مناورة جوية في إسرائيل بحضور مسؤول إماراتي

تدريب آخر حول قطاع غزة

مناورات العلم الأزرق في قاعدة عوفدا الجوية في إسرائيل (أ.ف.ب)
مناورات العلم الأزرق في قاعدة عوفدا الجوية في إسرائيل (أ.ف.ب)
TT

مناورة جوية في إسرائيل بحضور مسؤول إماراتي

مناورات العلم الأزرق في قاعدة عوفدا الجوية في إسرائيل (أ.ف.ب)
مناورات العلم الأزرق في قاعدة عوفدا الجوية في إسرائيل (أ.ف.ب)

أكد رئيس قسم العمليات في سلاح الجو الإسرائيلي، الجنرال أمير لازار، أن التدريبات التي بدأت، أمس الثلاثاء، وتعتبر أكبر مناورة جوية تجريها قواته في تاريخها على الإطلاق، «لا تركز على إيران».
وقال لازار إن «إيران تمثل التهديد الاستراتيجي الأول لإسرائيل ولكن التدريبات تندرج في برنامج العلم الأزرق (Blue flag) التي تجريها إسرائيل مرة كل عامين منذ 2013 في صحراء النقب. وهي تجري هذه السنة بمشاركة قوات من أسلحة الجو في كل من فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة وبريطانيا، وبحضور قائد القوات الجوية للإمارات التي قامت مؤخرًا بتطبيع علاقاتها مع اسرائيل».
وأضاف لازار، خلال حديث للصحفيين في قاعدة «عوفدا» الجوية جنوب البلاد، أن وجود أكثر من 70 طائرة مقاتلة من بينها ميراج 2000 ورافال وإف 16، ومشاركة 1500 فرد في التدريب، يجعله التدريب الأكبر على الإطلاق في الدولة العبرية. وأوضح لازار أن الطائرات الإماراتية لا تشارك في التدريبات، لكنه وصف زيارة قائد القوات الجوية فيها، اللواء الركن إبراهيم ناصر محمد العلوي، إلى إسرائيل، واجتماعه مع قائد سلاح الجو الإسرائيلي، اللواء عميكام نوركين، وحضوره ضيف شرف في التدريبات، بأنه «يوم تاريخي ذو أهمية كبرى للجيشين». وعبر عن أمله «باستضافة القوة الجوية الإماراتية» في المستقبل.
وعلى الرغم من التأكيد على أن المناورات لا تركز على إيران، فقد أشارت مصادر أمنية في تصريحات للصحافة العبرية إلى أن «إسرائيل، ومن خلال هذه المناورة، تسعى إلى دق ناقوس الخطر حول أسطول من الطائرات المسيرة التي تدعي أن طهران ترسلها إلى وكلائها في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك اليمن وسوريا ولبنان».
الجدير بالذكر، أن الجيش الإسرائيلي، باشر في تدريبات أخرى، أمس الثلاثاء، في المنطقة المحاذية لقطاع غزة ومن المقرر أن تستمر حتى صباح اليوم، الأربعاء. وقال الجيش، في بيان له، إن «هذا التدريب يهدف إلى تحسين جاهزية الجيش الإسرائيلي للقيام بالعمليات الدفاعية على طول الحدود مع قطاع غزة، كما سيتم العمل على دراسة كيفية تطبيق الدروس المستخلصة من الحرب الأخيرة على القطاع». وأوضح أن التخطيط للتدريب تم مسبقًا كجزء من برنامج التدريب المقرر لعام 2021.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.