أسعار النفط تزحف نحو مستوى الـ90 دولاراً للبرميل

عوامل السوق الحالية ما زالت تدعم أسعار النفط (رويترز)
عوامل السوق الحالية ما زالت تدعم أسعار النفط (رويترز)
TT

أسعار النفط تزحف نحو مستوى الـ90 دولاراً للبرميل

عوامل السوق الحالية ما زالت تدعم أسعار النفط (رويترز)
عوامل السوق الحالية ما زالت تدعم أسعار النفط (رويترز)

صعدت أسعار النفط خلال تعاملات أمس (الاثنين)، لتواصل مكاسبها من الأسبوع الماضي وتبلغ أعلى مستوياتها في عدة سنوات، مع استمرار شح الإمدادات العالمية في ظل الطلب القوي على الوقود في الولايات المتحدة وأماكن أخرى من العالم، مع انتعاش الاقتصادات من الركود الناجم عن جائحة فيروس كورونا.
وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 62 سنتاً بما يعادل 0.7 في المائة إلى 84.38 دولار للبرميل بحلول الساعة 0646 بتوقيت غرينتش، بعد ارتفاعها 1.5 في المائة يوم الجمعة. ولامست، في وقت سابق من الجلسة، أعلى مستوى لها منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2014 عند 84.76 دولار.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 56 سنتاً أو 0.7 في المائة إلى 86.09 دولار للبرميل بعد مكاسب الجمعة الماضية، التي بلغت 1.1 في المائة. وبلغ العقد في وقت سابق أعلى مستوياته منذ أكتوبر 2018 عند 86.43 دولار.
وقال تيتسو إيموري الرئيس التنفيذي لـ«إيموري فاند مانجمنت»، وفق «رويترز»: «مع الطلب القوي على الوقود في الولايات المتحدة وسط شح المعروض، ما زال توجه سوق النفط قوياً إلى حد ما، ما دفع بعض المضاربين إلى التخلي عن مراكز البيع».
وبعد أكثر من عام من انخفاض الطلب على الوقود، عاد استهلاك البنزين ونواتج التقطير ليتماشى مع متوسطات خمس سنوات في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للوقود في العالم.
في غضون ذلك، قلّصت شركات الطاقة الأميركية، الأسبوع الماضي، عدد حفارات النفط والغاز الطبيعي للمرة الأولى في سبعة أسابيع، حتى مع ارتفاع أسعار النفط، بحسب ما قالته شركة خدمات الطاقة بيكر هيوز في تقريرها الذي يحظى بمتابعة عن كثب يوم الجمعة.
كما تدعمت أسعار النفط بفعل المخاوف حيال النقص في الفحم والغاز بالصين والهند وأوروبا، ما دفع إلى التحول إلى الديزل وزيت الوقود لتوليد الطاقة.
في غضون ذلك، انضمت نيجيريا إلى رفيقتها السعودية في تحالف «أوبك بلس» الذي يضم الأعضاء بمنظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها من خارج المنظمة، في دعوة المنظمة إلى التزام الحذر بشأن زيادة إنتاج النفط بشكل أسرع.
وقال وزير الدولة النيجيري للموارد البترولية تيميبري سيلفا، في تصريحات لتلفزيون «بلومبرغ» في العاصمة السعودية الرياض، إنه بينما يتعين على المجموعة المكونة من 23 دولة أن تراقب الأزمة الطبيعية عن كثب، إلا أنه لا يجب أن تغير استراتيجيتها لزيادة إنتاج النفط الخام اليومي بمقدار 400 ألف برميل شهرياً.
وتجتمع منظمة أوبك وحلفاؤها من غير الدول الأعضاء بالمنظمة ومن بينها روسيا في 4 نوفمبر (تشرين الثاني). وقد قاومت المنظمة الدعوات من بعض كبار المستهلكين لتخفيف خفض الإمدادات التي بدأت العام الماضي بسرعة أكبر.
وكان وزير الطاقة السعودي عبد العزيز بن سلمان قد قال لـ«بلومبرغ»، يوم السبت، إن منتجي النفط لا يجب أن يأخذوا ارتفاع الأسعار هذا العام كأمر مسلم به لأن وباء فيروس كورونا قد يؤثر على الطلب.
وقد ارتفعت أسعار النفط بنحو 70 في المائة في عام 2021 مع تعافي الاقتصادات، وتجاوز سعر خام برنت الآن 86 دولاراً للبرميل.


مقالات ذات صلة

نوفاك: سوق النفط متوازنة بفضل تحركات «أوبك بلس»

الاقتصاد مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)

نوفاك: سوق النفط متوازنة بفضل تحركات «أوبك بلس»

قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك يوم الجمعة إن سوق النفط العالمية متوازنة بفضل تحركات دول «أوبك بلس» والالتزام بالحصص المقررة.

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد بوتين يبحث مع رئيس وزراء العراق التنسيق في «أوبك بلس» لضمان استقرار أسعار النفط

بوتين يبحث مع رئيس وزراء العراق التنسيق في «أوبك بلس» لضمان استقرار أسعار النفط

قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ناقشا خلاله اتفاق «أوبك بلس» الخاص بإنتاج النفط.

«الشرق الأوسط» (بغداد) «الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد شعار «وكالة الطاقة الدولية»... (رويترز)

هل تراجع إدارة ترمب دور الولايات المتحدة في تمويل «وكالة الطاقة الدولية»؟

يضع الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، والجمهوريون في الكونغرس «وكالة الطاقة الدولية» في مرمى نيرانهم، حيث يخططون لمراجعة دور الولايات المتحدة فيها وتمويلها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد ناقلة نفط خام في محطة نفط قبالة جزيرة وايدياو في تشوشان بمقاطعة تشجيانغ (رويترز)

النفط يرتفع وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية

ارتفعت أسعار النفط، يوم الخميس، وسط مخاوف بشأن الإمدادات بعد تصاعد التوتر الجيوسياسي المرتبط بالحرب الروسية - الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد مشهد جوي لمصفاة تكرير نفط تابعة لشركة «إكسون موبيل» بولاية تكساس الأميركية (رويترز)

ارتفاع مخزونات الخام والبنزين الأميركية بأكثر من التوقعات

قالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، (الأربعاء)، إن مخزونات الخام والبنزين في الولايات المتحدة ارتفعت، بينما انخفضت مخزونات المقطرات، الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.