمّل صوره على خادمٍ بعيد. ولكنّها في المجمل تعمل بالطريقة نفسها: حبيب مؤذٍ يخترق شريكه بتحميل التطبيق على هاتفه ويخفي البرنامج بتغيير شكله الخارجي إلى ما يشبه أي تطبيقٍ عادي كالرزنامة مثلاً.
بعدها، يقبع التطبيق في الخلفية ليبدأ بتزويد المعتدي بالبيانات. في بعض الأحيان، يُصار إلى إرسال المعلومات إلى بريد المتلصّص الإلكتروني أو يتيح له تحميلها من موقعٍ إلكتروني خاص. وفي سيناريوهات أخرى، يستطيع الشريك المؤذي الذي يعرف رمز المرور إلى جهاز شريكه فكّ القفل لفتح تطبيق التلصّص ومراجعة البيانات المسجّلة ببساطة.
خطوات دفاعية
إذن، ماذا يجب أن تفعلوا في هذه الحالة؟ قدّم «كواليشن أغينست ستولكيروير» (التحالف ضدّ برامج التلصّص) الذي أسّسته غالبيرين مع مجموعات معنيّة أخرى، بالإضافة إلى بعض الشركات الأمنيّة المتخصّصة النصائح التالية:
> ابحثوا عن سلوكٍ غير مألوف على جهازكم كالاستنزاف السريع لطاقة البطارية لأنّه قد يكون مؤشّراً على أنّ تطبيق تلصّص يعمل في الخلفية بشكلٍ متواصل.
> امسحوا هاتفكم. تستطيع بعض التطبيقات كـ«مالوير بايتز» Malwarebytes و«شيرتو» Certo و«نورتون لايف لوك» NortonLifeLock و«لوك آوت» Lookout رصد تطبيقات التلصّص. ولكنّ لمزيد من الدقّة، تفحّصوا التطبيقات الموجودة على أجهزتكم لرصد أي شيءٍ مريب أو غير مألوف. إذا عثرتم على برنامج تلصّص، يجب التروّي قبل حذفه لأنّه قد يكون دليلاً مفيداً إذا قرّرتم إبلاغ الجهات القانونيّة المختصّة بالاعتداء.
> اطلبوا المساعدة. بالإضافة إلى التبليغ عن السلوك التلصّصي لدى الجهات المعنية، يمكنكم طلب النصح والمساعدة من السلطات والهيئات المعنيّة بهذه الحوادث.
> دقّقوا في حساباتكم الإلكترونية لتعرفوا التطبيقات والأجهزة المتّصلة بها. على «تويتر» مثلاً، يمكنكم النقر على زرّ «الوصول إلى الأمن والحساب» في لائحة الإعدادات لمعرفة التطبيقات والأجهزة التي تستطيع الوصول إلى حسابكم، وسجّلوا خروجكم من أي اتصال مريب.
> غيّروا كلمات ورموز المرور. إنّ الإجراء الأكثر أماناً دائماً هو تغيير كلمات المرور للحسابات الإلكترونية وتجنّب تكرار استخدامها في مواقع مختلفة. حاولوا وضع كلمات مرور طويلة ومعقّدة لكلّ حساب، واحرصوا على اختيار رموز مرور صعبة التكهّن للأجهزة.
> شغّلوا ميزة المصادقة الثنائية. استخدموا المصادقة الثنائية في أي حسابٍ إلكتروني يتيحها لأنّها تفرض نوعين من المراجعة لهويّتكم قبل أن تتيح لكم تسجيل الدخول في الحساب. لنقل إنّكم أدخلتم اسم المستخدم وكلمة المرور إلى حسابكم على منصّة «فيسبوك»، ستكون هذه الخطوة الأولى. بعدها، ستطلب منكم المنصّة رمزاً مؤقّتاً يزوّدكم به تطبيق المصادقة، وهذه هي الخطوة الثانية. بفضل هذه الحماية، وحتّى إذا استطاع المعتدي معرفة كلمة مروركم باستخدام أحد تطبيقات أو برامج التلصّص، لن يتمكّن من الولوج إلى حسابكم دون الرمز.
> لمستخدمي آيفون، تحقّقوا من إعداداتكم. فقد كشفت شركة «شيرتو» المتخصصة بأمن الأجهزة المحمولة أنّ تطبيق التلصّص الجديد «ويب واتشر» WebWatcher يستخدم جهاز كومبيوتر لتحميل نسخة احتياطيّة من بيانات الآيفون الخاصة بالمستخدم. للدفاع عن أنفسكم، افتحوا الإعدادات وابحثوا في «لائحة الخيارات العامّة» عما إذا كان إعداد «مزامن آي - تيونز مع الواي - فاي» يعمل. بعدها، عطّلوا هذا الإعداد لمنع تطبيق «ويب واتشر» من نسخ بياناتكم. تقول شركة أبل إنّها لم تعتبر هذا الإعداد نقطة ضعفٍ في هواتف «آيفون» لأنّه يتطلّب من المعتدي استخدام شبكة الواي - فاي نفسها والوصول فعلياً إلى هاتف الضحية غير المقفل.
> ابدأوا من جديد. إذا كنتم تبحثون عن طريقة فعّالة للتخلّص من برنامج تلصّص على الهاتف، ابتاعوا هاتفاً جديداً أو احذفوا كلّ البيانات من هاتفكم لبداية جديدة.
> حدّثوا برامجكم. تصدر شركتا «غوغل» و«أبل» تحديثات منتظمة تتضمّن تصحيحات أمنية قادرة على تخليصكم من برامج التلصّص. لذا، يجب أن تحرصوا دائماً على استخدام أحدث الإصدارات من برنامجكم التشغيلي.
* خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

ما خصائص «البحث بالوقت الفعلي» في «تشات جي بي تي»؟

تكنولوجيا لدى خدمة «ChatGPT Plus» التي تعتمد على الاشتراك نحو 7.7 مليون مستخدم على مستوى العالم (أدوبي)

ما خصائص «البحث بالوقت الفعلي» في «تشات جي بي تي»؟

تشكل الخاصية الجديدة نقلة في كيفية التفاعل مع المعلومات عبر إجابات أكثر ذكاءً وسرعة مع سياق الأسئلة.

نسيم رمضان (لندن)
خاص جانب من حضور واسع يشهده «بلاك هات» (تصوير: تركي العقيلي)

خاص إشادة دولية بجهود الرياض السيبرانية وتنظيم «بلاك هات»

معرض «بلاك هات» يحصد اهتماماً دبلوماسياً وسيبرانياً وإشادة باستضافة السعودية وتنظيمها الناجح.

غازي الحارثي (الرياض)
خاص «بي واي دي»: نخطط للاستثمار في مبادرات تسويقية وتعليمية لزيادة الوعي بفوائد النقل الكهربائي (BYD)

خاص «بي واي دي»... قصة سيارات كهربائية بدأت ببطارية هاتف

من ابتكارات البطاريات الرائدة إلى المنصات المتطورة، تتماشى رؤية «بي واي دي» مع الأهداف العالمية للاستدامة، بما في ذلك «رؤية المملكة 2030».

نسيم رمضان (الصين)
تكنولوجيا «سيبراني» التابعة لـ«أرامكو» الرقمية كشفت عن منتجات تطلق لأول مرة لحماية القطاعات الحساسة (تصوير: تركي العقيلي) play-circle 00:27

لحماية الأنظمة محلياً ودولياً... «أرامكو» تطلق لأول مرة منتجات سيبرانية سعودية

أعلنت شركة «سيبراني» إحدى شركات «أرامكو» الرقمية عن إطلاق 4 منتجات سعودية مخصّصة لعوالم الأمن السيبراني.

غازي الحارثي (الرياض)
تكنولوجيا يبرز نجاح «أكوا بوت» الإمكانات التحويلية للجمع بين الأجهزة المتطورة والبرامج الذكية (أكوا بوت)

روبوت يسبح تحت الماء بشكل مستقل مستخدماً الذكاء الاصطناعي

الروبوت «أكوا بوت»، الذي طوّره باحثون في جامعة كولومبيا، قادر على تنفيذ مجموعة متنوعة من المهام تحت الماء بشكل مستقل.

نسيم رمضان (لندن)

«بي واي دي»... قصة سيارات كهربائية بدأت ببطارية هاتف

«بي واي دي»: نخطط للاستثمار في مبادرات تسويقية وتعليمية لزيادة الوعي بفوائد النقل الكهربائي (BYD)
«بي واي دي»: نخطط للاستثمار في مبادرات تسويقية وتعليمية لزيادة الوعي بفوائد النقل الكهربائي (BYD)
TT

«بي واي دي»... قصة سيارات كهربائية بدأت ببطارية هاتف

«بي واي دي»: نخطط للاستثمار في مبادرات تسويقية وتعليمية لزيادة الوعي بفوائد النقل الكهربائي (BYD)
«بي واي دي»: نخطط للاستثمار في مبادرات تسويقية وتعليمية لزيادة الوعي بفوائد النقل الكهربائي (BYD)

في عالم الابتكار السريع بصناعة السيارات، تُعد شركة «بي واي دي (BYD)» الصينية رمزاً للتغيير والريادة. الشركة العملاقة التي يُترجم شعارها إلى «ابنِ أحلامَك (Build Your Dreams)»، واحتفلت بـ30 عاماً على تأسيسها، بدأت مصنعاً للبطاريات في عام 1995، وزودت كبرى شركات تصنيع الهواتف وقتها، مثل «نوكيا» و«موتورولا»، بالبطاريات. لكن سرعان ما أعادت تشكيل هويتها لتصبح رائدة عالمياً في مجال السيارات الجديدة للطاقة (NEVs). خلال رحلة إعلامية خاصة إلى الصين تلقتها «الشرق الأوسط»، أُتيح لها استكشاف ابتكارات «BYD» التقنية، من خلال زيارة مصانعها في مدينتي جوانزو وشنزن، والاطلاع على التزام الشركة بالاستدامة والتكنولوجيا والابتكار.

إرث متجذر في الابتكار

في صميم نجاح «بي واي دي» بطاريتها الرائدة «بلايد (Blade Battery)»، التي تم تطويرها وتصنيعها داخلياً. هذه البطارية القائمة على تقنية الليثيوم وفوسفات الحديد (LFP) تعيد تعريف معايير السلامة والكفاءة والاستدامة. على عكس البطاريات التقليدية التي قد تتعرض لمخاطر «الهروب الحراري»، وهو سبب شائع لاندلاع الحرائق في البطاريات التقليدية، صُممت بطارية «بلايد» لمقاومة مثل هذه المخاطر حتى في ظل أقسى الظروف.

خلال الاختبارات الصارمة للبطارية التي شهدتها «الشرق الأوسط» في مقر الشركة بالصين، تم ثقب البطارية بالمسامير، وسحقها، وثنيها، وتعريضها لدرجات حرارة عالية. وخلال تلك الاختبارات، أظهرت «بلايد (Blade)» مرونة لا مثيل لها مقارنة ببطاريات أخرى انفجرت تحت الظروف ذاتها. هذا المستوى من الأمان هو عامل تغيير، خصوصاً في صناعة تُعتبر سلامة البطارية فيها هي الأهم.

قامت «BYD» بتعديل تركيبة بطارية «بلايد» لضمان أدائها في المناطق ذات درجات الحرارة العالية مثل الشرق الأوسط ( الشرق الأوسط)

لماذا «بلايد»؟

ميزة رئيسية أخرى في بطارية «بلايد (Blade)» هي عمرها الطويل، مما يجعلها اقتصادية وصديقة للبيئة. تدوم البطارية لأكثر من 1.2 مليون كيلومتر من القيادة أو 3000 دورة شحن، مما يزيد بشكل كبير من فائدة المركبات التي تعمل بها. وفي حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» من الصين يشرح أي دي هوانغ المدير العام لشركة «BYD» في الشرق الأوسط وأفريقيا أن تصميم البطارية الرقيق والمعياري يعمل على تحسين كثافة الطاقة، مما يسمح ببطارية أكثر إحكاماً يمكنها تخزين قدر كبير من الطاقة.

ويضيف أن هذا التصميم لا يعمل على تعزيز مدى السيارة فحسب، بل يساهم أيضاً في كفاءتها بشكل عام، من خلال تقليل الوزن وتحسين استخدام المساحة.

أما من الناحية البيئية، تستخدم بطارية «بلايد» مواد أكثر استدامة من بدائل الليثيوم أيون التقليدية. ومن خلال التخلص من الحاجة إلى الكوبالت، إحدى أكثر المواد المثيرة للجدل والضارة بالبيئة المستخدمة في البطاريات التقليدية، تلتزم «BYD» بقوة بالطاقة الخضراء على حد وصفه.

أي دي هوانغ المدير العام لـ«بلايد» في الشرق الأوسط وأفريقيا متحدثا لـ«الشرق الأوسط» (BYD)

التنقل الكهربائي عبر منصة "e-Platform 3.0"

تعد « «e - Platform 3.0التي تم تطويرها داخلياً في «بي واي دي»، العمود الفقري لتصميم سيارات الشركة. تم تصميم هذه المنصة خصيصاً للسيارات الكهربائية؛ حيث تدمج بطارية «بلايد» مباشرة في هيكل السيارة، مما يعزز السلامة وراحة الركاب وكفاءة الطاقة. كما تمثل طرازات مثل «أتّو 3»(ATTO 3)، وهي سيارة دفع رباعي مدمجة تم تقديمها في الشرق الأوسط عام 2024.

قدرات هذه المنصة

تتميز سيارة «ATTO 3» بنظام الدفع الكهربائي المدمج (8 في 1) أي دمج 8 مكونات أساسية لتحسين كفاءة الطاقة واستخدام المساحة.

كما توفر الشاشة الدوارة بمقاس 15.6 بوصة اتصالاً سلساً عبر «Apple CarPlay» و«Android Auto لضمان الراحة والسلامة.

وخلال زيارة إحدى صالات العرض الكبرى للشركة في مدينة شينزن، اختبرت «الشرق الأوسط» كيف يمكن شحن سيارة «أتّو 3 (ATTO 3)»، من 30 في المائة إلى 80 في المائة في أقل من 30 دقيقة، مما يلبي احتياجات التنقل الحضري بسهولة.

دمج بطارية «بلايد» مباشرةً في هيكل السيارة يحسن توزيع الوزن واستخدام الطاقة ويدعم أنظمة القيادة الذكية (الشرق الأوسط)

سيارات «HAN» و«SEAL» و«QIN PLUS»

تعكس سيارات السيدان الفاخرة «HAN» وSEAL»» قدرة «بي واي دي» على دمج التكنولوجيا المتقدمة مع الاستدامة. واختبرت «الشرق الأوسط» قيادة سيارة «هان» التي تتميز بنظام دفع كهربائي رباعي العجلات يوفر تجربة قيادة تجمع بين الإثارة والرقي، مع تسارع من 0 إلى 100 كلم/ ساعة خلال 3.9 ثانية فقط. توجد في السيارة أيضاً ميزات تقنية عدة، منها تقنية أشباه الموصلات (SiC MOSFET). تحسّن هذه التقنية كفاءة المحرِّك وتمدد النطاق.

أيضاً تَبرز تقنية الشحن من السيارة إلى الأجهزة (V2L) التي تحوِّل السيارة إلى مصدر طاقة متنقل مثالي للأنشطة الخارجية أو الطوارئ. ويزيد نظام المضخة الحرارية المتقدم من كفاءة الطاقة عن طريق إعادة تدوير الحرارة المتبقية، مما يجعلها مناسبة للظروف المناخية المختلفة.

أما سيارة «SEAL» فتجمع بين التصميم المستقبلي والأداء المتميز. وخلال قيادة السيارة، تمكنت «الشرق الأوسط» من تجربة قدرة نظام الدفع المزدوج في «SEAL» على المساعدة في تسجيل تسارع يصل إلى 3.8 ثانية. كما توفر السيارة نظام معلومات وترفيه متطوراً يدمج التحكم الصوتي واتصال الهواتف الذكية، مما يجعلها خياراً مثالياً لعُشَّاق التكنولوجيا والأناقة. وقد حققت هذه الطرازات اعترافاً عالمياً بفضل أدائها؛ حيث فازت بجوائز متعددة في مجالات التصميم والهندسة.

تمثل سيارات «BYD» تنوُّعاً يلبي مجموعة واسعة من الاحتياجات، منها: «QIN PLUS» سيارة سيدان مدمجة تمزج بين العملية والتكنولوجيا المتقدمة. بفضل نظامها الهجين الذي يوفر مدى يصل إلى 1200 كيلومتر، تُعد خياراً مثالياً للمسافرين في المدن. وتضيف «QIN PLUS» ميزات مثل نظام الكبح المتجدد وشاشة لمس بحجم 10.1 بوصة إلى جاذبيتها.

من أعلى اليمن: تقنية مبتكرة من داخل سيارات «أتو» و«سونغ» و«هان» و«سيل» (الشرق الأوسط)

ميزات مخصصة للشرق الأوسط

تظهر «بي واي دي» التزاماً استثنائياً بتكييف سياراتها مع الظروف الإقليمية والمناخية خاصة في الشرق الأوسط. يقول هوانغ خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إنه على مدى 15 عاماً، أجرت الشركة اختبارات الطقس الحار، بما في ذلك في الشرق الأوسط، أدَّت هذه الجهود إلى تحسينات، مثل أنظمة تبريد البطاريات والتكييف، مما يضمن الأداء الأمثل في درجات الحرارة العالية.

تمثل «سونغ بلس (SONG PLUS)»، سيارة الدفع الرباعي الهجينة واسعة الهيكل، هذا التكيف الإقليمي. بفضل تقنية DM - i الهجينة، تحقق السيارة استهلاكاً منخفضاً جداً للوقود، مع توفير مدى ممتد للقيادة الكهربائية. يجمع تصميمها الواسع وميزاتها المتقدمة، مثل الكاميرا بزاوية 360 درجة والشاشة الدوارة، بين العملية والابتكار. كما يضمن نظام التعليق الخلفي متعدد الوصلات تجربة قيادة سلسة؛ سواء في شوارع المدينة أو على الطرق السريعة.

من أمان بطارية «بلايد» إلى تنوع السيارات الهجينة القابلة للشحن، تسعى «بي واي دي» لتمهيد الطريق لمستقبل مستدام (BYD)

قيادة «رؤية المملكة 2030»

تقول «بي واي دي» إن توسعاتها في الشرق الأوسط تتماشى بسلاسة مع «رؤية المملكة العربية السعودية 2030»، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتعزيز الاستدامة البيئية وتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2060. كما تسعى المملكة إلى جعل 30 في المائة على الأقل من السيارات في الرياض كهربائية بحلول عام 2030، بحسب ما قاله فهد الرشيد، الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية للرياض عام 2021.

ومن خلال تقنياتها المبتكرة، تدعم «بي واي دي»، هذه الأهداف عبر بطارية «بلايد» وتقنية «DM - i» الهجينة، ما يقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري. تُعد «بي واي دي» أن سياراتها توفر كثيراً في التكاليف التشغيلية؛ حيث تحقق انخفاضاً يتراوح بين 20 و45 في المائة مقارنة بالمركبات التقليدية، مما يجعل الاستدامة في متناول شريحة أوسع من المستهلكين.

ويشرح هوانغ لـ«الشرق الأوسط» أن شركته تقدم في الصين سيارات هجينة بنفس سعر السيارات العاملة بالوقود التقليدي. ويضيف: «هذا ما نسعى لتطبيقه في السعودية، مما يسمح للعملاء بالاستمتاع بتجربة قيادة صديقة للبيئة مع توفير التكاليف».

صندوق الاستثمارات العامة

تثمّن «بي واي دي» الدور المحوري الذي يلعبه صندوق الاستثمارات العامة (PIF) في تشكيل نظام السيارات الكهربائية بالمملكة. تشمل الاستثمارات حصصاً كبيرة في شركات مثل «لوسيد»، وإطلاق علامة «سير» التجارية، وهي أول علامة سعودية للسيارات الكهربائية. وتهدف «سير» إلى جذب الاستثمارات الدولية، وتعزيز التصنيع المحلي، والمساهمة في النمو الاقتصادي، بما يتماشى مع الأهداف الأوسع لـ«رؤية 2030».

وتُبرز شراكة BYD مع شركة الفطيم للتنقل الكهربائي التزامها بجعل السيارات الكهربائية متاحة في المنطقة مع خطط لتقديم 10 طرازات جديدة بحلول عام 2025. كما تستعد الشركة لتلبية احتياجات المستهلكين المتنوعة في السعودية والإمارات وخارجها. يعكس الاهتمام المتزايد من المستهلكين، الذي يظهر في زيارات صالات العرض وحجوزات قيادة السيارات، تأثير العلامة التجارية المتنامي.

وتشيد «بي واي دي» أيضاً بمشروع البحر الأحمر الذي يضم أكبر شبكة شحن خارج الشبكة تضم 150 محطة لخدمة أسطول مبدئي من 80 سيارة كهربائية من المشاريع البارزة في السعودية. وتُعدّ هذا الاستثمار تعزيزاً للثقة في استخدام السيارات الكهربائية، ويوفر تجربة سلسة للمستخدمين.

تأخذ «BYD» شعار «Build Your Dream» أي «ابنِ أحلامك» (BYD)

علامة تجارية موثوقة عالمياً

تمتد تأثيرات «بي واي دي» إلى ما وراء الشرق الأوسط كأكبر علامة تجارية للسيارات الجديدة للطاقة عالمياً متفوقة على منافسيها في المبيعات العالمية. في الصين، تمتلك «بي واي دي» أكثر من 35 في المائة من سوق السيارات الكهربائية، مما يعكس هيمنتها في أكبر سوق سيارات في العالم. وتعزز شراكاتها مع أبرز شركات السيارات مكانتها التكنولوجية؛ حيث تستخدم بطاريات «بي واي دي» في سيارات حول العالم.

ويعرب أي دي هوانغ عن طموحات «بي واي دي» لتصبح شركة رائدة في جميع الفئات، مع هدف استحواذ على حصة سوقية تتراوح بين 15 في المائة و20 في المائة. ويصرح لـ«الشرق الأوسط» بأن شركته تعمل على تحقيق هذا الهدف، عبر إطلاق 5 طرازات تم اختبارها في منطقة الشرق الأوسط على مدار أكثر من عامين لضمان الجودة والأداء في الظروف المناخية القاسية.

الابتكار المدعوم بالخبرة

بفضل فريق بحث وتطوير يضم أكثر من 110000 متخصص، تواصل «بي واي دي» دفع حدود الممكن. ورغم إنجازاتها، تعترف الشركة بالتحديات التي تواجهها خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط. من تلك التحديات، بحسب هوانغ هو، عدم إدراك كثير من الناس الفرق بين السيارات الكهربائية والهجينة التقليدية. يُذكر أن تكنولوجيا السيارات الهجينة القابلة للشحن (PHEV) تقدم مدى قيادة كهربائياً كاملاً يصل إلى 120 كيلومتراً، قبل أن يبدأ المحرك في العمل، مما يوفر تجربة قيادة تجمع بين المزايا الكهربائية والوقود التقليدي.

ويضيف أن شركته تعمل على تثقيف المستهلكين حول فوائد السيارات الكهربائية والتعامل مع قلق النطاق.

يرى كثيرون أن رحلة «بي واي دي» من تصنيع البطاريات إلى الريادة العالمية في السيارات الكهربائية هي شهادة على مرونتها وابتكارها. من خلال مواءمة رؤيتها مع أهداف الاستدامة العالمية، لا تقوم الشركة بإعادة تشكيل مستقبل النقل فحسب، بل تساهم أيضاً في كوكب أكثر نظافة واخضراراً. وتؤكد الشركة أن سياراتها في الشرق الأوسط، خصوصاً في السوق السعودية، تمثل مزيجاً متناغماً من التكنولوجيا والقدرة على تحمل التكاليف والاستدامة.