هل ينجح داكا ومويبو في وضع زامبيا على خريطة كرة القدم الإنجليزية؟

لاعبا ليستر وبرايتون يعيدان للأذهان تجربة مماثلة لاثنين من نفس البلد الأفريقي قبل 50 عاماً

TT

هل ينجح داكا ومويبو في وضع زامبيا على خريطة كرة القدم الإنجليزية؟

قال لي كاوانو، مالك أكاديمية كافو سيلتيك للناشئين: «كان علي أن أفعل الأشياء بشكل مختلف لأنه من الصعب بعض الشيء الترويج للاعبين من هنا. إذا سمع أي شخص اسم زامبيا، فإنه سيود أولا معرفة مكانها على الخريطة». وبعد مرور أكثر من نصف قرن على انتقال إيمينت كابينغوي وفريدي مويلا إلى أستون فيلا تحت قيادة تومي دوكيرتي، ليصبحا أول أفريقيين ينضمان إلى النادي الإنجليزي، وصل مواطناهما باتسون داكا وإينوك مويبو إلى الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الصيف.
وجاء تعاقد برايتون مع مويبو – المعروف في وطنه باسم «الكومبيوتر» لقدرته على قراءة المباريات بشكل رائع - بعد ستة أيام فقط من اكتمال انتقال داكا إلى ليستر سيتي مقابل 23 مليون جنيه إسترليني، وهو ما يعني أن اللاعبين الذين نشآ بأكاديمية كافو سيلتيك، المملوكة لكاوانو، أصبحا أول لاعبين من زامبيا ينتقلان إلى الدوري الإنجليزي الممتاز منذ انتقال إيمانويل مايوكا إلى ساوثهامبتون في عام 2012، وشارك مويبو في التشكيلة الأساسية لبرايتون، تحت قيادة غراهام بوتر، مرة واحدة فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز قبل أن يتعرض لإصابة في الفخذ أدت إلى استبعاده من قائمة منتخب زامبيا في تصفيات كأس العالم هذا الأسبوع، في حين لم يشارك داكا سوى لمدة 26 دقيقة فقط كبديل أمام وستهام.
يقول كاوانو: «قد يرى المشجعون أن هذين اللاعبين يعانيان في الوقت الحالي. لكن بكل صراحة، فإن هذا هو بالضبط ما توقعناه. إذا نظرت إلى باتسون داكا، فقد بذل بريندان رودجرز جهداً كبيرا للتحدث معه وشرح خططه طويلة المدى. إنه يعرف بالضبط ما يتعين عليه القيام به ويتحدثان سويا باستمرار. أينما ذهب باتسون، فإنه يكون بحاجة إلى بعض الوقت من أجل التأقلم والتكيف مع المكان الجديد، لكن قدرته على التكيف هي ما ستجعله نجماً كبيراً في إنجلترا. لكن لا يمكنك أن تتوقع منه أن يأتي ويأخذ مكان جيمي فاردي في غضون شهرين، فهذا أمر مثير للسخرية!».
ولد كاوانو في روسيا، لكنه نشأ في مدينة كافو، على بُعد 30 ميلاً من العاصمة الزامبية لوساكا. بدأ كاوانو يعمل على إعادة إحياء نادي مسقط رأسه في عام 2007 واكتشف موهبة داكا وهو في الثانية عشرة من عمره. يقول كاوانو: «اعتاد والده إحضاره إلى النادي عندما كان صبياً صغيراً، وقال لي: في يوم من الأيام ستكون سعيداً جداً بهذا الصبي وما سيقدمه لك ولهذا النادي. لكنني لم أتعامل مع الأمر على محمل الجد واعتقدت أن ذلك مجرد مدح من أب لابنه، كما يحدث دائما من الآباء».
لكن الأب ناثالي داكا، والذي لعب في السابق كجناح لفريق نيتروجين ستارز المحلي، توفي قبل أن تتاح الفرصة لكاوانو لكي يخبره بأنه كان على حق. لقد قدم داكا مستويات استثنائية في نهائيات كأس الأمم الأفريقية تحت 20 عاما في زامبيا في عام 2017، وتم اختياره أفضل لاعب في البطولة، وجذب أنظار فريديريك كانوتيه، مهاجم وستهام وتوتنهام السابق الذي يمتلك وكالة «12 مانجمنت» لتسويق اللاعبين. وتوصل كانوتيه إلى اتفاق بأن يقضي داكا ستة أشهر على سبيل الإعارة في نادي «إف سي ليفيرينغ» قبل أن ينتقل إلى ريد بول سالزبورغ بشكل دائم. وبعد ذلك، انضم مويبو - الذي كان قد انتقل إلى سلتيك وهو يبلغ من العمر 15 عاماً - إليه في النمسا في ذلك الصيف. يقول كاوانو، الرئيس السابق لبرنامج تنمية الشباب في الاتحاد الزامبي لكرة القدم: «تلقيت عروضاً من العديد من الأماكن المختلفة، لكنني وثقت في كانوتيه عندما أخبرني أن هذا سيكون أفضل طريق لهما. هذه الأندية تطور اللاعبين لبيعهم وليس للاحتفاظ بهم، لأنها تريد أن تحقق مكاسب مالية. وبالتالي، كان هذا هو المكان المثالي لانتقال اللاعبين إليه».
ولعب اللاعبان الزامبيان دورا مهما للغاية في قيادة سالزبورغ للفوز بأربعة ألقاب متتالية للدوري النمساوي، واختير داكا أفضل لاعب في الدوري النمساوي في آخر موسم له هناك. ورغم محاولات كاوانو لإعداد اللاعبين لتحديات الانتقال إلى أوروبا، فإنه يعترف بأن فرصهما في التطور كانت أقل من اللاعبين المحليين عند الوصول إلى أوروبا. ويقول عن ذلك: «عندما انتقل باتسون لأول مرة إلى النمسا، تم بيعه إلى ناد آخر على سبيل الإعارة في البداية، لأن النادي لم يكن مقتنعا بنسبة 100 في المائة بأنه يريد التعاقد معه بشكل دائم. ويعود السبب في ذلك إلى أن اللاعب كان يفتقر إلى بعض الأساسيات التي لم يتعلمها في السن المناسبة».
ويضيف: «لكي نمنح أولادنا الأفضلية، بدأنا في التعاقد مع لاعبين لا تتجاوز أعمارهم 12 عاماً من جميع أنحاء البلاد، ونقدم لهم الآن النظام الغذائي الصحيح، وأحضرنا مدرباً من البرازيل للمساعدة في اختبارهم بشكل صحيح. من المهم أن نبدأ مبكراً، لذا عندما يصل هؤلاء اللاعبون إلى الثامنة عشرة من عمرهم، فإننا نكون قد قمنا بإعدادهم لمدة ست سنوات. وبعد ذلك، لن يقتصر الأمر على أن نتمنى أن يصبح هؤلاء اللاعبون نجوما في أوروبا عن طريقة الصدفة، لكننا سنساعدهم بالفعل على التألق في الملاعب الأوروبية من خلال إعدادهم بنفس الأساليب المتبعة هناك».
وأعرب كاوانو، الذي يخطط لتوسيع أكاديمية كافو سلتيك بفضل الأموال التي تلقاها من انتقال داكا ومويبو إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، عن أن لديه آمالا كبيرة للجيل القادم من اللاعبين الذين يتطورون تحت إشراف كانوتيه.
ويقول: «لدينا علاقة تسمح بأن يساعدني في قدوم خبراء للعمل على تحسين وتطوير مدربينا ولاعبينا. إنه يعتني بنا بشكل جيد، وآمل أن يكون للأندية الأخرى في زامبيا مسارات خاصة بها، ومن ثم نبدأ في تنمية هذه الصناعة هنا. كرة القدم هي الرياضة الوحيدة التي يهتم بها الجميع هنا».
لقد خاض مويلا وكابينغوي أربع مباريات فقط مع أستون فيلا بعد الانتقال للنادي الإنجليزي في عام 1969 قبل أن يُسمح لهما بالرحيل مبكرا قبل نهاية عقديهما الممتدين لمدة عامين، لكنهما يظلان جزءا يدعو للفخر من تاريخ كرة القدم الزامبية. يقول كاوانو: «لقد رأيت تلك المقارنة، وكان الناس يتحدثون عنهما على وسائل التواصل الاجتماعي. سمعت أيضاً أنه يتم إرسال عدد هائل من الرسائل إلى الحساب الخاص بنادي ليستر سيتي للشكوى من أن باتسون لا يلعب. قد يكون الزامبيون مفرطين في الحماس من أجل لاعبيهم، وأعتقد أن بعض مشجعي ليستر سيتي في المملكة المتحدة قد ضاقوا ذرعا بهم، وكأنهم يقولون (لقد مررنا بهذا الوضع من قبل مع اللاعب الجزائري رياض محرز، فهل سيحدث ذلك مرة أخرى؟) لكنهم سوف يتعلمون أن يقدروا بعضهم بعضا في نهاية المطاف».


مقالات ذات صلة

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

رياضة عالمية صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

أصبحت جملة «محمد صلاح هو الوحيد الذي...» شائعةً للغاية خلال السنوات الأخيرة عند الحديث عن أي بيانات أو إحصاءات هجومية في عالم كرة القدم. ويقدم النجم المصري

ديفيد سيغال (لندن)
رياضة عالمية بوستيكوغلو مدرب توتنهام (رويترز)

بوستيكوغلو: غوارديولا في طريقه لأن يصبح أحد عظماء التدريب

قال أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير إن بيب غوارديولا رفع سقف المنافسة مع مدربي الدوري الإنجليزي الممتاز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوارديولا (أ.ف.ب)

غوارديولا بعد تجديد عقده: لم يحن وقت الرحيل

قال المدرب الإسباني بيب غوارديولا الخميس عقب تمديد عقده مع مانشستر سيتي بطل إنجلترا لعامين اضافيين حتى العام 2027 إنّه «لم يستطع الرحيل الآن».

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا مدد عقده لعامين مقبلين (أ.ف.ب)

ماذا يعني بقاء بيب غوارديولا لمانشستر سيتي؟

في وقت تسود فيه حالة كبيرة من عدم اليقين حول مانشستر سيتي والدوري الإنجليزي الممتاز، فإن العقد الجديد لبيب غوارديولا يمثل دفعة كبيرة للنادي.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا مدد تعاقده مع سيتي معلنا التحدي بإعادة الفريق للقمة سريعا (رويترز)

غوارديولا أكد قدرته على التحدي بقرار تمديد عقده مع مانشستر سيتي

يُظهر توقيع جوسيب غوارديولا على عقد جديد لمدة عام واحد مع مانشستر سيتي أن المدير الفني الإسباني لديه رغبة كبيرة في التغلب على التحديات الكثيرة التي تواجه فريقه

جيمي جاكسون (لندن)

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
TT

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)

قال باولو فونيسكا مدرب ميلان المنافس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم الجمعة، إن الفوز على فينيتسيا بعد ثلاث مباريات دون انتصار هذا الموسم، بنفس أهمية مواجهة ليفربول أو غريمه المحلي إنتر ميلان.

ويتعرض فونيسكا للضغط بعدما حقق ميلان نقطتين فقط في أول ثلاث مباريات، وقد تسوء الأمور؛ إذ يستضيف ليفربول يوم الثلاثاء المقبل في دوري الأبطال قبل مواجهة إنتر الأسبوع المقبل. ولكن الأولوية في الوقت الحالي ستكون لمواجهة فينيتسيا الصاعد حديثاً إلى دوري الأضواء والذي يحتل المركز قبل الأخير بنقطة واحدة غداً (السبت) حينما يسعى الفريق الذي يحتل المركز 14 لتحقيق انتصاره الأول.

وقال فونيسكا في مؤتمر صحافي: «كلها مباريات مهمة، بالأخص في هذا التوقيت. أنا واثق كالمعتاد. من المهم أن نفوز غداً، بعدها سنفكر في مواجهة ليفربول. يجب أن يفوز ميلان دائماً، ليس بمباراة الغد فقط. نظرت في طريقة لعب فينيتسيا، إنه خطير في الهجمات المرتدة».

وتابع: «عانينا أمام بارما (في الخسارة 2-1)، لكن المستوى تحسن كثيراً أمام لاتسيو (في التعادل 2-2). المشكلة كانت تكمن في التنظيم الدفاعي، وعملنا على ذلك. نعرف نقاط قوة فينيتسيا ونحن مستعدون».

وتلقى ميلان ستة أهداف في ثلاث مباريات، كأكثر فرق الدوري استقبالاً للأهداف هذا الموسم، وكان التوقف الدولي بمثابة فرصة ليعمل فونيسكا على تدارك المشكلات الدفاعية.

وقال: «لم يكن الكثير من اللاعبين متاحين لنا خلال التوقف، لكن تسنى لنا العمل مع العديد من المدافعين. عملنا على تصرف الخط الدفاعي وعلى التصرفات الفردية».

وتابع فونيسكا: «يجب علينا تحسين إحصاءاتنا فيما يتعلق باستقبال الأهداف، يجب على الفريق الذي لا يريد استقبال الأهداف الاستحواذ على الكرة بصورة أكبر. نعمل على ذلك، يجب على اللاعبين أن يدركوا أهمية الاحتفاظ بالكرة».