ما هو سر الاهتمام الدولي بتايوان؟

ما هو سر الاهتمام الدولي بتايوان؟
TT

ما هو سر الاهتمام الدولي بتايوان؟

ما هو سر الاهتمام الدولي بتايوان؟

> كثيرون يسألون... ما هو السر وراء كل هذا الاهتمام بتايوان؟...
الحقيقة أن وراء السر سببين مهمين جداً.
السبب الأول، يتمثل في كون تايوان تحتل المرتبة الـ11 بين أكبر الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، ووجود صلة محورية بينها وبين سلسلة التوريد في «سيليكون فالي». وبفضل سياساتها الاقتصادية، تأتي تايوان في المرتبة الـ22 بين أكبر اقتصاديات العالم. أضف إلى ذلك، أنها تعد بين أغنى دول العالم من حيث دخل الفرد بـ55.000 دولار، متجاوزة بفارق كبير كلاً من الصين والهند.
أيضاً، تتميز تايوان بمنظومة تكنولوجية مطوّرة على نحو كامل، وعدد هائل من المهارات بفضل خريجيها الذين يتمتعون بمهارات متقدمة جداً في مجالي التكنولوجيا والهندسة. وتتمتع الدولة الجزيرة كذلك بتمركز كثيف للشركات الكبرى العاملة بمجال تكنولوجيا المعلومات، بجانب أنها تضم أكبر شركة لصناعة أشباه الموصلات (السيميكوندكترز). وعليه، فإن تقدم تايوان الاقتصادي الكبير وثروتها الضخمة وصلاتها التجارية مع الغرب عوامل تجعل منها دولة يتعذر على واشنطن الاستغناء عنها.
السبب الآخر المهم، هو الموقع الجغرافي. وحول هذا الأمر يقول غانيشان «تشكل تايوان أكبر كتلة أرضية بين اليابان والفيليبين. وإذا ما سعت واشنطن إلى كبح جماح الطموحات التوسعية لبكين واحتواء قوتها العسكرية الصاعدة، فإنه من الحيوي هنا ألا تترك واشنطن الفرصة أمام (التنين الصيني) لإطلاق نيرانه نحو تايوان».
وكما ذُكر آنفاً، يعكس قانون العلاقات التايوانية الذي جرى إقراره عام 1979 هذا الأمر. وهو ينص على إمداد الولايات المتحدة تايوان بالأسلحة ذات الطابع الدفاعي. كما أنه يلزم واشنطن بـ«اعتبار أي جهود لتحديد مستقبل تايوان بخلاف السبل السلمية، بما في ذلك المقاطعة أو الحظر، تهديداً للسلام والأمن بمنطقة غرب المحيط الهادي ومصدر قلق بالغ للولايات المتحدة».
وفعلاً، تتميّز تايوان بموقع جيو - استراتيجي بالغ الأهمية، ذلك أنه في حال سيطرة بكين عليها؛ فإن هذه السيطرة ستمنح الصينيين على الفور القدرة على إعاقة وصول شحنات النفط إلى اليابان وكوريا الجنوبية.
ثم أن هذه السيطرة إذا تحققت ستكون لها تداعيات كارثية على الولايات المتحدة نفسها؛ لأنها ستطردها فعلياً من أسواق شرق آسيا، وتمنح بكين القدرة على إغلاق القواعد العسكرية الأميركية في كل من اليابان وكوريا الجنوبية.


مقالات ذات صلة

أفريقيا... ساحة تنافس جديد بين الهند والصين

حصاد الأسبوع Chinese Foreign Minister Wang Yi (C) speaks during a press conference with Senegal's Foreign Minister Yassine Fall (L) and Congo Foreign Minister Jean-Claude Gakosso (R) at the Forum on China-Africa Cooperation (FOCAC) in Beijing on September 5, 2024. (Photo by GREG BAKER / AFP)

أفريقيا... ساحة تنافس جديد بين الهند والصين

منذ فترة ولايته الأولى عام 2014، كان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أكبر مناصر للعلاقات بين الهند وأفريقيا.

براكريتي غوبتا (نيودلهي)
حصاد الأسبوع نيتومبو ندايتواه... أول امرأة تترأس ناميبيا

نيتومبو ندايتواه... أول امرأة تترأس ناميبيا

سطرت نيتومبو ناندي ندايتواه، 72 عاماً، اسمها في التاريخ بوصفها أول امرأة تتولى رئاسة ناميبيا منذ استقلال البلاد عام 1990، بعدما حصدت 57 في المائة من الأصوات في

فتحية الدخاخني ( القاهرة)
رياضة سعودية السعودية تستمر في تشكيل خريطة مختلف الرياضات العالمية بتنظيم واستضافات غير مسبوقة (الشرق الأوسط)

السعودية ستُشكل خريطة الرياضة العالمية في 2025

شارف عام حافل بالأحداث الرياضية بما في ذلك الألعاب الأولمبية التي حظيت بإشادة واسعة وأربع بطولات قارية لكرة القدم على الانتهاء ومن المتوقع أن يكون عام 2025 أقل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
حصاد الأسبوع فرنسوا بايرو: رجل المصالحة أو الفرصة الأخيرة؟

فرنسوا بايرو: رجل المصالحة أو الفرصة الأخيرة؟

بعد 9 أيام من سقوط الحكومة الفرنسية بقيادة ميشال بارنييه في اقتراع لحجب الثقة، عيّن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فرنسوا بايرو، زعيم رئيس حزب الوسط (الموديم)،

أنيسة مخالدي (باريس)
حصاد الأسبوع خافيير ميلي (أ.ب)

خافيير ميلي... شعبية «المخرّب الأكبر» لا تعرف التراجع

في المشهد الشعبوي واليميني المتطرف، المتنامي منذ سنوات، يشكّل الصعود الصاعق لخافيير ميلي إلى سدّة الرئاسة في الأرجنتين، حالة مميّزة، لا بل فريدة، من حيث الأفكار

شوقي الريّس (مدريد)

تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)
TT

تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)

سينغمان ري (الصورة الرئاسية الرسمية)

إلى جانب يون سوك - يول، فإن أربعة من رؤساء كوريا الجنوبية السبعة إما قد عُزلوا أو سُجنوا بتهمة الفساد منذ انتقال البلاد إلى الديمقراطية في أواخر الثمانينات.

وفي سلسلة من التاريخ المظلم لقادة البلاد، عزل البرلمان الرئيسة بارك غيون - هاي، التي كانت أول امرأة تتولى منصب الرئاسة الكورية الجنوبية، ثم سُجنت في وقت لاحق من عام 2016. ولقد واجهت بارك، التي هي ابنة الديكتاتور السابق بارك تشونغ - هي، اتهامات بقبول أو طلب عشرات الملايين من الدولارات من مجموعات اقتصادية وصناعية كبرى.

وفي الحالات الأخرى، انتحر روه مو - هيون، الذي تولى الرئاسة في الفترة من 2003 إلى 2008، بصورة مأساوية في مايو (أيار) 2009 عندما قفز من منحدر صخري بينما كان قيد التحقيق بتهمة تلقي رشوة، بلغت في مجموعها 6 ملايين دولار، ذهبت إلى زوجته وأقاربه.

وعلى نحو مماثل، حُكم على الرئيس السابق لي ميونغ - باك بالسجن 15 سنة في أكتوبر (تشرين الأول) 2018 بتهمة الفساد. ومع ذلك، اختُصرت فترة سجنه عندما تلقى عفواً من الرئيس الحالي يون سوك - يول في ديسمبر (كانون الأول) عام 2022.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ أدين تشون دو - هوان، الرجل العسكري القوي والسيئ السمعة، الملقّب بـ«جزار غوانغجو»، وتلميذه الرئيس نوه تاي - وو، بتهمة الخيانة لدوريهما في انقلاب عام 1979، وحُكم عليهما بالسجن لأكثر من 20 سنة، ومع ذلك، صدر عفو عنهما في وقت لاحق.

بارك غيون- هاي (رويترز)

الأحكام العرفية

باعتبار اقتصاد كوريا الجنوبية، رابع أكبر اقتصاد في آسيا، وكون البلاد «البلد الجار» المتاخم لكوريا الشمالية المسلحة نووياً، تأثرت كوريا الجنوبية بفترات تاريخية من الحكم العسكري والاضطرابات السياسية، مع انتقال الدولة إلى نظام ديمقراطي حقيقي عام 1987.

والواقع، رغم وجود المؤسسات الديمقراطية، استمرت التوترات السياسية في البلاد، بدءاً من تأسيسها بعد نيل الاستقلال عن الاستعمار الياباني عام 1948. كذلك منذ تأسيسها، شهدت كوريا الجنوبية العديد من الصدامات السياسية - الأمنية التي أُعلن خلالها فرض الأحكام العرفية، بما في ذلك حلقة محورية عام 1980 خلّفت عشرات القتلى.

وهنا يشرح الصحافي الهندي شيخار غوبتا، رئيس تحرير صحيفة «ذا برنت»، مواجهات البلاد مع الانقلابات العسكرية وملاحقات الرؤساء، بالقول: «إجمالاً، أعلنت الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية 16 مرة على الأقل. وكان أول مرسوم بالأحكام العرفية قد أصدره عام 1948 الرئيس (آنذاك) سينغمان ري، إثر مواجهة القوات الحكومية تمرداً عسكرياً بقيادة الشيوعيين. ثم فرض ري، الذي تولى الرئاسة لمدة 12 سنة، الأحكام العرفية مرة أخرى في عام 1952».

مع ذلك، كان تشون دو - هوان آخر «ديكتاتور» حكم كوريا الجنوبية. وتشون عسكري برتبة جنرال قفز إلى السلطة في انقلاب إثر اغتيال الرئيس بارك تشونغ - هي عام 1979، وكان بارك جنرالاً سابقاً أعلن أيضاً الأحكام العرفية أثناء وجوده في السلطة لقمع المعارضة حتى لا تنتقل البلاد رسمياً إلى الديمقراطية. نيودلهي: «الشرق الأوسط»