جديد هونغ كونغ... خدمة حافلات للركاب الراغبين في النوم

ركاب يجلسون في حافلة مخصصة للنوم بهونغ كونغ (أ.ب)
ركاب يجلسون في حافلة مخصصة للنوم بهونغ كونغ (أ.ب)
TT

جديد هونغ كونغ... خدمة حافلات للركاب الراغبين في النوم

ركاب يجلسون في حافلة مخصصة للنوم بهونغ كونغ (أ.ب)
ركاب يجلسون في حافلة مخصصة للنوم بهونغ كونغ (أ.ب)

من المتوقع أن يجد أي شخص يشعر بالحاجة لقيلولة أن خدمة الحافلات الجديدة في هونغ كونغ هي مجرد التذكرة المناسبة التي تخوله النوم.
تم تصميم رحلة لمدة خمس ساعات فيما يسمى «جولة حافلة النوم» لمساعدة الركاب المحرومين من النوم على الحصول على قسط من الراحة. يمكن للمسافرين إحضار الوسائد والبطانيات والنعال في الرحلة حول المدينة، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».
تختلف أسعار تذاكر الجولة، التي تبلغ مسافتها 76 كيلومتراً (47 ميلاً)، اعتماداً على موقع المقاعد داخل الحافلة ذات الطابقين.
ومن المأمول أن تجذب هذه الجولة بشكل خاص أولئك القادرين على النوم بسهولة عن طريق الرحلات الطويلة.

وأوضح كينيث كونغ، مدير التسويق وتطوير الأعمال في شركة «أولو ترافيل»، والمسؤول عن تنظيم جولات الحافلة: «عندما كنا نقوم بعصف ذهني للجولات الجديدة، رأيت منشوراً على وسائل التواصل الاجتماعي من صديق يقول إنه يشعر بالتوتر بسبب عمله، لم يستطع النوم في الليل».
وأضاف كونغ: «لكن عندما كان مسافراً في الحافلة، كان قادراً على النوم جيداً. ألهمنا ذلك لإنشاء هذه الجولة التي تتيح للركاب النوم في الحافلة».
وأقيمت «جولة حافلة النوم» الأولى يوم السبت، وتم بيع التذاكر بالكامل. حصل الركاب على حقيبة هدايا تضمنت أدوات مساعدة على النوم مثل قناع العين وسدادات الأذن.
وفي الوقت نفسه، جاء بعض الركاب مجهزين بالبطانيات ووسائد السفر الخاصة بهم للمساعدة في جعل التجربة مريحة قدر الإمكان.

وقال أحد الركاب أنسون كونغ، البالغ من العمر 25 عاماً، إنه يعتقد أن فكرة الجولة جيدة وأنها «أكثر إثارة للاهتمام» مما كان يتوقع.
وأوضح سبب قراره الانضمام إلى الجولة: «لقد كنت أعاني من الأرق، لذلك أنا هنا لمحاولة الحصول على قسط من النوم».



تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».