جنرال كبير: إسرائيل ستنقرض إذا استمرت في التصرف كـ «ديناصور»

هدد لبنان وقال: ستكون بيروت في الحرب المقبلة أكثر إيلامًا وقتامة وسوادًا

جنرال كبير: إسرائيل ستنقرض إذا استمرت في التصرف كـ «ديناصور»
TT

جنرال كبير: إسرائيل ستنقرض إذا استمرت في التصرف كـ «ديناصور»

جنرال كبير: إسرائيل ستنقرض إذا استمرت في التصرف كـ «ديناصور»

في الوقت الذي تتباهى فيه قيادة الجيش الإسرائيلي بإجراء تجربة ناجحة على الصاروخ المضاد للصواريخ متوسطة المدى، خرج جنرال كبير بتصريحات مثيرة، دعا فيها إلى التواضع واللجوء إلى المهنية، بدلا من الغطرسة الزائدة. وقال إن «إسرائيل ستنقرض إذا واصلت التصرف كديناصور في الشرق الأوسط».
وكان الجيش الإسرائيلي، أعلن أمس، عن سلسلة من التجارب لمنظومة «العصا السحرية»، تمهيدا لدمجها في منظومة الأسلحة القتالية. وجاء في بيان لوزارة الدفاع، أن التجارب مرت بنجاح، وأن من المتوقع إجراء تجربة أخرى قبل البدء باستخدام هذه المنظومة بشكل عسكري. وخلال سلسلة التجارب، تم إطلاق صاروخ «العصا السحرية» باتجاه صاروخ مستهدف وتدميره. وقال وزير الدفاع موشيه يعلون، إن سلاح الجو سيبدأ بالتزود ببطاريات هذه المنظومة في وقت قريب، مضيفا أن «محطة التجارب كانت بالغة الأهمية». يشار إلى أن هذه التجربة هي الثالثة لهذه المنظومة التي يفترض فيها أن توفر ردا على صواريخ حزب الله. وجاء في بيان الوزارة، أن «هذه المنظومة تهدف إلى توفير رد دفاعي آخر على الصواريخ والقذائف القصيرة والمتوسطة المدى، وتعزيز فرص منظومة صواريخ (حيتس) في التصدي للصواريخ الهجومية، وبالتالي تكثيف المنظومة الدفاعية لإسرائيل في مواجهة التهديدات الصاروخية».
يشار إلى أن قيادة الجبهة الداخلية كانت قد حذرت، أول من أمس، من احتمال تعرض إسرائيل إلى ما يتراوح بين 1000 و1500 صاروخ يوميا، في حال وقوع مواجهة مع حزب الله، الأمر الذي يتوقع أن يؤدي إلى مقتل مئات المواطنين. وحسب خطة دائرة «السور» في الجهاز الأمني، فإنه يتوقع تسليم القسم الأول من منظومة العصا السحرية لسلاح الجو الإسرائيلي حتى نهاية العام الحالي. يشار إلى أنه يجري تطوير هذه المنظومة بالتعاون بين شركة رفائيل الإسرائيلية ورياتون الأميركية. وتم استكمال سلسلة التجارب في الأيام الأخيرة بالتعاون بين وزارة الأمن الإسرائيلية والوكالة الأميركية للتصدي للصواريخ. وقال رئيس دائرة «السور» في الوزارة، يئير رماتي، إن قدرة «العصا السحرية» على مواجهة القذائف الثقيلة والصواريخ البالستية الدقيقة «رائعة»، مضيفا أن هدف هذه المنظومة هو التصدي للتهديدات من الجهة اللبنانية، ومن المخطط أن تتمكن منظومة العصا السحرية في المستقبل، من التصدي للطائرات دون طيار والصواريخ البحرية.
من جهة ثانية، قال الميجر جنرال إيال آيزنبرغ، الذي خلع بزته العسكرية قبل يومين، بعد أن أمضى مدة 4 سنوات في منصب قائد الجبهة الداخلية، إن «هناك تهديدات متغيرة سواء كان من قطاع غزة أو حزب الله». وأضاف: «طوال التاريخ البشري انقرضت المخلوقات الأكبر والأقوى ظاهريا، بينما نجحت أنواع أصغر حجما وأكثر قدرة على التكيف بالبقاء. حماس هزمت في الحرب الأخيرة ولكنها تشعر بوجود (تآكل) في التفوق النوعي الإسرائيلي، لأننا فشلنا في تقديم العلاج بالسرعة والنجاعة اللازمتين مع موضوع الأنفاق. فقد تصرفنا بطريقة الديناصور، الذي يعتبر فتاكا ولكنه بطيء الحركة. فالتغيير في مؤسسة كبيرة مثل الجيش الإسرائيلي، يتطلب السير في (طريق الآلام) كله. نحن بحاجة إلى أن نكون قليلي العدد وسريعين وليس كبارا وثقيلين. نحن قوة إقليمية ونعمل كالديناصورات في القدم، وسننقرض بهذا المعدل».
وقال أيزنبرغ: «إن أعداء إسرائيل، حددوا بدقة أسوأ ما وصلت إليه البلاد خلال حرب الخليج عام 1991، عندما فر الكثيرون من سكان تل أبيب من المدينة، وعندما خضعت حكومة إسحاق شامير للمطالبة الأميركية بالامتناع عن الرد على الصواريخ التي أطلقها صدام حسين - واستثمروا بسرعة في الصواريخ وقذائف الهاون. وفقط في أبريل (نيسان) 2011، بعد نحو 5 سنوات من حرب لبنان الثانية، استطاعت إسرائيل بناء منظومة (القبة الحديدية) المضادة للصواريخ، وهي منظومة دفاعية متعددة الطبقات لا مثيل لها في العالم. وإنني آمل أن تبدأ منظومة (درع داود)، وهي جزء حاسم في المنظومة الدفاعية ضد الصواريخ متوسطة المدى، وقد تمت تجربتها أمس بنجاح للمرة الثالثة، بالعمل في أواخر 2015». وأضاف أن الجانب السلبي من نظام الدفاع الجوي، الذي نجح بتدمير أكثر من 85 في المائة من الصواريخ التي استهدفت إسرائيل خلال الحملتين العسكريتين الأخيرتين، هو أنه في حين أن منظمات مثل حماس وحزب الله تباهت مرة، وفي الواقع جعلت ذلك جزءا مركزيا من عقيدة القتال الخاصة بها، بقدرتها على محاربة إسرائيل لأسابيع من دون انقطاع، فإن الحرب المقبلة مع حزب الله، ستبدأ على الأرجح بحرب خاطفة، بسبب منظومة الدفاع الجوي، والتي وفرت على الإسرائيليين بعض مصاعب الحرب.
وأكد أيزنبرغ أن على جمهور المواطنين الاستعداد إلى «ما بين 1.200 و1.500 صاروخ يوميا، خلال المرحلة الأولى من الحرب مع حزب الله. وعزا هذا التحول في عقيدة المنظمة الشيعية إلى عاملين: الرغبة في التسبب بحرقة [ثمن الحرب] للوعي الإسرائيلي»، وفهم أن «ما لا يتم إطلاقه في الفصل الأول قد لا يكون إطلاقه ممكنا في الفصل الثالث». وأضاف أن هجوما من هذا النوع قد يجبر إسرائيل على الرد «بنوع [من الرد الذي] لم يشهده ولا يعرفه الطرف الآخر. وأقول للطرف الآخر: لا يوجد لدي اللون لوصف كيف ستبدو بيروت في الحرب القادمة. ستكون أكثر قتامة وأكثر إيلاما وأكثر سوادا».
وأضاف أيزنبرغ أنه سواء في الجنوب أو في الشمال، سيكون هناك دفع باتجاه اختصار الحملة، لمنع تكرار حرب الـ50 يوما في الصيف، والإدراك أن «البالغين المسؤولين» - حماس في الجنوب والحكومة اللبنانية في الشمال - سيتم التعامل معهما على أنهما أصحاب السيادة.
مع ذلك، قال قائد الجبهة الداخلية المنتهية ولايته، إن الجيش الإسرائيلي استوعب في أعقاب الحرب في غزة والثمن الذي دفعته البلدات المتاخمة للحدود مع غزة، «أننا بحاجة إلى أدوات أكثر في صندوق العدة»، بما في ذلك القدرة على نقل شرائح من السكان الذين تضرروا بشكل كبير، والقدرة على توفير الدعم اللوجستي للسكان الذين يطلب منهم البقاء في منازلهم، في مبان محصنة.



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.