غاري كاهيل: الرحيل عن الدوري الإنجليزي الممتاز وأضوائه كان قراراً صعباً

المدافع الدولي السابق يتحدث عن طموحه مع بورنموث وشعوره بالإحباط لابتعاده عن منتخب إنجلترا

TT

غاري كاهيل: الرحيل عن الدوري الإنجليزي الممتاز وأضوائه كان قراراً صعباً

يقول المدافع الإنجليزي المخضرم غاري كاهيل: «رأيت إحصائية ذات يوم على (تويتر) تقول إنني اللاعب الذي شارك في أكبر عدد من الدقائق في الدوري الإنجليزي الممتاز. لقد فاجأني ذلك، لأنني كنت أشعر بأن هناك الكثير من اللاعبين الذين يسبقونني في هذا الصدد، لكن اتضح أنني الأكثر مشاركة حقاً». وبالفعل يعد كاهيل هو الأكثر مشاركة في أكبر عدد من الدقائق في الدوري الإنجليزي الممتاز خلال 15 عاماً الماضية.
ونظراً لأن كاهيل كان يجلس على مقعد في زاوية من ملعب بورنموث المتواضع، فمن السهل أن تتساءل عما يفعله هذا الشخص - الذي خاض 61 مباراة دولية مع منتخب إنجلترا، وحصل على لقب دوري أبطال أوروبا ولقبين للدوري الإنجليزي الممتاز، ولقبين لكأس الاتحاد الإنجليزي، ولقب للدوري الأوروبي، في بطولة دوري الدرجة الأولى، ولماذا يلعب بعيداً عن الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الأولى منذ عام 2007، عندما انتقل من أستون فيلا إلى شيفيلد يونايتد على سبيل الإعارة.
لقد تلقى كاهيل عروضاً من خارج إنجلترا ومن نوريتش سيتي، لكنه وافق على هذا التحدي من أجل العمل تحت قيادة زميله السابق في المنتخب الإنجليزي، سكوت باركر. يقول كاهيل: «كان قرار الابتعاد عن الدوري الإنجليزي الممتاز صعباً للغاية، ولهذا السبب استغرق الأمر وقتاً طويلاً لاتخاذ قرار بشأن ما أريد القيام به. لكن يمكنني القول إنني أستمتع بهذه التجربة تماماً». ما زال الوقت مبكراً للحكم على هذه التجربة، لكن كاهيل، الذي أجرينا معه هذا الحوار قبل اكتشاف إصابة زميله ديفيد بروكس بالسرطان، بدأ يترك بصمة كبيرة بالفعل على أداء الفريق، وهو الأمر الذي جعله مثار إعجاب الجميع، خاصة أنه انتقل إلى بورنموث في أغسطس (آب) الماضي بعد ثلاثة أشهر ونصف الشهر من التدريب بمفرده.
إنه لم يعرف طعم الخسارة حتى الآن، ولم تهتز شباك بورنموث، الذي تغلب على ستوك سيتي بهدف دون رد يوم الثلاثاء الماضي، سوى بهدفين فقط في المباريات السبع، التي شارك فيها كاهيل في التشكيلة الأساسية للفريق. ولا ينسب كاهيل الفضل لنفسه في تقوية دفاعات الفريق بهذا الشكل، حتى لو جعل اللاعب البالغ من العمر 35 عاماً الأمور تبدو سهلة للغاية منذ انتقاله إلى بورنموث بموجب عقد يمتد لعام واحد.
يقول كاهيل: «أعلم أنني جزء من هذا التحسن الذي طرأ على دفاعات الفريق. وبالنسبة لي فلكي أقدم أفضل ما لدي داخل الملعب، يتعين علي أن أعرف كيف أتحدى نفسي. لست بحاجة بالضرورة إلى إثبات الكثير من الأشياء للناس الآن، خاصة بعد المسيرة الطويلة التي خضتها في عالم كرة القدم. أنا بحاجة للاستمتاع بلعب كرة القدم، لكنني بحاجة أيضاً لتحقيق الفوز في المباريات، فأنا أسعى دائماً لتحقيق الفوز. وهناك فرصة هنا، إلى جانب العديد من الفرق الأخرى في هذا الدوري، للفوز بشيء».
وفي بورنموث، يمكنك رؤية كاهيل وهو يوجه زملاءه داخل الملعب بشأن التمركز بشكل معين أو يطالبهم بالتحلي بالهدوء في بعض المواقف. ربما لم يعد كاهيل في قمة عطائه الكروي، لكنه لعب على أعلى المستويات خلال ثمانية مواسم في تشيلسي. ويقول عن ذلك مبتسماً: «لا تعترف أبداً، كلاعب، بأنه لا يمكنك اللعب في هذا المستوى، ودائماً ما تعتقد وبنسبة 100 في المائة أنه يمكنك اللعب في هذا المستوى».
ولم يعتزل كاهيل اللعب الدولي، لكن بعد محادثة ودية مع المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، غاريث ساوثغيت، يعتبر نفسه مشجعاً وليس منافساً على مركز قلب الدفاع. يقول كاهيل: «أفتقد اللعب الدولي بشكل كبير. عندما أرى المنتخب الإنجليزي وهو يلعب، أريد أن ألعب معه وأريد أن ألعب في البطولات. إنه أمر طبيعي، فإنا أريد دائماً أن أكون جزءاً من هذا المنتخب، خاصة عندما يكون جيداً للغاية، كما هو الحال في الوقت الحالي».
ويضيف: «أعلم أن الأمر صعب للغاية، لأنه عندما تكون مع المنتخب الإنجليزي، فإن الأمر يختلف تماماً عن اللعب على مستوى النادي، فمع الأندية يمكنك العودة للمشاركة بعد الغياب لمدة عام، لكن من الصعب حدوث ذلك على مستوى المنتخب. هذا أمر محبط بالنسبة لي كلاعب دولي. لقد شاركت في مباريات التصفيات وفي مباريات ودية، وكنت أرغب في المشاركة في البطولات، لكن ليس لدي الكثير من الفرص للقيام بذلك، ولهذا فالأمر صعب جداً. أعتقد أن الأمر مجرد مسألة وقت فقط حتى يتمكن المنتخب الإنجليزي من الفوز بإحدى البطولات».
ويتمتع كاهيل بقدر هائل من الاحترافية والخصوصية، ويقول عن ذلك: «يحب بعض الأشخاص الكشف عن الكثير من تفاصيل حياتهم للجمهور، في حين يفضل البعض الآخر الحفاظ على خصوصية حياتهم الخاصة، وأنا من هذه النوعية الأخيرة. ربما يريد الناس أن يروا ما تفعله يوماً بعد يوم وما يحدث في عائلتك، وربما يكون هذا أكثر إثارة للاهتمام. لكنني لا أكشف سوى الأشياء المتعلقة بكرة القدم، وأعتقد أن هذا جيد، لأنني لا أجد أي مشكلة في تعليق الناس على المستويات التي أقدمها داخل الملعب، وما إذا كنت ألعب بشكل جيد أم لا. لكنني لا أريد السماح لهم بمعرفة المزيد من الأمور، أو معرفة أشياء تتعلق بأطفالي، وما إلى ذلك».
ويضيف: «لقد تغيرت الأمور بشكل كبير، وبالنسبة للاعبين الشباب القادمين الآن، من المحتمل أن يكون هناك الكثير من الأشياء التجارية التي يتم الإعلان عنها، لذلك من المحتمل أن يكون التعرف على شخصيتك مفيداً بهذا المعنى. لقد تحول اللاعب إلى علامة تجارية. انظر مثلاً إلى نادٍ مثل مانشستر يونايتد وكم هو كبير، فعندما ينتقل أي لاعب إلى ناد بهذا الحجم، فإن عدد متابعيه على وسائل التواصل الاجتماعي سيزيد بنحو أربعة ملايين متابع على الفور. إنه علامة تجارية في حد ذاته».
لكن ماذا عن العلامة التجارية لغاري كاهيل؟ يضحك اللاعب ويقول: «أنا جيد كما أنا، ولا أحتاج إلى أن يكون غاري كاهيل علامة تجارية في الوقت الحالي، فكل شيء يسير على ما يرام». لقد مر أكثر من 15 عاماً منذ أن سجل كاهل ذلك الهدف الرائع بقميص أستون فيلا في أول ديربي له ضد برمنغهام. يقول كاهيل عن ذلك: «لقد كان وجهي طفولياً آنذاك، أليس كذلك؟ كنت قد اشتركت في إحدى الألعاب الهوائية في مباراة سابقة وكنت أعاني من آلام شديدة في ظهري في صباح اليوم التالي».
لقد لعب كاهيل 33. 374 دقيقة في الدوري الإنجليزي الممتاز، ومن المؤكد أن زيادة هذا العدد تتوقف على قدرة بورنموث على العودة إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. يقول كاهيل: «سيكون من الرائع قيادة بورنموث للفوز بلقب دوري الدرجة الأولى، وإضافة هذه البطولة إلى سجلات البطولات التي حصلت عليها».


مقالات ذات صلة


لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
TT

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)

لفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأنظار بعد انتهاء مراسم قرعة كأس العالم 2026، بعدما ظهر وهو يؤدي رقصته الشهيرة احتفالاً أمام الحضور، في مشهد تناقلته وسائل الإعلام ومنصّات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

وجاءت رقصة ترمب تزامناً مع إعلان منحه لقب «فيفا للسلام»، الذي وصفه بأنه «أول تكريم من هذا النوع يحصل عليه»، معبّراً عن «سعادته الكبيرة» بهذا التقدير.

وقدّم رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، إلى ترمب ميدالية تمثل أول تكريم من هذا النوع، مع جائزة ذهبية تحمل شعار «كرة القدم توحّد العالم»، في خطوة وصفها الفيفا بأنها تكريم «لمن يوحّد الشعوب وينشر الأمل للأجيال المقبلة».

وقال إن الجائزة «تمثل بالنسبة إليه إشارة إيجابية إلى دور الرياضة في تخفيف التوترات وتعزيز التقارب بين الشعوب».

واستمر ترمب في تبادل التحيات مع الحاضرين قبل مغادرته القاعة.

اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA (أ.ب)

وليست هذه المرة الأولى التي يلفت فيها دونالد ترمب الأنظار بحركات راقصة في المناسبات العامة. فمنذ حملته الانتخابية عام 2016 ثم 2020، اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA خلال تجمعاته الانتخابية، حيث كان يهزّ كتفيه ويرفع قبضتيه بطريقة أصبحت مادة دائمة للتقليد، وأحياناً السخرية، على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحوّلت رقصاته إلى ما يشبه «علامة مسجّلة» في مهرجاناته الجماهيرية، إذ كان يلجأ إليها لتحفيز الحشود أو لإضفاء طابع شخصي على الفعاليات السياسية. وتكررت المشاهد ذاتها في عدد كبير من الولايات الأميركية، وكان الجمهور ينتظرها في نهاية كل خطاب تقريباً.


ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

TT

ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)
إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)

سلّم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو، للرئيس الأميركي دونالد ترمب، «جائزة فيفا للسلام» قبل إجراء قرعة كأس العالم، اليوم (الجمعة).

ومنح ترمب أول جائزة سلام يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم خلال حفل القرعة.

وقال إنفانتينو: «في عالم منقسم بشكل متزايد، يتعين علينا أن نعترف بأولئك الذين يعملون على توحيده».

وحصل ترمب على الجائزة اعترافاً بمجهوداته للسلام في مختلف أرجاء المعمورة.

من جهته، قال ترمب بعد حصوله على الجائزة: «إنه حقاً واحد من أعظم الشرف في حياتي. وبعيداً عن الجوائز، كنت أنا وجون نتحدث عن هذا. لقد أنقذنا ملايين وملايين الأرواح. الكونغو مثال على ذلك، حيث قُتل أكثر من 10 ملايين شخص، وكانت الأمور تتجه نحو 10 ملايين آخرين بسرعة كبيرة. وحقيقة استطعنا منع ذلك... والهند وباكستان، وكثير من الحروب المختلفة التي تمكّنا من إنهائها، وفي بعض الحالات قبل أن تبدأ بقليل، مباشرة قبل أن تبدأ. كان الأمر على وشك أن يفوت الأوان، لكننا تمكّنا من إنجازها، وهذا شرف كبير لي أن أكون مع جون».

وواصل ترمب قائلاً: «عرفت إنفانتينو منذ وقت طويل. لقد قام بعمل مذهل، ويجب أن أقول إنه حقق أرقاماً جديدة... أرقاماً قياسية في مبيعات التذاكر، ولست أثير هذا الموضوع الآن لأننا لا نريد التركيز على هذه الأمور في هذه اللحظة. لكنها لفتة جميلة لك وللعبة كرة القدم... أو كما نسميها نحن (سوكر). كرة القدم هي شيء مدهش. الأرقام تتجاوز أي شيء توقعه أي شخص، بل أكثر مما كان جون يعتقد أنه ممكن».

وشكر ترمب عائلته، وقال: «السيدة الأولى العظيمة ميلانيا، فأنتِ هنا، وشكراً لكِ جزيلاً».

وأضاف: «ستشهدون حدثاً ربما لم يرَ العالم مثله من قبل، استناداً إلى الحماس الذي رأيته. لم أرَ شيئاً كهذا من قبل. لدينا علاقة رائعة وعلاقة عمل قوية مع كندا. رئيس وزراء كندا هنا، ولدينا رئيسة المكسيك، وقد عملنا عن قرب مع البلدين. لقد كان التنسيق والصداقة والعلاقة بيننا ممتازة، وأودّ أن أشكركم أنتم وبلدانكم جداً. ولكن الأهم من ذلك، أريد أن أشكر الجميع. العالم أصبح مكاناً أكثر أماناً الآن. الولايات المتحدة قبل عام لم تكن في حال جيدة، والآن، يجب أن أقول، نحن الدولة الأكثر ازدهاراً في العالم، وسنحافظ على ذلك».


قرعة «كأس العالم 2026»: السعودية في مجموعة إسبانيا والمغرب مع البرازيل

مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
TT

قرعة «كأس العالم 2026»: السعودية في مجموعة إسبانيا والمغرب مع البرازيل

مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
  • شهد حفل سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم، الجمعة، رقماً قياسياً بحضور 64 دولة، أي أكثر من 30 في المائة من أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
  • قام «فيفا» بزيادة عدد المنتخبات المشارِكة في البطولة من 32 إلى 48 منتخباً، وحَجَزَ 42 منتخباً مقاعدهم قبل مراسم القرعة.
  • المنتخبات الـ22 الأخرى التي كانت في حفل سحب القرعة سوف تخوض مباريات الملحقَين الأوروبي والعالمي، في مارس (آذار) المقبل، لتحديد المنتخبات الـ6 التي ستتأهل للمونديال.
  • تُقام 104 مباريات بدلاً من 64 في بطولة كأس العالم التي ستقام بين يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) المقبلين، في 16 ملعباً بأميركا الشمالية (في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا).
  • حضر الرئيس الأميركي دونالد ترمب القرعة التي احتضنها «مركز كيندي» في العاصمة الأميركية واشنطن.