مقتل قيادي في «القاعدة» بغارة أميركية شمال شرقي سوريا

سيناتور جمهوري يتهم طهران بالهجوم على التنف

حطام القذيفة الأميركية التي استهدفت قياديا في «القاعدة» شمال شرقي سوريا (أخبار الرقة)
حطام القذيفة الأميركية التي استهدفت قياديا في «القاعدة» شمال شرقي سوريا (أخبار الرقة)
TT

مقتل قيادي في «القاعدة» بغارة أميركية شمال شرقي سوريا

حطام القذيفة الأميركية التي استهدفت قياديا في «القاعدة» شمال شرقي سوريا (أخبار الرقة)
حطام القذيفة الأميركية التي استهدفت قياديا في «القاعدة» شمال شرقي سوريا (أخبار الرقة)

أعلن الجيش الأميركي الجمعة أنه قتل قيادياً في تنظيم «القاعدة» بغارة شنتها طائرة أميركية مسيرة، في منطقة خاضعة لسيطرة فصائل سورية معارضة مدعومة من الجيش التركي في ريف الرقة، شمال شرقي سوريا.
وقال جون ريغسبي المتحدث باسم القيادة المركزية للجيش الأميركي (سنتكوم) في بيان إن «غارة جوية أميركية شنت اليوم (ليل الجمعة - السبت) في شمال شرقي سوريا أسفرت عن مقتل القيادي البارز في تنظيم (القاعدة)، عبد الحميد المطر».
نُفذت الضربة في منطقة سلوك، شمال سوريا، الخاضعة للسيطرة التركية.
وأضاف ريغسبي أنه لا تتوافر أي معطيات على وجود «ضحايا مدنيين في أعقاب الضربة التي شنتها طائرة مسيرة (من طراز) إم كيو - 9»، في إشارة إلى الطائرة المعروفة باسم «ريبر».
وقال ريغسبي إن «(القاعدة) لا تزال تشكل تهديداً للولايات المتحدة وحلفائنا». وأضاف أن التنظيم «يستخدم سوريا ملاذاً آمناً لإعادة تشكيل نفسه والتنسيق مع فروع خارجية والتخطيط لعمليات في الخارج».
وأكد أن «القضاء على هذا القيادي البارز في (القاعدة) سيؤثر على قدرة التنظيم الإرهابي على التخطيط وشن هجمات ضد مواطنين أميركيين و(ضد) شركائنا ومدنيين أبرياء».
والشخص الذي اغتيل تابع لتنظيم «حراس الدين» المنشق عن «جبهة النصرة» والتابع لتنظيم «القاعدة»، حيث كانت أميركا قتلت قيادياً فيه بغارة في ريف إدلب قبل أسابيع.
من جهته، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أن الشخص الذي لقي حتفه باستهداف جوي من قبل طائرة مسيرة بريف الرقة، كان تنظيم «جبهة النصرة» سابقاً إبان ولائها وتبعيتها لتنظيم «القاعدة»، قبل أن ينضم مؤخراً إلى صفوف «أحرار الشرقية»، مضيفاً: «هذا يطرح تساؤلاً عن وجود مثل هكذا شخصيات ضمن مناطق نفوذ الأتراك في سوريا». وأشار إلى مقتل القيادي «بقصف طائرة من دون طيار، قرب مفرق عربيد بريف سلوك ضمن مناطق (نبع السلام) شمال محافظة الرقة».
وكانت وزارة الخزانة الأميركية قد أعلنت في نهاية يوليو (تموز) الماضي، عن عقوبات جديدة شملت عدة كيانات سوريا، من بينها «فصيل أحرار الشرقية» وقائد الفصيل أبو حاتم الشقرا وابن عمه القيادي أبو جعفر الشقرا أيضاً.
وأعلن الجيش الأميركي نهاية سبتمبر (أيلول) القضاء على القيادي البارز في تنظيم (القاعدة) سليم أبو أحمد بغارة جوية في منطقة إدلب في شمال غربي سوريا. وقال إن أبو أحمد «كان مسؤولاً عن التخطيط والتمويل والموافقة على هجمات (القاعدة) العابرة للمنطقة».
ولم يذكر المتحدث الأميركي، أمس، ما إذا كانت الضربة جاءت رداً على هجوم الأربعاء على قاعدة التنف العسكرية التي يستخدمها التحالف المناهض للمتطرفين، والواقعة في جنوب شرقي سوريا قرب الحدود مع العراق والأردن.
وقال «المرصد» في بيان: «دوّت انفجارات في قاعدة التنف العسكرية التابعة للتحالف الدولي مساء اليوم نتيجة قصف من طائرات مسيّرة على البوفيه ومسجد ومستودع للمواد الغذائية داخل القاعدة». وأضاف أنّ هذا الهجوم «لا يُعلم ما إذا كان يقف خلفه تنظيم داعش أو الميليشيات الإيرانية»، التي تقاتل دعماً للنظام السوري، مشيراً إلى «عدم ورود معلومات عن خسائر بشرية». وتقع قاعدة التنف العسكرية في الصحراء في جنوب سوريا، وقد أنشأها التحالف الذي تقوده الولايات المتّحدة في 2016 في إطار حربه ضدّ تنظيم «داعش».
ولا ينفكّ النظام السوري وحلفاؤه يؤكّدون انتفاء الأسباب لوجود أي قوات أميركية في هذه المنطقة.
وعلى مقربة من هذه القاعدة، الواقعة على طريق بغداد - دمشق الاستراتيجي، تتمركز فصائل مسلّحة مدعومة من إيران.
واتهم السيناتور الجمهوري، ماركو روبيو أمس، إيران، بـ«المسؤولية المباشرة» عن الهجوم الذي استهدف قاعدة «التنف» الأميركية.
وعلى حسابه في «تويتر»، قال ماركو روبيو: «هاجمت إيران بشكل مباشر القوات الأميركية في سوريا». وأضاف: «لا تتستروا على هذا فقط لحفظ الأمل في الاتفاق النووي مع إيران». من جانبها، أفادت القيادة الأميركية الوسطى بأنها تحتفظ بالحق في الرد على الهجوم الذي استهدف قاعدة التنف في سوريا «في الزمان والمكان المناسبين». وأوضحت أن الهجوم على القاعدة متعمد، وتم بطائرات مسيرة، مضيفة أنها تجري تحقيقاً في الواقعة حالياً.


مقالات ذات صلة

رئيس حكومة تصريف الأعمال السورية محمد البشير: خزائن الدولة خاوية

المشرق العربي حوار رئيس حكومة تصريف الأعمال السوري محمد البشير لصحيفة «كوريري دي لا سيرا» الإيطالية

رئيس حكومة تصريف الأعمال السورية محمد البشير: خزائن الدولة خاوية

في أول حديث يدلي به إلى وسيلة إعلام غربية، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال لصحيفة «كوريري دي لا سيرا» الإيطالية، إن خزائن الدولة خاوية بعد أن التهم النظام كل شيء.

شوقي الريّس ( روما)
المشرق العربي مقاتل من «هيئة تحرير الشام» يتابع القصف المستمر على قرى في ريف حلب الغربي (أ.ف.ب) play-circle 00:20

«تحرير الشام» تتقدم في حلب وإدلب والجيش السوري يحاول وقفها بمساعدة روسية

سيطرت قوات «تحرير الشام» وفصائل «غرفة عمليات الفتح المبين» على 10 بلدات وقرى في محافظة حلب بشمال غربي البلاد، كانت خاضعة لسيطرة الجيش السوري.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)

5 نزاعات منسية خلال عام 2024

إلى جانب الحربين اللتين تصدَّرتا عناوين الأخبار خلال عام 2024، في الشرق الأوسط وأوكرانيا، تستمر نزاعات لا تحظى بالقدر نفسه من التغطية الإعلامية.

«الشرق الأوسط» (باريس)
آسيا جندي باكستاني يقف حارساً على الحدود الباكستانية الأفغانية التي تم تسييجها مؤخراً (وسائل الإعلام الباكستانية)

باكستان: جهود لتطهير المناطق الاستراتيجية على الحدود الأفغانية من المسلحين

الجيش الباكستاني يبذل جهوداً كبرى لتطهير المناطق الاستراتيجية على الحدود الأفغانية من المسلحين.

عمر فاروق (إسلام آباد)
أفريقيا وحدة من جيش بوركينا فاسو خلال عملية عسكرية (صحافة محلية)

دول الساحل تكثف عملياتها ضد معاقل الإرهاب

كثفت جيوش دول الساحل الثلاث؛ النيجر وبوركينا فاسو ومالي، خلال اليومين الماضيين من عملياتها العسكرية ضد معاقل الجماعات الإرهابية.

الشيخ محمد (نواكشوط)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.