صحاف الألفية الجديدة يظهر في اليمن.. ويقلب الحقائق بعد عقد من الزمن

محمد البخيتي انتابته هستيريا مع انطلاق «عاصفة الحزم»

مسلح تابع لجماعة الحوثي يعاين الدمار على أحد مقار الجماعة في صنعاء أمس وفي الإطار القيادي الحوثي محمد البخيتي (إ.ب.أ)
مسلح تابع لجماعة الحوثي يعاين الدمار على أحد مقار الجماعة في صنعاء أمس وفي الإطار القيادي الحوثي محمد البخيتي (إ.ب.أ)
TT

صحاف الألفية الجديدة يظهر في اليمن.. ويقلب الحقائق بعد عقد من الزمن

مسلح تابع لجماعة الحوثي يعاين الدمار على أحد مقار الجماعة في صنعاء أمس وفي الإطار القيادي الحوثي محمد البخيتي (إ.ب.أ)
مسلح تابع لجماعة الحوثي يعاين الدمار على أحد مقار الجماعة في صنعاء أمس وفي الإطار القيادي الحوثي محمد البخيتي (إ.ب.أ)

قبل نحو عقد من الزمان، وتحديدا في عام 2003 إبان الحرب الخليجية الثالثة، ظهر على السطح رجل من جلباب الخداع وتزييف الحقائق، لا يمتلك معلومات على أرض الواقع، لكنه يعرف الشتم والسب.. يسأله المراسل «لقد دكت قواعدكم»، فتتحدر إجابته العنترية الغليظة والتي لا تسمن ولا تحمي أجواءه من الطائرات والصواريخ «سنقتل أولئك العلوج.. سندمر الإمبريالية».
محمد سعيد الصحاف، وزير إعلام صدام حسين والناطق الحربي باسمه، ظهر في تلك الحقبة وهو يتحدى ويتوعد من خلال مؤتمراته التي عقدت في أحد الفنادق في العراق، وكان يعلن فيها انتصارات القوات العراقية المتتالية، بينما كانت القوات البرية الأجنبية تتقدم بشكل سريع واستولت على مطار بغداد، وهو لا يكف عن ترديد «سنقاتل العلوج». وفي آخر مؤتمر له يوم سقوط بغداد تحدث ودوي الانفجارات بالقرب منه، إلا أنه ما زال يكذب ويقول «الأميركان ينتحرون الآن بالآلاف على أطراف بغداد».
الثقة المفرطة، الممزوجة بالتحريف، جعلت من الصحاف هدفا إعلاميا، فهو كالمد في البلاغة، وكالجزر في المعلومات الدقيقة، إذ يعد هامشا لتعبئة المساحات الفارغة على الورق والدقائق في ساعات البث.. لا يعرف عن المعارك ومؤتمراتها سوى «سندمرهم.. وأسقطنا.. وقتلنا».. لا توجد أرقام أو إحصائيات، وحديث واضح.
ويبدو أن العالم العربي موعود بمثل هذه الحالات التي تلوي الحقائق وتسب وتزيف الوقائع، رغم ما يقوم به الفصيل الذي تنتمي إليه من قمع لمعارضيه في الداخل، إضافة إلى المناوشات العسكرية مع دول الجوار. والمشهد ذاته لعام 1990 يتكرر اليوم بنفس المعطيات مع اختلاف الزمان والمكان، إلا أن المحتوى والمضمون في التصريحات، مع كل ما قام به الفصيل الحوثي من قتل وتشريد، لا يخلو من العنترية والقذف والشتم.
ظل محمد البخيتي، عضو المجلس السياسي لجماعة «أنصار الله» (الحوثيين)، والمتحدث باسمها، الصورة المستوحاة بكل تفاصيلها من الأصل «الصحاف».. فهو وعلى مدار الأعوام الثلاثة الماضية يقلب الحقائق عبر وسائل الإعلام التي تستضيفه. فهو تارة يصف استخدام القوة في اقتحام المدن بأنه رد فعل لما كان من الطرف الآخر الذي كان يدافع عن الشرعية بالاحتجاج السلمي، وتارة يصف اقتحام صنعاء بالتحرير، ووضع الرئيس الشرعي تحت الإقامة الجبرية بأنه إجراء قانوني، وزحفهم على باقي المدن بكسر الطغيان.
مئات القتلى، والاستيلاء على مؤسسات الدولة، ويظهر صحاف العصر (البخيتي) ليؤكد أن أنصارهم لم يستخدموا السلاح في مواجهة الشعب اليمني، ومن سقطوا من أبناء الشعب اليمني كانوا نتيجة حتمية لمواجهة هؤلاء الخارجين عن القانون والتابعين لأجندات خارجية، على حد وصفه، حيث يسعى «أنصار الله» لتحرير البلاد، وتلك المؤسسات يعمل فريقه على تطهيرها من أيدي السارقين، هي المعادلة التي يعرفها هذا الفصيل (الحوثيون)، الذين ظنوا لفترة أنهم قادرون على فرض إرادتهم على الشعب اليمني بالقوة بمساندة مباشرة من إيران والتحالف مع صالح لأسباب سياسية.
وعندما تتابع حوارات البخيتي عبر وسائل الإعلام العربية تدرك منذ الوهلة الأولى أنك أمام شخص لديه القدرة على الالتفاف حول الحقائق والتشعب في مواضيع ليست لها صلة بما طرح للنقاش، إضافة للاتهامات المباشرة لدول الجوار بتأجيج الوضع وأنها السبب في ما عليه اليمن من عدم استقرار، ناهيك عن البلطجة في كلماته والتهديد لدول تسعى لاستقرار اليمن وإعادة الشرعية، مع إنكار عمليات الدعم المالي وبالأسلحة من قبل إيران، والذي رصد من كل الجهات المعنية في دول الجوار وعبر الأقمار الصناعية. وقال هاني الغامدي، المحلل النفسي والمتخصص في الدراسات المجتمعية، إنه في حالة الحروب أو المناطق التي تعاني صراعات داخلية يخرج مثل محمد البخيتي لتعزيز فكرة ما، وذلك كي يأخذ المتلقي هذه الفكرة من المتحدث، لأنه يمثل البوق الأساسي لما هو عليه الحراك سواء كان سياسيا أو حربيا، ويعد هو الواجهة لتغيير الوقائع.
واستند الغامدي في توصيف الحالة بالصحاف إلى أنه تم رسم صورة معينة للوضع العراقي قي ذلك الوقت عن طريق الصحاف، فبالتالي الصورة التي رسمت في أذهان المتلقي جعلت منه صورة نمطية معينة تخالف الواقع.. إلا أن إبداعه في إظهار ما يخالف الواقع للعامة وبصورة متكاملة يحسب لإمكانياته في القيام بمثل هذه الأدوار، لافتا إلى أنه ومن هذا المنطلق تستثمر مثل هذه الشخصيات في ما عليه الوضع لنقل صورة مغايرة.
وأكد المحلل النفسي أن مثل هذه الحالات لا تكون تحت ضغوط من قبل جهتها، إذ تحسن هذه الجماعات الاختيار لمن يكون متحدثا أو ناطقا لها على المستوى المحلي أو الدولي، من خلال ما يمتلكه من محتوى كلامي ولفظي، ويمتلك قدرة على توصيل المحتوى والتشعب بقواعد لغوية ينجذب معها المتلقي.
ولم يمض على هذه التصريحات سوى يومين حتى شددت ميليشيات الحوثيين مدعومة بقوات موالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح الطوق على مدينة عدن الجنوبية التي كان يتحصن فيها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ودارت معارك بالأسلحة الثقيلة في محافظتي الضالع ولحج القريبتين من عدن، ليصاب المراقبون والإعلاميون للمرة المائة بالتضارب في التصريحات مع خروج الصحاف مرة أخرى ووصفه هذه العملية بأنها في إطار تصحيح الأوضاع.
ومع الساعات الأولى من انطلاق «عاصفة الحزم» ظهر على إحدى القنوات العربية وهو بحالة هستيرية، وهو يصرخ ويزمجر «هذا عدون.. سوف نرد»، وتارة دون النظر إلى شاشة التلفاز.. ويتبادر إلى ذهنك وأنت تستمع فقط لما يتلى شعور بأن المتحدث شيخ من كثرة عرضه الآيات القرآنية والمواعظ، ثم بدأ يشتم ويقذف، لدرجة أنه اتهم مذيع النشرة بأنه ماسوني بسبب طرحه أسئلة لا تتوافق مع ما يذهب إليه صحاف العصر.



السعودية وبريطانيا تؤكدان ضرورة خفض التصعيد الإقليمي

الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
TT

السعودية وبريطانيا تؤكدان ضرورة خفض التصعيد الإقليمي

الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)

أكدت الرياض ولندن، الخميس، ضرورة خفض التصعيد الإقليمي، والالتزام بالمعايير الدولية، وميثاق الأمم المتحدة، وذلك في بيان مشترك عقب زيارة كير ستارمر رئيس الوزراء البريطاني للسعودية هذا الأسبوع، التي جاءت انطلاقاً من أواصر علاقتهما المميزة.

وذكر البيان أن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، وستارمر أكدا خلال جلسة مباحثات رسمية على أهمية الدور الذي يقوم به مجلس الشراكة الاستراتيجية في تعزيز التعاون بين البلدين، واستعرضا التقدم الكبير المحرز في تطوير العلاقات الثنائية وتنويعها.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز الشراكة الاقتصادية بينهما، والتزامهما برفع حجم التجارة البينية إلى 37.5 مليار دولار بحلول عام 2030، وزيادة الاستثمار في صناعات الغد، بما يحقق النمو المستدام. كما اتفقا على برنامج طموح للتعاون يهدف لتعزيز الازدهار المتبادل، والأمن المشترك، ومعالجة التحديات العالمية.

وأشادا بنمو الاستثمارات المتبادلة، ونوّها بالاستثمارات السعودية الكبيرة في المملكة المتحدة خلال عام 2024، ومنها لصندوق الاستثمارات العامة، مثل «سيلفريدجز» و«مطار هيثرو»، والاستثمار الإضافي في نادي نيوكاسل يونايتد لكرة القدم، ما يعزز العلاقات المتنامية بين شمال شرقي إنجلترا والسعودية.

ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء البريطاني خلال جلسة مباحثات رسمية في الرياض (واس)

وبينما تعدّ المملكة المتحدة من أكبر المستثمرين الأجانب في السعودية، نوّه الجانبان بإعلان الهيئة البريطانية لتمويل الصادرات عن خططها لزيادة حجم تعرضها السوقي إلى 6 مليارات دولار أميركي، وذلك في ضوء نجاح التمويل (المتوافق مع الشريعة الإسلامية) بقيمة تبلغ نحو 700 مليون دولار للاستثمار بمشروع القدية (غرب الرياض).

وأعربا عن تطلعهما إلى تطوير شراكات استراتيجية طويلة الأمد تخدم المصالح المتبادلة، والمساهمة في النمو الاقتصادي المستدام. ورحّبا بالتقدم الكبير المحرز بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين مجلس التعاون الخليجي والمملكة المتحدة.

وأشادا بالتعاون القائم بين البلدين في قطاع الطاقة، وأكدا أهمية تعزيزه بمجالات الكهرباء، والطاقة المتجددة، والهيدروجين النظيف وتطبيقاته، والتكنولوجيا النظيفة، وابتكارات الطاقة والاستدامة. واتفقا على العمل المشترك لإنشاء تحالف الهيدروجين النظيف بين جامعاتهما بقيادة جامعتي «الملك فهد للبترول والمعادن»، و«نيوكاسل».

وأكدا أهمية تعزيز موثوقية سلاسل التوريد العالمية، وتحديداً مع إطلاق السعودية مبادرة لتأمين الإمدادات، وخاصة بمجالات الطاقة المتجددة، وإنتاج الهيدروجين، والمعادن الخضراء، والبتروكيماويات المتخصصة، وإعادة تدوير النفايات، والمركبات الكهربائية.

جانب من جلسة المباحثات بين الأمير محمد بن سلمان وكير ستارمر (واس)

كما رحّبا بإطلاق السعودية 5 مناطق اقتصادية خاصة تستهدف الصناعات والقطاعات الاستراتيجية، وتوفر للشركات البريطانية فرصة الاستفادة من مزايا وحوافز على جميع مستويات سلاسل التوريد.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في قطاع الخدمات المالية، ومجال تطوير قطاعات التعدين المستدامة، وتنويع إمدادات المعادن النادرة المستخدمة في التقنيات النظيفة. وأعربت بريطانيا عن دعمها وعزمها المشاركة على مستوى رفيع في «منتدى مستقبل المعادن السعودي» خلال شهر يناير (كانون الثاني) 2025.

كما أكدا على مركزية الاتفاقية الأممية الإطارية بشأن تغير المناخ، واتفاقية باريس، ونوّها بنتائج مؤتمر الأطراف «كوب 29»، وأهمية العمل لتحقيق نتيجة طموحة ومتوازنة في «كوب 30» عام 2025. ورحّبت بريطانيا بطموحات الرياض وقيادتها عبر مبادرتي «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر»، ورئاستها لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر «كوب 16».

وأعربت بريطانيا أيضاً عن دعمها جهود السعودية في مجالات البيئة والتغير المناخي من خلال تنفيذ نهج الاقتصاد الدائري للكربون الذي أطلقته الرياض، وأقرّه قادة مجموعة العشرين، مؤكدة دعمها القوي لـ«رؤية 2030»، والتزامها بالفرص التي تتيحها في إطار الشراكة بين البلدين.

ولي العهد السعودي يصافح رئيس الوزراء البريطاني لدى وصوله إلى قصر اليمامة (واس)

ورحّب البلدان بتزايد عدد الزوار بينهما، وعبّرا عن تطلعهما إلى زيادة هذه الأعداد بشكل أكبر خاصة في ظل زيادة الربط الجوي بينهما، وتسهيل متطلبات الحصول على التأشيرة من الجانبين.

واتفقا على أهمية تعزيز التعاون في مختلف القطاعات الثقافية، بما في ذلك من خلال إطلاق برنامج تنفيذي جديد لتعزيز مشاركة بريطانيا في تطوير محافظة العُلا (شمال غربي السعودية)، كما رحّبا بالاتفاق على إطلاق شراكة بين الهيئة الملكية للعلا والمجلس الثقافي البريطاني تزامناً مع احتفال الأخير بمرور 90 عاماً على تأسيسه.

وأشادا بنتائج تعاونهما الاستراتيجي في مجالات التعليم والتعليم العالي والتدريب. ورحّبا بالخطط الاستراتيجية لزيادة عدد المدارس البريطانية في السعودية إلى 10 مدارس بحلول عام 2030، وافتتاح فروع للجامعات البريطانية في السعودية، كما عبّرا عن التزامهما بمواصلة التباحث حول زيادة التعاون في مجالات الاحتياجات التعليمية الخاصة، والتدريب التقني والمهني.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجال الرعاية الصحية، ومواجهة تحديات الصحة العالمية. ونوّها بالمناقشات الجارية بين الجامعات البريطانية والشركاء السعوديين المحتملين لإنشاء كلية لتدريب الممرضين بالسعودية. كما اتفقا على أهمية الاستفادة من فرصهما لزيادة التعاون بمجالات السلامة الغذائية، والمنتجات الزراعية.

ولي العهد السعودي يستقبل رئيس الوزراء البريطاني (واس)

واتفق الجانبان على تعزيز التعاون في الأنشطة والبرامج الرياضية، وأشادا بالمشروع المشترك بين الجامعات السعودية والبريطانية لدعم تطوير القيادات النسائية المستقبلية بمجال الرياضة، والشراكة المتنامية بمجال الرياضات الإلكترونية.

وأشادا بمستوى تعاونهما بمجال الدفاع والأمن على مرّ العقود الماضية، وأكدا التزامهما بشراكة دفاعية استراتيجية طموحة ومستقبلية، بما يسهم في تطويرها لتركز على الصناعة وتطوير القدرات، وزيادة التشغيل البيني، والتعاون بشأن التهديدات المشتركة بما يسهم في تحقيق الأمن والازدهار في البلدين.

واتفقا على توسيع التعاون في مجالات النشاط السيبراني والكهرومغناطيسي، والأسلحة المتقدمة، والقوات البرية، والطائرات العمودية، والطائرات المقاتلة. كذلك تعزيزه أمنياً حيال الموضوعات المشتركة، بما فيها مكافحة الإرهاب والتطرف.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجال العمل الإنساني والإغاثي، وشدّدا على ضرورة مواصلة التعاون في المحافل والمنظمات الدولية لمعالجة التحديات الاقتصادية العالمية، والتزامهما بتوحيد الجهود لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، وعقد حوار استراتيجي سعودي - بريطاني سنوياً بشأن المساعدات والتنمية الدولية، واتفقا على التمويل المشترك لمشاريع في هذا الإطار بقيمة 100 مليون دولار.

الأمير محمد بن سلمان وكير ستارمر قبيل جلسة المباحثات في قصر اليمامة (واس)

وحول تطورات غزة، أكد الجانبان ضرورة إنهاء الصراع، وإطلاق سراح الرهائن فوراً وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي، مشددين على الحاجة الملحة لقيام إسرائيل بحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية لإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب الفلسطيني، وتمكين المنظمات الدولية والإنسانية من القيام بعملها.

وبحثا كيفية العمل بينهما لتنفيذ حلّ الدولتين بما يحقق إحلال السلام الدائم للفلسطينيين والإسرائيليين. وأعربت بريطانيا عن تطلعها إلى انعقاد المؤتمر الدولي الرفيع المستوى بشأن الحل السلمي، الذي سترأسه السعودية وفرنسا في يونيو (حزيران) 2025.

وفي الشأن السوري، رحّب الجانبان بأي خطوات إيجابية لضمان سلامة الشعب السوري، ووقف إراقة الدماء، والمحافظة على مؤسسات الدولة ومقدراتها. وطالبا المجتمع الدولي بالوقوف بجانب الشعب، ومساعدته في تجاوز معاناته المستمرة منذ سنوات طويلة، مؤكدين أنه حان الوقت ليحظى بمستقبل مشرق يسوده الأمن والاستقرار والازدهار.

وفيما يخص لبنان، أكدا أهمية المحافظة على اتفاق وقف إطلاق النار، والتوصل لتسوية سياسية وفقاً للقرار 1701. كما اتفقا على ضرورة تجاوزه لأزمته السياسية، وانتخاب رئيس قادر على القيام بالإصلاحات الاقتصادية اللازمة.

ولي العهد السعودي يصافح الوفد المرافق لرئيس الوزراء البريطاني (واس)

وبشأن اليمن، أكد الجانبان دعمهما الكامل لمجلس القيادة الرئاسي، وأهمية دعم الجهود الأممية والإقليمية للتوصل لحلٍ سياسيٍ شاملٍ للأزمة اليمنية، وضمان أمن البحر الأحمر لتحقيق استقرار الاقتصاد العالمي.

وحول الأوضاع السودانية، أكدا أهمية البناء على «إعلان جدة» بشأن الالتزام بحماية المدنيين في السودان عبر مواصلة الحوار لتحقيق وقف كامل لإطلاق النار، وحل الأزمة، ورفع المعاناة عن شعبه، والمحافظة على وحدة البلاد، وسيادتها، ومؤسساتها الوطنية.

ورحّب الجانبان باستمرار التواصل بين البلدين بشأن الحرب في أوكرانيا، مؤكدين أهمية بذل كل الجهود الممكنة لتحقيق السلام العادل والمستدام الذي يحترم السيادة والسلامة الإقليمية بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة.

جانب من مراسم الاستقبال الرسمية لرئيس الوزراء البريطاني في قصر اليمامة بالرياض (واس)