تزايد الاعتداءات على الإعلاميين السودانيين داخل اعتصام القصر

يشكون من «خطر كبير» يتهددهم

تزايد الاعتداءات على الإعلاميين السودانيين داخل اعتصام القصر
TT

تزايد الاعتداءات على الإعلاميين السودانيين داخل اعتصام القصر

تزايد الاعتداءات على الإعلاميين السودانيين داخل اعتصام القصر

تواصلت الاعتداءات على الصحافيين ومراسلي الفضائيات ووكالات الأنباء الأجنبية والصحافة المحلية، في السودان، واتجهت أصابع الاتهام إلى مجموعة منشقة عن الحرية والتغيير «التحالف الحاكم» والموالية للجيش، داخل وخارج ساحة الاعتصام الذي ينظمونه بالقصر الجمهوري، لتصفه تنظيمات الصحافيين بأنه أسوأ الانتهاكات التي واجهها الوسط الصحافي، منذ سقوط نظام الرئيس السابق عمر البشير أبريل (نيسان) 2019.
وتعرض الصحافي بوكالة السودان للأنباء الرسمية «سونا» «الأحمدي فرح» إلى كسر في يده أثناء اقتحام مجموعة عرفت نفسها بأنها تتبع لاعتصام القصر، مقر الوكالة بوسط العاصمة «الخرطوم»، لمنع قيام مؤتمر صحافي لقيادات المجلس المركزي لقوى التغيير بالقوة، ورددت هتافات تهديدية ومعادية للصحافيين وقيادات التحالف.
وقال الصحافي الأحمدي فرح لـ«الشرق الأوسط» إنه حاول أن يتحدث مع المجموعة عن سبب تعديهم واقتحامهم للوكالة، مضيفاً أنه حاول أن يشرح لهم أنهم صحافيون لا علاقة لهم بالصراع السياسي، إلا أنهم انهالوا عليه ضرباً بالعصي والأيدي والأرجل وتابع: «كانت أعداد المهاجمين كبيرة، هجموا علي وأوسعوني لكماً وضرباً بكل قوتهم». وعند عودته لمنزله شعر الأحمدي بآلام شديدة في الكتف، وبعد أن راجع الطبيب اكتشف وجود كسر في يده اليمنى.
وأمس، تحركت مجموعة من مقر الاعتصام أمام البوابة الجنوبية للقصر الرئاسي مباشرة، وأغلقت جسر «الملك نمر» - يربط مدينة بحري بالخرطوم - بالمتاريس وإطارات السيارات المشتعلة، ما أحدث شللاً تاماً في حركة السير وازدحاماً استمر لعدة ساعات، وخلق حالة من السخط والاستياء وسط المواطنين، الذين اضطروا للسير راجلين لمسافات طويلة للوصول إلى أماكن عملهم.
واعترض أحد أفراد تلك المجموعة مصور قناة الجزيرة مباشر «مروان نجم الدين»، أثناء تغطيته لإغلاق الجسر، واقتلعوا هاتفه الجوال لمنعه من التصوير.
كما ضايق المعتصمون طاقم قناة الحرة الأميركية بالخرطوم، وفصل أحدهم «كيبل» الكاميرا أثناء البث المباشر، وسارعت قوات الشرطة التي كانت تتواجد في المكان لتفريق المجموعة والسماح لفريق القناة بإكمال تغطيته الميدانية.
واستنكرت شبكة الصحافيين السودانيين – تنظيم نقابي صحافي - الهجوم على مقر وكالة السودان للأنباء والاعتداء على صحافيين قبل مؤتمر صحافي لقوى إعلان الحرية والتغيير أول من أمس، ونددت بمهاجمة وزارة الإعلام ومحاولة اقتحامها.
وأدانت وزارة الثقافة والإعلام المحاولة التي قامت بها تلك المجموعات لإغلاق المدخل الجنوبي للوزارة، الواقع على بعد عدة مئات الأمتار من مكان الاعتصام للحيلولة دون أداء العاملين لمهامهم، بعد أن كانوا قد أغلقوا في وقت سابق المدخلين الشمالي والشرقي.
وأبلغت الوزارة الصحافيين بأن هناك محاولة للتحريض ضد الإذاعة والتلفزيون، وقالت الوزارة في بيان: «نلاحظ تزايد التحريض على الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون من قبل فلول النظام المعزول، وآخرين وصلت مرحلة التهديد باقتحام مقرها».
وأشارت إلى تزامن هذه الأحداث وتسارع وتيرتها، ووصفته بـ«الاستهداف الواضح» من قبل مجموعات لتعطيل عمل مؤسسات الدولة، والتعدي على الحريات العامة المكفولة للجميع.
وأكدت الوزارة احترامها للحريات بما في ذلك حق الاعتصام السلمي، إلا أن الإقرار بهذا الحق لا ينبغي أن يتعداه للتغول على حرية الآخرين وإعاقة عمل مؤسسات الدولة.
ودعت الوزارة في بيانها لوقف ما وصفته بالمسلك المخرب للديمقراطية المشوه للحريات، وحثت الأجهزة النظامية بحماية المؤسسات الحكومية لضمان استمرارها في أداء عملها ومهامها دون تعطيل أو تخريب وتطبيق القانون على كل منتهك للقانون.
وفي السياق قالت شبكة الصحافيين إنها رصدت تزايد الاعتداءات على الصحافيين منذ بدء اعتصام القصر الجمهوري، وتضمنت تعرض فريق «بي بي سي» للضرب ومنعهم من أداء عملهم، والاعتداء على مراسل وكالة الأناضول «بهرام عبد المنعم» وتهشيم سيارته، بالإضافة إلى الاعتداء على مراسل قناة الجزيرة مباشر «محمد عمر» وتهديده بالقتل، والاعتداء على مراسل صحيفة «الشرق الأوسط» أثناء تغطيته موكباً سلمياً للمحامين الأسبوع الماضي.
وأشار البيان إلى حادثة منع مصور وكالة الصحافة الفرنسية «أشرف شاذلي» من التقاط صور من باحة الاعتصام، كما تم الاعتداء بالضرب على الصحافي بوكالة السودان للأنباء الأحمدي فرح.
ووصفت الشبكة هذه التصرفات بالسلوك المشين، الذي من شأنه تعريض حياة الصحافيين للخطر، ومنعهم من القيام بواجباتهم والمهام المُوكلة إليهم.
وقالت في البيان إن حماية الصحافيين وصيانة حقوقهم وتمكينهم من أداء عملهم دون خوف أو تهديد أو عدوان، أصبح ضرورياً أكثر من أي وقت مضى، مطالبة جهات الاختصاص بالتعامل بحزم منعاً لأي جريمة محتملة مستقبلاً.
وأدانت اللجنة المشتركة للأجسام الصحافية لنقابة الصحافيين السودانيين، في بيان أمس الاعتداءات المتكررة على صحافيي القنوات والإذاعات والصحف وهم يقومون بمهامهم المهنية والوطنية، كما استنكرت محاولات اقتحام وكالة السودان للأنباء، وإرهاب الصحافيين.
وحذرت كل الجهات التي تقف وراء تلك الأفعال وذلك السلوك، سواء كانت جهات ظاهرة أو مستترة بمقاطعة أخبارها ومناشطها وفعالياتها.
ومنذ 16 من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، تنفذ حركة العدل والمساواة، برئاسة جبريل إبراهيم، الذي يشغل منصب وزير المالية، وحركة جيش تحرير السودان، بقيادة، حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، وأحزاب صغيرة منشقة من قوى «التغيير» اعتصاماً أمام القصر الجمهوري بالخرطوم، مدعوماً من قادة الجيش، يطالب بحل الحكومة الانتقالية.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.