مستوعبات نفايات معزّزة بنظم الذكاء الصناعي

ترصد أنواع المخلفات وتنظم خدمات نقلها لتقليل النفقات

كاميرا لرصد النفايات
كاميرا لرصد النفايات
TT

مستوعبات نفايات معزّزة بنظم الذكاء الصناعي

كاميرا لرصد النفايات
كاميرا لرصد النفايات

تلتقط الكاميرات الذكيّة المسلّطة على مستوعبات النفايات في مدينة ميامي الأميركية صوراً لها أكثر من مرّة في اليوم لتحليل سرعة امتلائها بالنفايات، بالإضافة إلى رصد أنواع المهملات التي تُرمى فيها.
وتهدف هذه الفكرة إلى قياس استخدام النفايات كما يحصل مع المياه والكهرباء وغيرها من الخدمات. وتقول الشركة التي ابتدعت الفكرة وسلطات المدينة التي تطبّقها، إنّ هذه الطريقة قد تحسّن معدلات إعادة التدوير وتقلّل انبعاثات الكربون الناتجة عن الشاحنات التي تجمع النفايات، وتوفّر أموال المدينة المخصّصة لخدمات إدارة المخلّفات.
تملك المباني بمعظمها جهاز قياس لتحديد كميات الكهرباء والمياه والغاز المستهلكة فيها، ومن ثمّ تعمد المؤسسات المختصّة إلى جباية أجور هذا الاستهلاك. ولكن إدارة المخلّفات لا تعمل بهذه الطريقة. ويقول جايسون غيتس، الرئيس التنفيذي لشركة «كومبولوجي» المتخصصة في البرامج الإلكترونية والتي طوّرت تقنية قياس النفايات بالتعاون مع مدينة ميامي: «يعتمد الأمر -هنا- على التقديرات».
هذا ودخلت «كومبولوجي» أيضاً في شراكة مع شركات عدّة بينها «ماكدونالد» و«آي دبي تي سيكيوريتي»، وطوّرت برامج تجريبية في مدنٍ أخرى؛ ولكنّ الشراكة مع ميامي هي الأولى التي تشمل مدينة كاملة، حسب غيتس.
قد تسهم تقديرات النفايات في تطوير أنظمة تستطيع من خلالها الشاحنات الحضور لإفراغ المستوعبات ثلاث مرّات في الأسبوع حتّى ولو لم تكن المستوعبات ممتلئة بالكامل. ويجب ألّا ننسى أيضاً أنّ التواصل مع النّاس الذين يرمون القمامة حول سلوكيّاتهم غائب. فمثلاً، عند الرصد المتكرّر للتلوّث، كرمي قمامة غير قابلة لإعادة التدوير في السلّة المخصّصة للبلاستيك، لا يوجد غالباً وسيلة لتصحيح هذا السلوك. وهنا تظهر أهمية كاميرات الرصد.
ويهدف توظيف هذه الكاميرات الذكية الموضوعة داخل المستوعبات إلى التقاط الصور بين ثلاث وخمس مرّات في اليوم ومن ثمّ تحويلها إلى السحابة الإلكترونية . وتستخدم الشركة الذكاء الصناعي لتحديد ثلاثة أمور عن طريق هذه الصور وهي: نسبة امتلاء المستوعبات، ومتى تُفرغ هذه المستوعبات، وتحليل أنواع النفايات التي تُرمى فيها. وفي إطار شراكتها مع مدينة ميامي، تعتزم «كومبولوجي» تركيب كاميراتها الذكية كبداية في 40 حاوية في المباني البلدية ومراكز الشركة ومحطّات الإطفاء والحدائق، لتغطّي بعدها آلاف المستوعبات.
تقول «كومبولوجي» إنّ هذه التقنية ستسهم في تخفيض المبالغ التي تنفقها الشركات والمدن على جمع النفايات بمعدّل 30 إلى 40%. وتكشف الشركة أنّ فكرتها ساعدت مطاعم «ماكدونالد» في توفير مبلغ 3 آلاف دولار تقريباً في الحاوية الواحدة في السنة، فقط بتصحيح جدول جمع نفاياتها. وتجدر الإشارة إلى أنّ تراجع عدد جولات جمع النفايات يعني أيضاً قيادة أقلّ للعربات، أي تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتخفيف الازدحام والتلوّث الصوتي إذ تُعرف شاحنات جمع النفايات بصوتها المزعج.
* «فاست كومباني»
- خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

اختفاء الملاحظات في أجهزة آيفون... المشكلة والحلول

تكنولوجيا «أبل» تؤكد مشكلة اختفاء الملاحظات بسبب خلل بمزامنة (iCloud) وتوضح خطوات استعادتها مع توقع تحديث (iOS) قريب (أبل)

اختفاء الملاحظات في أجهزة آيفون... المشكلة والحلول

وفقاً لتقرير رسمي من «أبل»، فإن المشكلة تتعلق بإعدادات مزامنة الآيكلاود (iCloud).

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
تكنولوجيا تمكنك «دورا» من تصميم مواقع ثلاثية الأبعاد مذهلة بسهولة تامة باستخدام الذكاء الاصطناعي دون الحاجة لأي معرفة برمجية (دورا)

صمم موقعك ثلاثي الأبعاد بخطوات بسيطة ودون «كود»

تتيح «دورا» للمستخدمين إنشاء مواقع مخصصة باستخدام الذكاء الاصطناعي عبر إدخال وصف نصي بسيط.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص يحول الذكاء الاصطناعي الطابعات من مجرد خدمة بسيطة إلى أداة أكثر ذكاءً واستجابة لحاجات المستخدمين (أدوبي)

خاص كيف يجعل الذكاء الاصطناعي الطابعات أكثر ذكاءً؟

تلتقي «الشرق الأوسط» الرئيسة العامة ومديرة قسم الطباعة المنزلية في شركة «إتش بي» (HP) لفهم تأثير الذكاء الاصطناعي على عمل الطابعات ومستقبلها.

نسيم رمضان (بالو ألتو - كاليفورنيا)
تكنولوجيا «Google Vids» هي أداة بسيطة لإنشاء فيديوهات احترافية تدعم العمل الجماعي والذكاء الاصطناعي لإعداد المخططات وإضافة الصور تلقائياً (غوغل)

«غوغل» تكشف عن خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات

تستهدف هذه الخدمة الشركات التي تتطلع إلى إنتاج محتوى مرئي احترافي بكفاءة وسرعة دون الحاجة للخبرة الفنية العميقة.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
تكنولوجيا تتيح «فينغيج» قوالب وأدوات تخصيص سهلة بينما تستخدم «نابكن إيه آي» الذكاء الاصطناعي لتحويل النصوص إلى تصميمات جذابة (فينغيج)

أدوات مميزة لتحويل أفكارك إلى تصميمات مرئية جذابة

تخيل أن بإمكانك تصميم إنفوغرافيك أو تقرير جذاب بسهولة!

عبد العزيز الرشيد (الرياض)

دواء ينمّي الأسنان: ثورة في عالم الطب

الدكتورة هونوكا كيسو والدكتور كاتسو تاكاهاشي في مختبرهما (جامعة كيوتو)
الدكتورة هونوكا كيسو والدكتور كاتسو تاكاهاشي في مختبرهما (جامعة كيوتو)
TT

دواء ينمّي الأسنان: ثورة في عالم الطب

الدكتورة هونوكا كيسو والدكتور كاتسو تاكاهاشي في مختبرهما (جامعة كيوتو)
الدكتورة هونوكا كيسو والدكتور كاتسو تاكاهاشي في مختبرهما (جامعة كيوتو)

تشهد الأبحاث في مجال طب الأسنان تطورات مذهلة، من أبرزها اكتشاف دواء يمكنه إعادة نمو الأسنان المفقودة.

إنجاز علمي

ويرتكز هذا الإنجاز العلمي على فهم عميق للجينات والبروتينات المسؤولة عن نمو الأسنان، ما يعد بتحقيق قفزة نوعية في علاج أمراض الأسنان وتوفير أمل جديد للمرضى حول العالم.

ويمتلك الإنسان حالياً جيلين من الأسنان لا ثالث لهما، هما: الأسنان اللبنية التي تظهر في مرحلة الطفولة، والأسنان الدائمية التي تظهر عند البالغين. ولكن هذا الاكتشاف المذهل يريد أن «يكوّن جيلاً ثالثاً للأسنان»

رحلة البحث والتطوير

بدأت الأبحاث المتعلقة بتجديد الأسنان باكتشاف فأر نموذجي يحتوي على أسنان إضافية في عام 2007. وباستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، تمكن الباحثون من تحديد أن سبب وجود هذه الأسنان الإضافية هو نقص في جين يسمى «USAG-1». وأشرف الذكاء الاصطناعي على تحليل البيانات الجينية وتحديد العلاقة بين نقص الجين وتكوين الأسنان الإضافية، ما مكّن الباحثين من فهم آلية عمل هذا الجين، وكيفية تأثيره على نمو الأسنان.

الذكاء الاصطناعي في علم الجينات

تلعب تقنيات الذكاء الاصطناعي دوراً حاسماً في تحليل البيانات الجينية واكتشاف الجينات المسؤولة عن الأمراض. ومن خلال تحليل البيانات الضخمة، واستخدام الخوارزميات المتقدمة، يمكن للذكاء الاصطناعي تحديد الأنماط والعلاقات التي قد تكون غير مرئية للباحثين البشريين. وهذا يساهم بشكل كبير في تسريع عملية الاكتشافات العلمية وتطوير علاجات جديدة، وهكذا تمكنت هذه الخوارزميات من اكتشاف جين «USAG-1».

تجارب لـ«جيل ثالث» من الأسنان

استناداً إلى نتائج الفئران، تساءل العلماء عما إذا كان بالإمكان تجديد الأسنان لدى البشر عن طريق تعطيل بروتين «USAG-1» باستخدام دواء. ولاختبار الفرضية، استخدم الباحثون في جامعة كيوتو اليابانية الأجسام المضادة للتحقق من النشاط البيولوجي لهذا البروتين.

وتم تأكيد فاعلية الأجسام المضادة في نمو الأسنان عند الفئران والكلاب، وتُجرى حالياً اختبارات سريرية على بعض المتطوعين ممن فقدوا أسنانهم. وتشير النتائج الأولية إلى نجاح هذا الدواء في نمو جيل ثالث من الأسنان، ونحن بانتظار انتهاء مثل هذه النتائج السريرية للتأكد من سلامة هذا العلاج.

رؤية مستقبلية واعدة

تتوقع الأبحاث أن تكون لهذا الدواء القدرة على علاج الأشخاص الذين يعانون من عدم تكون الأسنان الخلقي، وهي حالة يولد فيها الشخص من دون القدرة على نمو الأسنان.

وتعتمد آلية العمل على تعطيل وظيفة الجزيء «USAG-1»، ما يعزز نمو أسنان جديدة من «براعم» أو «أجنة الأسنان». وقد اكتشفت هذه الطريقة الدكتورة كيسو هوناكو من جامعة كيوتو اليابانية، وهي طبيبة أسنان فقدت عدداً من أسنانها الدائمة عند المراهقة بسبب التهاب شديد في اللثة، وكان حلمها أن تجد دواء كهذا.

الفوائد والتحديات

تسعى الأبحاث إلى تحقيق عدة أهداف، منها...

- تحسين العلاجات الحالية. وسيكون هذا الدواء بديلاً للعلاجات التقليدية، مثل الأطقم والغرسات السنية.

- توفير حلول دائمة من خلال نمو أسنان جديدة، ويمكن للمرضى الاستفادة من علاج دائم بدلاً من العلاجات المؤقتة.

- تسهيل العلاج، إذ يُعدّ العلاج الحالي معقداً ويتطلب مهارات متخصصة، ما يحدّ من عدد الأطباء القادرين على تنفيذه. ومن المتوقع أن يبسط هذا الدواء العملية العلاجية، ويجعلها أكثر شيوعاً.

- فتح آفاق جديدة في العلاج، إذا أثبتت التجارب السريرية فاعليته، فقد يكون لهذا الدواء تأثير كبير على تقليل خوف المرضى من فقدان الأسنان، ويوفر لهم إمكانية إعادة نمو الأسنان بشكل طبيعي.

التطبيقات المستقبلية

في حالة نجاح التجارب السريرية النهائية، من المحتمل أن يتم استخدام هذا الدواء، لا لعلاج عدم تكون الأسنان الخلقي فحسب، بل لتجديد الأسنان المفقودة أيضاً، بسبب التسوس أو أمراض اللثة. وسيكون هذا الدواء بمثابة ثورة في مجال طب الأسنان، حيث سيمكّن المرضى من الحفاظ على أسنانهم الأصلية لفترة أطول، حتى مع التقدم في العمر.