بنيت يحذّر وزراءه ونوابه في الائتلاف من الصراعات الشخصية و{الأنباء المزيفة}

نفى في احتفال لـ{ترطيب الأجواء} ما نشر باسمه عن احتمال سقوط الحكومة قريباً

بنيت خلال اجتماع للحكومة الإسرائيلية الأحد الماضي (د.ب.أ)
بنيت خلال اجتماع للحكومة الإسرائيلية الأحد الماضي (د.ب.أ)
TT

بنيت يحذّر وزراءه ونوابه في الائتلاف من الصراعات الشخصية و{الأنباء المزيفة}

بنيت خلال اجتماع للحكومة الإسرائيلية الأحد الماضي (د.ب.أ)
بنيت خلال اجتماع للحكومة الإسرائيلية الأحد الماضي (د.ب.أ)

أقام رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بنيت، {حفلاً لترطيب الأجواء} مع وزرائه ونواب الائتلاف الحاكم، حذّرهم فيه من نشر المعارضة موجات ضخمة من {الأنباء الكاذبة}، قائلاً إن الصراعات والشجارات الشخصية التي تظهر بينهم وما يرافقها من نوبات غضب هي التي تهدد ثبات الحكومة.
ونفى بنيت ما كان نُشر باسمه من أن اتفاق التناوب بينه وبين رديفه يائير لبيد، رئيس الوزراء البديل ووزير الخارجية، لن يتمّ. واعتبر النشر جزءاً من موجات الأنباء المزيفة التي تروجها المعارضة بقيادة بنيامين نتنياهو لزعزعة الائتلاف.
وقال بنيت إنّ {يائير لبيد وزير خارجية ممتاز وشريك رائع وأمين وصديق. والمنشورات الأخيرة لا تعكس موقفي، وبالتأكيد لا تعكس التزامي بالاتفاق معه. لقد تصافحنا وتعاهدنا وكلانا معروف بالالتزام بوعوده على عكس القيادة التي ابتليت بها إسرائيل خلال دزينة السنوات الأخيرة (في إشارة إلى نتنياهو)}. وأضاف بنيت: {منذ تشكيل الحكومة، يبذل يائير جهوداً كبيرة للحفاظ على استقرارها بكل مسؤولية. وهو وأنا نتجاهل الجعجعة والثرثرة. وسيتم تمرير الميزانية، وستواصل الحكومة دفع إسرائيل إلى الأمام}.
بدوره، قال لبيد: {نحن لن نشغل أنفسنا بالهراء، ولن يتمكنوا من إفساد الأجواء الجيدة في الحكومة، وسنواصل العمل معاً بشكل جيد لصالح دولة إسرائيل}. وأضاف: {آسف لإحباط خصومنا، لقد تحدثت الليلة مع بنيت عن كل المحاولات الشفافة لافتعال شجار بيننا قبل الموازنة. ولكننا لن نسمح لذلك بأن يحدث. فلكل من رئيس الحكومة وأنا هدف واحد: تمرير الميزانية وتقوية الحكومة، ولن أشتغل بالتسريبات والتسجيلات التي لا يُقصد منها إلا إلحاق الضرر}.
وقد تعمد الوزراء والنواب المتخاصمون الظهور معاً، في حفل {ترطيب الأجواء}، أمس، يتمازحون ويتعانقون ويحاولون التقليل من أهمية التفوهات ضد بعضهم. وقال بنيت إنه {يتفهم غضب الواحد من الآخر والتفوه ببعض الكلمات التي تأتي في غير مكانها}، مضيفاً أنه يفضل ألا تقع مثل هذه الحوادث. لكنه طالب الجميع بأن يضعوا حدوداً تمنع التدهور نحو صدامات تضعف الحكومة وتفيد خصومها. وقال: {نحن أقمنا حكومة تغيير وانعطاف. كنا مثل الأصابع التي سدت الثغرة في السد باللحظة الأخيرة قبل انهيار إسرائيل. ومسؤوليتنا عظيمة في حماية الدولة من موبقات بعض السياسيين الأنانيين والفاسدين والتقدم بها إلى طريق النجاحات}.
والمعروف أن حكومة بنيت تواجه اختباراً مصيرياً في الأسبوع المقبل، حيث سيطرح على البرلمان مشروع الموازنة العامة. فحسب القانون يحتاج المشروع إلى تأييد 61 نائباً من مجموع 120. وإذا لم تتوفر الأكثرية، تسقط الحكومة بشكل أوتوماتيكي.
وتصبح حكومة انتقالية يكون عليها الإعداد لانتخابات مبكرة. ويسعى بنيت بكل قوته لمنع تسرب أي صوت من ائتلافه الهش، الذي يتألف من 61 نائباً فقط. والموعد الأخير لتمرير الموازنة هي السابع من الشهر المقبل.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».