المغرب: ابن كيران يضع «شروطاً» لعودته إلى قيادة «العدالة والتنمية»

حمّل العثماني مسؤولية تدهور الحزب

ابن كيران حمّل العثماني مسؤولية تدهور حزب العدالة والتنمية (ماب)
ابن كيران حمّل العثماني مسؤولية تدهور حزب العدالة والتنمية (ماب)
TT

المغرب: ابن كيران يضع «شروطاً» لعودته إلى قيادة «العدالة والتنمية»

ابن كيران حمّل العثماني مسؤولية تدهور حزب العدالة والتنمية (ماب)
ابن كيران حمّل العثماني مسؤولية تدهور حزب العدالة والتنمية (ماب)

جدد عبد الإله ابن كيران؛ الأمين العام السابق لـ«حزب العدالة والتنمية» المغربي؛ (مرجعية إسلامية)، رفض ترشحه للمؤتمر الاستثنائي للحزب المقرر غداً السبت، إلا إذا قرر المؤتمر رفض قرار الأمانة العامة المستقيلة تمديد أجل عقد المؤتمر العادي للحزب مدة سنة.
جاء ذلك بعدما سبق لابن كيران أن نشر رسالة بخط يده عبر «فيسبوك» تضمنت هذا الشرط.
وعدّ ابن كيران، في كلمة له بثها عبر صفحته على «فيسبوك»، مساء أول من أمس، أنه ليس معنياً بأن يكون أميناً عاماً «لمدة سنة فقط»، بحيث يكون عليه عقد مؤتمر في غضون السنة المقبلة؛ لأن المؤتمر، حسبه، «يحتاج وقتاً للتحضير». وقال إنه لا يمكن للأمانة العامة المستقيلة، بقيادة سعد الدين العثماني، أن «تتحكم في الأمانة العامة المقبلة بقرار سياسي». وخاطب المؤتمر الاستثنائي قائلاً: «إذا كنتم ستصوتون عليّ لمدة عام؛ فأنا أعتذر من الآن».
من جهة أخرى، هاجم ابن كيران بشدة العثماني؛ الأمين العام المستقيل، وقال إنه «يتحمل المسؤولية وحده» فيما آل إليه وضع الحزب. وعبر عن استغرابه من الاستقالة الجماعية للأمانة العامة للحزب، وقال بهذا الخصوص: «لم أفهم الاستقالة الجماعية؛ لأن العثماني يتحمل وحده المسؤولية».
وعبر صراحة عن نفوره من عدد من قيادات الحزب، بقوله إن علاقته جيدة مع أعضاء الحزب، باستثناء ثلاثة «لا يتحمل لقاءهم أو سماعهم»؛ في إشارة إلى سعد الدين العثماني، ولحسن الداودي (عضو الأمانة العامة)، ومصطفى الرميد (استقال من الحزب قبل الانتخابات).
ويأتي هذا الجدل في سياق التطورات التي عرفها حزب العدالة والتنمية، إثر تراجعه الكبير في انتخابات 8 سبتمبر (أيلول) الماضي، حين حصل على 13 مقعداً فقط في مجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان)، مقارنة مع 125 مقعداً في اقتراع 2016، وبسبب هذه النتائج أعلنت الأمانة العامة للحزب استقالتها الجماعية، وأعلنت عقد مؤتمر استثنائي لانتخاب قيادة جديدة.
لكن قيادة الحزب المستقيلة قررت أيضاً تأجيل عقد المؤتمر العادي للحزب، الذي كان مقرراً في ديسمبر (كانون الأول) المقبل لمدة سنة. وبررت الإرجاء بأن عدم عقد المؤتمر العادي في آجاله القانونية سيسقط الحزب في مخالفة «قانون الأحزاب»، الذي ينص على عقد المؤتمرات الحزبية كل 4 سنوات، كما سيؤدي ذلك إلى فقدان الدعم المالي العمومي، الذي تخصصه الدولة للأحزاب.
لكن ابن كيران رفض هذه المبررات، واستنكر ربط التأجيل بالدعم المالي العمومي، وقال إنه «من العيب أن نبرر التأجيل بالدعم العمومي»، مشيراً إلى أن حزبه يمكن أن يلجأ إلى جمع التبرعات من أعضائه المنخرطين.
في سياق ذلك، رفض ابن كيران تمديد أجل المؤتمر العادي، واشترط على المؤتمر الاستثنائي، المقرر غداً السبت، رفض التمديد شرطاً لقبول عودته لقيادة الحزب، داعياً إلى نهضة الحزب من خلال «مقاربة جديدة حتى يكون نافعاً للبلاد والشعب»، مع الحفاظ على «المرجعية الإسلامية، والدفاع عن المؤسسة الملكية، وعلى مقومات البلاد، ومنها اللغة العربية»؛ في إشارة إلى رفضه عقد مؤتمر عادي في غضون سنة.
وينتظر أن ينعقد المؤتمر الاستثنائي للحزب عن بُعد، صباح غد السبت، فيما سينعقد المجلس الوطني للحزب (أعلى هيئة تقريرية بعد المؤتمر) حضورياً في مدينة بوزنيقة (جنوب الرباط). وستتجه الأنظار إلى تصويت المؤتمر على قرار تمديد المؤتمر العادي، الذي سيشكل مؤشراً على عودة ابن كيران لقيادة الحزب.
ويأتي ذلك في وقت ساءت فيه علاقة ابن كيران بمعظم أعضاء الأمانة العامة للحزب، وترجيح في حال انتخابه أميناً عاماً توجهه لتشكيل قيادة جديدة من الجيل الثاني في الحزب، بعيداً من الوجوه البارزة المقربة من العثماني.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.