قائد الجيش الموريتاني يحذّر من خطر الجماعات الإرهابية في الساحل والصحراء

قال إنها تعيد تنظيم صفوفها وتؤسس إمارات جديدة

TT
20

قائد الجيش الموريتاني يحذّر من خطر الجماعات الإرهابية في الساحل والصحراء

حذّر القائم العام لأركان الجيش الموريتاني، الفريق أول محمد بمب مكت، من خطر الجماعات الإرهابية التي تنشط في منطقة الساحل الأفريقي والصحراء، وقال عنها «لا تزال ناشطة، وتبرهن على قدرتها على التأقلم وإلحاق الضرر» بالجيوش الوطنية المحلية، داعياً دول حوض غرب البحر الأبيض المتوسط إلى غطاء لمتابعة خطر هذه الجماعات. قائد الجيش الموريتاني كان يتحدث في خطاب افتتاح اجتماع عبر تقنية الفيديو، يعقده قادة أمنيون من «مبادرة 5+5 دفاع» التي تضم موريتانيا والجزائر والمغرب وتونس وليبيا، من الضفة الجنوبية لغرب المتوسط، وفرنسا وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا ومالطا من ضفته الشمالية. وقال مخاطباً نظراءه في هذه الدول، إن «على هذه المبادرة أن تتابع وتعزز رؤيتها في المديين القصير والطويل عبر الاطلاع المستمر على الوضع الأمني في شريط الساحل والصحراء»، وهي المنطقة التي تمتد من موريتانيا وحتى تشاد، وتنشط فيها تنظيمات تتبع «للقاعدة في بلاد المغرب»، ولتنظيم (داعش الإرهابي في الصحراء الكبرى). وأوضح قائد الجيش الموريتاني، أن هذه المجموعات «تعيد تنظيم نفسها باستمرار، وتتكتل وتنشئ إمارات إرهابية جديدة، يتمدد نشاطها في كامل منطقة الساحل»، مشيراً إلى أن الخطر الأكبر هو قدرة هذه التنظيمات على «التنسيق مع مجموعات متطرفة نشطة، في بلدان أخرى من القارة (أفريقيا)، وتستفيد من شبكات التهريب والمخدرات وهشاشة ساكنة المناطق الحدودية»، وفق تعبيره. وعرض قائد الجيش الموريتاني المقاربة التي اعتمدت بلاده لمواجهة هذه التنظيمات الإرهابية، مشيراً إلى أن «موريتانيا وبموجب موقعها الجيو - استراتيجي الهام بالنسبة للأمن في منطقة الساحل والصحراء، قد تبنت مقاربة شاملة لمكافحة الإرهاب ومختلف أنواع الجريمة». وأضاف، أن المقاربة الموريتانية «مبنية على عصرنة القوات المسلحة، عبر تحسين معداتها وتطوير قدراتها العملياتية، وتفكيك شبكات التهريب والمتاجرة بالمخدرات، وتطوير سياسة الانفتاح والحكامة الرشيدة، وتجفيف مصادر تمويل الإرهاب، وقوننة التعامل مع هذه الظاهرة، وزيادة المراقبة على الحدود والتعاون على المستويين الجهوي والدولي». ويهدف الاجتماع إلى تعزيز الأمن في منطقة غرب المتوسط من خلال مجالات تدخل المبادرة التي تشمل الأمن البحري والسلامة الجوية ومشاركة القوات المسلحة في دول المجموعة في مكافحة وتسيير الأزمات والبحث والتكوين في المجالات ذات الصلة بتدخلات المبادرة المختصة في الأمن والدفاع. ورغم أن موريتانيا تنخرط في مجموعة دول الساحل الخمس، مع النيجر وتشاد ومالي وبوركينا فاسو، إلا أنها تراهن على «مبادرة 5+5 دفاع» لتعزيز قدراتها الأمنية والعسكرية، كما عززت خلال الأشهر الأخيرة تعاونها مع حلف شمال الأطلسي، خاصة فيما يتعلق بالحرب على الإرهاب في المنطقة.


مقالات ذات صلة

إغلاق 12 موقعاً إلكترونياً للجماعات الإرهابية في الصومال

شمال افريقيا حملة شاملة تشنها الحكومة الصومالية للقضاء على الدعاية المتطرفة عبر الإنترنت (شاترستوك)

إغلاق 12 موقعاً إلكترونياً للجماعات الإرهابية في الصومال

تستمر السلطات الصومالية في عملياتها «للقضاء على جميع المنصات الإعلامية التي يستخدمها الإرهابيون لنشر الدعاية والتضليل، وجرى تعطيل كثير من منصاتهم».

«الشرق الأوسط» (مقديشو)
آسيا إسعاف ركاب أصيبوا خلال محاولة القوات الباكستانية تحرير الرهائن واستعادة السيطرة على القطار في بلوشستان (رويترز)

باكستان: قوات الأمن تحرر 155 رهينة احتجزهم مسلحون في قطار

حرَّرت القوات الباكستانية ما لا يقلُّ عن 155 راكباً من أصل أكثر من 450 كانوا على متن قطار هاجمه الثلاثاء انفصاليون بلوش في جنوب غربي البلاد، حسبما أفادت مصادر.

«الشرق الأوسط» (سيبي (باكستان))
العالم العربي أقارب يحملون أحد ضحايا الإرهاب في الصومال (رويترز)

الصومال: مقتل 16 مسلحاً من «حركة الشباب» في غارة جوية بمحافظة شبيلى الوسطى

قضت السلطات الصومالية، الثلاثاء، على 16 مسلحاً من حركة «الشباب» الإرهابية، من بينهم قيادات بارزة، في غارة جوية جنوب شرقي البلاد.

أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلقي كلمة خلال زيارته لموقع بناء المقر المستقبلي لجهاز الاستخبارات الداخلية الفرنسي في سانت أُوان بالقرب من باريس... 11 مارس 2025 (أ.ف.ب)

ماكرون: على فرنسا التصدي «للتهديدات الجيوسياسية والإرهابية» توازياً

أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم (الثلاثاء)، أن على فرنسا التصدي «للتهديدات الجيوسياسية» و«التهديدات التي تطال أراضيها من قبل الإرهابيين» بالوقت عينه.

«الشرق الأوسط» (باريس)
آسيا عناصر أمن باكستانيون بنقطة تفتيش في كويتا عاصمة إقليم بلوشستان المضطرب بباكستان يوم 10 مارس 2025... وشهدت البلاد زيادة في الهجمات التي يشنها المتمردون (إ.ب.أ)

مسلحون يحتجزون 450 رهينة من ركاب قطار في باكستان

احتجز مسلحون، الثلاثاء، أكثر من 450 رهينة من ركاب قطار في بلوشستان جنوب غربي باكستان بعد قتل سائقه، وفق ما أفاد به مسؤولون «وكالة الصحافة الفرنسية».

«الشرق الأوسط» (كويتا (باكستان))

وفيات الكوليرا في اليمن ترتفع 37 %

نقص التمويل في اليمن أغرق 47 مركزاً لعلاج الإسهال و234 مركزاً للتغذية (إعلام محلي)
نقص التمويل في اليمن أغرق 47 مركزاً لعلاج الإسهال و234 مركزاً للتغذية (إعلام محلي)
TT
20

وفيات الكوليرا في اليمن ترتفع 37 %

نقص التمويل في اليمن أغرق 47 مركزاً لعلاج الإسهال و234 مركزاً للتغذية (إعلام محلي)
نقص التمويل في اليمن أغرق 47 مركزاً لعلاج الإسهال و234 مركزاً للتغذية (إعلام محلي)

زادت الوفيات بالكوليرا في اليمن بنسبة 37 في المائة، في الوقت الذي أظهرت فيه بيانات حكومية وأخرى أممية ارتفاع عدد الإصابات بمرض حمى الضنك إلى أكثر من 1400 حالة خلال أول شهرَيْن من العام الحالي، إذ احتلّت محافظة حضرموت الصدارة في عدد الإصابات المسجلة.

ووفق بيانات منظمة الصحة العالمية، تمّ رصد 1456 حالة اشتباه بحمى الضنك في المحافظات الجنوبية الشرقية من اليمن منذ بداية هذا العام، ولهذا دشنت حملة جديدة لمكافحة الحمى في 8 محافظات بدعم من إدارة الحماية المدنية وعمليات المساعدات الإنسانية التابعة للاتحاد الأوروبي، وبهدف القضاء على مواقع تكاثر البعوض الناقل للمرض.

وتظهر بيانات المنظمة أن المحافظات الجنوبية الشرقية من اليمن سجلت العام الماضي 9901 حالة إصابة بحمى الضنك، من بينها 9 وفيات، في حين أكدت دائرة الترصد الوبائي في مكتب الصحة في منطقة ساحل حضرموت تسجيل 331 حالة اشتباه بالإصابة بحمى الضنك والكوليرا والحصبة، منذ بداية هذا العام وحتى 4 مارس (آذار) الحالي.

وحسب بيان دائرة الترصد الوبائي، فإن أغلب حالات الإصابة كانت بحمى الضنك بعدد 167 حالة، وتصدّرت مدينة المكلا عاصمة المحافظة القائمة في عدد الإصابات المسجلة بـ68 حالة، تلتها مديرية بروم ميفع بـ40، وغيل باوزير بـ19، ثم حجر بـ15، وأرياف المكلا 14، وتوزّعت بقية الحالات على مديريات الديس وغيل بن يمين، والشحر.

التصدي للكوليرا في اليمن يتطلّب تدخلات عاجلة وشاملة (الأمم المتحدة)
التصدي للكوليرا في اليمن يتطلّب تدخلات عاجلة وشاملة (الأمم المتحدة)

وأظهرت البيانات الحكومية ارتفاع حالات الاشتباه بالكوليرا إلى 81 حالة، سجلت أغلبها في مديرية حجر بعدد 36 حالة، ثم مديرية بروم ميفع 32، ومدينة المكلا 4 حالات، ومثلها في غيل باوزير، في حين بلغت حالات الاشتباه بالحصبة 83 حالة، أغلبها في عاصمة المحافظة 23 حالة، ثم مديرية غيل باوزير بـ21، ثم مديرية الديس بـ17، والشحر 11 حالة، وتوزّعت بقية الحالات على بقية مديريات ساحل حضرموت.

تعافي الحالات

مع ذلك، أكدت دائرة الترصد الوبائي أن نحو 99 في المائة من حالات الإصابة المسجلة بهذه الأمراض تماثلت للتعافي، بعدد 329، في حين تبيّن أن 57 في المائة من حالات الحصبة كانت لمصابين غير مطعّمين ولم يتلقوا أي جرعة من اللقاحات.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد ذكرت أن اليمن يتحمّل العبء الأكبر من حالات الإصابة بالكوليرا على الصعيد العالمي، مشيرة إلى أن البلاد عانت من سريان الكوليرا بصفة مستمرة لسنوات عديدة، وسجلت بين عامي 2017 و2020 أكبر فاشية للكوليرا في التاريخ الحديث.

57 % من حالات الإصابة بالحصبة في اليمن كانت لأطفال غير مطعّمين (الأمم المتحدة)
57 % من حالات الإصابة بالحصبة في اليمن كانت لأطفال غير مطعّمين (الأمم المتحدة)

وبيّنت أنه حتى 1 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أبلغ اليمن عن 249 ألف حالة مشتبه في إصابتها بالكوليرا، وحدوث 861 وفاة مرتبطة بهذا المرض منذ بداية العام الماضي. وذكرت أن هذا العدد يشكّل 35 في المائة من العبء العالمي للكوليرا، و18 في المائة من الوفيات المبلغ عنها عالمياً.

وقالت المنظمة الأممية إن عدد الحالات والوفيات المبلغ عنها ارتفع قبل نهاية العام الماضي بنسبة 37 في المائة و27 في المائة، مقارنة بالفترة نفسها من العام الذي سبقه، وأعادت أسباب ارتفاع أرقام الإصابات والوفيات إلى إضافة بيانات أكثر تفصيلاً من جميع المحافظات اليمنية.

نقص التمويل

أكد ممثل منظمة الصحة العالمية ورئيس بعثتها لدى اليمن، أرتورو بيسيغان، أن فاشيات الأمراض المنقولة بالمياه، مثل الكوليرا والإسهال المائي الحاد، تفرض عبئاً إضافياً على النظام الصحي الذي يعاني بالفعل من فاشيات أمراض متعددة.

وقال إن على المنظمة والجهات الفاعلة في مجال العمل الإنساني أن تبذل جهوداً مضنية لتلبية الاحتياجات المتزايدة في ظل النقص الحاد في التمويل. ونبه إلى أن «عدم الحصول على مياه الشرب المأمونة، وسوء ممارسات النظافة العامة في المجتمعات المحلية، ومحدودية فرص الحصول على العلاج في الوقت المناسب؛ تزيد من عرقلة الجهود الرامية إلى الوقاية من المرض ومكافحته».

صغار السن أكثر عرضة للإصابة بالإسهالات الحادة والكوليرا في اليمن (الأمم المتحدة)
صغار السن أكثر عرضة للإصابة بالإسهالات الحادة والكوليرا في اليمن (الأمم المتحدة)

وذكر المسؤول الأممي أن التصدي للكوليرا في اليمن يتطلّب تدخلات عاجلة وشاملة تشمل التنسيق، والترصد، والقدرات المختبرية، والتدبير العلاجي للحالات، ومبادرات المشاركة المجتمعية، والمياه والصرف الصحي والنظافة العامة، والتطعيمات الفموية ضد الكوليرا، مشيراً إلى أن الاستجابة للكوليرا في اليمن تواجه فجوة تمويلية قدرها 20 مليون دولار.

تدريب وتطعيم

وفق بيانات المنظمة الأممية، أُغلق 47 مركزاً لعلاج الإسهال و234 مركزاً للتغذية الفموية، بسبب نقص التمويل خلال العام الماضي، وقد دعّمت المنظمة أكثر من 25 ألف بعثة لفرق الاستجابة السريعة لاستقصاء الإنذارات وبدء تدابير المكافحة على المستوى المحلي، ووفّرت الكواشف واللوازم المختبرية لدعم جهود تأكيد حالات العدوى في 12 مختبراً مركزياً للصحة العامة.

وقالت المنظمة إنها اشترت الأدوية الأساسية والإمدادات الطبية وإمدادات المياه والصرف الصحي والنظافة العامة والوقاية من العدوى ومكافحتها ووزّعتها على المرافق الصحية، ومنها مراكز علاج الإسهال الثمانية عشر المدعومة من المنظمة.

وإلى جانب ذلك، درّبت منظمة الصحة العالمية أكثر من 800 عامل، ودعّمت وزارة الصحة العامة والسكان بحملة تطعيم فموي ضد الكوليرا لتوفير الحماية لنحو 3.2 مليون شخص في 34 مديرية في ست محافظات يمنية.