اليمن يتهم المجتمع الدولي بـ«الفشل» في وقف جرائم الحوثيين في مأرب

مقاتلون من الجيش اليمني متمركزون في جبهة للدفاع عن مأرب بمواجهة التصعيد الحوثي العسكري (أ.ف.ب)
مقاتلون من الجيش اليمني متمركزون في جبهة للدفاع عن مأرب بمواجهة التصعيد الحوثي العسكري (أ.ف.ب)
TT

اليمن يتهم المجتمع الدولي بـ«الفشل» في وقف جرائم الحوثيين في مأرب

مقاتلون من الجيش اليمني متمركزون في جبهة للدفاع عن مأرب بمواجهة التصعيد الحوثي العسكري (أ.ف.ب)
مقاتلون من الجيش اليمني متمركزون في جبهة للدفاع عن مأرب بمواجهة التصعيد الحوثي العسكري (أ.ف.ب)

اتهمت الحكومة اليمنية المجتمع الدولي بـ«الفشل» في وقف جرائم الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران ضد المدنيين في محافظة مأرب، في وقت تتواصل فيه المعارك في جنوب المحافظة وغربها وشمالها الغربي، مع استخدام الميليشيات للصواريخ الباليستية في استهداف المنازل والقرى السكنية.
وفي هذا السياق طالب وزير الشؤون القانونية وحقوق الإنسان في الحكومة اليمنية أحمد عرمان، المجتمع الدولي بضرورة التدخل العاجل والفاعل لوقف التصعيد العسكري الحوثي ووقف القصف العشوائي المتكرر على الأحياء السكنية والأعيان المدنية في مأرب والتي راح ضحيتها المئات بين قتيل وجريح من المدنيين بينهم نساء وأطفال، وتهجير أكثر من 10 آلاف أسرة خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول).
وقال الوزير عرمان في تصريحات رسمية: «إن استهداف ميليشيات الحوثي للمنازل والأحياء السكنية في مأرب وقصفها بالصواريخ وقذائف المدفعية والتي كان آخرها الجريمة التي ارتكبتها (الخميس) باستهداف منزل الشيخ القبلي البارز عبد اللطيف القبلي نمران، في منطقة العمود بصاروخ باليستي تسبب بسقوط عدد من القتلى والجرحى، يعد جرائم حرب وانتهاكات صارخة للقوانين والمواثيق الدولية».
وأضاف عرمان: «ما تقوم به ميليشيات الحوثي هو استمرار لمسلسلها الإجرامي المتواصل بحق المدنيين، حيث استهدفت منطقة الجرشة، جنوبي مديرية الجوبة، بقصف صاروخي أسفر عنه تدمير أربعة منازل على الأقل ومسجداً ما تسبب في سقوط ضحايا من المدنيين».
وعبّر وزير الشؤون القانونية وحقوق الإنسان عن إدانته للهجمات الصاروخية لميليشيات الحوثي الإرهابية على منازل المواطنين في محافظة مأرب، داعياً الأمم المتحدة وكل العاملين في ميدان حقوق الإنسان إلى رصد وتوثيق هذه الانتهاكات ووضع حد لها للحيلولة دون إزهاق مزيد من أرواح المدنيين لا سيما الأطفال والنساء.
واتهم عرمان المجتمع الدولي بـ«الفشل» في تفعيل أدوات المحاسبة والصمت المريب حيال ما يحدث من جرائم، وقال إن ذلك «شجّع الميليشيات الإرهابية على ارتكاب مزيد من الجرائم».
من جهته أدان وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية معمر الإرياني، استهداف ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، منزل الشخصية الاجتماعية عبد اللطيف القبلي نمران المرادي في منطقة العمود في مديرية الجوبة بمحافظة مأرب بصاروخ باليستي، والذي أدى إلى مقتل 12 شخصاً بينهم اثنان من أبنائه وإصابة آخرين في حصيلة أولية‏.
وأوضح الإرياني في تصريحات رسمية أن ميليشيا الحوثي تواصل قصف القرى ومنازل المواطنين في مديرية الجوبة بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة بشكل ممنهج ومتعمَّد للإيقاع بأكبر قدر من الضحايا بين المدنيين.
وأشار إلى أن مئات الأسر من أبناء مديرية الجوبة والنازحين اضطروا للنزوح خارج المديرية‏ نتيجة التصعيد العسكري الحوثي واستهداف التجمعات السكنية.
وطالب وزير الإعلام اليمني «المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والمبعوثين الأممي والأميركي، بإدانة ووقف هذه الأعمال الانتقامية التي تطال المدنيين الأبرياء» والتي قال إنها «تشكّل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية». كما دعا إلى تجريم وملاحقة المسؤولين عنها من قيادات وعناصر الميليشيا بوصفهم مجرمي حرب».
وكان مكتب حقوق الإنسان في مأرب قد أفاد بأن التصعيد المستمر من ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانياً على قرى ومنازل المواطنين في مديرية الجوبة بمحافظة مأرب تسبب في مقتل وإصابة 300 مدني وتهجير ونزوح أكثر من 10 آلاف أسرة.
وأوضح المكتب الحقوقي (حكومي) في بيان، أن الميليشيات الحوثية استهدفت عزلة الجرشة بأكثر من 20 قذيفة «هاون» و«كاتيوشا»، وهو ما تسبب في مقتل وإصابة العشرات من المدنيين وتدمير ممتلكاتهم وتهجير أكثر من 500 أسرة.
وعبّر مكتب حقوق الإنسان في مأرب عن إدانته للصمت الدولي أمام إجرام الميليشيات الحوثية بحق المواطنين في مأرب وفي جميع المحافظات اليمنية، ودعا المجتمع الدولي والمنظمات الدولية إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية بحق الشعب اليمني الذي يموت حصاراً وتجويعاً أو بالإعدامات الجماعية والممارسات القمعية أو بالقصف المستمر على القرى والأحياء السكنية من الميليشيات الحوثية المدعومة إيرانياً.
وخلال الأيام الماضية كان التحالف الداعم للشرعية في اليمن قد نفّذ عشرات الضربات بشكل يومي لاستهداف التعزيزات الحوثية وحماية المدنيين وإسناد الجيش اليمني في جنوب مأرب وغربها، وسط تقديرات بمقتل نحو ألفي مسلح حوثي على الأقل.
على الصعيد الميداني، تواصلت المعارك في مديرية الجوبة جنوبي محافظة مأرب وفي غربها حيث جبهات الكسارة والمشجح، وفي شمالها الغربي حيث تستميت الميليشيات الحوثية للسيطرة على المحافظة النفطية منذ أشهر دون الالتفات لحجم خسائرها البشرية.
وأمس (الجمعة) أفاد الإعلام العسكري للجيش اليمني بأن القوات تعاملت مع مجموعة من عناصر ميليشيا الحوثي الإيرانية في أثناء محاولتهم التسلل باتجاه مواقع عسكرية في جبهة الكسارة، وأن العملية انتهت بسقوط غالبية العناصر المتسللين بين قتيل وجريح، فيما لاذ مَن تبقى منهم بالفرار.
ونقل المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية عن مصادر عسكرية قولها إن «مدفعية الجيش دكّت تجمعات ميليشيا الحوثي الإيرانية في جبهة المشجح غرب مأرب، وسقط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيا ودُمرت آليات ومعدات قتالية تابعة لها».
إلى ذلك أفادت المصادر العسكرية بأن مقاتلات تحالف دعم الشرعية دمّرت تعزيزات الميليشيات الحوثية، في جبهة الكسارة، وأن الغارات أسفرت عن تدمير خمس عربات تحمل أسلحة رشاشة، وأخرى تحمل تعزيزات وذخائر. كما استهدفت بغارات مماثلة، تعزيزات حوثية في مفرق هيلان، ودمرتها بالكامل.
على نحو متصل، أكد قائد جبهة المشجح في الجيش اليمني العميد الركن أكرم الأديمي، أن الخسائر البشرية والمادية في أوساط ميليشيا الانقلاب الحوثي هائلة.
وقال في تصريحات نقلها موقع الجيش: «ميليشيا الحوثي تخوض معاركها وفق نظرية القطيع، لذلك تدفع بأنساق من المغرر بهم من البسطاء وأبناء القبائل والمهمشين والأطفال ولا يهمها مَن يُقتل ومن يُفقد ومن يتقطع ويتمزق في الشعاب والجبال».


مقالات ذات صلة

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)
الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.