خبراء: خمس الدراسات العلمية المنشورة سنوياً مزيفة

الاحتيال البحثي قد يمثل تهديداً كبيراً للصحة العامة العالمية (رويترز)
الاحتيال البحثي قد يمثل تهديداً كبيراً للصحة العامة العالمية (رويترز)
TT

خبراء: خمس الدراسات العلمية المنشورة سنوياً مزيفة

الاحتيال البحثي قد يمثل تهديداً كبيراً للصحة العامة العالمية (رويترز)
الاحتيال البحثي قد يمثل تهديداً كبيراً للصحة العامة العالمية (رويترز)

أكد عدد من الخبراء أن ما يصل إلى واحد من كل خمسة من أصل مليوني دراسة طبية تنشر كل عام تحتوي على نتائج مزيفة وتفاصيل عن مرضى ليسوا موجودين على الإطلاق، وتجارب لم تحدث بالفعل.
ونقلت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، عن ريتشارد سميث، رئيس التحرير السابق للمجلة الطبية البريطانية (BMJ) قوله: «هذه المشكلة (معروفة جيداً) في الدوائر العلمية، ومع ذلك، يتم تجاهلها من قبل مؤسسات النشر». وأضاف: «إنه أمر مروع، ولكنه شائع. تم اختراع كثير من هذه الدراسات. لم يكن هناك مرضى والتجارب لم تحدث من الأساس».
واقترح سميث أن الطريقة الوحيدة لمكافحة هذا «الاحتيال البحثي» هي أن تنظر مؤسسات النشر إلى جميع الدراسات المقدمة إليها على أنها مزيفة حتى يمكن إثبات العكس.
وأشار سميث إلى أن التحقيقات التي أجراها هو وعدد من زملائه تشير إلى أن الأبحاث القادمة من البلدان التي يكافأ فيها الأطباء عادة بزيادات في الأجور أو ترقية في مجالهم عند نشر دراساتهم من المرجح أن تكون مزيفة.
من جهته، يقول جون كارلايل، طبيب التخدير في هيئة الخدمات الصحية الوطنية الذي يقضي وقت فراغه في البحث عن الدراسات الطبية المزيفة: «في الصين، لا يمكن للأطباء الحصول على ترقية إلا إذا قاموا بنشر عدد كبير من الأبحاث العلمية».
أما البروفسورة ليزا بيرو، الخبيرة في دراسة الاحتيال بمنظمة «Cochrane»، وهي إحدى المنظمات البحثية الرائدة في العالم، فقد حذرت من «مصانع الورق» - وهي شركات غامضة تعمل عبر الإنترنت، وتنتج دراسات زائفة.
وقام الأكاديميون الذين يحققون في مصانع الورق هذه مؤخراً بالإبلاغ عن أكثر من 1000 حالة احتيال بحثي محتملة مرتبطة بها.
ومن ناحيته، حذر إيان روبرتس، أستاذ علم الأوبئة في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، من أن هذا الاحتيال قد يمثل تهديداً كبيراً للصحة العامة العالمية، مشيراً إلى أن تجربة هذه الأبحاث في الحياة الفعلية على المرضى قد تعرض حياتهم للخطر.
وقال روبرتس إنه في منتصف التسعينات، ادعى طبيب الأورام في جنوب أفريقيا، الدكتور فيرنر بيزودا، أنه عالج نساء مصابات بسرطان الثدي في مراحله المتأخرة من خلال إجراء عمليات زرع نخاع العظم لهن.
ونشر بيزودا نتائجه المزيفة في المجلات الطبية الكبرى، ما دفع عدداً من الأطباء إلى تجربتها على الآلاف من النساء، الأمر الذي تسبب في وفاتهن.
ولا يعد الاحتيال العلمي في معظم البلدان، بما في ذلك المملكة المتحدة، جريمة يحاكم عليها القانون، وهو الأمر الذي يجادل الخبراء بضرورة تغييره، مشيرين إلى أنه يجب التعامل مع الاحتيال العلمي بالطريقة نفسها التي يتم التعامل بها مع الاحتيال المالي.


مقالات ذات صلة

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

علوم النموذج تم تطويره باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

أنتجت مجموعة من العلماء هيكلاً يشبه إلى حد كبير الجنين البشري، وذلك في المختبر، دون استخدام حيوانات منوية أو بويضات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم الهياكل الشبيهة بالأجنة البشرية تم إنشاؤها في المختبر باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء يطورون «نماذج أجنة بشرية» في المختبر

قال فريق من الباحثين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إنهم ابتكروا أول هياكل صناعية في العالم شبيهة بالأجنة البشرية باستخدام الخلايا الجذعية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

تمكنت مجموعة من العلماء من جمع وتحليل الحمض النووي البشري من الهواء في غرفة مزدحمة ومن آثار الأقدام على رمال الشواطئ ومياه المحيطات والأنهار.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
علوم صورة لنموذج يمثل إنسان «نياندرتال» معروضاً في «المتحف الوطني لعصور ما قبل التاريخ» بفرنسا (أ.ف.ب)

دراسة: شكل أنف البشر حالياً تأثر بجينات إنسان «نياندرتال»

أظهرت دراسة جديدة أن شكل أنف الإنسان الحديث قد يكون تأثر جزئياً بالجينات الموروثة من إنسان «نياندرتال».

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

توصلت دراسة جديدة إلى نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات على كوكب الأرض مشيرة إلى أن نظرية «تبلور العقيق المعدني» الشهيرة تعتبر تفسيراً بعيد الاحتمال للغاية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الذكاء الاصطناعي يعزز فرص الحمل

الذكاء الاصطناعي يسهم في تحسين نتائج التلقيح الصناعي (جامعة إمبريال كوليدج لندن)
الذكاء الاصطناعي يسهم في تحسين نتائج التلقيح الصناعي (جامعة إمبريال كوليدج لندن)
TT

الذكاء الاصطناعي يعزز فرص الحمل

الذكاء الاصطناعي يسهم في تحسين نتائج التلقيح الصناعي (جامعة إمبريال كوليدج لندن)
الذكاء الاصطناعي يسهم في تحسين نتائج التلقيح الصناعي (جامعة إمبريال كوليدج لندن)

توصلت دراسة من جامعة إمبريال كوليدج لندن في بريطانيا إلى أن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي يمكن أن يعزز فرص الحمل لدى السيدات الخاضعات للتلقيح الصناعي.

وأوضح الباحثون أن هذه النتائج تسلط الضوء على إمكانات الذكاء الاصطناعي في تحسين نتائج العلاج وتقديم رعاية أكثر دقة للمريضات، ونُشرت النتائج، الأربعاء، في دورية (Nature Communications).

ويذكر أن التلقيح الصناعي إجراء طبي يساعد الأزواج الذين يعانون من مشاكل في الإنجاب على تحقيق الحمل. وفي هذا الإجراء، يتم استخراج البويضات من المبايض لدى السيدات بعد تحفيزها بواسطة أدوية هرمونية، ثم يتم تخصيبها بالحيوانات المنوية للرجال في المختبر. وبعد التخصيب، يتم مراقبة نمو الأجنة في المختبر، ثم يتم اختيار أفضل الأجنة لنقلها إلى رحم المرأة في أمل حدوث الحمل.

وتمر العملية بخطوات أولها تحفيز المبايض باستخدام أدوية هرمونية لزيادة إنتاج البويضات، ثم مراقبة نمو الحويصلات التي تحتوي على البويضات عبر جهاز الموجات فوق الصوتية. وعند نضوج البويضات، تُجمع بواسطة إبرة دقيقة وتُخصّب في المختبر. وبعد بضعة أيام، تنُقل الأجنة المتطورة إلى الرحم لتحقيق الحمل.

ويُعد توقيت إعطاء حقنة الهرمون أمراً حاسماً في نجاح العملية، حيث يستخدم الأطباء فحوصات الموجات فوق الصوتية لقياس حجم الحويصلات، لكن تحديد التوقيت المناسب يعد تحدياً.

وفي هذه الدراسة، استخدم الباحثون تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات أكثر من 19 ألف سيدة خضعن للعلاج. ووجدوا أن إعطاء حقنة الهرمون عندما يتراوح حجم الحويصلات بين 13 و18 ملم كان مرتبطاً بزيادة عدد البويضات الناضجة المسترجعة، مما أدى إلى تحسن ملحوظ في معدلات الحمل.

وبينما يعتمد الأطباء حالياً على قياس الحويصلات الأكبر فقط (أكثر من 17-18 ملم) لتحديد توقيت الحقن، أظهرت الدراسة أن الحويصلات المتوسطة الحجم قد تكون أكثر ارتباطاً بتحقيق نتائج إيجابية في العلاج.

كما أظهرت النتائج أن تحفيز المبايض لفترات طويلة قد يؤدي لارتفاع مستويات هرمون البروجستيرون، مما يؤثر سلباً على نمو بطانة الرحم ويقلل من فرص نجاح الحمل.

وأشار الفريق إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي يمكن أن يتيح للأطباء اتخاذ قرارات أكثر دقة في توقيت هذا الإجراء، مع الأخذ في الاعتبار أحجام الحويصلات المختلفة، وهو ما يتجاوز الطرق التقليدية التي تعتمد فقط على قياس الحويصلات الكبرى.

وأعرب الباحثون عن أهمية هذه النتائج في تحسين فعالية التلقيح الصناعي وزيادة نسب النجاح، مشيرين إلى أن هذه التقنية تقدم أداة قوية لدعم الأطباء في تخصيص العلاج وفقاً لاحتياجات كل مريضة بشكل فردي.

كما يخطط الفريق لتطوير أداة ذكاء اصطناعي يمكنها التفاعل مع الأطباء لتقديم توصيات دقيقة خلال مراحل العلاج؛ ما سيمكنهم من تحسين فرص نجاح العلاج وتحقيق نتائج أفضل.