ماكرون وزيمور ولوبان... ومنافسوهم الآخرون

كبيرة هي أعداد الطامحين للوصول إلى قصر الإليزيه الرئاسي الفرنسي. ولكن حتى اليوم، لم يعلن الرئيس إيمانويل ماكرون عن ترشحه، مع العلم أن ذلك أمر محسوم نهائياً، والنقاش الدائر حاليا يتناول اختيار أفضل تاريخ للدخول مباشرة وبشكل رسمي في المبارزة الانتخابية.
من ناحية ثانية، حتى اليوم، يتربع ماكرون على رأس لائحة استطلاعات الرأي التي تتوقع فوزه بولاية ثانية. وتحتل المرشحة اليمينية مارين لوبان، زعيمة حزب «التجمع الوطني» (الجبهة الوطنية سابقاً) المرتبة الثانية وهي أعلنت ترشحها رسميا. إلا أن دخول إريك زيمور الحلبة رافعاً رايات أقصى اليمين، ومدغدغاً مشاعر العداء للمهاجرين، وللمسلمين تحديداً، دفعها إلى الأسفل. ولا يشك المراقبون والمحللون في أن بقاء الاثنين في الحلبة سيقضي على حظوظهما بالتأهل للجولة الثانية.
يريد زيمور - وفق كلامه وشعاراته - ترحيل المهاجرين غير الأوروبيين من فرنسا. ويزعم أن مليوني مهاجر إضافي وصلوا إلى فرنسا خلال سنوات حكم ماكرون، غالبيتهم من البلدان المغربية وأفريقيا السوداء. ومن ثم، يسعى زيمور إلى وقف نهائي لتيار الهجرة وإنهاء لعمليات لم الشمل. وفي هذا الشأن، جاء في خطاب له بمناسبة ما يسمى «لقاء اليمين» خلال شهر سبتمبر (أيلول) عام 2019 ما يلي: «إن كل المشاكل التي تتفاقم بسبب الهجرات، يزيد تفاقمها بسبب الإسلام»، مضيفا أن «أسلمة شوارع فرنسا هي عملية احتلال للأراضي الفرنسية» و«محاولة للقضاء على الرجل الأبيض الكاثوليكي». ومن روائعه اعتبار الجلابة أو الحجاب «من علامات جيش الاحتلال الإسلامي».

- المرشحون الآخرون
في هذه الأثناء، يبرز في معسكر اليمين الكلاسيكي، ثمة ثلاثة طامحين أساسيين للفوز بترشيح الحزب هم تباعا: كزافيه برتراند، وهو وزير سابق ورئيس منطقة شمال فرنسا الذي هو حتى اليوم الأكثر تقدما في استطلاعات الرأي. ومن المعسكر ذاته تتبعه فاليري بيكريس، رئيسة منطقة «إيل دو فرانس» (باريس وجوارها القريب والبعيد) وأيضاً ميشال بارنييه، الوزير السابق والمفاوض الأوروبي في عملية الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي (البريكست). وينتظر أن يختار أعضاء حزب الجمهوريين، أكبر قوى اليمين الكلاسيكي، مرشح الحزب الرسمي باقتراع داخلي في 4 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
وبخصوص اليسار، فإن اليسار ليس أفضل حالا من اليمين. ذلك أن الحزب الاشتراكي اختار آن هيدالغو، رئيسة بلدية باريس مرشحة رسمية له. إلا أن استطلاعات الرأي لا تعطيها أكثر من 5 في المائة من الأصوات، وينافسها من الداخل الوزير السابق أرنو مونتبورغ «2 في المائة». أما مرشح الحزب الشيوعي فيحظى بأقل من 2 في المائة وهو ما يعني، بل ويؤكد، أن فرنسا تميل بشدة نحو اليمين.
وهكذا، يبقى في الميدان، على يسار المشهد السياسي، مرشحان اثنان هما: الأول، جان لوك ميلونشون، والثاني يانيك جادو.
ميلونشون هو مرشح اليسار المتشدد الذي حصل في العام 2017 على 18 في المائة من الأصوات، إلا أن شعبيته تراجعت منذ ذلك الحين إلى حوالي 10 في المائة، وهي النسبة التي يتقاسمها مع النائب الأوروبي جادو مرشح «الخضر». وهنا تجدر الإشارة، إلى أنه يضاف إلى المرشحين السابقة أسماؤهم كوكبة من الترشيحات من اليسار المتطرف وغيرهم من اليمين ومن المدافعين عن حقوق الصيد أو الطبيعة. وكل هؤلاء يعودون إلى المشهد مع كل استحقاق رئاسي... ولكن من دون تأثير يستحق الذكر على المشهد السياسي أو ميزان القوى.