اللجان البرلمانية تؤكد تعديلات قانون الانتخاب رغم رفض عون

مجلس النواب يتجه لإقراره في جلسة عامة غداً

TT

اللجان البرلمانية تؤكد تعديلات قانون الانتخاب رغم رفض عون

أعادت اللجان المشتركة في مجلس النواب اللبناني أمس، التأكيد على التعديلات التي أدخلت على قانون الانتخاب بعد ردها من قبل الرئيس اللبناني ميشال عون، وذلك تمهيداً لتصويت الهيئة العامة للمجلس عليها غداً، ما يؤشر إلى مواجهة جديدة بين البرلمان والرئاسة اللبنانية.
وكان الرئيس ميشال عون رد قانون الانتخاب في الأسبوع الماضي إلى البرلمان، رافضاً توقيعه، معترضاً على تقريب موعد الانتخابات إلى 27 مارس (آذار) المقبل، وهو ما يرفضه عون كما يرفضه «التيار الوطني الحر»، كما رأى عون في اعتراضه أن «تقصير المهل من شأنه أن يحول دون تمكن الناخبين المقيمين خارج لبنان من ممارسة حقهم السياسي المحفوظ في القانون الانتخابي الراهن بأن يقترعوا لممثلين لهم في الدائرة الانتخابية المخصصة لغير المقيمين في الدورة الانتخابية» المقبلة.
وصوتت اللجان المشتركة في مجلس النواب في جلستها أمس على رد رئيس الجمهورية بموضوع المهل، وأوصت بالإبقاء على تاريخ 27 مارس لإجراء الانتخابات الذي تم إقراره في الهيئة العامة في الأسبوع الماضي. كما صوتت اللجان على إبقاء القانون كما أُقر في الهيئة العامة لناحية تصويت المغتربين لـ128 نائباً.
وقال النائب علي حسن خليل بعد جلسة اللجان المشتركة أن النواب صوتوا على «تثبيت القانون بما يتعلق بإجراء الانتخابات النيابية ومنعا لخلق أي جو يسمح بتطييرها أو تأجيلها أو تأخيرها»، مشيراً إلى «أننا دخلنا في النقاش وخلال النقاش تبين أن لا تجاوز دستوريا في التعديلات التي أدخلت على القانون في الجلسة الماضية وهي تعديلات مبررة وواضحة».
ولفت خليل إلى أن المجلس النيابي بلجانه المشتركة «أعاد التأكيد عليها بالنقطتين: في المواعيد بما يسمح بإجرائها في 27 مارس، والموضوع الثاني الذي له علاقة بتصويت المغتربين وأن يمارسوا حقهم في الانتخاب». وقال خليل: «في كل الأحوال النقطة الأساسية هي الحرص على احترام النصوص الدستورية، وذكرنا بالمخالفة الدستورية الواضحة بعدم إجراء الانتخابات الفرعية لملء شواغر 11 نائبا وهذه مخالفة واضحة لا لبس فيها وكانت موضع إجماع في اللجان المشتركة».
من جهته، لفت النائب هادي حبيش بعد جلسة اللجان النيابية المشتركة إلى أنه «كان يوجد في نص القانون الذي جرى الاتفاق عليه أمس، تحديد تاريخ الانتخابات، وهي لا توضع في القانون بشكل عام»، مضيفاً: «لذلك نزعنا من النص مسألة التاريخ، ورفعنا توصية إلى الحكومة بتحديد تاريخ الانتخابات في 27 مارس، ويجب أن توضع في المرسوم وليس في القانون». وأشار إلى أن «المجلس النيابي بأكثريته ما زال مصرا على أن تجرى الانتخابات في 27 مارس، لكن هذا الموضوع يصدر بمرسوم بناء على اقتراح وزير الداخلية والبلديات».
وقال: «في موضوع المغتربين أيضا، فإن المجلس بأكثريته باستثناء التيار الوطني الحر الذي يريد أن يقترع المغتربون في الـ15 دائرة، أعتقد أن هذا الاتجاه ذاهب نحو التصويت عليه». ورأى أن «هناك مخالفة دستورية كبيرة ارتكبت في القانون الذي رده رئيس الجمهورية بإرساله إلى مجلس النواب، لأن الدستور واضح بأنه لا يحق للرئيس أن يمارس حقه في إعادة النظر بأي قانون إلا بعد عرضه على مجلس الوزراء، والرئيس لم يعرض الموضوع على مجلس الوزراء، وبالتالي نحن قمنا بدرس قانون أتى من عند الرئيس بشكل مخالف للدستور».
ومن المزمع أن تصوت الهيئة العامة للبرلمان غداً الخميس على القانون. وفي حال إقراره، فإن «التيار الوطني الحر» سيطعن بالقانون أمام المجلس الدستوري خلال 15 يوماً من تاريخ نشره بالجريدة الرسمية.
ويدرس البرلمان غدا 35 اقتراحا ومشروع قانون، من بينها اقتراح قانون معجل مكرر يرمي إلى إلزام المصارف العاملة في لبنان بصرف مبلغ عشرة آلاف دولار وفق سعر الصرف الرسمي للدولار للطلاب اللبنانيين الجامعيين الذين يدرسون في الخارج قبل عام 2020، وتعديل بعض بنود من القانون رقم 219 تاريخ 15 - 4 - 2021 الرامي إلى طلب الموافقة على إبرام اتفاقية قرض بين لبنان والبنك الدولي للإنشاء والتعمير لتنفيذ المشروع الطارئ لدعم شبكة الأمان الاجتماعي للاستجابة لجائحة (كوفيد - 19) والأزمة الاقتصادية في لبنان.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.