تونس تحتضن مؤتمراً متوسطياً لدعم التنمية المستدامة في ليبيا

TT

تونس تحتضن مؤتمراً متوسطياً لدعم التنمية المستدامة في ليبيا

بمبادرة من «مجلس التخطيط الوطني الليبي»، ومشاركة جامعة سبها الليبية وجامعة المنستير بتونس، وعدد من المؤسسات والوزرات والهيئات التونسية، و«غرفة التجارة والصناعة والزراعة الليبية»، انطلقت أمس في العاصمة التونسية فعاليات «المؤتمر الدولي المتوسطي حول ليبيا»، تحت شعار «دور القطاع الخاص في تحقيق التنمية المستدامة».
ويتواصل هذا المؤتمر لمدة ثلاثة أيام، بدعم من البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، ورعاية رسمية من المؤسسة الوطنية للنفط ومشاركة خبراء من فرنسا وماليزيا.
وقال ياسين أبو سريويل، المشرف العام على المؤتمر، في تصريح لوكالة الأنباء التونسية الرسمية، إن هذا المؤتمر «يعد الأول من نوعه، وهو يناقش دور القطاع الخاص في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في تونس وليبيا. كما يتناول مواضيع مهمة، مثل أهمية البحوث العلمية التطبيقية، وتنظيم جلسات عمل بين القطاع الخاص والقطاع العام، فضلاً عن تنظيم ملتقى لرواد الأعمال الشباب».
وأضاف أبو سريويل موضحاً، أن الهدف الأساسي من هذا الملتقى «إبراز دور القطاع الخاص في تحقيق أهداف التنمية المستدامة لسنة 2030، والاستثمار في المشاريع المجددة، وبرامج التحول الرقمي بالتواصل الفعال مع الخبراء والأكاديميين، ومؤسسات القطاع العام، قصد الوصول لسياسات عامة، وتصورات لشراكات على المستويين المتوسطي والعالمي».
ويرى عدد من المتابعين لهذا المؤتمر، أنه قد يكون مقدمة لبرامج إعادة إعمار ليبيا، وذلك بعد نحو عشر سنوات من الثورة. خاصة أن دولاً عدة تسعى لنيل نصيب من هذا البرنامج، الذي سيكون ضخماً على المستوى المالي، ومن بين تلك الدول مصر وفرنسا، وعدد آخر من الدول الغربية والآسيوية.
ومن المنتظر خلال الملتقى تنظيم حلقات نقاش، وورشات عمل بين الخبراء والمتخصصين في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، عبر وضع تصورات استراتيجية لدعم الابتكار وريادة الأعمال، من خلال مجموعة من الجلسات العلمية والورشات، واللقاءات التي ستعقد على هامش هذا المؤتمر.
وعلى مدى ثلاثة أيام سيناقش المؤتمر عدداً من إشكاليات التنمية، وفي مقدمتها «القطاع الخاص والتنمية المستدامة»، و«اتجاهات القطاع الخاص نحو التنمية المستدامة»، و«تقارير وأنماط حول القطاع الخاص في الدول المتوسطية». إضافة إلى دور «القطاع الخاص وأبعاد التنمية المستدامة»، و«دور القطاع الخاص في التنمية الاقتصادية»، و«دور القطاع الخاص في التنمية الاجتماعية»، و«دور القطاع الخاص في التنمية البيئية».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.