الملقحون ضد «كوفيد ـ 19» ينقلون «دلتا» للآخرين

دراسة أشارت إلى تخلصهم منها بشكل أسرع

رجل يتلقى لقاح كورونا في البرازيل (أ.ب)
رجل يتلقى لقاح كورونا في البرازيل (أ.ب)
TT

الملقحون ضد «كوفيد ـ 19» ينقلون «دلتا» للآخرين

رجل يتلقى لقاح كورونا في البرازيل (أ.ب)
رجل يتلقى لقاح كورونا في البرازيل (أ.ب)

وجدت دراسة أن الأشخاص الذين تلقوا جرعتين من اللقاح ضد «كوفيد - 19» لديهم خطر أقل، ولكن لا يزال ملموساً، للإصابة بمتغير «دلتا»، مقارنة بالأشخاص غير المحصنين.
ويتخلص الأشخاص الذين تم تطعيمهم من العدوى بسرعة أكبر، لكن ذروة الحمل الفيروسي بين الأشخاص الذين تم تطعيمهم مماثلة لتلك التي لوحظت في الأشخاص غير المطعمين، وهو ما قد يفسر سبب استمرار قدرتهم على نقل الفيروس بسهولة في البيئات المنزلية، وفقاً لدراسة نُشرت في 28 أكتوبر (تشرين الأول) بدورية «ذا لانسيت أنفيكشن ديسيس».
وتظل اللقاحات فعالة للغاية في الوقاية من الأمراض الشديدة والوفيات الناجمة عن «كوفيد - 19»، لكن بعض الدراسات تشير إلى أنها قد تكون أقل فاعلية ضد متغير «دلتا» - السلالة السائدة حالياً في جميع أنحاء العالم - رغم عدم تحديد سبب ذلك.
ومن المعروف أن معظم حالات انتقال «كوفيد - 19» تحدث في المنازل، ولكن هناك بيانات محدودة حول مخاطر انتقال متغير «دلتا» من الأشخاص الذين تم تطعيمهم، والذين يعانون من عدوى خفيفة أو عديمة الأعراض في المجتمع.
ويقول البروفسور أجيت لالفاني، من «إمبريال كوليدج لندن» بالمملكة المتحدة، الذي شارك في قيادة الدراسة في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لدورية «لانسيت»، بالتزامن مع نشر الدراسة، إن «اللقاحات ضرورية للسيطرة على الوباء، كما نعلم أنها فعالة جداً في الوقاية من الأمراض الخطيرة والوفاة من (كوفيد - 19)، ومع ذلك، فإن النتائج التي توصلنا إليها أظهرت أن التطعيم وحده لا يكفي لمنع الناس من الإصابة بمتغير (الدلتا) وانتشاره في البيئات المنزلية، فالانتقال المستمر الذي نشهده بين الأشخاص الملقحين يجعل من الضروري بالنسبة للأشخاص غير الملقحين الحصول على التطعيم لحماية أنفسهم من الإصابة بالعدوى الشديدة، خصوصاً أن المزيد من الأشخاص سيقضون وقتاً في الداخل على مقربة شديدة خلال أشهر الشتاء، ووجدنا أن القابلية للإصابة بالعدوى زادت بالفعل في غضون بضعة أشهر بعد جرعة اللقاح الثانية، لذلك يجب أن يحصل على الفور الأشخاص المؤهلون على جرعات معززة».
وضمت الدراسة الجديدة 621 مشاركاً، تم تحديدهم بواسطة نظام تتبع الاتصال بالمملكة المتحدة، بين سبتمبر (أيلول) 2020 وسبتمبر 2021. وكان جميع المشاركين مصابين بمرض «كوفيد - 19» بأعراض خفيفة أو بدون أعراض.
تم جمع معلومات الحالة الديموغرافية والتحصينية عند التسجيل، وأجرى المشاركون اختبارات «بي سي آر» يومية للكشف عن العدوى، وبغض النظر عما إذا كانت لديهم أعراض أم لا، فهي واحدة من الدراسات القليلة التي تم إجراؤها حتى الآن باستخدام مثل هذه البيانات التفصيلية من أسر حقيقية، حيث تقدم رؤى أساسية حول كيفية استمرار إصابة الأشخاص الذين تم تلقيحهم بمتغير «دلتا» ونقله إلى الآخرين.
وفي هذه الدراسة، تم تعريف المشاركين على أنهم غير محصنين إذا لم يتلقوا جرعة واحدة من لقاح «كوفيد - 19» قبل سبعة أيام على الأقل من التسجيل، وتم تطعيمهم جزئياً إذا تلقوا جرعة واحدة، وتم تطعيمهم بالكامل إذا تلقوا جرعتين، وأجريت الدراسة قبل أن تصبح معززات اللقاح متاحة على نطاق واسع.
وتم تحليل مخاطر الانتقال على أساس حالة التطعيم بالنسبة للمخالطين المنزليين المعرضين لحالات مؤشر متغير «دلتا» (أول حالة تم اكتشافها في الأسرة)، ومن خلال إجراء اختبارات تفاعل البوليميراز المتسلسل على عينات المسحات التي يقدمها كل مشارك يومياً لمدة 14 - 20 يوماً، تم تقدير التغييرات بمرور الوقت في الحمل الفيروسي - كمية الفيروس في أنف الشخص وحلقه - عن طريق نمذجة بيانات تفاعل البوليميراز المتسلسل، مما يتيح إجراء مقارنات بين الحالات التي تم تحصينها بالكامل من عدوى «دلتا»، والحالات غير المحصنة من عدوى «دلتا» و«ألفا» وعدوى ما قبل «ألفا».
تم تحديد ما مجموعه 205 جهات اتصال منزلية لحالات مؤشر متغير «دلتا»، ثبتت إصابة 53 منهم بفيروس «كوفيد - 19»، ومن بين 205 مخالطين، تلقى 126 (62 في المائة) جرعتين من اللقاح، وتلقى 39 (19 في المائة) جرعة واحدة من اللقاح، و40 (19 في المائة) لم يتم تلقيحهم، ومن بين المخالطين المنزليين الذين تلقوا جرعتين من اللقاح، أصيب 25 في المائة (31/126 من المخالطين) بمتغير «دلتا» مقارنة بـ38 في المائة (15/40) من المخالطين المنزليين غير المحصنين.
ومن بين المخالطين الملقحين المصابين بمتغير «دلتا»، كان متوسط الفترة الزمنية منذ التطعيم 101 يوم، مقارنة بـ64 يوماً للمخالطين غير المصابين، ويشير هذا إلى أن خطر الإصابة يزداد في غضون ثلاثة أشهر من تلقي جرعة ثانية من اللقاح، ويرجع ذلك على الأرجح إلى ضعف المناعة الوقائية؛ يشير المؤلفون إلى تراجع اللقاح كدليل مهم لجميع الأشخاص المؤهلين للحصول على جرعات معززة.
وتم تحليل مسارات الحمل الفيروسي اليومية لما مجموعه 133 مشاركاً، من بينهم 49 كان لديهم ما قبل «ألفا»، ولم يتم تلقيحهم، و39 مصاباً بـ«ألفا» ولم يتم تطعيمهم، و29 مصاباً بـ«دلتا» وتم تطعيمهم بالكامل، و16 مصاباً بـ«دلتا» ولم يتم تلقيحهم، ولاحظ الباحثون أن الأشخاص الذين تم تلقيحهم لم يسجلوا حمولة فيروسية أقل من الأشخاص غير المحصنين، وهو ما قد يفسر سبب استمرار انتشار متغير «دلتا»، رغم التطعيم، لأن الأشخاص يكونون أكثر عدوى خلال مرحلة ذروة الحمل الفيروسي.
وتقول الدكتورة أنيكا سينجاناياغام، المؤلفة الرئيسية المشاركة بالدراسة، إن «فهم مدى قدرة الأشخاص الذين تم تطعيمهم على نقل متغير (دلتا) إلى الآخرين هو أولوية للصحة العامة، ومن خلال إجراء أخذ عينات متكرر من المخالطين، وجدنا أن الأشخاص الذين تم تلقيحهم يمكن أن ينقلوا العدوى داخل الأسرة، بما في ذلك لأفراد الأسرة الملقحين، وتوفر نتائجنا رؤى مهمة حول تأثير التطعيم في مواجهة المتغيرات الجديدة، وعلى وجه التحديد، لماذا يستمر متغير (دلتا) في التسبب في ارتفاع أعداد حالات الإصابة بفيروس (كوفيد – 19) في جميع أنحاء العالم، حتى في البلدان التي ترتفع فيها معدلات التطعيم، وبالتالي، تظل التدابير الصحية والاجتماعية المستمرة للحد من انتقال العدوى، مثل ارتداء الأقنعة والتباعد الاجتماعي والاختبار، مهمة، حتى في الأفراد الذين تم تلقيحهم».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
TT

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)

ضرب الإعصار «شيدو» صباح اليوم السبت أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي حيث أُعلنت حالة التأهب القصوى مع توقع اشتداد الرياح المصاحبة له والتي تجاوزت سرعتها 180 كيلومترا في الساعة.

وضرب الإعصار جزيرة بوتيت تير في شرق الأرخبيل حيث يخشى أن تصل سرعة الرياح «إلى 200 و230 كلم/ساعة»، بحسب آخر نشرة للأرصاد الجوية الفرنسية، متوقعة رياحا مدمرة أشد من تلك التي صاحبت الإعصار «كاميسي» عام 1984.

وتسببت الرياح بانقطاع الكهرباء مع سقوط أعمدة كهرباء واقتلاع أشجار وتطاير أسقف منازل مصنوعة من الصفيح.

غيوم في سماء مايوت (أ.ف.ب)

وفي مدينة أوانغاني، قال رئيس البلدية يوسف أمبدي إنه يخشى «الأسوأ... لا يمكننا الخروج ولكن ما نشاهده يفوق الوصف».

ومنذ الصباح الباكر، أصدرت السلطات تحذيرا أرجوانيا وهو ما يعني لزوم جميع السكان منازلهم وعدم الخروج بما يشمل أجهزة الطوارئ والأمن وجميع عناصر الإنقاذ.

وقالت فاطمة التي تعيش في ماجيكافو-كوروبا وما زالت تذكر الإعصار الذي ضرب جزر القمر المجاورة عندما كانت طفلة «نحن خائفون جدا».

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أمطارا شديدة الغزارة مع خطر تشكل السيول والفيضانات وارتفاع أمواج البحر التي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على الساحل.

وحُظرت حركة المرور على الطرق العامة في جزيرتي غراند تير وبوتيت تير، وأغلق مطار دزاوودزي منذ مساء الجمعة.

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية الفرنسية تحسنا في الأحوال الجوية خلال اليوم، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.