وزيرة مغربية تنتقد حصيلة 10 سنوات من حكم «العدالة والتنمية»

TT

وزيرة مغربية تنتقد حصيلة 10 سنوات من حكم «العدالة والتنمية»

انتقدت نادية فتاح العلوي، وزيرة الاقتصاد والمالية المغربية، مساء أول من أمس، خلال تقديمها لمشروع قانون المالية (موازنة) لسنة 2021 بمجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان)، حصيلة 10 سنوات من التدبير الحكومي في عهد الحكومة، التي قادها حزب العدالة والتنمية (مرجعية إسلامية).
وقالت فتاح العلوي، التي كانت وزيرة السياحة في الحكومة السابقة، إن السياسات الحكومية على مدى السنوات العشر الماضية «أنتجت إخفاقات اقتصادية واجتماعية أجهزت على المكتسبات، التي حققها المغرب سابقاً»، وأصبحت «عائقاً للتنمية عوض أن تكون محركاً لها».
مبرزة أن الجائحة أظهرت هذه الإخفاقات، وأبرزها الحجم الكبير للقطاع الاقتصادي «غير المهيكل»، و«فشل مجموعة من البرامج الاجتماعية»، و«غياب الحماية الاجتماعية بالنسبة لفئات واسعة من المواطنين».
كما أوضحت الوزيرة المغربية أن معدل النمو لم يتجاوز 2.5 في المائة خلال السنوات العشر الماضية، فيما ارتفع معدل البطالة من 8.9 في المائة إلى 12 في المائة، بداية هذه السنة. كما انتقل معدل المديونية من 52.5 في المائة من الناتج الداخلي الخام، إلى 76 في المائة.
واعتبرت فتاح العلوي أن انتشار جائحة «كورونا» «شكل أزمة غير مسبوقة»، وقالت إنه «لا ينبغي تحويل هذه الأزمة المستجدة إلى غطاء لإخفاء أزمات، كانت قائمة قبل الجائحة وتبرير الاختلالات، التي راكمها نموذجنا الاقتصادي والاجتماعي طيلة عشر سنوات». مشددة على أنه «منذ عشر سنوات لم تحرز بلادنا تقدماً بوتيرة كافية تتماشى ومؤهلاتها... وتراكمات السنوات الماضية جعلتنا أقل فاعلية في مواجهة انعكاسات الجائحة».
وبخصوص توجهات الحكومة الجديدة، أشارت الوزيرة إلى أن من أبرز اهتماماتها «تمكين الشباب من ولوج سوق الشغل»، وخصوصاً الفئات التي عانت من تأثير الجائحة، ولا تتوفر على مؤهلات.
مبرزة أن الحكومة ستتخذ «إجراءات فورية وملموسة» تشمل برنامجاً للورش العامة الصغرى والكبرى، ما سيمكن من إحداث 250 ألف منصب شغل مباشر في غضون سنتين، انطلاقاً من سنة 2022، باعتمادات مالية تصل 2.25 مليار درهم (225 مليون دولار).
وخلف موقف الوزيرة فتاح العلوي ردود فعل غاضبة داخل أوساط حزب العدالة والتنمية، خصوصاً أن وزيرة المالية كانت تتقلد منصب وزيرة السياحة في حكومة سعد الدين العثماني، كما أن وزراء حزب التجمع الوطني للأحرار تقلدوا مناصب حكومية كبيرة في السنوات العشر الماضية، مثل القطاعات المالية والاقتصاد والصناعة والتجارة والفلاحة والصيد البحري.
وخلال مؤتمر صحافي نظمته أمس بمقر وزارة الاقتصاد والمالية بالرباط، وجه سؤال للوزيرة العلوي حول انتقاداتها لحكومتين سابقتين شارك فيهما حزبها، فردت بأن القطاعات التي دبرها حزبها حققت نجاحاً، وأن ما كان ينقص الحكومة السابقة هو «الرؤية الشاملة»، وتنسيق عمل القطاعات الحكومية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.