تأكيد ضرورة استمرار التنسيق الجماعي لمواجهة التحديات في قطاع السياحة

TT

تأكيد ضرورة استمرار التنسيق الجماعي لمواجهة التحديات في قطاع السياحة

قال وزراء ومسؤولون في القطاع السياحي إن الأسوأ قد مرّ، وإن العالم يسير في الاتجاه الصحيح نحو التعافي من فيروس «كوفيد 19»، إلا أن هناك دروساً وعبراً يتوجب تعلمها من جائحة «كورونا»، أهمها العمل بشكل جماعي، والتنسيق المستمر لمواجهة التحديات.
وقال زايد الزياني وزير السياحة البحريني، الذي كان يتحدث على هامش فعاليات اليوم الثاني لمنتدى مبادرة مستقبل الاستثمار بالرياض: «نؤمن أن الأسوأ قد مر، هناك دروس يجب تعلمها من جائحة كورونا، من أهمها العمل كفريق، وأن يكون هناك تعامل جيد بين الحكومة والقطاع الخاص والمواطنين، تعافينا بشكل أسرع وسلاسة، كنا في حرب مع الجائحة، وبالعزيمة والإصرار والثبات قريباً سنحتفل بنصرنا».
وأضاف: «اليوم، العالم هدأ حيال جائحة كورونا، وهذا أمر يعطينا ميزة (...) نحن في البحرين نجحنا في مضاعفة إسهامات السياحة إلى 7 في المائة، ونتجه بنفس الاتجاه في 2026، نريد أن يسهم قطاع السياحة بـ11.4 في المائة، نلاحظ تعافي قطاع السياحة في الربع الثاني وتحقيق أرقام جيدة في الربع الثالث مبشرة».
من جانبه، أكد أحمد الفلاسي وزير الدولة لريادة الأعمال الإماراتي أن التحدي خلال الجائحة كان؛ كيف نحقق التوازن بين النشاطات الاقتصادية والصحة العامة؟ وأضاف: «الإمارات ملتزمة بالرعاية الصحية وحاجة الناس للسفر، بعد سنة ونصف سنة من الوباء، أعتقد أن أفضل طريقة هي الذهاب لـ(إكسبو دبي)».
ولفت الفلاسي إلى أنه «من الصعوبة بمكان الوصول للمثالية». مشيراً إلى أن السعودية والإمارات فتحتا بنسبة 100 في المائة الأماكن العامة، وهي رسالة بإمكانية فتح النشاطات الاقتصادية مع الحفاظ على الصحة العامة، بحسب تعبيره.
وتابع: «بالنسبة للسياحة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة يفضلون فتح نشاطاتهم بدلاً من المحفز مالي، وهذا ما قمنا به، استثمرنا في الرعاية الصحية وحرضنا على فتح هذه الشركات، كنا نراقب ونرصد الموقف ونعدل على متطلبات الجائحة».
بدورها، أكدت جلوريا جيفارا وزيرة السياحة المكسيكية السابقة أن العالم على طريق التعافي، وقالت: «أعتقد أننا على المسار الصحيح والسعودية والمنطقة مثال جيد جداً، الاستثمار الذي يحدث هنا رائع، التعافي كان مذهلاً، مع تطبيق البروتوكولات الصحية سنتعافى بشكل أكبر، الشرق الأوسط متقدم بشكل أفضل من مناطق أخرى، أوروبا تقوم بعمل جيد، آسيا متأخرة بعض الشيء، يجب أن نتعاون أكثر دولياً، ونتجه للاتجاه الصحيح مع وجود نمو».
وبحسب جيفارا، فإن «التنسيق الدولي كان التحدي الأكبر»، مشيرة إلى أن استضافة السعودية لقمة العشرين وجلب القطاع الخاص مع القادة ساعد كثيراً على المضي بشكل أسرع. وأضافت: «السعودية تواصل العمل على مبادرات مختلفة تشمل الجميع، في القطاعين الخاص والعام، هذا التعاون مهم جداً لوضع السياحة في المقدمة، هناك فرص جديدة في كل القطاعات».
وفي جلسة أخرى، تحدثت ماريا رييس ماروتو وزيرة السياحة الإسبانية عن أهمية السياحة لبلادها وتداعيات جائحة كورونا على هذه الصناعة، مبينة أن جواز السفر الصحافي يمثل بادرة إيجابية في دول الاتحاد الأوروبي حالياً. وتابعت: «لا يمكننا العمل بمفردنا، علينا التعاون جميعاً، وأن تكون هناك حوكمة ونتحد، مررنا بأوقات صعبة، واستطعنا التغلب عليها، أشكر السعودية لتخطيطها للسياحة في الفترة المقبلة، يجب أن يكون هناك تعاون بين الشركات والحكومات».
من جهتها، قالت هيفاء آل سعود، مساعدة وزير السياحة السعودي للشؤون التنفيذية والاستراتيجية، إن أول الدروس بعد ضرب الجائحة العالم بقسوة هو ألا نأخذها كأمر مسلم به، لافتة إلى أهمية جعل السياحة أولوية، وتعزيز التنسيق والتعاون. وأضافت: «السعودية قامت بالكثير أثناء رئاستها قمة العشرين، نحتاج مزيداً من الحلول للتعاون، علينا الاتفاق على القضايا والإشكالات، وقد أطلقنا مبادئ إعادة تصميم مستقبل السياحة، علينا الاتفاق على خريطة طريق واضحة، كما قدّمت السعودية أكاديمية تدريب عالمية لخلق مزيد من الفرص المستدامة».
إلى ذلك، طالبت رئيسة المجلس العالمي للسياحة والسفر ومديرته التنفيذية جوليا سيمبسون الدول بعدم وضع مزيد من العوائق أمام قطاع السفر والسياحة، وأن يكون هناك تعاون بين المنظمات الدولية والدول لاستعادة نحو 62 مليون وظيفة فُقدت بسبب جائحة كورونا.



السعودية توسّع صفقاتها للمشاركة في سلاسل التوريد العالمية

وزير الاستثمار متحدثاً إلى الحضور خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد» (الشرق الأوسط)
وزير الاستثمار متحدثاً إلى الحضور خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد» (الشرق الأوسط)
TT

السعودية توسّع صفقاتها للمشاركة في سلاسل التوريد العالمية

وزير الاستثمار متحدثاً إلى الحضور خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد» (الشرق الأوسط)
وزير الاستثمار متحدثاً إلى الحضور خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد» (الشرق الأوسط)

تتجه السعودية إلى زيادة الوصول للمواد الأساسية، وتوفير التصنيع المحلي، وتعزيز الاستدامة، والمشاركة في سلاسل التوريد العالمية، وذلك بعد إعلان وزير الاستثمار المهندس خالد الفالح، 9 صفقات جديدة، إلى جانب 25 اتفاقية أخرى، معظمها ما زالت تحت الدراسة ضمن «جسري» المبادرة الوطنية لسلاسل الإمداد العالمي، مؤكداً أن هذه المبادرة «ليست سوى البداية».

جاء هذا الإعلان في كلمته خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد»، التي تُقام في مؤتمر الاستثمار العالمي الثامن والعشرين، الثلاثاء، في الرياض، بمشاركة أكثر من 100 دولة، قائلاً إن هذه الصفقات تمثّل خطوة مهمة نحو تحقيق هدف المملكة في بناء سلاسل إمداد أكثر مرونة وكفاءة.

وأكد أن البرنامج يعكس رؤية الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الذي كان له الدور البارز في إطلاق هذه المبادرة قبل عامين، مشيراً إلى أن البرنامج هو جزء من الاستراتيجية الوطنية للاستثمار، ويشمل عدة برامج حكومية داعمة، مثل برنامج تطوير الصناعة الوطنية واللوجيستيات (ندلب).

الطاقة الخضراء

وأضاف الفالح أن المملكة تسعى إلى تسهيل الوصول للمعادن الأساسية، وتشجيع التصنيع المحلي، وزيادة الوصول إلى أسواق الطاقة الخضراء العالمية.

وأوضح أن «التوريد الأخضر» هو جزء من المبادرة السعودية؛ إذ ستعزّز المملكة سلاسل الإمداد عبر الاستثمار في الطاقة المتجددة، لافتاً إلى أننا بصدد تطوير 100 فرصة استثمارية جديدة في 25 سلسلة قيمة تتضمّن مشروعات رائدة في مجالات، مثل: الطاقة الخضراء والذكاء الاصطناعي.

وحسب الفالح، فإن الحكومة السعودية تقدّم حوافز خاصة إلى الشركات الراغبة في الاستثمار بالمناطق الاقتصادية الخاصة، وأن بلاده تستعد للتوسع في استثمارات جديدة تشمل قطاعات، مثل: أشباه الموصلات، والتصنيع الرقمي، في إطار التعاون المستمر بين القطاعات الحكومية والقطاع الخاص، لتعزيز قدرة المملكة على تحقيق أهداف «رؤية 2030».

وشدد على التزام الحكومة الكامل بتحقيق هذه الرؤية، وأن الوزارات المعنية ستواصل دعم هذه المبادرة الاستراتيجية التي تهدف إلى تحقيق تنمية مستدامة وتوطين الصناعات المتقدمة في المملكة.

الصناعة والتعدين

من ناحيته، كشف وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف، عن جذب ما يزيد على 160 مليار دولار إلى السوق السعودية، وهو رقم مضاعف بواقع 3 مرات تقريباً، وترقية رؤوس الأموال في قطاع التعدين إلى مليار دولار، وأن استثمارات الثروة المعدنية تخطت 260 مليون دولار.

وزير الصناعة والثروة المعدنية يتحدث إلى الحضور (الشرق الأوسط)

وأبان أن السعودية تعمل بشكل كامل لتأكيد التعاون المبني على أساسات صحيحة وقوية، وأطلقت عدداً من الاستراتيجيات المهمة، وهي جزء لا يتجزأ من صنع مجال سلاسل الإمداد والاستدامة.

وتحدث الخريف عن مبادرة «جسري»، كونها ستُسهم في ربط السعودية مع سلاسل الإمداد العالمية، ومواجهة التحديات مثل تحول الطاقة والحاجة إلى مزيد من المعادن.

وأضاف أن المملكة لا تزال مستمرة في تعزيز صناعاتها وثرواتها المعدنية، وتحث الشركات على الصعيدين المحلي والدولي على المشاركة الفاعلة وجذب استثماراتها إلى المملكة.

بدوره، عرض وزير الدولة، عضو مجلس الوزراء، الأمين العام للجنة التوطين وميزان المدفوعات، الدكتور حمد آل الشيخ، استثمارات نوعية للمملكة في البنى التحتية لتعزيز موقعها بصفتها مركزاً لوجيستياً عالمياً.