«النواب» المغربي يشرع في مناقشة موازنة 2022

TT

«النواب» المغربي يشرع في مناقشة موازنة 2022

شرعت لجنة المالية بمجلس النواب المغربي (الغرفة الأولى في البرلمان)، أمس، في مناقشة مشروع القانون المالي (موازنة) لسنة 2022، وسط دعوات للحكومة إلى ضرورة الوفاء بالتزاماتها الاجتماعية.
وقال النائب محمد غيات، رئيس الفريق النيابي لـ«حزب التجمع الوطني للأحرار»، متزعم الائتلاف الحكومي، إن على حكومة عزيز أخنوش أن تتجه إلى «معالجة الاختلالات الاجتماعية»، مشيداً بما تضمنه مشروع قانون المالية من إجراءات «تضع الإنسان المغربي في صلب الاهتمام الاجتماعي للحكومة»، وكذا بتوجه الحكومة لبناء أسس الدولة الاجتماعية، كما أشاد برفع موازنة الاستثمار إلى 245 مليار درهم (24.5 مليار دولار)، موجهة أساساً للبنية التحتية، في قطاعي الصحة والتعليم.
وانتقد النائب غيات تجربة السنوات العشر الماضية، التي دبر فيها «حزب العدالة والتنمية» الحكومة، عادّاً أن برامج التجربة السابقة لم تكن فعالة، وأن نسب النمو التي تحققت في السنوات العشر الماضية لم تكن كافية، «مما أدى إلى حدوث إهمال في عدد من المجالات والقطاعات التي أبانت عن ضعفها وهشاشتها في ظل الجائحة».
من جهته؛ دعا النائب محمد التويزي، رئيس فريق «الأصالة والمعاصرة»؛ (أغلبية)، إلى تفعيل آليات الديمقراطية التشاركية للتجاوب مع انتظارات المواطنين، وإرساء مقومات الحكامة، وقال إنه يجب تجميع جهود الفاعلين «لفتح أوراش التشييد والبناء، وتجاوز الأزمات السياسية، والاهتمام بالسياسات الاجتماعية»، عادّاً أن من الأولويات المطروحة تحقيق الإنعاش الاقتصادي، وحل معضلة الفقر، والاهتمام بالطبقة الوسطى «لتفادي عودة الاحتجاجات المهددة للاستقرار».
وبخصوص الزيادات الأخيرة في أسعار المواد الأساسية، دعا النويري الحكومة إلى توضيح سبب هذه الزيادات أمام الرأي العام، بحسبانها نتيجة ارتفاع الأسعار دولياً. كما عبر عن مخاوفه من إكراهات قد تواجه الحكومة الجديدة، وعلى رأسها ارتفاع المديونية، التي وصلت إلى 76 في المائة من الناتج الداخلي الخام، داعياً إياها إلى التعامل معها بجدية، محذراً من مواصلة الاستدانة الخارجية، واعتماد ترشيد نفقات التسيير.
أما النائب نور الدين مضيان، رئيس الفريق النيابي لـ«حزب الاستقلال»؛ (أغلبية)، فأثار موضوع دور فريقه النيابي في مساءلة الحكومة، وقال لوزيرة الاقتصاد والمالية إن «الأغلبية الحكومية شأنكم، لكن الأغلبية البرلمانية لا تعني التصفيق، بل دورنا التوجيه وتصحيح الاختلالات، لكننا نظل منخرطين في الأغلبية الحكومية... ونحن هنا نمثل الشعب ونساند الحكومة»، عادّاً أن المغاربة يعلقون آمالاً كبيرة على الحكومة لبعث رسائل إيجابية وتعزيز دعائم «الدولة الاجتماعية»، ودعا الحكومة إلى تفعيل كل الإجراءات الاجتماعية التي وعدت بها.
من جهته، حذر النائب رشيد الحموني، رئيس الفريق النيابي لـ«حزب التقدم والاشتراكية»؛ (معارضة)، الحكومة من «بيع الوهم للشباب» بوعودها لهم بالتشغيل، وتساءل: «كيف سيتم تحقيق 250 ألف فرصة عمل خلال سنتين، مثلما وعدت الحكومة؟ هل عن طريق منح قروض للشباب لخلق مقاولات؟».
كما انتقد الحموني «مزايدات» وزيرة الاقتصاد والمالية، حين انتقدت تجربة السنوات السابقة، التي قاد فيها «حزب العدالة والتنمية» (مرجعية إسلامية) الحكومة، وقال إن الوزيرة تسعى إلى إخلاء مسؤولية «حزب التجمع الوطني للأحرار»، الذي تنتمي إليه، من التدبير الحكومي السابق، عادّاً أن هذا الخطاب من شأنه أن «ينفر المواطنين من السياسة».
من جهته، دعا النائب عبد الرحيم الشاهد، رئيس الفريق النيابي لـ«حزب الاتحاد الاشتراكي»؛ (معارضة)، الحكومة إلى تحفيز العاملين في القطاعات الاجتماعية، مثل الصحة والتعليم، لتشجيع العاملين؛ خصوصاً في المناطق النائية، وعدّ أن القانون المالي لسنة 2022 «مخيب للآمال»، وقال موضحاً: «كنا ننتظر مبادرات نحو إقلاع اقتصادي يستجيب لسقف الوعود الانتخابية، لكن ذلك لم يتحقق».
عزيز أخنوش رئيس الحكومة المغربية (ماب)



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.