غارات روسية على «شريط المخيمات» قرب الحدود السورية ـ التركية

موسكو شنت 45 ضربة على ريف إدلب خلال شهر

نازحون خلال غارات المقاتلات الروسية على منطقتي قاح وصلوة شمال سوريا قرب الحدود التركية أمس (الشرق الأوسط)
نازحون خلال غارات المقاتلات الروسية على منطقتي قاح وصلوة شمال سوريا قرب الحدود التركية أمس (الشرق الأوسط)
TT

غارات روسية على «شريط المخيمات» قرب الحدود السورية ـ التركية

نازحون خلال غارات المقاتلات الروسية على منطقتي قاح وصلوة شمال سوريا قرب الحدود التركية أمس (الشرق الأوسط)
نازحون خلال غارات المقاتلات الروسية على منطقتي قاح وصلوة شمال سوريا قرب الحدود التركية أمس (الشرق الأوسط)

عاودت المقاتلات الروسية شن غارات جوية مكثفة على مناطق في شمال سوريا، قرب الحدود التركية، تضم مخيمات للنازحين السوريين، ومقرات عسكرية سابقة لفصائل المعارضة السورية المسلحة، بالتزامن مع قصف بري متبادل بين قوات النظام والميليشيات الإيرانية من جهة والقوات التركية وفصائل المعارضة في إدلب شمال غربي سوريا.
وقال أنس قدور وهو مسؤول في «مركز إدلب الإخباري»، أن «مقاتلات روسية نفذت صباح السبت 8 غارات جوية، بصواريخ شديدة الانفجار، بينها صواريخ فراغية، على منطقتي صلوة وقاح، شمال إدلب، (6 كيلومترات) عن الحدود التركية، مأهولة بالسكان المحليين وتحوي أكثر من 14 مخيماً للنازحين، ما تسبب سقوط شظايا أحد الصواريخ المتطايرة على خيمة للنازحين، بإصابة طفل بجروح طفيفة.
وأضاف، أن عدداً من الغارات الجوية «نفذتها المقاتلات الروسية على تلة جبلية قريبة من منطقة صلوة، تحوي مقرات سابقة لفصائل المعارضة السورية المسلحة المدعومة من تركيا، دون ورود أنباء عن وقوع إصابات بشرية فيها حتى الآن، وذلك عقب غارات جوية مماثلة نفذتها المقاتلات الروسية الأربعاء، في خطوة روسية جديدة تهدف إلى توسيع القصف، بما في ذلك مناطق تنتشر فيها مخيمات للنازحين تؤوي آلاف النازحين، من مناطق مختلفة من سوريا، كانوا قد هجروا من مناطقهم سابقاً، نتيجة العمليات العسكرية من قبل روسيا والنظام.
من جهته، قال الناشط المعارض سامر الأمين، أن «وصول الغارات الجوية الروسية إلى مناطق في شمال سوريا قريبة جداً من الحدود التركية، واستهداف مقرات عسكرية لفصائل مدعومة من تركيا، إضافة إلى استهداف المراكز الحيوية في المدن، ضمن منطقة «خفض التصعيد»، شمال غربي سوريا، بينها مدن سرمدا والدانا وترمانين ومخيمات النازحين على الشريط الحدودي مع تركيا، يمثل ذلك عامل استفزاز لتركيا، وإرغامها على تقديم تنازلات، أو إظهارها بموقف العاجز عن صد الهجمات ضد المدنيين، ضمن مناطق نفوذها، وإحراجها أمام الحاضنة الشعبية في شمال غربي سوريا.
وأشار إلى أن عدد الغارات الجوية الروسية على منطقة بوتين - إردوغان أو منطقة «خفض التصعيد»، في شمال غربي سوريا بلغ «نحو 45 غارة جوية، خلال الشهر الجاري، أكتوبر (تشرين الأول)، واستهدف خلالها مناطق الزيارة بسهل الغاب في ريف حماة الغربي، ومحاور كبانة وتلت الخضر في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي، ومناطق البارة وكنصفرة والكندة وحرش بسنقول ومدينة جسر الشغور وأطراف قرية الكفير بمحيط مدينة جسر الشغور ومنطقة قاح الحدودية مع تركيا، إضافة إلى أكثر من 190 هجوما بريا من قبل قوات النظام والميليشيات الإيرانية، بقذائف المدفعية والصاروخية على مناطق مختلفة في محافظة إدلب، أسفرت عن مقتل 21 مدنياً، بينهم 7 أطفال، 6 أطفال في مجزرة أريحا في 20 من الشهر الحالي وطفل في مخيم الأرامل بمحيط مدينة ترمانين شمال إدلب».
وفي سياق آخر، شهدت خطوط التماس بين فصائل المعارضة السورية المسلحة وقوات النظام في جنوب إدلب وغربي حلب، تبادلا بالقصف المدفعي والصاروخي، وقصفا آخر متبادلا بين القوات التركية وقوات النظام على محاور مدينة سراقب.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أن قصفاً مدفعياً وصاروخياً متبادلاً بين قوات النظام والميليشيات الإيرانية من جهة، وفصائل المعارضة من جهة ثانية، شهدته محاور منطقة الرويحة جنوب إدلب، ترافق مع تحليق مكثف لطيران الاستطلاع الروسي في الأجواء، بالتزامن مع قصف مدفعي متبادل بين القوات التركية المتمركزة في منطقة النيرب وبين قوات النظام المتمركزة في محيط مدينة سراقب، رداً على استهداف الأخيرة لمحيط نقطة عسكرية تركية بالقرب من منطقة سان وسرمين شرقي إدلب، في حين تمكنت فصائل المعارضة المسلحة من تدمير (تركس) لقوات النظام، بصاروخ موجه، على محور ميزناز جنوب غربي حلب، ومقتل طاقمه.
في ريف حماة الشرقي وسط سوريا، نفذت مجموعات تابعة لـتنظيم «داعش» 3 هجمات مباغتة استهدف فيها عناصر من «حزب الله العراقي» و«حزب الله اللبناني» ومجموعات تابعة لقوات النظام، ما أسفر عن مقتل 9 من عناصرها وجرح آخرين.
وقال مصدر خاص لـ«الشرق الأوسط»، إن هجوماً مباغتاً نفذته مجموعات تابعة لـ«داعش» مساء الجمعة 29 أكتوبر (تشرين الأول)، بقذائف صاروخية، استهدف موقعاً عسكرياً تابعاً لميليشيا (حزب الله العراقي) بالقرب من منطقة عقيربات وحمادي عمر شرقي حماة 80 كلم، ما أسفر عن مقتل 4 من عناصرها وجرح آخرين.
ويضيف، أن هجومين منفصلين آخرين، لعناصر التنظيم استهدفا سيارات عسكرية تابعة لـ«حزب الله» اللبناني، وسيارات أخرى تابعة لقوات النظام (الفرقة الرابعة) بالقرب من مدينة تدمر شرقي حمص، وجرت اشتباكات عنيفة بالأسلحة المتوسطة والرشاشات، قتل خلالها 5 من عناصرها وتدمير سارتين مزودتين برشاشات متوسطة، وتدمير سيارة تحمل ذخيرة. ولفت، أنه جرى استهداف سيارات عسكرية تابعة لـ«حزب الله اللبناني» بالقرب من مدينة تدمر شرقي حمص، أثناء نقلها عددا من عناصرها وآليات وذخائر من مناطق تمركزها في منطقة السخنة شرقي تدمر، باتجاه جبل القلمون على الحدود السورية اللبنانية.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.