مقتل مئات الحوثيين بنيران التحالف في مأرب وسط تصاعد المعارك

تشديد يمني على توحيد مواقف القوى السياسية لإنهاء الانقلاب

جندي من الجيش اليمني يتمركز على إحدى الجبهات الأمامية في مأرب (أ.ف.ب)
جندي من الجيش اليمني يتمركز على إحدى الجبهات الأمامية في مأرب (أ.ف.ب)
TT

مقتل مئات الحوثيين بنيران التحالف في مأرب وسط تصاعد المعارك

جندي من الجيش اليمني يتمركز على إحدى الجبهات الأمامية في مأرب (أ.ف.ب)
جندي من الجيش اليمني يتمركز على إحدى الجبهات الأمامية في مأرب (أ.ف.ب)

وسط اشتداد المعارك التي يخوضها الجيش اليمني والمقاومة الشعبية ضد الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران في جبهات محافظة مأرب، واصل تحالف دعم الشرعية أمس (الأحد) تنفيذ عملياته المكثفة ضد الإرهابيين الحوثيين في المحافظة نفسها، معلناً تكبيد الجماعة الانقلابية مئات القتلى وخسائر في المعدات.
جاء ذلك في وقت شددت فيه الحكومة اليمنية على أهمية توحيد مواقف القوى السياسية المؤيدة للشرعية من أجل استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب المدعوم إيرانياً، بحسب ما نقلته المصادر الرسمية عن رئيس الوزراء معين عبد الملك.
وأوضح التحالف الداعم للشرعية، في بيان، أنه نفذ 88 عملية استهداف لآليات وعناصر الميليشيا في مديرية الجوبة، جنوب مأرب، ومنطقة الكسارة في غربها، خلال الـ72 ساعة الماضية.
وبحسب ما جاء في البيان، أدت عمليات الاستهداف إلى تدمير 36 من الآليات العسكرية وتكبيد الميليشيات الحوثية خسائر بشرية تجاوزت 264 عنصراً إرهابياً.
وكان التحالف نفذ مئات العمليات خلال الأيام السبعة الماضية في جبهات مأرب، ولا سيما مديريات العبدية والجوية، وغرب المحافظة، وهو ما أسفر وفق تقديرات ميدانية عن مقتل وجرح نحو 1500 عنصر حوثي على الأقل.
وفي حين تدفع الميليشيات بمزيد من عناصرها لمهاجمة القرى في مديريتي الجوبة وجبل مراد بعد سيطرتها على مديرية العبدية والتنكيل بسكانها، أفاد الإعلام العسكري للجيش اليمني أمس (الأحد) بسقوط العشرات من عناصر ميليشيا الحوثي بنيران الجيش والمقاومة الشعبية وبغارات لطيران تحالف دعم الشرعية في مختلف جبهات القتال جنوب محافظة مأرب.
ونقل المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية عن مصدر عسكري، لم يسمه، قوله: «إن المعارك لا تزال مستمرة، بإسناد من طيران التحالف، وسط ارتباك وخسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوف ميليشيا الحوثي الإيرانية».
وبحسب المصدر نفسه، دمر طيران تحالف دعم الشرعية أمس 4 عربات عسكرية تحمل تعزيزات في طريقها إلى ميليشيا الحوثي، ما أدى إلى مقتل جميع من كانوا على متنها.
وتزامنت هذه التطورات الميدانية، وفق المركز نفسه، مع قيام قوات الجيش بشن هجوم على مواقع لميليشيا الحوثي في وادي حذران والصياحي والتبة السوداء، غرب مدينة تعز، وتكبدها خسائر كبيرة.
معارك الجيش اليمني وضربات تحالف دعم الشرعية جاءت غداة إعلان التحالف تدمير 4 زوارق مفخخة، شمال مدينة الحديدة، كانت الميليشيات تجهزها لتنفيذ هجمات وشيكة في جنوب البحر الأحمر.
وفي أول تعليق حكومي على تحييد خطر الزوارق المفخخة، قال معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية: «إن استمرار ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران في التخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية لاستهداف السفن التجارية وتهديد خطوط الملاحة الدولية، يؤكد استخفافها بالمواقف الدولية الداعية للتهدئة وإحلال السلام في اليمن». ووصف الإرياني، في تصريحات رسمية، هذه الأنشطة الحوثية الإرهابية بأنها «تؤكد مضي الميليشيات في نهج التصعيد تنفيذاً للإملاءات الإيرانية، وعدم اكتراثها بالمأساة الإنسانية المتفاقمة لليمنيين‏».
وأضاف أن هذه الممارسات «تؤكد من جديد أن ميليشيا الحوثي تنظيم إرهابي لا يختلف عن (القاعدة)، و(داعش)، وأن استمرار استغلالها لاتفاق أستوكهولم للسيطرة والوجود على أجزاء من الشريط الساحلي في محافظة الحديدة والتخطيط لشن هجمات إرهابية، بات يمثل تهديداً جدياً وخطيراً للأمن والسلم الإقليمي والدولي‏».
وثمن الوزير اليمني جهود تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية في إحباط المخططات الحوثية وتأمين التجارة العالمية وخطوط الملاحة، وآخرها استهداف موقع لتجميع وتفخيخ الزوارق المفخخة بمعسكر الجبانة الساحلي بالحديدة، وتدمير 4 زوارق مفخخة تم تجهيزها لتنفيذ هجمات إرهابية، ليصل إجمالي ما تم تدميره إلى 91 زورقاً مفخخاً.
وطالب ‏وزير الإعلام اليمني، المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن والمبعوثين الأممي والأميركي بإدانة هذه الأنشطة الإرهابية المزعزعة للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، وبسرعة العمل على إدراج ميليشيا الحوثي ضمن قوائم الإرهاب، وفرض العقوبات على قياداتها، وملاحقتهم وتقديمهم للمحاكمة كمجرمي حرب، وفق تعبيره.
على الصعيد السياسي، ذكرت المصادر الرسمية أن رئيس الحكومة معين عبد الملك شدد على أهمية توحيد جهود القوى السياسية لمواجهة الانقلاب واستعادة الدولة، خلال اجتماع افتراضي عقده مع ممثلي القوى والمكونات السياسية المشاركة في حكومة الكفاءات.
ونقلت وكالة «سبأ» أن الاجتماع تداول «المقترحات حول المهام الماثلة أمام الحكومة وفق الأولويات الاستثنائية والمستجدة وفي مقدمها دعم المعركة المصيرية لليمن والعرب ضد الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانياً، ومعالجة التحديات الاقتصادية والمعيشية ووضع حد لتراجع العملة الوطنية وانعكاساتها على معيشة وحياة المواطنين، والدعم الواجب من القوى والمكونات السياسية لإسناد جهود الحكومة». وطبقاً لما نقلته المصادر الرسمية، شدد الاجتماع على «ضرورة الوقوف لمراجعة الأخطاء وتجاوزها، والعمل بإرادة موحدة» مشيراً إلى أن «الحديث عن وحدة الصف والمعركة الواحدة لن يكون لها معنى ما لم يلمس ثمارها المواطن في حياته ومعيشته اليومية.
وتنعكس على سير المعركة العسكرية لاستكمال استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانياً».
وقال رئيس الحكومة خلال الاجتماع: «إن عمل القوى السياسية في هذه المرحلة لدعم جهود الحكومة أمر أساسي لمعالجة وتجاوز الصعوبات التي لن تستثني آثارها أحداً، وإن المسؤولية التاريخية تضع جميع القوى السياسية المشاركة في حكومة الكفاءات السياسية أمام اختبار حقيقي لدعم مؤسسات الدولة وتحسين أدائها وضبط الإيرادات، وإسناد الجيش الوطني والمقاومة في المعركة المصيرية ضد ميليشيا الحوثي».
وفيما دعا رئيس الحكومة اليمنية إلى أن «تكون قضية وحدة الصف الوطني هي الناظم للقوى السياسية والإعلامية كافة»، أكد أن «الخطر الحوثي والمشروع الإيراني في اليمن لن يستثني أحداً، ولا يوجد طرف في منأى»، وقال: «إن أي خلافات داخل القوى المقاومة للميليشيا الحوثية خطأ استراتيجي».



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.