«هيئة تحرير الشام» تخرج فصيلاً منافساً من ريف اللاذقية

TT

«هيئة تحرير الشام» تخرج فصيلاً منافساً من ريف اللاذقية

توصلت «هيئة تحرير الشام» وفصيل «جنود الشام» بقيادة مسلم الشيشاني، إلى اتفاق جرى بوساطة «الحزب الإسلامي التركستاني»، يقضي بوقف إطلاق النار بين الطرفين، وخروج الشيشاني وجماعته من جبل التركمان شمال شرقي اللاذقية، وإنهاء وجود فصيل «جند الله» بقيادة «أبو فاطمة التركي»، بريف جسر الشغور غربي إدلب وجبل التركمان بريف اللاذقية، عقب مواجهات عنيفة، انتهت بسيطرة «الهيئة» على المنطقة كاملة.
وقال مصدر خاص لـ«الشرق الأوسط»، إنه «تم التوصل لاتفاق بين (هيئة تحرير الشام)، وبين إحدى الفصائل، فصيل (جنود الشام)، الذي يقوده (مسلم الشيشاني)، في شمال غربي سوريا، عقب مواجهات بين الطرفين، جرت الاثنين 25 أكتوبر (تشرين الأول)، وجرى الاتفاق بوساطة (الحزب الإسلامي التركستاني) وجماعة (الأوزبك)، الذي يقضي بخروج (مسلم الشيشاني) وجماعته، من مناطق جبل التركمان شمال شرقي اللاذقية، وتسليم المطلوبين للقضاء، والتزامه الحياد، تجنباً لصدام عسكري واسع مع (الهيئة)، وذلك إثر هجوم شنته (هيئة تحرير الشام) على مواقع ومناطق خاضعة لسيطرة فصيل (جنود الشام) وفصيل (جند الله) بجبل التركمان ومنطقة جسر الشغور واليمضية غرب إدلب».
وأضاف أنه «تمكنت (هيئة تحرير الشام) من إنهاء وجود فصيل (جند الله) الذي يقوده (أبو فاطمة) (تركي الجنسية)، عقب مواجهات عنيفة بين الطرفين، في مناطق جسر الشغور ومحيطها وقرى زيتونة واليمضية وجبل التركمان، انتهت بسيطرة (الهيئة)، على كامل المنطقة، وإقامة حواجز أمنية وعسكرية، وإلقاء القبض على كل الأفراد المطلوبين ضمن فصيل (جند الله)». ولفت إلى أنه قتل وجرح أكثر من 24 عنصراً من الطرفين خلال المواجهات، فيما لا يزال مصير 7 آخرين مجهولاً حتى الآن.
وقالت «هيئة تحرير الشام» في أول بيان لها حول المواجهات العسكرية مع فصائل في ريف اللاذقية الشمالي وريف إدلب الغربي، «أن هذه المجموعات تؤوي عناصر مطلوبين ومتورطين في قضايا أمنية، فضلاً عن رفضها التنسيق عسكرياً، مع غرفة عمليات الفصائل (الفتح المبين)، أو حتى التنسيق الفردي مع (هيئة تحرير الشام) و(الجبهة الوطنية للتحرير)، لا سيما أن عناصر من فصيل (جند الله)، نفذوا مؤخراً، هجمات على مواقع ونقاط عسكرية تابعة لـ(هيئة تحرير الشام) على خط التماس مع قوات النظام».
من جهته، قال تقي الدين عمر وهو مسؤول التواصل في «هيئة تحرير الشام»، إنه «على خلفية التوتر الذي حصل خلال اليومين الماضيين، مع مجموعة (مجرمة) تسمى (مجموعة أبو فاطمة التركي)، نوضح أن التوتر مع هذه المجاميع التي تؤوي مطلوبين متورطة في قضايا أمنية تكفر العباد وتستبيح دماءهم وأموالهم ومن جرائمها غدر المرابطين على الجبهات، فلا صلة لما يحصل في جبل التركمان بأي مجموعات أخرى بما فيها تلك التي أقحمت نفسها».
وأضاف أنه «أثناء اجتماع الوسطاء مع هذه المجموعة حضر (عبد المالك الشيشاني) وهو طرف محايد في القضية؛ وبعد خروجه من الجلسة، غدرت به المجموعة ما أدى لإصابته بطلقات نارية أُسعف بعدها إلى المشفى، ولا يزال العمل جارياً على توقيف هذه المجاميع وإحالتها للقضاء». وأشار إلى أن «فصيل (جنود الشام) لا علاقة له بالمواجهات الأخيرة، وأن قائده (مسلم الشيشاني) توصل إلى تسوية مع (هيئة تحرير الشام)، وقرر التزام الحياد مع فصيله، إضافة إلى تسليمه بعض المطلوبين من مقاتليه».
كانت «هيئة تحرير الشام» شنت «حملة عسكرية على مقرات تابعة لفصائل في ريف إدلب الغربي وريف اللاذقية الشرقي، بينها فصائل (جنود الشام) و(جند الله)، ومطالبتها بتسليم عدد من العناصر متورطين بجرائم، ومغادرتها جبل التركمان شمال غربي سوريا».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.