«العلا» تعقد شراكات استراتيجية مع شركة «آيكوم» و«تحالف فرنسي»

تتجاوز قيمة تطوير المرحلة الأولى 57 مليار ريال

جانب من توقيع الاتفاقيات (الشرق الأوسط)
جانب من توقيع الاتفاقيات (الشرق الأوسط)
TT

«العلا» تعقد شراكات استراتيجية مع شركة «آيكوم» و«تحالف فرنسي»

جانب من توقيع الاتفاقيات (الشرق الأوسط)
جانب من توقيع الاتفاقيات (الشرق الأوسط)

وقعت الهيئة الملكية لمحافظة العلا شراكتين استراتيجيتين بارزتين لدعم عملية تطوير الأعمال بالعلا، مع انتقالها من مرحلة التخطيط إلى التنفيذ، بعد إطلاق مخططها الرئيسي في شهر أبريل (نيسان) من العام الحالي 2021.
وعملت هذه الاتفاقيات الموقعة مع شركة «آيكوم» AECOM في كاليفورنيا، وتحالف فرنسي يضم «أسيستيم» Assystem و«إيغيس» Egis و«سيتيك» Setec على تحديد جدول زمني شامل للتطوير، يعتمد على ثلاث مراحل سيتم تنفيذها على التوالي في الفترة التي تسبق حلول عام 2035.
وتتجاوز قيمة تطوير المرحلة الأولى 57 مليار ريال (أكثر من 15 مليار دولار)، حيث سيتم استثمارها في منطقة العلا التاريخية الممتدة بطول 20 كيلومتراً. وتتضمن المرحلة ذاتها عدداً من المشاريع الاجتماعية والاقتصادية في خمس مناطق فريدة، إضافة إلى التركيز على قطاعات البنية التحتية والضيافة والفنون والثقافة والتنمية الاجتماعية والمجتمعية.
وتم توقيع الاتفاقيات الجديدة في النسخة الخامسة من مبادرة مستقبل الاستثمار بمدينة الرياض، وقال عمرو بن صالح المدني، الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمحافظة العلا: «تعتبر هذه الشراكات الاستراتيجية الجديدة ضرورية للغاية من أجل ترجمة طموحنا الهادف إلى إرساء معيار عالمي للسياحة المستدامة. وسيلعب شركاؤنا الجدد دوراً فاعلاً في مساعدتنا لتطوير خطة مفصلة ومعتمدة. ومع أن تركيزنا ينصب على المرحلة الأولى، سنكثف نهجنا المتكامل لتطوير المرحلتين الثانية والثالثة لزيادة أعداد الزوار، والحفاظ على التزايد المنتظم للسياح على المدى الطويل.
وأضاف المدني: «في الوقت الذي نقوم فيه بتطوير البنية التحتية والأصول الأخرى التي ستؤدي إلى ترسيخ مكانة العلا كمركز رائع للأعمال وبوابة لوجيستية لمنطقة شمال غربي المملكة، سنكون بحاجة إلى شركاء عالميين مثل هذه الشركات التي ستعمل معنا لفترة طويلة، لا سيما أنها تشاطرنا رغبتنا لجلب الكثير من المنافع لسكان العلا، وتطوير تجارب ستظل خالدة في أذهان الزوار».
وستسهم هذه الشراكات في تسريع فرص الأعمال والاستثمار بدءاً من العام المقبل 2022 وخلال السنوات اللاحقة، كما ستعمل على إظهار وتيرة التقدم المحرز في تحوّل العلا إلى وجهة مسؤولة ومستدامة وشاملة للمجتمع.
وقالت لارا بولوني، رئيس مجلس إدارة آيكوم: «تعد العلا أحد أكبر مشاريع التطوير وأكثرها تعقيداً على مستوى العالم، وتضم أكثر من 30 ألف موقع تاريخي مهم، ويبلغ عدد سكانها 46 ألف نسمة. لذا فإننا نشعر بالحماسة للمشاركة في بناء إرث العلا، حيث نقوم في (آيكوم) بتنظيم الموارد العالمية في إطار علاقة من الشراكة الدائمة مع الهيئة الملكية لمحافظة العلا لتحويل العلا إلى متحف حي بمواصفات راقية وبمعايير استثنائية».
وبموجب هذه الاتفاقية، ستقدم «إيكوم» مجموعة من الخدمات المتكاملة في أربعة مجالات رئيسية، ومنها مكتب تسليم المشاريع الذي سيعمل مع الهيئة لتنفيذ أفضل الممارسات، وإنجاز متطلبات المشاريع بدءاً من مرحلة التصميم وصولاً إلى البناء والتشغيل.
وستتولى وكالة متخصصة في مجال التصميم قيادة جميع الأنشطة ذات الصلة، والتي تشمل وضع المعايير وتوفير المنظومة الرقمية وقيادة الابتكار وإدارة المصممين وتقديم نطاقات العمل. يضاف إلى ذلك كله، إدارة الأصول والمرافق لدورة حياة المشروع، وقياس وتطوير خطط ومشاريع المدن الذكية.
وتعتبر عمليات خلق الفرص لأهالي وسكان العلا جانباً أساسياً من خطة تطوير العلا، لذا ستعمل «آيكوم» على تنمية المهارات المهنية وفرص نقل المعرفة للكوادر البشرية في العلا، والأشخاص الذين سينتقلون للعمل هناك، كما استثمرت الشركة في تدريب 400 شاب لمساعدتهم في الحصول على مؤهلات وظيفية متخصصة.
وقال لوران جيرمان، الرئيس التنفيذي لمجموعة «إيغيس» متحدثاً بالنيابة عن التحالف الفرنسي: «إن شركاتنا الثلاث المهمة (سيتيك) و(إيغيس) و(أسيستيم)، ستعمل مجتمعة كمشروع مشترك، وبطريقة موحدة، مع إظهار التزامها وحرصها على إبراز قدراتنا لإنجاز هذه المهمة. وبما أننا نرتبط بعلاقات تاريخية في مجتمع الأعمال السعودي، فإننا نشعر بحماسة عالية للمشاركة في تطوير العلا».
ولعبت الوكالة الفرنسية لتطوير العلا دوراً مهماً في حشد التحالف الفرنسي. وقال جيرار ميستراليت، الرئيس التنفيذي للوكالة: «إن الاتفاقية التي تم التوقيع عليها اليوم تسهم في تعميق أواصر الشراكة بين السعودية وفرنسا في العلا، وعبر مشاريع أخرى يتم تطويرها في المملكة. ليس هذا فحسب، بل إنها تعد دلالة على عمق وقوة الخبرة الفرنسية في مجال الهندسة والبنية التحتية لمواجهة الجوانب الأكثر تحدياً للتنمية المسؤولة والمستدامة».
وسيخصص التحالف فريقاً أساسياً في العلا، بما في ذلك المتخصصون الفنيون القادرون على توفير الاحتياجات الهندسية المطلوبة، ومجموعة من الخبراء الدوليين لسد أي فجوات معرفية، وتقديم منظور جديد لتسليم المشاريع في المواعيد المحددة وعن طريق اتباع نهج منسق. وستساعد خطط العمليات طويل الأجل، على تسليم المشاريع المهمة للغاية بمنطقة العلا في الوقت المحدد.
وتحرص «آيكوم» والتحالف الفرنسي على الالتزام التام بالقيم المدرجة في ميثاق الاستدامة لمحافظة العلا، وبالاعتماد على مبادئ الاستدامة الاثني عشر، سيتمكن من تحقيق استراتيجية الحياد الكربوني والاقتصاد الدائري. وستقوم أيضاً بتطوير سياسات قوية ومرنة لتطوير الأهداف التراثية والبيئية في العلا والمدعومة بالطاقة المتجددة، مع توفير 500 ميغاواط من الطاقة النظيفة. وبحلول عام 2035، ستوفر الطاقة المتجددة ما نسبته 50 في المائة من الطلب على الطاقة في المنطقة.
ومنذ الكشف عن مخطط «رحلة عبر الزمن» في أبريل 2021. تمكنت الهيئة من إحراز تقدم كبير في رحلتها لتطوير العلا، وتحويلها إلى متحف حي، مع التركيز على تنويع الاقتصاد، وتطوير مجتمع حيوي نشط.
وتم استثمار ملياري دولار في مشاريع التطوير الرئيسية، بما في ذلك زيادة السعة الاستيعابية لمطار العلا الدولي، واستكمال موقع مرايا متعدد الأغراض، المشروع المذهل الذي فاز بالعديد من جوائز الهندسة المعمارية، إلى جانب استكمال البنية التحتية لمحطة المياه والطاقة في وادي عشار، وتعزيز البنية التحتية الأمنية لمحافظة العلا.
وعند الانتهاء من تطبيق استراتيجية التطوير في عام 2035، تتطلع الهيئة لتصبح العلا وجهة فريدة لمجتمع مزدهر، وستكون قادرة على دعم طموحات سكانها، حيث ينعم الجميع بالخدمة المتميزة والخلاقة.
وتتوقع الهيئة أن يزيد عدد سكان العلا بأكثر من ثلاثة أضعاف، ليصل إلى 130 ألف نسمة، إضافة إلى خلق 38 ألف فرصة عمل جديدة، وستسهم العلا بمبلغ قدره 120 مليار ريال (32 مليار دولار) في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة. ومن جهة أخرى، ستشكل المحميات الطبيعية 80 في المائة من إجمالي مساحة محافظة العلا، يأتي ذلك بالتزامن مع إعادة إدخال الأنواع النباتية والفصائل الحيوانية الرئيسية إلى موائلها الطبيعية.


مقالات ذات صلة

منتجع «بانيان تري» العُلا يطلق مجموعة متنوعة من العروض

عالم الاعمال منتجع «بانيان تري» العُلا يطلق مجموعة متنوعة من العروض

منتجع «بانيان تري» العُلا يطلق مجموعة متنوعة من العروض

«بانيان تري العُلا» يكشف عن تقديم مجموعة متنوعة من العروض لموسم العطلات

يوميات الشرق أعضاء اللجنة الوزارية أعربوا عن رغبتهم في تعزيز التعاون بما يعكس الهوية الثقافية والتاريخية الفريدة للمنطقة (واس)

التزام سعودي - فرنسي للارتقاء بالشراكة الثنائية بشأن «العلا»

أكد أعضاء اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن تطوير «العلا»، السبت، التزامهم بالعمل للارتقاء بالشراكة الثنائية إلى مستويات أعلى.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج صورة جماعية لاجتماع اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية في باريس الجمعة (الشرق الأوسط)

اجتماع للجنة السعودية - الفرنسية المشتركة لتطوير محافظة العلا

اجتماع للجنة السعودية - الفرنسية المشتركة لتطوير محافظة العلا، وبيان لـ«الخارجية الفرنسية» يؤكد توجيه فرنسا إمكاناتها وخبراتها لتطوير المنطقة.

ميشال أبونجم (باريس)
يوميات الشرق اجتماع اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية استعرض الإنجازات (وزارة الخارجية السعودية)

اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن «العُلا» تناقش توسيع التعاون

ناقشت اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن تطوير العُلا سبل توسيع التعاون المشترك بين الجانبين في مختلف القطاعات، خصوصاً في مجالات الآثار والرياضة والفنون.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)

وزير الخارجية السعودي يصل إلى فرنسا للمشاركة في اجتماع «تطوير العلا»

وصل وزير الخارجية السعودي، إلى العاصمة الفرنسية باريس، اليوم؛ للمشاركة في الاجتماع الثاني لتطوير مشروع العلا.

«الشرق الأوسط» (باريس)

حبس سعد الصغير يجدد وقائع سقوط فنانين في «فخ المخدرات»

المطرب الشعبي سعد الصغير (حسابها على «فيسبوك»)
المطرب الشعبي سعد الصغير (حسابها على «فيسبوك»)
TT

حبس سعد الصغير يجدد وقائع سقوط فنانين في «فخ المخدرات»

المطرب الشعبي سعد الصغير (حسابها على «فيسبوك»)
المطرب الشعبي سعد الصغير (حسابها على «فيسبوك»)

جدد حبس المطرب المصري سعد الصغير الحديث عن وقائع مشابهة لسقوط فنانين في «فخ المخدرات»، وكانت محكمة جنايات القاهرة قضت، الاثنين، بالحكم على الصغير بالسجن المشدد 3 سنوات، وتغريمه 30 ألف جنيه (الدولار يساوي 49.65 جنيه مصري).

الحكم بسجن سعد الصغير وتغريمه جاء على خلفية اتهامه بحيازة «سجائر إلكترونية» تحتوي على مخدر «الماريوانا»، بعد تفتيش حقائبه أثناء عودته من أميركا «ترانزيت» عبر أحد المطارات العربية، عقب إحياء حفلات غنائية عدة هناك.

وكشف الصغير خلال التحقيقات التي جرت أمام الجهات المختصة بمصر، أنه لم يكن على دراية بأن المادة الموجودة في «السجائر الإلكترونية» ضمن المواد المحظور تداولها، مؤكداً أنها للاستخدام الشخصي وليس بهدف الاتجار، وأرجع الأمر لعدم إجادته اللغة الإنجليزية.

الفنانة المصرية برلنتي فؤاد التي حضرت جلسة الحكم، على الصغير، أكدت أن الحكم ليس نهائياً وسيقوم محامي الأسرة بإجراءات الاستئناف، كما أوضحت لـ«الشرق الأوسط» أن «حالة سعد النفسية ليست على ما يرام»، لافتة إلى أنه «بكى بشدة خلف القضبان بعد النطق بالحكم، كما أنه يعيش في توتر شديد نتيجة القضية».

وقبل سعد الصغير وقع عدد من الفنانين في «فخ المخدرات»، من بينهم الفنانة دينا الشربيني، التي تعرضت للسجن سنة مع الشغل وغرامة 10 آلاف جنيه لإدانتها بتعاطي «مواد مخدرة».

الفنان أحمد عزمي (حسابه على «فيسبوك»)

وكذلك الفنان المصري أحمد عزمي الذي تم القبض عليه مرتين ومعاقبته بالحبس في المرة الثانية بالسجن 6 أشهر، بينما أعلن مقربون من الفنانة شيرين عبد الوهاب وقوعها في الفخ نفسه، مما جعلها تختفي عن الأنظار حتى تتعافى، كما أن طبيبها المعالج طالب جمهورها بدعمها. وحُكم على الفنانة منة شلبي بالحبس سنة مع إيقاف التنفيذ وتغريمها 10 آلاف جنيه، في مايو (أيار) الماضي، في قضية اتهامها بـ«إحراز جوهر الحشيش بقصد التعاطي في أماكن غير مصرح لها باستخدامها».

وقبل أشهر قضت محكمة الاستئناف بمصر بقبول معارضة الفنان المصري أحمد جلال عبد القوي وتخفيف عقوبة حبسه إلى 6 أشهر بدلاً من سنة مع الشغل وتغريمه 10 آلاف جنيه، بتهمة حيازة مواد مخدرة بغرض التعاطي.

«ليس كل مشهور مدمناً»

من جانبها، أوضحت الاستشارية النفسية السورية لمى الصفدي أسباب وقوع بعض المشاهير في «فخ المخدرات» من الناحيتين النفسية والاجتماعية، وأثره على المستوى المهني.

وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن «التعميم على جميع المشاهير أمر خاطئ، فليس كل مشهور مدمناً أو خاض تجربة الإدمان»، موضحة أن «ذلك ينطبق أحياناً على بعض الفئات التي حصلت على الشهرة والمال والمعجبين لكنهم في الوقت نفسه يطالبون بامتيازات أكثر».

وأشارت إلى أن «الفكرة تكمن في أن المخدرات ربما تساهم بطريقة أو بأخرى في زيادة مستويات هرمون (الدوبامين) الخاص بالسعادة، وهذا جزء نفسي يدفع البعض للسقوط في فخ المخدرات».

الفنانة منة شلبي (حسابها على «فيسبوك»)

وتستكمل الصفدي: «ربما الوقوع في هذا الفخ نتيجة رفاهية أكثر أو البحث عن المزيد والسعي للمجهول أو الأشياء المتوفرة عن طريق السفر أو الوضع المادي».

واختتمت الصفدي كلامها قائلة إن «هذا الأمر لا يخص الفنانين وحدهم، لكنه يتعلق أيضاً بالكثير من المهن والتخصصات، لكن المشاهير يتم تسليط الضوء عليهم أكثر من غيرهم».