قال الفنان المصري محمد ثروت إن شخصية «الشرير الظريف» تستهويه كثيراً، مشيراً في حوار مع «الشرق الأوسط» إلى أن الفنان المصري عادل إمام يعد بمثابة مدرسة كبيرة، وموضحاً أن الفنان الراحل سمير غانم قدوته في عالم الفن. ولفت إلى أنه استثمر نجاح أعماله السابقة مع الفنان محمد هنيدي لتقديم {ديو} فني معه في مسرحية «سلام مربع» التي يجري عرضها حالياً ضمن موسم الرياض بالسعودية. وكشف أنه تعمد استحضار أعمال الفنان الكوميدي الراحل إبراهيم نصر أحد أبرز مقدمي برامج المقالب في مصر خلال القرن الماضي، لافتاً إلى أن برامج المقالب لا تنقص رصيد الفنان. وأضاف ثروت أنه يحب المسرح كثيراً ويفضل الخروج فيه عن النص والارتجال... وإلى نص الحوار:
> في البداية ما الذي حمسك لتقديم شخصية «الجني» في مسرحية «علاء الدين» واستمرارها للموسم الثاني؟
- لأنه دور جديد وبه توليفة من الاستعراضات والغناء، وردود الفعل حول المسرحية بشكل عام إيجابية والعرض ممتع، وأعتبر الأداء بين فريق المسرحية مباراة تمثيلية رائعة لصالح الجمهور في النهاية، وهذا هو سر النجاح بالإضافة إلى أنها مناسبة لكل الأعمار. كما أنني أضع المسرح في المرتبة الأولى، وأعتبره مثل الرياضة اليومية الضرورية المفيدة للإنسان وهذا يجعلني أحب المسرح كثيراً، فهو أبو الفنون والمقياس الحقيقي لحب الجمهور ونجاح الفنان.
> وهل بإمكانك تقديم ألوان فنية أخرى غير الكوميديا على خشبة المسرح؟
- أنا أحب تقديم شخصية «الشرير الظريف» مثل عادل أدهم، واستفان روستي، والذي يحبه الناس ويتعاطفون معه رغم أنه شرير وأيضاً أحب الأدوار الاجتماعية التي تقربني من الناس وتمثل الناس والتي نراها كل يوم في الشارع فهي تدخل القلب بدون تكلف سواء كوميدي أو تراجيدي، ولذلك فأنا لا أمانع في تقديم ألوان فنية أخرى لتكون مفاجأة غير متوقعة لجمهوري خاصةً في السينما والدراما لكن بالمسرح الكوميديا تتملكني بشكل كبير.
> وكيف تقيم تكرار تجربة التعاون بينك وبين الفنان محمد هنيدي على المسرح؟
- العمل مع الفنان محمد هنيدي متعة حقيقية واجتمعنا من قبل في أعمال فنية كثيرة وأول لقاء جمع بيننا كان مسلسل «أرض النفاق» وتم استغلال هذا النجاح في مسرحية «3 أيام في الساحل» فنحن بيننا كيمياء وتفاهم على المسرح تحديداً لأنه يحتاج إلى سرعة بديهة غير العمل بالسينما أو التلفزيون حيث يمكننا التوقف ولكن المسرح التوقف فيه معناه خلل لا يليق بالفنان فالكيمياء وصلت بيننا إلى التواصل من خلال العين على المسرح.
> وهل وجدت اختلافاً بين هنيدي وأحمد عز على خشبة المسرح؟
- هنيدي وعز «ميجا ستار» ولكن هنيدي «مسرحجي» وأكثر خبرة بالمسرح ومختلف تماما عن عز، والافيه بيننا مدروس، أما عز عمل بالمسرح للمرة الأولى عبر «علاء الدين» ولكن بعد أول 3 ليالي عرض تملك عز المسرح بأدواته الفنية رغم أنها تجربته الأولى. فهو مجتهد ويحب الحفاظ على عمله كثيرا ويهتم بالنجاح.
> أنت من هواة الارتجال على المسرح والخروج عن النص... لماذا؟
- نعم أحب الارتجال والخروج عن النص كثيراً على المسرح لأن الجمهور كل يوم يتبدل وما يعجب البعض لا ينال رضا البعض الآخر لذلك أحب الابتكار كثيراً على خشبة المسرح، وأقدم كل يوم جديداً، وأقوم بانتظار قبول الجمهور لما أقوله يوما بعد يوم إن جاء بضحك كان بها وإن لم يأت يتم التغيير حسب هوى الناس ومن ثم أجعلها قائمة طوال فترة العرض.
> هل تشغلك البطولة المطلقة؟
- أرحب بها، فأي كوميديان ينتظر البطولة المطلقة ولكن كل شيء له وقت.
> تجمعك بالفنان بيومي فؤاد قواسم مشتركة كثيرة هل تتنافسان فنياً؟
- العلاقة بيني وبين بيومي فؤاد علاقة أخوة وصداقة وزمالة فقد كان يسبقني بدفعة بمركز الإبداع فأنا دفعة «قهوة سادة» حينها كنا ما زلنا هواة وليس لدينا جزئية المنافسة ولكننا نحب دائما أن نكون في أحسن حالاتنا لكي نعلو بالعمل الفني وقدمنا سويا أعمالا على غرار (نورت مصر، بنك الحظ، عندما يقع الإنسان في مستنقع أفكاره) لذلك بيننا تنافس شريف وتكامل فني لأن لكل منا أدواره الفنية وجمهوره.
> هل لديك قدوة في التمثيل وخصوصاً الكوميديا؟
- نعم أحب الفنان الراحل سمير غانم فقد أثر في كثيراً، بل أعتبره أبي الروحي وقدوتي على المستوى الفني، فقد تعلمت منه وما زلت أتعلم من أعماله.
> اتهمك البعض بتقليد الفنان الراحل إبراهيم نصر بعد تقديمك برنامج المقالب «محدش فاهم حاجة»... ما تعليقك؟
- ما لا يعلمه الناس أن برنامج المقالب «محدش فاهم حاجة» رفضته بعدما عرض علي في البداية لإصراري على تقديم عمل جديد ولكنني اتفقت مع المنتج والمخرج طارق فهمي أن نقدمه كـ«نوستالجيا» بسبب ارتباط الناس في التسعينات وأوائل الألفية الجديدة بنوعية هذه الأعمال خصوصاً أعمال الفنان إبراهيم نصر وقصدنا بالفعل تقديمها بهذا الشكل وهذه وجهة نظر فكرنا فيها ووصلت بالفعل للجمهور فمن شاهده وجد برنامج مقالب مضحكا فعليا بالإضافة أن من يراه سيتذكر برامج الراحل إبراهيم نصر التي ارتبطنا بها جميعا.
> بعض الفنانين يرون أن برامج المقالب تأخذ من رصيد الفنان... ما رأيك؟
- برامج المقالب لا تأخذ من رصيد الفنان على الإطلاق، فإن نجحت كانت علامة في مشواره وإن لم تجد قبولاً فهي مرحلة وانتهت يتعلم منها الفنان فيما بعد، لأنها ليست تمثيلا وليست عمله الأساسي فهو برنامج مواقف كوميدية يتواصل من خلاله مع الجمهور وخصوصاً في رمضان.
> هل ستداوم على تقديم برامج المقالب كل عام؟
- إن عرضت علي فكرة جديدة ومختلفة سأستمر.
> وما هي الأمور التي تعلمتها من خلال عملك مع الفنان عادل إمام؟
- أعتبر نفسي من المحظوظين في جيلي لأنني عملت مع «الزعيم» عادل إمام من خلال مسلسلي «مأمون وشركاه»، و«عفاريت عدلي علام» وهما دوران مختلفان تماما أولهما دور «راضي عبد التواب» المحامي في «مأمون وشركاه» وقدمت من خلاله دورا كوميديا لايت وهذا الدور كان رمانة الميزان للمسلسل وانطلاقة مهمة عرفت الجمهور بمحمد ثروت.
وحدث بالفعل بيننا كيمياء كبيرة وكنت أتعمد الحضور في الوقت الذي يأتي فيه لنرتب المشاهد والافيهات ونقوم بعمل البروفة وهذا أفادني كثيرا في مشواري وظهر على الشاشة فقد تعلمت من توجيهاته وملاحظاته واكتسبت خبرة كبيرة واعتقادي أن من لم يعمل مع عادل إمام فاته نصف عمره فهو مدرسة فنية كبيرة، ويفهم الفنان الذي أمامه من أول مشهد ويعرف جيداً إن كان الممثل جيداً أو ليست لديه موهبة وإذا تأكد أن الفنان جيد يبرزه كثيراً.