طاقم أميركي ـ إسرائيلي لفض الخلاف حول إعادة فتح قنصلية القدس

اجتماع وزيري الخارجية الإسرائيلي والأميركي في واشنطن 13 أكتوبر الجاري (رويترز)
اجتماع وزيري الخارجية الإسرائيلي والأميركي في واشنطن 13 أكتوبر الجاري (رويترز)
TT

طاقم أميركي ـ إسرائيلي لفض الخلاف حول إعادة فتح قنصلية القدس

اجتماع وزيري الخارجية الإسرائيلي والأميركي في واشنطن 13 أكتوبر الجاري (رويترز)
اجتماع وزيري الخارجية الإسرائيلي والأميركي في واشنطن 13 أكتوبر الجاري (رويترز)

كشفت مصادر سياسية في تل أبيب، أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن والحكومة الإسرائيلية اتفقتا على تشكيل طاقم مشترك، يعمل على فض الخلاف القائم بينهما حول القرار الأميركي بإعادة فتح القنصلية في القدس.
وقالت هذه المصادر، بحسب تقرير نشره المراسل السياسي لموقع «واللا» الإخباري، باراك رافيد، إن الطاقم سيجري مفاوضات سرية حثيثة لحل هذه المعضلة بأقل ما يمكن من الأضرار لأي من الطرفين. فالإدارة الأميركية كانت من جهتها قد أعلنت قرارها بإعادة فتح القنصلية بشكل علني ورسمي، أكان ذلك من خلال وعد انتخابي أو بتصريحات الرئيس ووزير خارجيته، أنتوني بلينكن، وهما يعتبران القرار حيوياً للمصلحة الأميركية الاستراتيجية، ولذلك لا يريدان إلغاء القرار ولا تعطيله. علماً بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بنيت والعديد من شركائه اليمينيين في الحكومة يعارضون إعادة فتحها، لأنها تعيد للفلسطينيين مكانة في القدس، والأمر يحرجهم أمام المعارضة اليمينية الإسرائيلية.
المعروف أن القنصلية الأميركية في القدس، أُنشئت في القرن التاسع عشر. وتم بعد فترة وجيزة من توقيع اتفاقيات أوسلو وإقامة السلطة الفلسطينية، وتحديداً في سنة 1996، تخصيص غالبية عمل القنصلية لخدمة الفلسطينيين في أراضي السلطة. وقد أغلق الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب هذه القنصلية وضمها إلى السفارة الأميركية التي نقلها من تل أبيب إلى القدس، في عام 2019، وهو ما اعتبر جزءاً من قرارات وإجراءات عديدة اتخذها ترمب عقاباً للسلطة على رفضها «خطة القرن».
وقد اعترض الرئيس بايدن وحزبه على قرار إغلاق القنصلية ووعد خلال الانتخابات بإعادة فتحها، وأعلن تمسكه بوعده بعد الانتخابات، بل قرر إعادة فتحها ولكنه لم يحدد موعداً دقيقاً. وحسب مصادر سياسية في تل أبيب، كان بايدن ينوي فتح القنصلية في شهر يوليو (تموز) الماضي. ولكن الحكومة الإسرائيلية اعترضت، علماً بأن قرار إعادة فتح القنصلية يحتاج إلى مصادقة رسمية منها. وقال الرئيس بايدن، لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيت، خلال لقائهما في شهر أغسطس (آب) الماضي، في البيت الأبيض، إنه «لن يتنازل» عن إعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس لخدمة الفلسطينيين.
وأكد مسؤولون أميركيون أن بايدن طرح موضوع القنصلية أكثر من مرة خلال اللقاء مع بنيت، سواءً خلال محادثتهما الخاصة أو خلال الاجتماع بالطواقم. ولكن في نهاية المطاف، استجابت إدارة بايدن للمطالب الإسرائيلية بتأجيل إعادة فتح القنصلية، حتى تمرير ميزانية الحكومة الإسرائيلية، المفترض أن يتم حتى يوم 7 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
وقال وزير الخارجية، يائير لبيد، إنه شخصياً يؤيد إعادة فتحها، ولكن ليس الآن، لأن الأمر يهدد استقرار الحكومة. وقال وزراء كبار في الحكومة، إن إعادة فتح القنصلية اليوم سيكون بمثابة «كرة لهب» من الممكن أن تقوض استقرار الائتلاف الحكومي وتحرق الأرض تحت أقدامها.
ويؤكد مقربون من بنيت، أن «رئيس المعارضة، بنيامين نتنياهو، سيستخدم الإعلان عن إعادة فتح القنصلية لمصلحته السياسية، الأمر الذي سيقوض استقرار الحكومة الإسرائيلية المشكلة من أحزاب يمينية وأحزاب وسط وأخرى يسارية، خصوصاً إذا ما تم ذلك قبل المصادقة على الميزانية». بناء على ذلك، اتفق وزير الخارجية لبيد مع نظيره الأميركي بلينكن، في الأسبوع السابق، على تشكيل طاقم مشترك يفض الخلاف ويتوصل إلى تسوية تقلل الأضرار وتحقق أهداف الطرفين، يكون في صلبها إيجاد صيغة ملائمة لإعادة فتح القنصلية. وذكر التقرير المذكور أعلاه، أن بلينكن شدد على أن واشنطن تتفهم الحساسية السياسية لإعادة فتح القنصلية، غير أنها معنية بفتح قنوات حوار سرية مع إسرائيل في هذا الشأن، دون ضجة إعلامية، أو تسريبات أو تصريحات وتصريحات مضادة من الجانبين حول هذا الخصوص.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».