قائد الجيش الموريتاني يحذّر من خطر الجماعات الإرهابية في الساحل والصحراء

قال إنها تعيد تنظيم صفوفها وتؤسس إمارات جديدة

TT

قائد الجيش الموريتاني يحذّر من خطر الجماعات الإرهابية في الساحل والصحراء

حذّر القائم العام لأركان الجيش الموريتاني، الفريق أول محمد بمب مكت، من خطر الجماعات الإرهابية التي تنشط في منطقة الساحل الأفريقي والصحراء، وقال عنها «لا تزال ناشطة، وتبرهن على قدرتها على التأقلم وإلحاق الضرر» بالجيوش الوطنية المحلية، داعياً دول حوض غرب البحر الأبيض المتوسط إلى غطاء لمتابعة خطر هذه الجماعات. قائد الجيش الموريتاني كان يتحدث في خطاب افتتاح اجتماع عبر تقنية الفيديو، يعقده قادة أمنيون من «مبادرة 5+5 دفاع» التي تضم موريتانيا والجزائر والمغرب وتونس وليبيا، من الضفة الجنوبية لغرب المتوسط، وفرنسا وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا ومالطا من ضفته الشمالية. وقال مخاطباً نظراءه في هذه الدول، إن «على هذه المبادرة أن تتابع وتعزز رؤيتها في المديين القصير والطويل عبر الاطلاع المستمر على الوضع الأمني في شريط الساحل والصحراء»، وهي المنطقة التي تمتد من موريتانيا وحتى تشاد، وتنشط فيها تنظيمات تتبع «للقاعدة في بلاد المغرب»، ولتنظيم (داعش الإرهابي في الصحراء الكبرى). وأوضح قائد الجيش الموريتاني، أن هذه المجموعات «تعيد تنظيم نفسها باستمرار، وتتكتل وتنشئ إمارات إرهابية جديدة، يتمدد نشاطها في كامل منطقة الساحل»، مشيراً إلى أن الخطر الأكبر هو قدرة هذه التنظيمات على «التنسيق مع مجموعات متطرفة نشطة، في بلدان أخرى من القارة (أفريقيا)، وتستفيد من شبكات التهريب والمخدرات وهشاشة ساكنة المناطق الحدودية»، وفق تعبيره. وعرض قائد الجيش الموريتاني المقاربة التي اعتمدت بلاده لمواجهة هذه التنظيمات الإرهابية، مشيراً إلى أن «موريتانيا وبموجب موقعها الجيو - استراتيجي الهام بالنسبة للأمن في منطقة الساحل والصحراء، قد تبنت مقاربة شاملة لمكافحة الإرهاب ومختلف أنواع الجريمة». وأضاف، أن المقاربة الموريتانية «مبنية على عصرنة القوات المسلحة، عبر تحسين معداتها وتطوير قدراتها العملياتية، وتفكيك شبكات التهريب والمتاجرة بالمخدرات، وتطوير سياسة الانفتاح والحكامة الرشيدة، وتجفيف مصادر تمويل الإرهاب، وقوننة التعامل مع هذه الظاهرة، وزيادة المراقبة على الحدود والتعاون على المستويين الجهوي والدولي». ويهدف الاجتماع إلى تعزيز الأمن في منطقة غرب المتوسط من خلال مجالات تدخل المبادرة التي تشمل الأمن البحري والسلامة الجوية ومشاركة القوات المسلحة في دول المجموعة في مكافحة وتسيير الأزمات والبحث والتكوين في المجالات ذات الصلة بتدخلات المبادرة المختصة في الأمن والدفاع. ورغم أن موريتانيا تنخرط في مجموعة دول الساحل الخمس، مع النيجر وتشاد ومالي وبوركينا فاسو، إلا أنها تراهن على «مبادرة 5+5 دفاع» لتعزيز قدراتها الأمنية والعسكرية، كما عززت خلال الأشهر الأخيرة تعاونها مع حلف شمال الأطلسي، خاصة فيما يتعلق بالحرب على الإرهاب في المنطقة.


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.